أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماجد القوني - تاج السر عثمان بابو السكرتير الثقافي للحزب الشيوعي السوداني ل(الجريدة) بمناسبة الذكرى 57 للأستقلال:















المزيد.....

تاج السر عثمان بابو السكرتير الثقافي للحزب الشيوعي السوداني ل(الجريدة) بمناسبة الذكرى 57 للأستقلال:


ماجد القوني

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 15:04
المحور: مقابلات و حوارات
    


تاج السر عثمان بابو لـ(الجريدة) بمناسبة الذكرى 57 للأستقلال:
* حتى الآن لم يتم انجاز مهام مابعد الاستقلال علي مستوى الأصعدة الثقافية..
* على المثقف أن يكون منتجاً بغض النظر عن انتمائه الفكري أو الفلسفي أو الديني أو الأيديولوجي..
* علاقة المثقف بالسلطة تحفها الشكوك منذ قديم الزمان ، ولكن الجوهري في الأمر.. لابد من اشاعة الديمقراطية..
* تغيير البنية الثقافية للمجتمع، أصعب من التغيير في البنية الاقتصادية والسياسية.
حوار : ماجد القوني
تاج السر عثمان الحاج، من مواليد مدينة عطبرة 1952، تخرجت في جامعة الخرطوم- علوم رياضيات - 1978، تخصص بعد ذلك في التاريخ الاجتماعي للسودان. التحق بالحزب الشيوعي السوداني بجامعة الخرطوم عام 1973، تدرج في هياكله التنظيمية، الآن عضو اللجنة المركزية، والسكرتير الثقافي للحزب، يُعتبر من المثقفين القلائل الذين ساهموا بكتاباتهم في توثيق الحياة السياسية والثقافية وفتح نفاجات للتحول الديمقراطي.. حول الإستقلال ومهام ما بعد الاستقلال (الجريدة) تحاور تاج السر بابو..
* على حد تعبير البعض.. هناك أزمة تمسك بخناق الواقع الثقافي وعملية إنتاج الثقافة.. ماهي تحليلاتك لهذه الأزمة؟
- الإنتاج الثقافي بمستوياته المتنوعة، ينمو في ظل ظروف اشاعة الديمقراطية ، أنت تري أن هناك أزمة في الإنتاج الثقافي ، وهذا في جانب منه يعود إلى ظروف البلاد التي عاشت تحت ظل أنظمة ديكتاتورية صادرت الحقوق والحريات الديمقراطية لفترة (44) عاماً من عمر استقلال السودان البالغ (57) عاماً، ورغم ذلك ظلّ المثقفون السودانيون يدقّون الصخر حتي يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرة ، وينفقون فترات طويلة في ثقب الجدار القاسي الذي يقف في وجه الشروق ليمر النور للاجيال مرة، ويمكنك أن تتحقق من ذلك بمراجعة المكتبة السودانية لترى إنتاج الكُتّاب والأدباء والشعراء والفنانين السودانيين، فرغم الأزمة كانوا ولازالوا يدقون ويحفرون في الصخر.
* هل تتفق مع البعض حول أن للميديا دور في تعميق هذه الفجوة بين المثقف ومجتمعه؟
- طبعا لها دور، وان كان في ظروف ثورة الاتصالات والمعلومات من الصعب أن يحتكر النظام الحاكم الميديا، والتي لعبت دوراً كبيراً في ثورات البلدان العربية الأخيرة، وسوف يستمر دورها المتعاظم في تغيير البنية الثقافية في المجتمع، والتي يعتبر تغييرها أصعب مئات المرات من التغيير في البنية الاقتصادية والسياسية للمجتمع.
* علاقة المثقف بالسلطة لم تبرح مكانها بعد ، بالرغم من التناول الكثيف الذي تم لهذه العلاقة ، وبالرغم من أن السلطة تشير الي تبنيها لسياسات المثقف ، إلا أن للأخير رأي مختلف؟
- ظلت العلاقة تحفها الشكوك منذ قديم الزمان ، ولكن الجوهري في هذا الموضوع هو اشاعة الديمقراطية، وحل مشاكل الديمقراطية بالمزيد من الديمقراطية ، وضمان حرية الإنتاج الفكري والثقافي والخلق الفني والإبداعي. وأن يكون الحكم على تلك الأعمال هو الجمهور لا السلطة، وسيذهب الزبد جفاء، وماينفع الناس يمكث في الأرض ، هذا في اعتقادي يقلل من احتكاك المثقف بالسلطة. وكيف تكون العلاقة صحية في ظل مصادرة النشاط الثقافي والابداعي مثل : مصادرة نشاط مركز الدراسات السودانية الذي قدم الكثير للثقافة السودانية في العشرين عاماً الماضية.
* إحدى المقولات لفرانسيس بيكون : لاتقرأ لتعارض وتفند ، ولا لتؤمن وتسلم ، ولا لتجد ماتتحدث عنه، بل لتزيد وتفكر، هل تنطبق هذه الرؤية علي الواقع اليوم؟.
- هي من المقولات الجيّدة لعصر الأنوار الذي أعقب ظلمات العصور الوسطي وأسهم فيه فرنسيس بيكون بصياغة المنهج العلمي ، ولكن لانكتفي بما أورده بيكون ، بل يجب أن نقرأ ونفكر ونمشي في الأسواق، ونجوب شعاب وبطاح بلادنا وندرس واقعنا بذهن مفتوح من أجل فهمه واستيعابه والعمل علي تغييره، والتطلع إلى المستقبل الأفضل. .
* ظل الشيوعيون ولفترة طويلة يضعون العمل الثقافي كأولوية ، لكن يرى البعض أن هناك ثمة تراجع ، هل معني ذلك طغيان السياسي علي الثقافي داخل الحزب؟.
- مضت (66) عاماً علي تأسيس الحزب الشيوعي السوداني ، عاش فيها (50)عاماً تحت ظروف سرية ( 6 سنوات قبل الاستقلال + 44 عاماً بعد الاستقلال). وكما أشرنا سابقاً حول الانتاج الثقافي عموماً، كان لذلك دوره في انتاج الشيوعيين الثقافي ، ورغم ذلك ساهم الشيوعيون في ادخال الوعي وسط جماهير شعبنا، وتعلموا منه ما استطاعوا الي ذلك سبيلا.
* "أرغب احياناً أن يشنق الجنس البشري وإنهاء هذه المهزلة ، عبارة لمارك توين، هل يمكن أن نصف حالة الإحباط التي يتبناها المثقفون تجاه هموم التغيير؟
- هذا يأس مفرط من مصاعب وهموم التغيير، وكما يقول المثل:" لئن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام" ، فالعمل علي التغيير يحتاج إلى الصبر حتي نفتح كوة يشع منها النور لنا وللأجيال القادمة، وتحضرني هنا الأبيات لناظم حكمت التي فيها رد علي مارك توين، التي يقول فيها: ولكننا بشر.. يجب أن نضيف للدواء جرعة من الأمل.. ونعرف الإصرار حينما نريد أن نعيش...
* تباين الرؤى حول أهمية الدور الذي يلعبه المثقف اللامنتمي تجاه قضايا المجتمع وخاصة أن الأول ينطلق من ( ايديولوجية) حزبه ، كيف تري ذلك؟.
- اعتقد أن المهم أن يكون المثقف منتجاً في مجال تخصصه ونافعاً لوطنه، بغض النظر عن انتمائه الفكري أو الفلسفي أو الديني أو الأيديولوجي.
*هل طبيعة المهمة التي يضطلع بها المثقف تفرض عليه(الإنتماء)؟.
- الإنتماء هو خيار يختطته المثقف أو غيره، بقناعة ويري أن هذا الخيار يساعده في الإضطلاع بالمهمة التي نذر نفسه لها ، وكلٌّ ميسر لما خُلق له ، وكل له منهجه وفلسفته ورؤيته للحياة حتي ولو لم يفصح عنها، و" كل شيخ وطريقته" ، كما يقول المثل السوداني.
*تمر الذكرى السابعة والخمسين للاستقلال ، هل تري ما أُنجز علي المستوى الثقافي مرضياً للتطلعات؟.
- طبعا النفس لاتعرف الرضى ، وحتي الآن لم يتم انجاز مهام مابعد الاستقلال علي مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل تراجعت البلاد الي الخلف ونرى الآن السودان الذي كان وطناً واحداً انقسم إلى شطرين ، وازدادت أزمات البلاد: أزمة الحرب، الأزمة الاقتصادية، أزمة الحريات الديمقراطية، أزمة فقدان السيادة الوطنية، كل ذلك كان له انعكاسه على ضعف الحصيلة علي المستوي الثقافي.
* كيف ترى مساهمات قطاعات المثقفين في ذلك الوقت من أجل انجاز مرحلة الاستقلال؟.
- ساهمت أجيال مثقفين ما قبل الاستقلال في إرساء قواعد النهضة الحديثة للبلاد في مختلف المجالات مثل: قيام التنظيمات السياسية الحديثة( الإتحاد السوداني، جمعية اللواء الابيض، مؤتمر الخريجين، قيام الأحزاب السياسية والحركة النقابية بعد الحرب العالمية الثانية، الصحافة ( صحيفة الحضارة، النهضة السودانية، الفجر،...الخ)، التعليم ( دور التعليم الأهلي ومؤتمر الخريجين..الخ)، انشاء الإذاعة السودانية ، تشجيع خروج المرأة للتعليم الحديث والعمل وقيام تنظيماتها الحديثة، وتطور الأغنية الحديثة التي أرسى قواعدها شعراء وفنانون مثل : (خليل فرح، محمد بشير عتيق ، أبوصلاح ، ود الرضي، ...الخ)، بروز الحركة الرياضية الحديثة،..الخ وهنا يحضرني أجيال من المثقفين في فترة العشرينيات والثلاثنيات والأربعنيات من القرن الماضي ولدت من رحم المعاناة مثل: معاوية محمد نور ، الأمين علي مدني، التجاني يوسف بشير، عرفات محمد عبدالله، محمد أحمد المحجوب، محمد عشري صديق ، عبد الحليم محمد، د. التيجاني الماحي، محمد عبد الرحيم...الخ. فهذه الأجيال من المثقفين كانوا مثل الشمعات التي إحترقت من أجل أن تضئ لنا الطريق بعد الاستقلال ، وأسهمت في وضع حجر الأساس لتطور السودان في مختلف الجبهات السياسية والفنية والرياضية والعلمية ..الخ. فالتحية والتجلة لتلك الكوكبة من المثقفين التي ضحت من أجل الاستقلال، مع تحياتي وتقديري.



#ماجد_القوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السودانية.. بين قهر القوانين.. وسماحة التقاليد!!
- حزب التحرير.. العودة للجذور
- دستور السودان القادم.. جدل الديمومة
- حوار مع سكرتير اتحاد العمال السوداني (المعارض)
- السودان الشمالي.. هل يبقى دون جنوب جغرافي؟
- الخالة (بخيتة)..
- القيادات الشابة وسط الاحزاب السياسية..
- الدستور السوداني..
- إنفصالات الروح (2)
- مسلسل إنفصالات الروح (1)
- جعفر إبراهيم عبدالله..النقابي السوداني..
- حوار مع المغني السوداني سيف عثمان
- الانقاذ.. ومأزق السياسة السودانية
- سيناريوهات الوحدة والانفصال
- حقل زنجبيل إلى -سامية-


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماجد القوني - تاج السر عثمان بابو السكرتير الثقافي للحزب الشيوعي السوداني ل(الجريدة) بمناسبة الذكرى 57 للأستقلال: