أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيان الخياط - هل المتدينون اكثر صحة؟















المزيد.....

هل المتدينون اكثر صحة؟


حيان الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 13:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل المتدينون اكثر صحة؟

الدكتور Nigel Barber

ترجمة: مصطفى الصوفي



أن أكثر الأماكن المتدينة في العالم وتحوي على نسبة من عالية من الاصابة بالامراض هي جنوب الصحراء الافريقية الكبرى , فهي تحتوي على الكثير من الأوبئة المتمثلة في الملاريا والطفيليات وحمى الضنك والكوليرا وأمراض الإسهال وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وغيرها الكثير.
والواقع أن حمولة من مختلف الأمراض المعدية في بلد يتنبأ بالطريقة الدينية سواء من ناحية الايمان بالله او أهمية الدين المعلنة (1).ومن الواضح أن وجود الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة، وتوقع الموت لشعب يعاني من الاسى والضيق المبكر، يدفعهم إلى السعي والإستغاثة بالدين..
تحتوي البلدان التي تملك رصيدا اكبر من الامراض المعدية على الكثير من المتدينين أو المؤمنون بالرب والواضح ان السبب هو وجود الكثير من الامراض الخطيرة والموت المبكر للإنسان الذي يجعل منه صاحب ميول للتدين والايمان, ويجعله يسعى للاستعانة بالدين.

الدين كوصفة طبية


حتى الآن، غالباً ما يتم طرح سؤال علاقة الدين بالصحة بطرق مختلفة ومتعددة. وقد تمكنا من مقارنة مواطنين متدينين في بلد معين - الولايات المتحدة حيث تجري الكثير من البحوث الصحية - مع مواطنين اخرين أقل تدينا. في هذه الحالة، فإن الجواب هو مختلف جدا. هنالك بعض الباحثين على ثقة من ناحية الفوائد الصحية للدين وعلى الرغم من ذلك يؤكدون على ضرورو الاستغناء عن الدين كدواء (2).
كمجموعة، وجد ان الناس الذين يحضرون الكنيسة بانتظام هم أكثر صحة من الذين لا يحضرون لها .حيث ان الحضور للكنيسة يؤدي الى اطالة العمر، امتلاك جهاز مناعي قوي، انخفاض ضغط الدم، ووقت شفاء اقل في العمليات الجراحية، وعلى الرغم من الادعاءات المختلف عليها المرجعين (2) و (3). يشيران الى قوة بعض هذه الآثار في البحوث المنشورة، والمدهش أنه لا يوجد دليل واضح على أن الدين في حد ذاته يوفر أي فائدة صحية. على كل حال جميع تلك البحوث لم تعطي أي دليل واضح على ان الدين يوفر حالة صحية افضل .
بعبارة اخرى، ان الافراد المتدينين لا يمكنهم الاستفادة من عضوية الكنيسة من الناحية الصحية . لكنها تفعل ذلك بغض النظر عن المحتوى العقائدي والممارسات الدينية او ما يؤمنون به، أو حتى السلوك الصحي، التي ينادي بها نظامهم الاعتقادي. نحن نعرف هذا لأن المزايا الصحية لمختلف الأديان هي نفسها على الرغم من الاختلافات في نمط الحياة. وابسط مثال على ذلك هو ان السبتيين هم اكثر نظافة من الأسقفية المعيشة ولكنهم حسب الاحصائيات ليسوا أكثر صحة!.

وبغض النظر عن إعطاء الناس الشعور بالهدف، ووجود التجمعات الدينية التي تشكل نظام الدعم الاجتماعي، وهذا يفسر بعض الفوائد الصحية للمشاركة الدينية.
لكن علميا الفرد ليس بحاجة لان يكون متدينا حتى يتمكن من الاستمتاع بالحياة أو الشعور بالهدف في الحياة، فطبيعة الحال. يمكن الحصول على دفعات كبيرة من التفاؤل والصحة من خلال القيام بالأنشطة العلمانية مثل الرياضة وتربية النباتات او التجوال في الحدائق العامة، و اللعب, الموسيقى والرسم والنشاط السياسي، أو إجراء البحوث العلمية حتى. ومرة اخرى بصرف النظر عن إعطاء الناس الشعور بالهدف، الجماعات الدينية تشكل نظام الدعم الاجتماعي وهذا يفسر بعض الفوائد الصحية للمشاركة الدينية.

ميزة أخرى مفيدة وهي مشتركة بين جميع الأديان، هي الصلاة والطقوس التي تساعد على ازاله حالة الإجهاد النفسي. حيث وجد الباحثون في جامعة ديوك أن الطقوس الدينية تعمل كآلية لمكافحة الإجهاد(4). وأظهروا أن الصلاة الفردية، فضلا عن خدمات الكنيسة، تؤثر على الاجهاد من خلال قياس مستويات ضغط الدم كونه مؤشر موثوق به على الضغط النفسي. وان ارتفاع ضغط الدم يسبب أمراض القلب ومرض القلب هو القاتل رقم واحد في العديد من البلدان المتقدمة.

ان طقوس الصلاة كأي ممارسة اخرى تؤدي الى خفض ضغط الدم بشكل منتظم، مثل التفاعلات الاجتماعية مع الأصدقاء، أو ممارسة الرياضة البدنية، وبذلك تقلل من خطر الإصابة بأمراض القل (4).ومن هذا المنطق، يمكن أن نذكر ان الصلاة والطقوس تسهم بشكل مباشر في الصحة والعمر المديد.

قد يبدو أننا أخيرا ركزنا على ان المنفعة الصحية محصورة في ممارسة الشعائر الدينية. ،لكن هذا ليس صحيحا. صلاة وطقوس اخرى نجد نظيرها عند العلمانية وهي تجلب نفس المنافع , مثل التأمل وهو يصد التوتر الكثير ويقلل من الاجهاد بنسبة عالية كما تفعل الصلاة، وذلك وفقا لتجارب عديدة(4).

ماذا يعني كل هذا؟

لتلخيص كل ما سبق، إن الادعاء بأن الأشخاص المتدينين أكثر صحة لا تصمد عندما نقارن الدول العلمانية بأخرى دينية. فالدول العلمانية أكثر صحة لأنها أكثر تطورا من الناحية الاقتصادية وجني الفوائد المرتبطة بتحسين الرعاية الصحية والصرف الصحي، وبرامج الصحة العامة (1). الناس المتدينين في الدول العلمانية اكثر صحة من المتدينين في بقية الدول.

وهذا يعني أن هذه الفوائد الصحية ليست لها علاقه حصرية بالدين .فالمتدينين يمكنهم الاستفادة من الدعم الاجتماعي الذي توفره دولهم مما ينتج عنه وجود شعور افضل بالهدف في حياتهم. مع هذا هم أيضا يستفيدون من تقنيات الحد من التوتر الكامنة في الصلاة والطقوس.

هذا يجعلنا نصل الى نتيجة ان الدين يقوم بتعزيز الصحة. وهو يعتمد بشكل اساسي على البيئة الجيدة التي توفرها العلمانية.

خلاصة القول هي لا يمكن إعطاء الدين الفضل في المزايا الصحية, لاننا اذا استخدمنا هذا المنطق ، فإن الدين أيضا سيتحمل المسؤولية عن الصحة المروعة في أماكن اخرى مثل جنوب الصحراء الافريقية حيث يكون الدين في أقوى حالاته هناك.



الهوامش:

1. Barber, N. (2012). Why atheism will replace religion: The triumph of earthly pleasures over pie in the sky. E-book, available at:http://www.amazon.com/Atheism-Will-Replace-Religion-ebook/dp/B008...

2. Koenig, H. G. (2008). Medicine, religion and health: Where science andspirituality meet. West Conshohocken, PA: Templeton Foundation Press.

3. Sloan, R. P., and Bagiella, E. (2002). Claims about religious involvement and health outcomes. Annals of Behavioral Medicine, 24, 14-21.

4. Paul-Labrador, M. D. et al. (2006). Effects of a randomized controlled trial of transcendental meditation on components of the metabolic syndrome in subjects with coronary heart disease. Archives of Internal Medicine, 166: 1218-1224.



رابط المقال الاصلي:

http://www.psychologytoday.com/blog/the-human-beast/201212/are-religious-people-healthier



#حيان_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الغريزي والتسرع في الاجابة
- على هامش احصائية معرض بغداد الدولي للكتاب
- رأي في مؤتمر الدفاع عن اتباع الاديان
- شريعة الله ام شريعة الفقهاء
- عندما تدخل الخرافات تحت غطاء العلم
- المجموعات الفكرية والعلمية على الفيس بوك
- النظرية هي فرضية تم اختبارها وليست مجرد رأي شخصي
- الازواج اكثر عرضة للطلاق اذا قام الزوج بنصف الاعمال المنزلية
- الابطأ هو الأسرع ... تجربة العالم ديرك هلبنج
- حياة اينشتاين ونظرياته بأبسط ما يمكن ... في كتاب -اينشتاين ل ...
- مستقبل الثقافة بين التفكير العلمي والتخبّط
- الطب الدارويني … عندما تدخل نظرية التطور الى المجال الطبي
- مجزرة بورما ... هل يتعرض المسلمون للاضطهاد حقا؟
- ميشو كاكو وفيزياء المستحيل
- ادم رذرفورد ... عالم الاحياء المجهول
- علماء معاصرون لهم الفضل الاكبر في تقدم البشرية
- ويلارد ليبي او الكاربون 14
- النار التي انهت معاناة انثى عراقية
- الحجاب الشرعي: سوء العرض والترغيب
- قراءة في كتاب (فكرة التطور عند فلاسفة الاسلام)


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيان الخياط - هل المتدينون اكثر صحة؟