الإنتخابات الصهيونية.....إلى أين

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإنتخابات الصهيونية....إلى أين ؟؟؟؟

ستكون للإنتخابات البرلمانية في الكيان الصهيوني في 22-1-2013 مؤشرات واضحة للطبيعة الفاشية للمجتمع الإسرائيلي وهذا ما تشير له الإستطلاعات الأخيرة، سيكتسح اليمين الفاشي نتائج الإنتخابات ولن يواجه أية صعوبة في تشكيل الحكومة الصهيونية القادمة التي ستعمل على تحقيق التالي:
• توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وتجاهل كل الدعوات الدولية لوقف المشروع الإستيطاني، ينطلق المجتمع الدولي من ضرورة إفساح المجال لإقامة "دولة فلسطينية في حدود ال67" أي إقامة دولة على إقل من 22% من مساحة فلسطين التاريخية.
• تشديد الحصار على قطاع غزة وتعطيل المصالحة الفلسطينية من خلال الإحتواء المزدوج لسلطتي رام الله وغزة بحيث تبقي الأولى رهينة للإجراءات الإسرائيلية وتشترط أي تغيير في العلاقات السياسية مع السلطة في رام الله بعزل حماس عن المشهد السياسي، بذات الوقت ستقوم بفتح قنوات مباشرة وغير مباشرة مع حماس لإبراز إستعداديتها للتوصل إلى حلول مرحلية مع الإحتلال كتحدي لسلطة رام الله وكبديل يمكن التواصل معه للتوصل الى هدنة طويلة المدى.
• تعميق العلاقات مع القوى الإنعزالية في الوطن العربي في محاولة لتقوية محور تركيا السعودية وقطر(التحالف السني المهادن) لضرب التوجهات القومية والوطنية في الوطن العربي على غرار ما يحدث في سوريا وما حدث في ليبيا وتونس ومصر.
• الإنقضاض على حزب الله من خلال المحور السني والقوى الطائفية العميلة في لبنان للإستفادة من ضعف محور الممانعة بفعل إنشغال سوريا بتطهير الساحة الداخلية من "ثوار الناتو والمرتزقة الوهابية" وإنهماك الجمهورية الإسلامية بالأوضاع الداخلية.
• العمل على تشديد العقوبات الإقتصادية والمالية والتقنية المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران بهدف إعاقة المشروع النووي الإيراني -الذي سيحدث تغيير إستراتيجي في ميزان القوى في الشرق الأوسط بخلق قوة ردع للكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة- وإحداث خلخلة في النسيج الإجتماعي والسياسي تمهيداً لمحاولة إسقاط النظام من الداخل.
• تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية -محاصرة جمهورية مصر العربية- وخاصة دول منبع النيل (أثيوبيا وأرتيريا التي تساهم ب 84% من مياه النهر) حيث بدأت منذ فترة العمل على مساعدة تلك الدول في بناء السدود على النيل ودفعتها للدعوة إلى إعادة فتح إتفاقية إقتسام مياه النيل المبرمة في العام1929 بهدف تقليص الكميات المخصصة لدول المصب (مصر والسودان ).
ستكون الحكومة الإسرائيلية القادمة يمينية بإمتياز رغم التراجع البسيط الذي طرأ على شعبية الليكود وإسرائيل بيتنا، حيث تشير آخر الإستطلاعات أن التحالف بين الحزبين سيحصد 34 مقعد وسيكون لمعسكر اليمين مع المتدينين أغلبية بالكنيست القادمة بمعدل 66 مقعد حسب آخر إستطلاع2013-1-3.
ناتج الإنتخابات المتوقعة تشير بشكل واضح إلى زيادة التطرف في المجتمع الصهيوني حيث إنتقلت الأصوات التي كانت مؤيدة لتحالف الليكود - إسرائيل بيتنا إلى الأحزاب الأكثر يمينية نتاج فشل الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو حسم المعركة في غزة بشكل يتناسب مع توقعات اليمين الأكثر فاشية في إسرائيل.
نجاح الحكومة الصهيونية في تحقيق أهدافها مرتبط بآليات المواجهة التي سيتم إشتقاقها فلسطينياً وعربياً، إستناداً لإمكانيات الواقع وهي كثيرة جداً أهمها: تفعيل المبادرات الشعبية في العمل القومي المناهض للمشروع الصهيوني في الوطن العربي حيث تشكل الجماهير الفلسطينية رأس الحربة في مناهضة التوجهات الصهيونية لإختراق الوطن العربي من خلال سياسة التطبيع التي ينتهجها النظام الرسمي والمستندة إلى " مبادرة السلام العربية " القائمة على التطبيع مع الكيان مقابل قبوله بالإنسحاب من الإراضي المحتلة عام 1967، برفض أي إعتراف بالكيان ومواصلة النضال الشعبي المقاوم للإستيطان والتطبيع الإقتصادي في الإراضي المحتلة وتفعيل شبكة الحماية الشعبية العربية كبديل لشبكة الأمان الرسمية التي تحاول الأنظمة من خلالها فرض تسويات على الشعب الفلسطيني بممارسة سياسة التجويع الممنهجة التي يتم إتباعها مع الجماهير الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيداً لدفعها للقبول بأي تسوية سياسية على غرار الحصار الإقتصادي الذي تعرضت له القيادة المتنفذة ب م. ت . ف بعد الحرب الأطلسية على العراق في العام 1991 و كان أحد المبررات التي إتخذتها لتسويغ إبرام إتفاقية أوسلو.
نجاح الجماهير العربية في إسقاط المؤامرة الأطلسية الرجعية الهادفة إلى إسقاط قوى الممانعة سيشكل نقطة إرتكاز لربيع عربي حقيقي يعمل على إسقاط الأنظمة الرجعية في الخليج العربي والجزيرة العربية ويمهد لوحدة عربية توظف الإمكانيات والطاقات العربية في مواجهة المخططات الإمبريالية الصهيونية الهادفة إلى تفتيت الإنظمة القطرية وتحويلها إلى نظم طائفية متناحرة تستمد مشروعيتها من إنتمائها الطائفي والإثني وتحالفاتها مع القوى الإمبريالية في محاولة للإجهاز على أية إمكانية لنهوض قومي عربي في المنطقة.

#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات