أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة في البصرة















المزيد.....

مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة في البصرة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هكذا ظهرت الذئاب الجديدة القديمة بعدما كشرت عن اسنانها ومخالبها الباطنية على الرغم من ثوب الناسك الذي كانت ترتديه وعلى الرغم من الادعاءات بأنها تدافع عن المواطنين وحرياتهم وخداع الجماهير بشعاراتها الدينية البراقة التي كانت تطلقها لكي تخدع الناس والدين براء منهم، ولقد صدق حدسنا ان هؤلاء الذئاب البربرية سيفعلون كأسلافهم عتاة الجريمة والاضطهاد المحتمين باسم القوانين التي سنت من اجلهم وفي النظرة للحريات الشخصية والعامة والفرق الوحيد في المظهر الذي يقدم الدين السياسي المتطرف بدلاً عن القومية الشوفينية التي ترى في الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان خطراً لا يوازيه خطر آخر عليها وعلى اهدافها التدميرية، وافضل طريقة لمعالجته الكي بالنار والرصاص و بالتعذيب والقتل .
لا تبدو الامور سهلة مع البعض من الذين جعلوا من انفسهم اوصياء على دين الله لا بل ليحاكموا الآخرين حسب اهوائهم وسادياتهم واوهامهم متجاوزين حتى على الخالق في سعيهم لتطبيق ما يسمونه الشريعة الاسلامية حسب مفاهيمهم ومصالحهم وهي لا تمت للشريعة الاسلامية الفاضلة لا من قريب او بعيد، تتضح هكذا الصورة المأساوية لما يسمى التطبيق بشكل خاطئ في بعض مناطق العراق من قبل اطراف تنتمي الى التطرف السلفي او الاصولي والتي سيطرت مليشياتهم وانصارهم على هذه المناطق بسبب غياب القانون والمؤسسات الامنية النظيفة، الاساليب متشابهة الى حد كبير ما بين التطرف الذي تقوم به هذه الفئات المسلحة ومن خلفها تنظيمات وقيادات دينية سياسية متنوعة فمثل ما تقوم هذه الفئات المسلحة بالتجاوز على حريات المواطنين وفرض مناهجها السياسية في البصرة او العمارة او النجف وغيرها من المدن ففي المقابل تنتهج تلك القوى السلفية المنهج نفسه في الفلوجة واللطيفية والرمادي والموصل ، وبالتالي يلتقي التطرف في هدف واحد وهو اعاقة العملية السياسية واجهاض العملية الديمقراطية وتفتيت وحدة الشعب من اجل بقاء الامور على حالها ثم اعاقة عملية بناء وتجديد العراق على اساس ديمقراطي تعددي فدرالي بحجة ان الدين الاسلامي يوحد الناس بدلاً من تفرقتهم ويتناسون ان الدول الاسلامية العديدة التي تضم حوالي المليار انسان مختلفة المناهج والتسلكات والانظمة السياسية وبوجود الحدود الجغرافية فيما بينها ولا يتحرك علمائها ضد هذه التفرقة ما دام الوضع لا يشكل خطراً على حكوماتهم ودولهم المقدسة في عرفهم ومصلحتهم ومصلحة اسيادهم الحكام..
لقد كانت هذا الظاهرة واضحة منذ البداية في العرا ق وبعد سقوط نظام القتلة وكانت خطورتها تكمن بصمتها المطبق تقريباً عن تسلكات النظام الشمولي وارهابه وبطشه المتواصل ضد ابناء الشعب العراقي من جميع الطوائف والقوميات والاديان وهذا الارهاب مقسم حسب الاقتراب والارتباط او الابتعاد ومعارضة النظام، سنين طويلة من حكم مستبد وظالم ولم نسمع في اي يوم ما فتوى من قبل أكثرية رجال الدين العراقيين أو غير العراقيين تدعو الى وقف الجرائم الجماعية ووقف الاعتداءات على حرمة المواطنين اواعدام واغتيال رجال الدين المعارضين وهم قلة بعدد اصابع اليد لا بل حتى انهم لم يقفوا أو يقولوا كلمة حق واحدة عندما كانت تهدم وتقصف الجوامع والمساجد بما فيها قصف اضرحة الأئمة في كربلاء والنجف الاشرف وغيرها من المدن بالصوارخ والقنابل والاعتداء على الموطنين بدون اي اعتبار لحرمة بيوت الله او هذه الاضرحة المقدسة لدى اكثرية المسلمين ، سنين من السكوت المطبق من قبل هؤلاء إلا القلة وكأنهم كانوا يعيشون في وادٍ والشعب العراقي في ودٍ آخر بحجة قسوة النظام وجبروته وارهابه المنقطع النظير، او اعتباره ولي الامر الذي يجب اطاعته مبررين " واطيعوا اولاياء الامر " وعدم الخروج عن طاعته، وفور سقوط النظام الشمولي واحتلال العراق ظهرت الرؤوس المختفية في جحورها التي كانت ترتعد من خيالها لتستسئد على المواطنين الابرياء وتحيل وضعهم المأساوي السابق الى وضع أكثر مأساوية عما سبق فراحت هذه الرؤوس تحرض البسطاء من المواطنين بحجة الشريعة والاسلام وتصدر الفتاوى بخصوص الحجاب ودور السينما وبيع المشروبات الروحية ولم يبق هذا التحريض بواسطة الفتوى والتوجيهات فقط وانما راح التحريض يشجع الاعتداءات والتجاوزات والانتهاكات على ممتلكات المواطنين وبدأت هذه الاعتداءات والتجاوزات في الكمالية وضد الغجر بالذات حيث طردوا من بيوتهم واستولى البعض عليها بالقوة بحجج في مقدمتها " البغاء " ثم كانت توصيات وتجاوزات جماعة الفرطوسي في مدينة الثورة وبالتالي التجاوزات على الاخوة المواطنين المسيحين وتحطيم محلاتهم ، هذه الاعمال لم تكن محصورة في الجنوب والوسط بل انها امتدت الى الشمال وبخاصة الموصل ثم الغرب الرمادي فقضية تطبيق الشريعة وحسب النموذج المسيطر كان يتحرك وفق منهاجية لا تخلو من التطرف الديني عن المتطرفين من كلا الجهتين. ومثلما سيطر جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر على النجف وغيرها سابقاً، فقد سيطر السلفيون والارهابيون المتطرفون على الفلوجة وحولوها الى مدينة طلبانية وجعلوا من اللطيفية والقرى المحيطة قواعد لمهاجمة زوار العتبات المقدسة وخطف المواطنين وقتل الابرياء ومهاجمة قوات الشرطة والحرس الوطني وفي الموصل قاموا بالسيطرة على البعض من المراكز الشرطة ومارسوا الذبح ضد العشرلات منهم وضد مواطنين آخرين وكذلك في الرمادي وحولوا العديد من المناطق الى مسارح للجريمة والقتل والفتاوى بينما لعبت المنظمات الارهابية والارهابين من خارج الوطن ادواراً مضللة بممارسة الاعمال الارهابية من تفجيرات وتفخيخ السيارات ومدافع الهاون والعبوات الناسفة والاغتيالات وخطف كل ما تقع ايديهم المجرمة عليه من اجل سلب اموال الناس، مستغلين الشريعة الاسلامية ومحرفين مافيها لأجل مآربهم..
كل ذلك والحديث يدور حول اعداء الاسلام وحول الاحتلال الاجنبي وهما حجتان بائستان تدلان على الزمة الفكرية في التعصب والتطرف الديني وهي تتلبس لباس الدين تارة والمذهب والشريعة تارة أخرى لتطبق بشكل تحريفي " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" وقد ظهر الامر جلياً فيما قامت به جماعات مجرمة متعصبة تنتسب لجيش المهدي العائد لمقتدى الصدر وملثمين قيل عنهم انهم تابعين لايران واللجان الامنية المسلحة من اعتداء اثيم لا اخلاقي ضد مجموعة الطلبة في كلية الهندسة جامعة البصرة في احد المتنزهات في المدينة مما ادى الى استشهاد احدهم ووفاة طالبة بعد ذلك وخطف العديد منهم بعد تعذيبهم وسرقة حلي الطالبات وتحطيم التلفونات النقالة والكامرات والاجهزة الصوتية وغيرها ان هذا الارهاب والتجاوز على حقوق الانسان يدل بالضبط على ما كان يفعل اسلافهم من الامن والمخابرات والاجهزة الخاصة في النظام الشمولي.
ان هذه الجريمة وغيرها تكاد تكون مؤشراً لما يهدف اليه الاسلام السياسي المتطرف وسكوت اكثرية الاحزاب الاسلامية السياسية والحكومة الحالية ويدل ان الهدف المنشود لكل هذه الجماعات اقامة دولة دينية ارهابية تسكت معارضيها بالسجن والاعتقال والتعذيب وبالسيف والجلد واطلاق الرصاص على الرؤوس على غرار ايران او طلبان السابقة ، بينما نجد من يدعي بالتحرر والانفتاح واحترام الرأي الآخر من بعض الكتاب وهم يحاواون بعدما اتضحت تصرفات هذه القوى المتطرفة الى تبسيط الاعتداء وجعلها حادثة عابرة بينما البعض ومن موقف العداء لحرية الفكر والانتماء وبحجة ان الطلبة الشباب غير محتشمين وهم تصرفوا خارج تقاليد واداب المجتمع والدين الاسلامي وهذا يدل على مدى استهتار المعتدين وهؤلاء الكتاب بالقيم الانسانية النبيلة واستهتارهم حتى بتعاليم الدين السمحة التي تمنع الاعتداء على الناس ومعتقداتهم فكيف اذا كانت النساء هن هدف هؤلاء المتطرفين، ولعل خير الله طلفاح الحرامي المجرم وخال صدام حسين كانت له مآثر كبيرة في هذا المضمار لا تختلف عن مضامين هذه الجماعات واعمالهم الاجرامية.
ان جوهر القضية هو القاسم المشترك ما بين التطرف من قبل جماعة مقتدى الصدر وجيش المهدي التابع له والجماعات التي تقلد ايران وولاية الفقيه والمتطرفين باسم التشيع وبين التطرف السلفي المتطرف الذي يريد ارجاع حركة التاريخ الى الخلف ومنظماتهم الارهابية بما فيهم القادمين من خارج الحدود، أذا لم يكن اقامة الدولة الدينية السياسية المتعصبة وهيمنة المؤسسة الدينية عليها فعلى الاقل عدم فصل الدين عن الدولة ليتسنى لهم الوقت والفرصة كي يقفزوا الى هرم السلطة وعند ذلك لكل حادث حديث، فكل طرف منهم يعتقد ان فصل الدين عن الدولة هو موت لهيمنة الدين السياسي ومؤسساته على الدولة ولهيمنة الدولة على الدين السياسي والمؤسسة الدينية ، وهذا الموت يجعل الفرد العراقي يميز ما بين الدين والسياسة، ما بين الدولة والمؤسسة الدينية، فلا الدولة تتدخل في الدين وتستغله لمآربها السياسية كما هو متعارف عليه أوفي عمل وتوجهات المؤسسة الدينية، ولا الدين السياسي والمؤسسة الدينية تتدخل في عمل الدولة وتستغلها لأغراضها وبذلك يستطيع المجتمع رؤية الطريق الحقيقي لبناء دولته الديمقراطية التعددية الفدرالية الموحدة، لقد ثبت بما لايقبل الشك ان الاضطهاد السياسي والغاء الآخر وحجب الحريات وخرق حقوق الانسان هو المعوق الاساسي لتطور المجتمع وتقدمه نحو عالم افضل تصان فيه كرامة الجميع



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى حلبجة القديمة
- السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
- جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
- الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
- التداخل العذري لهمس النداء
- في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
- رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص ...
- ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد ...
- أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه ...
- بعيـــداً عنهــــــم
- على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
- عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
- هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟
- المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو ...
- فقـــــــــــدان الأثر
- الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
- لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
- الغرفــــة أشجان الزيتــون
- ثقافتـــان متناقضتـــان
- التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة في البصرة