جوهر الازمة

اورليانو بوينديا

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 21:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جوهر الازمة

هل يتوفر الدواء اللازم لعلاج هذا الجسد المثقل بالامراض ؟ منذ ال 2003 والى هذا اليوم كان وما زال العلاج الوحيد هو المسكنات التي لم يعد يستقبلها الجسد مطالبا بالدواء الفعلي المطلوب . يتجه العقل الشيعي العام والخاص اليوم الى ما يجري في الانبار والمحافظات الاخرى تارة الى التجاهل وتارة الى الاتهام . الا ان العقل الباطن الشيعي منذهل من اعداد المتظاهرين وخروجهم بهذه الاعداد الغفير وهذا مما يجعله منذهلا الى حد السوكت والتخبط في المواقف . ان الازمة تكمن في الفهم فكل مشكلة نواجهها ان لم نعمل على تشغيل عقولنا لحلها فسنفشل فشلا ذريعا . ان العقل الشيعي وحده هو القادر على حل الازمة بمجرد الانتباه على حقيقة مهمة الا وهي ان هنالك طائفة كانت تحكم البلاد لمدة ثلاثة عقود وفجاة وبرمشة عين اصبحت مجرد شريك في الحكم . هل نتوقع من هذه الطائفة ان تكون مخلصة للعملية السياسية ؟ كلا . ستدخل بالاكراه وسترفضها لا شعوريا الا عندما ترى الافضل حينها ستنسى لذة الحكم بمفردها . هل رأى السنة في البلاد الافضل لهم ؟ ان الجواب على هذا السؤال يكمن في النظر الى مطالب المتظاهرين المتراكمة منذ سنوات فهنالك مطلبين لا ثالث لهما , المعتقلين والاجتثاث . ان قضية المعتقلين تفاقمت كون الارهاب ذو هوية سنية وان جهازنا الامني ليس بجهاز الامن البريطاني ولا الامريكي فنتوقع منه حدوث اعتقالات بصورة مبالغ فيها من جهة , ومن جهة ثانية تأخر اصدار الاحكام بحق المعتقلين مما يزيد الشكوك لدى ذويهم . اما ملف الاجتثاث فلا يقل خطورة عن الاول , لقد كان الانتماء الى البعث مصدر عيش الكثيرين من الطائفتين , وخصوصا السنية صاحبة الحكم فتخيل ان يحرم الكثيرين من الوظائف وما هي ردة الفعل , يقول مثال الالوسي ان المؤتمر الوطني العراقي بزعامي الجلبي اراد ان يكون الاجتثاث من عضو فرقة فما فوق وهو ما تم له اخيرا فقام الالوسي بمعارضة هذا العقل الاقصائي من المؤتمر الوطني قائلا لهم ان ذلك سيحرم الكثيرين من لقمة العيش , ان الاجتثاث ينم عن قصر النظر في العقل السياسي الشيعي يجب ان يعدل قانون الاجتثاث وان يشمل فقط من اوغل بالدم العراقي . الخلاصة : يجب على الطبقة السياسية الشيعية ان تستوعب السنة قدر الامكان وان لا تطلب منهم الكف عن رفع اعلام البعث او ان لايرفعوا صور صدام , لا تتوهموا , السنة يحبون صدام ويحبون البعث يكفي ان المالكي حكم بضعة سنوات وتتولد لدينا فئة اليوم تدافع عنه بطريقة مستميتة فمن الغباء ان نطلب من السنة ان يكفوا عن حب صدام وهو من حكم قرابة الثلاثة عقود . ان الطريقة الوحيدة التي سينسى فيها السنة البعث وصدام هي ان يروا الافضل فحققوا مطالبهم وسيلعنون صدام بأفعالهم .

#اورليانو_بوينديا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات