أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - حقيقة الخُدعة















المزيد.....

حقيقة الخُدعة


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 10:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا وحي جاء ولا مَلك نزل، والأمر كله مُلك ومصالح ومغانم وسيادة في الدنيا وغواية للمستضعفين لاستغفالهم واستغلالهم، وإذلال عِلية القوم والملأ الأعلى، لسيادة القوم والملأ الأعلى، وكل الهراء عن الشمس في اليمين والقمر في اليسار لا قيمة له، فلا شمس تغني من جوع ولا قمر يروي من عطش، والقصد والهدف كان المكسب المادي الحقيقي المباشر، السلطة والسيادة والغنيمة، وسرقة أقوات الناس وأرضهم وأموالهم ونسائهم، دون جهد حقيقي أو علم أو عمل.

قريش، القبيلة الجاهلية، وعلى لسان محمد، كانت تؤلف بين القبائل " لإيلاف قرش إيلافهم " عكسه هو تماماً هو ودينه القيم المسالم المتسامح، وعصابته من صعاليك القوم ومستضعفيهم، الذين عاثوا في الأرض حربا وقتلا وسرقا دون وازع من ضمير أو شرف، والذين لم يتقاطروا عليه كالنمل إلا بعد أن أحلّ الغنائم، تماماً كرجال العصابات وليس كنبي، وهو الذي ظل يدعو الناس ثلاثة عشرة عاماً بمكة، دون أن يظفر منهم إلا بعدد لم يتجاوز المائة، حين كانت الدعوة تؤجل الوعد بالنعمة في جنة الخلد بالآخرة.

قريش التي اعترف محمد بمقدساتها بعد فتح مكة، والتي كان تعد وثنية قبل الفتح، كالاعتراف بالكعبة وتقديسها وحجرها الأسود، وتحويلها لمعبد يجتمع عنده جميع العربان، بعد أن تخلص من اليهود وقبلتهم الأولى في القدس، وباتت دعوته بحاجة لمعبد له تاريخه، معبد قريش، قبيلته في المقام الأول، وسدنتها الهاشميون آل البيت، بنفس شعائر الوثنيين القديمة كالطواف والسعي، وتكريس المقامات والمواضع كالصفا والمروة وعرفات.

محمد بن عبد الله، الشخصية الأدهى والأحقر في تاريخ العرب، وربما في تاريخ البشر، الشخصية البرجماتية الأولى بلا منازع، فلا أصل ولا مال ولا شرف، يتيم تزوج ثرية مسيحية وأنتمي لهاشميين بسطاء، وكل ما كان يملكه إصرار وخيال خصب، جعله يستميت على فكرته، ويدعو لها الناس، ويؤلف لها الوحي، فلا ملك نزل، ولا ملائكة حضرت بدر، ولا ملائكة غابت عن أحد، تلك الوقعة التي كاد يُقتل فيها، وليته قُتل، وأراح العالم من شره ودينه المظلم الدموي وصعاليكه الذين لا زالوا يفجرون الناس حتى الآن، بجهلهم وفقرهم وحور عينهم.

الحقير فقط، هو من يقتل ويسرق الغنائم ويستحل النساء، ولو أنه نبي لظلت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكنه لأنه بدوي وهمجي ولا شأن ولا قيمة له، فقد تمخضت مخيلته المريضة عن فكرة النبي التي كان يروج لها اليهود في الجزيرة العربية، حتى يصبح ذو شأن وقيمة، وتنهال عليه الهدايا والغنائم والنساء، ويقعد عن العمل، كما أقعدته زوجة الشريفة المسيحية الثرية عنه، ويستمر في حياة التنطع والجلافه التي تعود عليها، بل ويضيف عليها السلطة والسيطرة والسيادة، تعويضا عن الذل والتحقير والمهانة التي لاقاها صغيرا ويتيما من بطن هاشمي فقير.

ولأنه داهية، رغم حقارته، فقد اختار العشرة المبشرون بالجنة، من عشر بطون قرشية نافذة ومتباينة، تمثل قبليا وسياديا أهم البطون القرشية، حتى تصبح مملكة وراثية كبرى تمسك بأعنتها قبيلته هو " قريش "، ويبقى المأثور مصرا على أن الخلافة من قريش وليس من الأنصار، أولئك الذين نصروه وآوه وزادوا عنه في وقعة احد حتى مات جلهم من اجله، في حين هرب عمر وعلى وعثمان وأبو بكر وتركوه ليواجه مصيره المحتوم، وربما كانوا في قرار أنفسهم يتمنوا له الموت حتى يتخلصوا منه ومن شره وحربه وتمزيقه لصلة الرحم ورابطة العشيرة.

ولأنه حقير وليس نبي، فقد حول اتفاقه مع الأنصار في بيعة العقبة الثانية إلى غايته المضمرة، من ميثاق دفاعي إلى حلف هجومي محارب، تحولت معه عناصر الجماعة الإسلامية كلها – مهاجرون وأنصار – إلى دولة محاربة هجومية، دولة عسكر ومغنم كالقبيلة تماما وبذات منطقها، لكن بعد أن تحول الولاء عن القبيلة إلي الدولة، ممثلة في شخص محمد.

وإمعانا في الحقارة والوصولية، يوالس قبائل اليهود القوية اليثربية، فيتخذ من قبلتهم قبلة للمسلمين بالقدس، ويصوم يوم الغفران اليهودي، ويعقد معهم اتفاقية موادعة، ينقضها بالطبع بعد إن استتب الأمر له ولعصابته، ويمثل بإشرافهم ويرسل من يغتالهم بأحقر صورة لا تليق حتى بقاطع طريق وليس نبي، لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم في قتلى بدر أو هزيمة احد، بل ويوغل في الدونية ويطردهم من مدينتهم وأرضهم وبيوتهم، التي آوته ونصرته وهو لاجئ وطريد، وهم الذين مهدوا فعليا لمقدمه وقبوله، بحكاياتهم عن أنبيائهم بكتابهم المقدس، إضافة إلي النبوءة التوراتية التي كانت تتواتر بيثرب عن مقدم نبي آخر الزمان، كما كان التوحيد اليهودي مدعاة لاختلال علاقة عرب يثرب بالوثنية، وهو ما هيأهم لقبول فكرة التوحيد عندما جاءت عربية.

وكان بدء الغزوات هو المصالح المادية المباشرة التي جمعت بالفعل أعضاء الدولة، وأصبحت المغانم هي نقطة التحول الكبرى التي لعبت دورا عظيما في جذب الأتباع من مستضعفي القبائل ومحاربيهم، بعد أن ظل يدعوهم في مكة ثلاثة عشر عاما دون إجابة، وبمجرد إعلانه عن تحليل الغنائم من أموال الآخرين المخالفين للدعوة ودولتها، أصبح حل مشكلة المعدمين حقيقة ملموسة، ومكاسب عينية تدعوهم إلى الانخراط مع العصبية الإسلامية، وضرب التحريم المكي للأشهر الحرم عرض الحائط، فاستولت سرية عبد الله بن جحش على قافلة لقريش، وقتلت وسلبت وأسرت في تلك الأشهر الحرم.

إلى الحد الذي دفع رجالات قريش المميزين للانخراط في جيش المسلمين، من اجل كل تلك المكاسب الكبيرة، كعمرو بن العاص الذي ذهب لمحمد ليؤكد له إن هجرته ليست للمال، فقال له محمد بكل وضوح وصراحة وصفاقة " نعما بالمال الصالح للرجل الصالح " ثم أرسله غازيا وقال له " إني أريد إن أبعثك وجها يسلمك الله فيه ويغنمك، وارغب لك زغبة من المال " أي كما نقول نحن بالعامية " انا هبعتك في مصلحة تعملك منها قرشين " وهو تفكير مادي نفعي متدني، لا يليق بحال بنبي، وعلىّ بن أبي طالب الذي قال " لقد كنت أربط الحجر على بطني من الجوع، وإن صدقتي اليوم أربعين ألف دينار" والكلام عن على، أكثر المسلمين زهدا وتقشفا وورعا.

وبعد إن كان المال محل هجوم ضاري وشرس من محمد والدعوة، أحلّ للمسلمين مصادرته بالغزو، بعد تطهيره بالزكاة والصدقة، تماما كغسيل الأموال لدى تجار المخدرات والبغاء والسلاح، وأصبح كسبا حلالا، وهو ما لم تجرؤ عليه أو ترضاه قريش في جاهليتها وشركها، أن تحلل السرقة والمال الذي يأتي عن طريقها، وأصبح المال زينة الحياة الدنيا، بعد إن كان مذموما.

أما العبيد فقد غامت قضيتهم تماما، بل ولم يعطهم محمد من أموال الفيء شيئا، باعتبارهم في كفالة غيرهم من الأحرار، رغم إن هؤلاء العبيد والمستضعفون المقاتلون كانوا مادة الحركة ووقود حروبها، والمفروض إن الدعوة قامت لتساوي بينهم وبين الأحرار كأسنان المشط، إلا إن محمد جعلهم مادة للهدايا بعد ذلك ومادة لتقبلها، فقد أهدى بنفسه إعدادا من العبيد لآخرين كأخته من الرضاعة " الشيماء".

حقيقة الأمر أن ذلك المدعو محمد، هو الداهية الأحقر عبر كل تاريخ العرب، ولم يكن بنبي أو رسول، بل كان زعيم لأكبر عصابة عرفها التاريخ، عبر خيال جامح ونصوص مرسلة أقل ما توصف به أنها رديئة وركيكة ومنسوخة ومتناقضة، ويتفوق عليها الشعر الجاهلي بمراحل، ولكنه التاريخ الذي يصنع رجال أمثاله وأمثال ماركس وستالين وهتلر، والذي يعتمد على ضعف العامة وحاجتهم الجمعية لقائد، وقابليتهم لتصديق أي هراء يأتي به، من أجل مكاسب مادية دنيوية مباشرة.

المقال من وحي كتاب " حروب دولة الرسول " لكاتبنا الكبير الأستاذ " سيد القِمَني " والذي أنصح بقراءة نصه الأصلي الكامل.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الفوضى السماوي
- الرب كافر
- الله و الحب
- أحسن تقويم
- شرّ الله
- اللوح البلورى
- متلازمة الدين والسلطة
- أم الملحدين
- ماهية الدين
- أسباب النزول
- التجليات لابن عفيفي
- غير الموجود
- العدل الإلهى
- هكذا تكلم عفيفي
- أسئلة بريئة
- لصوص ولكن أحبار
- الناسخ و الممسوخ
- نواضر الأيك
- الإسلام المازوخى
- الغباء السياسى السلفى


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - حقيقة الخُدعة