أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وهيب أيوب - الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم على مستقبلها














المزيد.....

الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم على مستقبلها


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 13:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان أروع الشعارات التي أطلقتها جموع المتظاهرين في الثورة السورية منذ انطلاقتها "واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد". هذا الشعار كان من إبداع المتظاهرين أنفسهم ولم يخطّه مُفكّر أو مثقف أو قائد سياسي، والذي سيثبُت فيما بعد أن بعض المثقفين والكتّاب السوريين انزلقوا إلى لوثة الطائفية المقيتة ولم يكونوا على مستوى شعارات الشارع الثائر، فأصابوا الكثيرين بخيبة الأمل كما أصابوا الثورة في مقتَل..!
هذا الشعار، على بساطته الظاهريّة، إلا أنّه اختزل في أعماقه ومضامينه يوحّد السوريين من جميع الفئات والطوائف ككتلة واحدة نهضت من أجل الحريّة والكرامة ضد الظلم والاستبداد وطغيان عصابة الأسد على مقدرات الشعب السوري لأكثر من أربعة عقود.
كان من الواضح تماماً ومنذ الأشهر الأولى للثورة أن عصابة الأسد فشلت في قمع الثورة وإسكاتها رغم كل أساليب القمع والوحشية بالحديد والنار، فكان لا بدّ لها من استخدام كافة الأساليب الدنيئة والخبيثة والقذرة المترافقة مع آلة القمع لجرّ السوريين إلى ملعب الطائفية، الذي من خلاله يمكن لها شقّ صفوف الثورة وضربها في عقرها. وتنامى هذا المخطط لاحقاً لدى النظام بعد أن فقد السيطرة والأمل في إخضاع الثورة وكسرها، فأخذ يرتكب مجازر وحشيّة في مناطق سنيّة لجرّها لمجازر مماثلة ضد العلويين وبعض الأقليات الذين أحجموا بغالبيتهم على المشاركة في الثورة، في محاولة لخلق أوضاع شبيهة بما جرى في كوسوفو "يوغسلافيا" لإقناع المجتمع الدولي بفكرة الفصل بين الطوائف، وبالتالي إقامة دويلة "علوية" على الجبال والساحل السوري في اللاذقية وطرطوس، وبهذا يحفظ نجاته من المحاكمة والعقاب جرّاء جرائمه والكوارث المرعبة التي خلّفها في معظم المحافظات السورية بحقّ البشر والشجر والحجر.
على الرغم من فظاعة المجازر ذات الصبغة الطائفية التي كان يكرّرها نظام العصابة في عدّة مناطق سورية، إلا أنّه لم يحصل على الردود المرجوّة من الطرف الآخر، الذي كان باستطاعته الردّ بنفس الطريقة في قرى مجاورة "علوية" له وفي متناول أيديه، غير أن ذلك لم يحصل إلا في نطاق ضيّق ومحدود من فئات طائفية متطرفة مسلّحة خارجة عن سيطرة الجيش الحرّ وقياداته المعروفة، الذين أدانوا واستنكروا سلوك تلك المجموعات السلفية الطائفية غير المنضوية تحت لواء الجيش الحرّ.
ومن المُلفت للنظر ومن خلال متابعتنا لتصريحات قادة وكتائب الجيش الحرّ، لم نلمس من أحدٍ منهم أي دعوات وتصريحات فئوية طائفية تدعو للتحريض أو الانتقام على أساس طائفي أو مذهبي، بل كان العكس هو الصحيح. أضِف إليهم، قادة المجلس الوطني والائتلاف السوري الذين حرصوا بدقّة على تصريحاتهم وتوجيهاتهم بنبذ الطائفية جملةً وتفصيلا، معطوفٌ عليهم قادة حركة الإخوان المسلمين الذين أصدروا وثيقة وأكّدوا في غير مكان وزمان حرصهم على الدولة المدنية الديموقراطية ومساواة السوريين جميعاً تحت ظل دولة المواطنة والقانون، وهذا إن ثبتوا عليه مُستقبلاً فإنّه يُحسبُ لهم كموقف تاريخي لا يُستهان.
لكن من عجب العُجاب أن يتبرّع طوعاً بعض المثقفين والكتاب السوريين، الذين يُدركون تماماً مخططات النظام وأهدافه بالانحدار في كتاباتهم وأطروحاتهم إلى المستنقع الطائفي التحريضي ويتساوقوا مع بعض الفئات الطائفية المذهبية التكفيرية.
قد يعذر المرء أهالي وأقارب المذبوحين والمعذّبين بأن تثار غرائزهم الطائفية لهول وفظاعة ما يرون من مذابح مروّعة في أبنائهم وأطفالهم ونسائهم وأحبتهم، لكن في الثورات دائماً هناك فكرٌ وإستراتيجية تقف خلف فوهة البندقية لتقوم بتصويب مسار الثورة نحو المستقبل المنشود بذات الدقّة في تصويب البندقية نحو الهدف، وإلا لانتقلنا من استبدادٍ إلى آخر.
وكما يقول الشاعر: وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ ...
ففي الثورات وخاصة في أوقاتها القاسية والعصيبة، تحتاج الثورة أكثر ما تحتاج إلى دور العقلاء والحكماء فيها لإمساكها عن المزالق الخطرة التي قد تؤدّي إلى حرفها عن مسارها أو تقويضها، وهنا يأتي دور المثقف والكاتب والشاعر والفنان والسياسي المخلص الواعي في مخاطبة العقول وترويض النفوس الهائجة؛ لا أن ينحدِر في خطابه إلى دون مستوى الغوغاء والدهماء..!
العقل البسيط يُدرِك أن التحريض على الاقتتال الطائفي هو من أهداف عصابة النظام، لأنه بات ملاذه الأخير للإفلات من العقاب وعلى رأسهم السفّاح الصغير بشار الأسد. وأدركوا أو لم يُدركوا أصحاب الأبواق الطائفية النتنة بأن فعلهم هذا لا يودي إلا في طريقين، أوّلها حرب طائفية ضروس لا تُبقي ولا تذر وآخرها تقسيم البلاد.
المثقفون والكتّاب هؤلاء وكل من لفّ لفّهم، وهُم من جميع الطوائف في سوريا وليسوا من طائفة بعينها، أرادوا أو لم يريدوا هم حلفاء حقيقيّون لنظام عصابة الأسد، كما هم خطر حقيقي ووشيك على مستقبل الدولة السورية وسلامة نسيجها الوطني والاجتماعي وسلامة وحدة حدود البلاد.
ختاماً، إن ما حرّضني على كتابة هذا المقال بعض الكتابات المُقزِّزة لكتاب ومثقفين سوريين، ليس أوّلهم ولا آخرهم، الشّبيب التِبّعي الكاتب حكم البابا.

الجولان السوري المحتل



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يعمل على إجهاض -الثورات- العربيّة؟
- الربيع العربي – كثير الشوك قليل الورد!
- العالم ينتظر حتى يُنهي الأسد مهمته - وإسرائيل لاعب رئيسي
- بشار الأسد ونموذج -فرانكشتاين- الفاشل
- إسقاطُ الهَيبة وسحق العنجهيّة
- الجولان المحتل بين شقّي الرحى - الاحتلال من جهة ونظام عصابة ...
- نظام الأسد، يُصارع على بقائه أم ينتقم لسقوطه..؟
- خيارات الثورة السورية ومخاطر الانزلاق
- الأسد أو خراب البلد...!
- هل ينجح الأسد حيثُ فشِل غورو..؟
- مَن أطلقَ يد المخابرات السورية في الجولان المحتل..؟
- رصاصةٌ واحِدة
- الفيتو الإسرائيلي على الثورة السورية
- بطولات جيش الأسد العقائدي ..!
- قبل أن يسبق السيف العذل - دعوة للتفاهم
- بيان - نشطاء سوريون من الجولان السوري المحتل
- النظام السوري - -حساب السرايا وحساب القرايا-
- النظام السوري والداءُ المُستحكَم
- البرابرة ليسوا غرباء ولا يأتون من الخارج
- المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وهيب أيوب - الطائفيّون في سوريا حلفاء غير مُعلنين لعصابة الأسد وخطر داهم على مستقبلها