أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد محمد - ألمانيا - بصدد تجذر وتأصل المعالم الكوردية في سوريا















المزيد.....

بصدد تجذر وتأصل المعالم الكوردية في سوريا


محمد محمد - ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 00:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بصدد تجذر وتأصل المعالم الكوردية في سوريا


► اعادة تداول تسمية تل كوردي وجبل الأكراد طبيعيا..واختلاق (مصطلح جبل التركمان) حسدا أيضا!

رغم تموضع واستقرار أوائل وأجداد الكورد "ميتان - هوريين، الهيثيين والميديين .. الآريين" غالبا وبشكل مكثف داخل الوطن الكوردستاني الحالي منذ حوالي نهايات الألف الثالث قبل الميلاد، وذلك بعد ما هاجروا وطنهم الأصلي للشعوب الآرية في جنوب روسيا ووسط أوروبا، فقد انتشروا ووصلوا لاحقا آيضا عبر الفتوحات والتنقلات التاريخية الى أوطان شاسعة متنوعة أخرى في المنطقة وطبعوها الى حد ما بالعديد من الآثار والمعالم المتأصلة الدالة على فعالياتهم المتنوعة والباقية حتى اليوم، وذلك رغم حرمان هؤلاء الكورد من تشكيل كيانهم القومي خلال مرحلة تشكيل العديد من الدول القومية في المنطقة مؤخرا.
فقد امتد انتشار أولئك القدماء من أجداد الكورد الحاليين الى جنوب بلادي الشام والرافدين ومصر وقسم من شمال أفريقيا على الأقل عبر ثلاث مراحل تاريخية أساسية:
١- ما أن تمركز الميتانيين الهوريين والهثييين منذ بدايات الألف الثاني قبل الميلاد داخل كوردستان الشمالية والجنوبية والغربية الحالية ومحيطها القريب بشكل دائم ومستقر، حتى بدأ البعض منهم يتجه خطوة فخطوة نحو الأطراف الشمالية من بلاد الشام والوسطى من بلاد الرافدين ولكن دون التوغل الطويل في المناطق الصحراوية الحارة والقاحلة التي لم يتعودوا على العيش فيها كما كان الساميون الشبه أفريقيون قد تعودوا على ذلك منذ زمن طويل، ومن ثم استمروا هناك أيضا في الرعي والزراعة ومزاولة الحرف وبناء القرى والبلدات المتواضعة وفق ظروف تلك المرحلة.
٢- بعد أن استقر الميديون داخل كوردستان الشرقية الحالية ومحيطها المجاور منذ بدايات الألف الأول قبل الميلاد، ومن ثم وبالتعاون مع البابليين، سيطروا على المملكة الآشورية سنة ٦١٢ قبل الميلاد، وقام الكثير من الميديين على إثرها بالانتشار والاستقرار داخل الأقاليم الشمالية الخاضعة مسبقا للآشوريين، بينما انتشر البابليون داخل الأقاليم الآشورية الجنوبية والغربية الواسعة حتى فلسطين وشمال مصر.
هكذا الى أن تمكن الفرس والميديون معا بدورهم لاحقا بالسيطرة على المملكة البابلية أيضا ومن ثم اصبحوا ينتشرون في وسط وجنوب الرافدين بشكل مكثف وكذلك على شكل فرق عسكرية وادارية حتى داخل تلك الأقاليم الواسعة الخاضعة لتلك المملكة أيضا، أي حتى في بلاد الشام ومصرا معا; هكذا وقد ظل الكثير منهم وأحفادهم لاحقا يعيشون هناك بشكل دائم.
٣- بدءا من أواسط القرن الثاني عشر للميلاد وخلال تزعم أسرة صلاح الدين الأيوبي الكوردية للجيش الاسلامي ذي الأغلبية الكوردية والتوغل داخل بلاد الشام ومصر وغيرها جنوبا، انتقل الكثير من أجداد الكورد على إثرها للمرة الثالثة الى تلك البلدان وبقاء أغلبيتهم وأحفادهم بشكل دائم وليعيشوا ويبنوا ويديروا مهنا وسياسة وعسكرة هناك; هكذا فضلا عن ذلك كله كان هناك انتقالا كورديا معينا خلال العهود اللاحقة الأخرى أيضا الى تلك البلدان وذلك بقصد العمل، العسكرة والتجارة وغيرها.
لذلك كله، أصبح هناك الكثير من المواقع والقلاع والمعالم الجغرافية والديموغرافية التي اتسمت بالصبغة الكوردية الى يومنا هذا، وذلك بالرغم من المحاولات والتدابير العنصرية والشوفينية من قبل أنظمة تركية وعربية منذ عقود مضت والتي أتخذت لمحو ولتتريك وتعريب تلك الصبغة والسمات المتجذرة والمتأصلة تاريخا وحقيقة.
هكذا ومنذ اندلاع ثورة الشعوب السورية على مر حوالي عشرين شهرا ضد الدكتاتورية والشوفينية وما صاحب ذلك الكثيرمن القتلى والتشريد والتدمير، وعلى إثرها أصبحت وسائل الإعلام المتنوعة تتابع تفاصيل ومجريات تلك الأحداث المأساوية وتنقلها من مختلف المواقع والنواحي السورية الى الرأي العام الداخلي والأقليمي والدولي، حتى تداولت و شملت تلك التقارير والأنباء الاعلامية من جديد على تسميات ومعالم كوردية جغرافية وديموغرافية على تخوم أقليم كوردستان الغربية أو داخل المناطق السورية نفسها، وذلك على سبيل المثال وليس للحصر: كجبل الأكراد في شمال اللاذقية المحاذي لساحل البحر الأبيض المتوسط، هذا فضلا عن وجود جبل الأكراد الثاني أساسا في منطقة عفرين الكوردية، و تل كوردي الواقع شرق دمشق، فضلا عن وجود حي الأكراد الشهير أصلا والمعرب بالركن الدين هناك، وكذلك تم ويتم التذكير أحيانا عديدة من قبل هذا الإعلام على سبيل التحليل والتوصيف بوجود سكان كورد معين داخل محافظات درعا، دمشق، حمص، حماه، اللاذقية، حلب، الرقة، ادلب ( معقل الشهيد ابراهيم هنانو) وذلك رغم أن الكثير من أكراد هذه المحافظات قد نسوا لغتهم الكوردية الأم وأصبحوا يتكلمون العرببة وذلك لأسباب عدم السماح التعلم بالكوردية داخل المدارس والجامعات والادارات السورية، ولكنهم لايزالون يعتبرون ويفتخرون بأصلهم الكوردي الآري ويتأملون بأن يتمكنوا بعد نجاح الثورة السورية المرتقب من الاصطفاف والتصويت الانتخابي مع بقية سكان الشعب الكوردي لصالح حرية وتشكيل ادارة هذا الشعب ; هذا فضلا عن مناطق أقليم كوردستان الغربي أصلا والذي يحوي على الأغلبية الكوردية الساحقة هناك.
لكن المثير للسخرية والدهشة مقابل تلك الحقائق، ومنذ أن بدأت وسائل الاعلام تلك بتداول وترديد تسمية جبل الأكراد في شمال اللاذقية والتذكير بتواجد سكاني كوردي داخل تلك المحافظات، حتى ثار الغضب التوراني الشوفيني البغيض لدى الاداراة التركية من ذلك، وأصبحت تمول وتحرض بعض من تلك الوسائل الاعلامية على اطلاق تسمية (جبل التركمان) المختلقة في شمال اللاذقية وذلك لابعاد ولتمويه ولإنكار التموضع الكوردي على ساحل البحر المتوسط، علما أنه لم يكن توجد هناك سابقا تلك التسمية في محاضر ووثائق المؤسات المعتبرة، وهكذا أيضا أصبح هناك تذكيرا أحيانا بوجود بعض مواقع سكانية تركمانية متناثرة هنا وهناك، علما أن التعداد العام للتركمان داخل سوريا كلها لا يتجاوز بضع عشرات الآلاف نسمة فقط، بينما تعداد سكان الكورد الذين لا يزالون يتكلمون الكوردية ويشكلون أغلبية ساحقة في مناطقهم التاريخية يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة بالإضافة الى مئات الآلاف الآخرين منهم يعيشون داخل تلك المحافظات السورية المذكورة سابقا.
حيث انه كان تواجد أجداد وأحفاد الكورد متأصلا ومتجذرا بعمق التاريخ كما أسلف أعلاه، وذلك مقابل قدوم بضع قبائل تورانية تركية فقط بدءا من القرن الحادي عشر الميلادي من براري أواسط آسيا الى المنطقة، فكان هناك باستمرار تعداد سكاني كوردي كبير وساحق ووجود معالم وآثار كوردية أكثر مقابل مما هو عليه تعداد الترك السلجوق الوافدين أو الغزاة في المنطقة بشكل عام، ولو أنهم قد هيمنوا على الخلافة الاسلامية بسسبب ترحيب بعض خلفاء العباسسين بقدومهم والتعاطف معهم منذ البداية لاستلام الادارات المهمة، وذلك لردع النفوذ الفارسي والكوردي المتصاعد على مختلف ادارات ومؤسسات الخلافة آنذاك، هكذا الى أن انتشروا شيئا فشيئا ليصلوا الى تخوم دولة البيزنطيين والتفاعل معهم لأكثر من مئتي سنة وليتعلموا منهم تدريجيا السياسة، فن الحرب، تأمين معدات عسكرية متطورة هناك وفق ظروف تلك المرحلة وغيرها، وليقوموا أخيرا في بدايات القرن السادس عشر بالهجوم المباغت شرقا وجنوبا على الكورد والمماليك عبر تلك الأسلحة النارية المستخدمة لأول مرة في المنطقة وليقيموا لاحقا الخلافة العثمانية في المنطقة وحتى زوالها خلال الحرب العالمية الأولى على الأيادي الأوروبية الناصعة.

محمد محمد - ألمانيا/ دورتموند





جبل الأكراد - اللاذقية



#محمد_محمد_-_ألمانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة أمل تعيد نفسها ثانية.. يا قادة PDK-YNK!
- تدخل بعض مسؤولي PDK و YNK يعيق امكانية تعزيزتوحيد صفوف الكور ...
- الظرف أصبح أكبرمن شاكلة غليون ومحرضيهم ومزوديهم بكثير!
- ما يسمى ب (م.ج.و.س) قد أضر ويضر الثورة السورية كثيرا
- أهازيج أعياد النوروز المجيدة تمجد نضال ثوار سوريا
- ذكرى انتفاضة ١٢ آذار الكوردية في معمعان الثورة ا ...
- كفى لافساد هذه الفرصة المواتية على الكورد ثانية...
- ألمانيون نموذجيون أصليون، هؤلاء البريطانيون
- ضرورة توحيد صفوف تيار كونفرانس ٥ آب الكوردي الغربي!
- عقب التغيير السوري سينعم الشعب الكوردي الغربي أكثر من الجنوب ...
- تهافت بعض المعارضين السوريين لايبرر تهافت بعض الكورد الآخرين ...
- ضرورة تنشيط الكتلة الكوردية لدورها على الساحة السورية
- بصدد سر هلع بعض متنفذي PDK و YNK من أي خلاف عراقي - عراقي!
- التغيير الديموقراطي الحقيقي يحتاج لأمثال الموضوعي رضوان زياد ...
- بصدد ضعف دور وتأثير الكورد في الوضع السوري الحالي
- عندما يتسنى لهؤلاء الميديين الآريين الجدد ولو قليلا، فهم ينج ...
- لقد أفسدتم فعلا فرحة الشعب الكوردستاني وخيبتم آماله التحررية ...
- شماعة جماعة اخوان المسلمين اصبحت عبئا على الانتفاضة السورية!
- الأيدي السوداء تقتل وتصيب مجددا كوكبة آرية نيرة!
- استراتيجية E - SA الجديدة تولد معجزة أخرى(4) !


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد محمد - ألمانيا - بصدد تجذر وتأصل المعالم الكوردية في سوريا