أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - ( مبارك شعبي مصر ) بين النص المقدس و الواقع المؤلم















المزيد.....

( مبارك شعبي مصر ) بين النص المقدس و الواقع المؤلم


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالعادة عندما يتكلم رجال الدين المسيحي عن مصر فأنهم يتكلمون عنها بوصفها أرض مباركة من الله فعلاً و نصاً
من جهة الفعل لأن العائلة المقدسة جاءت لمصر هرباً من هيردوس الذي كان يريد أهلاك يسوع فأمر الملك يوسق النجار بأن يأخذ الصبي و أمه و يهرب لمصر و يقال أنهم مكثوا في مصر 3 سنوات و نصف

أما من جهة النصً :- لأن الله في سفر أشعياء توجد أية في نهاية أصحاحه ( فصله ) التاسع عشر جزء من أية يقول ( مبارك شعبي مصر )

من جهة البركة على الأرض فبنظرة موضوعية نجد انه ليس من الطبيعي أن تكون مصر بلد مباركة من الله و يكون بها كل هذا القدر من الفساد الممنهج والذي يضع مصر في أعظم مراتب الأمم فسادا
ً كما أن مصر بالنسبة لليهود كانت رمز للعبودية و قهر شعب الله و ذلهم وكثيراً ما كان الله يذكرهم كيف أنه أنقذهم و أخرجهم منها بعد أن ذلهم المصريين
عندما زارت العائلة المقدسة مصر وتشرفت مصر بهذه الزيارة و لكن هذا لا يعني أنها أصبحت أرض مباركة و أرض مقدسة
فمثلاً أن كان لديك أرض خربة و مظلمة و بها كم كبير من المخلفات و طفح المجاري تزكم الأنوف و تجعل الجميع يشمئز من حالها و يعمل كل جهده لتركها ثم زارها ملك عظيم هو و عائلته و مكث بها فترة ثم رحل و انت لم تقم بأي شيء لإزالة الخراب من هذه الأرض وتعميرها و تنويرها و تنظفيها لكنك أكتفيت بتعليق لافتة كبيرة عليها مكتوب بها
( هذه الأرض مقدسة و مباركة لأن ملك الملوك زارها و مكث بها ) فهل سيصدقك أحد ؟ و هل تلوم أحد على التشكيك في كلامك و أن كان الله المتجسد زار مصر يوماً فالله موجود في كل مكان و لا يخلو منه مكان و هذا ليس سبب للأدعاء أن جميع الأماكن مقدسة

أما من جهة مباركة الله لمصر نصاُ و حتى فترة قريبة كنت لا أهتم بالبحث عن موقع هذه الأية و لا سياقها و لا موقعها بين الأيات التي تسبقها رغم رؤيتي ما تعانيه في مصر من تخلف ورجعية و فساد و أنحدار على كافة المستويات و ..... مما جعلها في مركز متميز في قائمة الدول الفاشلة على كافة المستويات و التي تنافس على قمة هذه الدولة بشراسة و منطلقة للقمة بسرعة الصاروخ
و هذا ما جعلني أتسأل أن كانت هذه البركة فما هي اللعنة ؟؟؟؟
و صراحة كنت أتمنى لبلدي مصراً قدراً من لعنة أمريكا أوأوربا أو حتى الصين لتتقدم بلدي بعض الشيء أقتصادياً و علمياً مثل هذه البلاد الملعونة التي لم يذكر يخصوصها نص يباركها في أي دين
و حين قامت ثورة 25 يناير الملعونة التي عجلت بخراب مصر أكثر ما كانت عليه أنتشرالأصحاح التاسع عشر من سفر أشعياء في كل المنتديات القبطية بحثاً عن مصير مصر لأن هذا السفر يتكلم عن نبوات تخص مصر و عندما قرأت الأصحاح رأيت أن أية البركة ( مباركي شعب مصر ) موجودة في نهايته بعد العديد من الويلات و الخراب الذي ينتظر مصر والواردة في بداية هذا السفر و لم يذكرها أحد
و رغم أفتراضي حسن نية رجال دين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الحديث عن مصر و بركاتها المزعومة بقصد زرع الأمل أو أثبات الوطنية و الحب لمصر
الا أنهم كان يجب عليهم أن يوضحوا الجانب الأخر من النبوات حتى أن يوماً أستخدم شعبهم عقله الذي تم تدميره لا يشك في مواعيد و نبوات الله عندما يروا حديث عن بركة مصر و شعبها و لا يرون في الواقع الا كل لعنة على هذه الأرض و شعبها
وسبب أخر كان من أجله يجب أن يذكروا أباء الكنيسة باقي النبوات و الويلات حتى يوضحوا الصورة كاملة لأنهم في حروبهم العقائدية مع الطوائف الأخرى لا يكلون و لا يملون من التذكير بخطورة الأية الواحدة رغم أنهم كثيراً ما يستخدمون الأية الواحدة لدعم مواقفهم و ممارستهم

و تستطيع أن تعرف رد أي رجل دين قبطي عند سؤاله عن مصر لأن الأجابة بمثابة أكليشه جاهز يتم وضعه في كل حوار وهو في الغالب خليط من أيات البركة المزعومة و قول البابا شنودة المتنيح ( أن مصر ليست و طناً نعيش فيه أنما مصر وطن يعيش فينا )
و لهذا عندما تكلم البابا تواضروس الثاني لمحرر بوابة الأهرام عند سؤاله عن هجر ة بعض الأقباط من مصر بعد الثورة
قال قداسته :- بلادنا مبروكة، باركها السيد المسيح والقديسة العذراء مريم ومكثوا فيها 3 سنوات ونصف، والعبارة والوعد المشهور المكتوب في الإنجيل (مبارك شعبي مصر) مصر فيها وعد، أنه لن يكون فيها حرب، ولا قتال، ومصر تعيش في سلام، وفي سفر أشعياء في العهد القديم يقول النص (مبارك شعبي مصر، وفي ذلك اليوم يكون مذبحا للرب في وسط أرض مصر وعمودا عند تخومها)
و هنا أتسأل لماذا ذكرت يا قداسة البابا هذه الأية فقط و تجاهلت باقي أيات السفر؟
أنها نفس الأية التي تستخدم منذ عقود لكي يوهمون الجميع أن مصر مباركة حتى انه يقال تم أستخدامها يوماً لتأييد مبارك في أستفتاء كان فائز به لا محالة كعادة فمصر لا تقول صناديق أستفتاءتها ( لا ) لأحد من حكامها و هذا أيضاً نوع من أنواع البركة
لماذا لم تذكر يا قداسة البابا الكثيرة من الويلات المنتظر حدوثها لمصر
( أكثر ما بها من ويلات بالفعل ) و هي واردة في نفس السفر بل و في نفس الأصحاح و لكن قداسته كعادة رجال الدين لدينا أقتص هذه الأية من سياقها لتسويق أن الله بارك مصر و هذا غير حقيقي و لا يصدقه الكثير من المصريين الذين يرون تدهور أحوال مصر من سيء للأسواء على يد أنظمة تتنافس على السلطة من أجل السلطة تعمل على الأنفراد بها دون أن يمس نظام الفساد الكائن في كل أركان مصر و للحق هذا التدهور لا يتحمله الأخوان وحدهم لكن في عهدهم التدهور أسرع و أشمل و للحق أيضاً أن نظام الفساد في مصر أصبح أقوى من أي نظام حكم قائم أو قادم
و كثير من المصريين الذين يستخدمون عقولهم لا يصدقون تسويق أية البركة هذه فليس من المنطقي أن تكون مصر بلد مباركة و بها كل هذا الكم من الفساد و الدمار على كافة المستويات مما جعلها أقرب للجحيم منها لبلد جعلت كثيرين يحلمون بالخلاص منها بالسفر و الهجرة و يسموها تارة خرابة أو غابة و هي للأسف أحوالها تفوق كل هذه المسميات فهي مزيج من الخراب و الغاب
أما بخصوص البركة المذكورة في السفر فربما أتت في عصر ما في الماضي السحيق أو ربما سوف تأتي في المستقبل البعيد و ربما البركة كان مختص بها شعب الله قديماً ألا وهو شعب بني إسرائيل في مصر فيقول الكتاب المقدس
(مبارك شعبي مصر ) و لا يقول ( مبارك شعب مصر ) فهناك ياء الملكية و أنتهى الأمر بخروجهم من أرض مصر
و ربما أي شيء أخر غير أن مصر و شعبها مبارك الأن
و لا أدري من أي فصل من الكتاب المقدس أتى البابا تواضروس الثاني بتصريحاته المتضمنة مصر فيها وعد، أنه لن يكون فيها حرب، ولا قتال، ومصر تعيش في سلام أن كان الفصل التاسع عشر من سفر أشعياء يقول ( وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينه ومملكة مملكة .وتهراق روح مصر داخلها )
فهل نصدق كلام البابا تواضروس الثاني عن أنه لن يكون هناك حرب بل سلام أم نصدق كلام الله على لسان أشعياء
وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه
تهراق روح مصر داخلها وافنى مشورتها فيسالون الاوثان والعازفين واصحاب التوابع والعرافين
اغلق على المصريين فى يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود
وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس.وتنتن الانهار وتضعف وتجف سواقى مصر ويتلف القصب والاسل.والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون

و أن سلمنا بأجابة البعض بأن الحروب و الويلات كانت في الماضي و أنتهت فأين هما البركة و السلام لمصراللذان تعيش فيهما مصر الأن ؟
و كيف تكون مصر مباركة وهذا هو حالها ؟
أما أن البركة هي الأخرى كانت في عهد سابق و أنتهت ؟
نصحت بأن أقراء تفاسير و لكنني لن أفعل فما تعيشه مصر من واقع مؤلم و محزن لن يجدي معه تفاسير و تأويل لاهوتية لفسلفة أنهيار مصر

كلامي هذا ليس كرهاً لمصر وطني انما هو حزن على حالها و على ما صارت عليه فالعيب ليس عيب البلد أو الأرض فهذه الأرض يوماً ما أخرجت حضارة أبهرت العالم كله و مازالوا يكتشفون في أسرارها حتى الأن و لكن هذا الشعب المصري الذي أنتج الحضارة و برع في العلوم و الفنون و ..... أنقرض و أصبح يعيش عليها الأن شعب مهجن باصول عربية و تركية و ..... و جميعها سلالات غير نقية حتى من يزعمون أنهم أصل مصر كالنوبة و الأقباط فأعتقد ان الأنسان المصري المنتج للحضارة أنقرض مع هذه الحضارة
.
وها هو موقع الأصحاح التاسع عشر من سفر أشعياء و يتكلم فيه عن ويلات كثيرة تنتظر مصر و ينهي السفر بـ ( بها يبارك رب الجنود قائلا: مبارك شعبي مصر، وعمل يدي أشور، وميراثي إسرائيل )

http://st-takla.org/pub_oldtest/Arabic-Old-Testament-Books/27-Isaiah/Sefr-Ash3eya-Chapter-19.html



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عايز أقول
- الجزارين والكلاب المسعورة ( الحلقة المفرغة )
- أكتب لمصرشعراً حزيناً مثها
- الأقباط هم سبب نكسة وفشل الثورة المصرية
- بابا الفقراء
- الثورة المصرية و طريقها المسدود
- تهجيرأقباط العامرية ليس الأول و لن يكون الأخير
- عدم التهنئة بالعيد أفضل من تفجير الكنائس
- سانت كلوز بين الشرق و الغرب
- هل تصحح الثورة المصرية مسارها 3
- أنتهازية الأحزاب الإسلامية
- شيلوا الحكم حطوا خروف ...يمكن يحكم بالمعروف
- سياحة الأرهاب و الأختطاف بديلأ لسياحة الأصنام و العري
- هل تصحح الثورة المصرية مسارها 2
- هل تصحح الثورة المصرية مسارها ؟( 1 )
- بنيامين نتنياهو أول من حذر من سرقة الإسلاميين لثورة مصر
- مثل الأرثوذكسي و العشار
- وطنية الأخوان و خيانة الأقباط
- أخويا مينا مات مقتول
- أعتداءات أرهابية على الأقباط و ليست فتنة طائفية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - ( مبارك شعبي مصر ) بين النص المقدس و الواقع المؤلم