أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - دولة بدين خامل














المزيد.....

دولة بدين خامل


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان يمكن حلها بالحوار والمفاوضات، فهي وعلى عكس ما شط به المالكي وصورها بانها خلافات قومية، هي خلافات على الحدود وعلى صلاحيات حكومة الاقليم، هي اختلافات في الرؤى والتصورات بين حكومتين وليس بين شعبين. فالعربي عندما يذهب الى كوردستان العراق لا يشعر باي مظهر من مظاهر العداء والجفاء ولا تداهمه الهواجس والتوجس، بل على العكس، سيشعر انه اكثر امنا وسلامة منه في بغداد او الموصل مثلا. بينما في الانبار يصرح احد قادة المظاهرات بان الشيعي الذي يرمز له باسم عبد الزهرة يحرم عليه دخول الانبار لانه لا يحترم الصحابة.
الخلافات السياسية مهما كان تعقيدها وصعوبتها الا انها تبقى غير مستعصية اذ يمكن الوصول الى تفاهمات وحلول لها.
لكن الخلافات الطائفية، اكانت بوجهها السياسي او الديني او الايدلوجي، كتلك التي تميز العلاقات بين الاسلاميين الشيعة وبين الاسلاميين السنة، يكون من الصعب حلها، وحتى لو تم التوصل لحل او توافق حولها، سيكون هذا الحل وقتيا، وسوف لن يشكل نقطة للعودة في حالة تأزم سياسي لاحق ، بل دائما ما تكون العودة الى نقطة الصفر وكان المشكلة بدأت للتو وللحظة.
اذ ان الخلافات والتناحرات السياسية بين احزاب الاسلام او بين المرجعيات الدينية ليست خلافات آنية او افرازات لتوازنات او تنافس المصالح فحسب، انما لها ابعادا واسبابا ماضوية ومستقبلية. فعندما يتحدث الاسلاميون عن صراعات الماضي وقصصة الدموية، يصورونها وكانها حدثت اليوم وليس حوادث وقعت في ماضي ولى وانقضى ولم يبقى منه الا تخاريف الرواة. ويجند الاسلاميون انفسهم واتباعهم في فرق وافواج والوية واحزاب لمقاتلة بعضهم البعض الاخر، فتجد جيش معاوية وجيش عمر وجند الوليد وانصار السنة وجيش محمد وانصار الحق وجيش المهدي، حتى تكاد تسمع صليل السيوف وصهيل الخيل وصراخ الضحايا، ويتحدث الاسلاميون عن المستقبل وكانهم قد حسموا المعركة لصالحهم وانهوا العدو فكرا وعددا وابادوهم عن بكرة ابيهم، الاعداء بالطبع هم الاسلاميون من الطوائف الاخرى او العلمانين.
وتزداد المشاكل تعقيدا عندما تحاول الاحزاب الاسلامية المتقاتلة البحث عن عمق لها، ليس في داخل الوطن، انما في خارجه حيث الاجندات الاقليمة والصراعات الدولية ومخططات التآمر واسواق بيع وشراء الذمم والضمائر، فيضعف الانتماء الى الشعب والى الوطن ويقوى شعور الانتماء الى الطائفة ودينها، العراق مصر سوريا ادلة واضحة على ذلك.
ان مشكلة العراق اليوم هي ان النظام والعملية السياسية كلاهما قد بنُيا على تصورات دينية اسلامية، وعندما وضعت القوانين والانظمة ومن ضمنها الدستور، كان الطائفة ودينها دائما في ذهن المشرع والمحاور وفي ذهن المعترض والمعارض ايضا.
الاسلام لا يصلج لا للحكم، لانه لا يتوافق مع تطورات العصر وقوانينه ومستجداته ولا يمكن له مواكبة التطور العقلي والعلمي عند الانسان المعاصر، هو ايضا منهج رجعي يعيق التقدم العلمي والتقني اذ يرهن اي بحث، ادبيا،علميا كان او تاريخيا بموافقة المرجعيات الدينية. ولا يصلح الاسلام كقاعدة او اساس لبناء اي علمية سياسية او حقوقية، اذ ان الاسلام عقائد متناقضة وطوائف متحاربة صراعها الفكري ينتهي بالتكفير واعتراضاتها محكوم باللعن والشتائم ودبلوماسيتها التآمر والاغتيالات واساليب نضالها التفخيخ والتفجير.
ان كل عملية سياسة تبنى على اساس ديني سيكون مصيرها الفشل، اذ ان الصراع وفق الادلوجية الدينية، هو صراع بين الاله وبين الشيطان، دور الاله يتقمصه الحزب الاسلامي او المرجع الديني، بينما الشيطان يكون دائما غير الموافق او غير المتفق.
في المجتمعات الطائفية، يكون الشيطان دائما دين الطائفة الاخرى التي يجب محاربتها في شخوص رجال دينها وفي شخوص رموزهم التاريخية. وفي المجتمعات من المذهب المذهب الواحد، فان الدين سيقسم الناس الى مؤمنين وغير مؤمنين وسيحارب الشيطان في شخوص العلمانيين والمثقفين والمفكرين والفنانين خصوصا.
على العراقيين ان لا يخدعوا انفسهم قبل غيرهم بان الوحدة الاسلامية هي الكفيلة بحل مشاكل العراق السياسية والاجتماعية والثقافية والمعيشية، اذ ان الوحدة الاسلامية ما هي الا خدعة كبرى واحتيال فاضح، فمنذ تأسيس الدولة الاسلامية وعلى مر العصور كان الصراع الاسلامي هو ما يميز كل العهود بدون استثناء، اكان في عهد دولة الخلفاء الراشدين او في عهد الامويين او العباسيين. كما ان كل المجتمعات التي تحكمها الاحزاب الاسلامية، مثل مصر وتونس والعراق وغيرها، او تلك التي تهيمن عليها الشريعة برجالها او بقوانينها، مثل ايران والسعودية، هي مجتمعات غير مستقرة لا من الناحية السياسية ولا من الناحية المعيشية ولا من ناحية العلاقات التي تربطها بجيرانها او التي تربطها بالعالم. ولو افترضنا حدوث الوحدة الاسلامية، فانها ستكون وحدة ضد الشعب، سيكون الشعب بنظرهم هو الشيطان الذي ستطارده ملائكة الاله بالسياط وقوانين الشريعة وفتاوى الجهلة.
ان الحل لازمة العراق سوف لن تتنتهي حتى لو صار الى انتخابات مبكرة، اذ ومهما كانت النتائج، وفي ظل نفس العملية التي بنيت على مباركة المرجعية الشيعية واعتراضات المرجعية السنية بشخوص رجال دينها في الداخل او في الخارج، ستعود الازمة من جديد الى الاشتعال، اذ ان وقود الازمة، وكما اسلفنا، هي خلافات الماضي الديني بكل تشعباته والحاضر بكل ارهاصاته والمستقبل بكل توقعاته. اقول ان الحل هو ان يكون العراق دولة ان لم تكن بلا دين ، فلتكن دولة بدين خامل غير فاعل، يستفاد منه لمناسبات الاعياد وعقود الزواج واحياء المواليد والاشراف على الاضرحة والمزارات.
كما يجب ان لا يجاز اي حزب اسلامي الاشتراك بالعملية السياسية اوالترشيح للانتخابات.
فاذا كان الرأسمالية هي التي تنتج المجتمعات الطبقية المتناحرة، فان الاسلام السياسي هو الذي ينتج المجتمعات الطائفية المتناحرة والمتصارعة.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب
- الأيمان والمؤمنون
- الدين والغريزة الجنسية
- الدين والطوائف والشعب
- فلم مثير وثلاث ملاحظات
- تزاوج ثقافة الحقد الإسلامي مع ثقافة العنف الامريكي
- تفضيل إنجاب الذكور وحقوق المرأة


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - دولة بدين خامل