أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه














المزيد.....

وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 10:46
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    



لا شك أن لوجود الرجل/ الأب في حياة الأسرة دوراً بالغ الأهمية في مختلف النواحي العاطفية والتربوية والاجتماعية، دورٌ لا يقلُّ أهمية عن وجود الأم، فهو يمنح الأسرة الأمان والطمأنينة، بقدر ما يمنحها قدوة يحتاجها الأطفال لا شعورياً، قدوة يستمدون منها المعايير والأخلاق والعواطف خلال مراحل نموّهم المختلفة، إضافة إلى توازنهم الداخلي الذي يعززه تفاعل الأب مع متطلباتهم النفسية ومشاركتهم ألعابهم وشغبهم كما همومهم ومشاكلهم الناشئة بفعل تقدّم أعمارهم(المراهقة مثلاً) ورغم ضرورة حضوره الداعم والفاعل، إلاّ أن ضغوط الوضع الاقتصادي المتردي الذي فرض نفسه على جميع الشرائح والبيئات- بفعل السياسات الاقتصادية السيئة قبل اندلاع الأزمة الحالية- كان قد فرض على الرجل بالذات القيام بأكثر من عمل على مدار اليوم من أجل تأمين متطلبات الحياة والأبناء، رغم عمل الأم المأجور في غالبية الأُسر إن كان داخل البيت أو خارجه، الأمر الذي جعل حضور الأب في حياة الأبناء حضوراً صورياً- مادياً، أي أن لهؤلاء الأبناء أب موجود على قيد الحياة من أجل تأمين احتياجاتهم المادية لا أكثر، حضور هلامي نفسياً وتربوياً لم يعد معه الأب قدوة ولا داعماً ولا مربيّاً حتى، وهذا ما ترك آثاره النفسية السلبية على الأب وعلاقته بالأبناء من جهة، وعلى الزوجة التي تضاعفت مسؤولياتها التربوية والاجتماعية والمهنية من جهة أخرى حتى باتت العلاقة مع الزوج/ الأب محكومة وعلى الغالب بتوتر اغتال كل مشاعر المحبة والألفة والاحترام.
هذا على صعيد الرجل- الأب، أما على صعيد الشباب، فقد تراكمت همومهم التي اغتالت كل طموحاتهم وأحلامهم في إيجاد العمل وتأمين البيت والزواج وصولاً إلى الاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي، مما تركهم نهباً للنوازع والأفكار والممارسات السلبية التي أفضت بالكثير منهم إلى الانحلال والضياع في متاهات الإدمان أو الإجرام، أو العُقد النفسية والاجتماعية الخطيرة.
أمّا اليوم، وفي ظل الأزمة السياسية التي فرضت حضورها الضاغط على الجميع، وفي كل الاتجاهات، فقد باتت الهموم والضغوطات مضاعفة أكثر مما كانت عليه سابقاً، حيث الكثير من الأسر والأبناء المشردين في بقاع ربما يجهلها الأب، أو لا يستطيع الوصول إليها لأسباب متعددة، عدا عن الفجيعة التي أصابت الكثير من الآباء بمقتل أو اعتقال بعض الأبناء، ناهيك عن تشرّد أو فرار البعض الآخر وهجرتهم خارج البلاد، ما ترك في النفس والروح جراحاً لا تندمل، إضافة إلى مقتل وتشرد أو اختطاف واغتصاب الكثير من الزوجات والبنات، الأمر الذي خلّف وراءه مشاعر مختلفة من الحزن والانهيارات العصبية والنفسية عدا عن الإحساس بالعار والخوف من الفضيحة جرّاء الذهنية المجتمعية التي تُعلّق الشرف بأكمله على أكتاف المرأة وطبيعة ظروفها وسلوكها في الأوقات الطبيعية، فكيف بنا في هذه الظروف العصيبة التي مزّقت المجتمع على كافة المستويات والشرائح. هذا كله بعيداً عن فقدان الرجل لعمله وبيته الذي أمضى عمراً بأكمله من أجل تأسيسه وتأثيثه، حتى بات في العراء هو وأسرته منكوباً مهزوماً مشرداً في أفضل الحالات عند المعارف أو الأقارب، ما أشعره بالعجز والخذلان والخيبة، حتى بتنا نرى دموع غالبية الرجال فيّاضة مدرارة على الرغم من تربية اجتماعية عززت على الدوام مقولة أن دموع الرجل عزيزة مُعيبة، لأنه قويٌّ عصيّ الدمع شيمته الصبر.!!!!
من هنا نجد أن للرجل في مختلف الظروف والحالات الطارئة والعادية هموماً ومتاعب لا تقلُّ إن لم تُزِد عن هموم المرأة في ظل مفاهيم وقيم اجتماعية- دينية تجعل منه السيد المطلق في الحقوق والواجبات وعلى كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، فهو المورد الاقتصادي الأساسي للأسرة زوجاً وابناً وأخاً، إضافة إلى أنه الولي والملاذ الآمن للجميع، مما يتطلب من المرأة، لاسيما في ظروفنا الراهنة تعاملاً إيجابياً ومواقف مؤازِرة له على المستوى النفسي والمادي والاجتماعي، وهذا طبعاً ليس بغريب أو طارئ على غالبية نساء مجتمعنا اللواتي أثبتن ماضياً وحاضراً جدارتهن وفاعليتهن على مختلف المستويات والمسؤوليات المنوطة بهنّ.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراتب خلفنا، والغلاء أمامنا..فأين المفر؟
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فليعلُ صوت النساء ع ...
- البطاقة العائلية... ومعضلة استحقاقات المرأة
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
- نظرية ما بعد البنيوية والنسوة في الشرق الأوسط، هل ندور في حل ...
- النسوية العربية: رؤية نقدية - ماذا تريد النساء.؟
- النسوية العربية: رؤية نقدية
- الطلاق العاطفي ... صقيع يغتال الحياة
- تناقض صارخ.. بعد تشكيله لجنة حقوق المرأة والطفل والأسرة
- هل ينهض الفينيق من رماده
- أهمية عمل المرأة من منظور الرجل
- أما آن الأوان لرفع التحفظات عن السيداو..؟
- مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان ع ...
- الاغتصاب الزوجي.. أشد فتكاً بالمرأة.
- إلى متى تبقى الكوتا طريق المرأة للعمل السياسي.؟
- دور المرأة في تطوير وتنمية موارد الأسرة
- الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.
- عيد المرأة.. وتحديات الدستور
- المرأة العربية في ظل المتغيّرات الجارية
- عيد الحب... في زمن الكراهية والدم


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيمان أحمد ونوس - وللرجل- الحاضر الغائب- متاعبه وهمومه