أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - حرب الاصفار














المزيد.....

حرب الاصفار


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 13:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس تبسيطا للازمة, ولكنه الواقع الذي يجعلنا لا نقوى على تجاهل التراشق بالارقام الذي يطغي على المشهد السياسي العراقي , فللارقام-بل الاصفار-مساحة واسعة ومهمة من الادوات التي يستعين بها كل طرف في محاولة ترصين صفوفه وتحشيدها تجاه الآخر المناقض والمناجز في الصراع الناشب على طول وعرض الوطن..
فعند تناول التظاهرات المناوئة للحكومة في الانبار وبعض المحافظات الاخرى , نجد الاصفار ترفع وتضاف حسب موقع الجهة التي تحصي العدد ومتبنياتها وتداخلها السياسي والفكري مع الازمة, فبينما نرى الاعلام المنحاز لوجهات النظر المتقاطعة مع الاحتجاجات تتحدث عن مئات المحتجين في الفلوجة ويهبط بها الى العشرات في الموصل وصلاح الدين ,نلاحظ ان بعض غرف العمليات الاعلامية كالجزيرة-مثلا- تتحدث عن مليونيات هادرة وعن عصيان مدني حكومي في ايام لم ينتبه احدا الى انها عطلة رسمية معلنة..
ونفس هذا النزاع الرقمي نرتطم به عند مقاربتنا لزيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام), فقد اختلف الجميع على ما يوضع على ما شمال الاصفار الستة التي تمثل عدد الزوار الذين اكتظت بهم محافظة كربلاء حد اوصلتها –عيون الرضا-للبعض الى ثمانية عشر او عشرين من المليونات وكأنها رسائل ملغزة الى الجانب الآخر تقول أولئك –جمهوري- فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا –ايها الآخر- المجامع, ولكننا نجد ان هناك من-عيون السخط- من يشكك حتى في الاصفار ليتكلم عن الالوف او عشرات الالوف ويستخف بالاثر الذي من الممكن ان تحدثه اقدام المسيرات الراجلة على الخارطة السياسية المعقدة,
وهذا التنابر الرقمي الذي اصبح من المسلمات التي ترافق كل ازمة او استحقاق له ذيول او جنبات سياسية ,ليس غريبا او من النوازل على الحياة السياسية العراقية-بل والعربية –الشوهاء,بل هوغالبا ما يستخدم لتعزيز طروحات المتخاصمين ولادامة التحشيد والتجييش الاعلامي لجميع الاطراف..ولطالما تسابقت الانظمة الديكتاتورية في رص التسعات على جانبي الفارزة لتبيان حجم التأييد الشعبي الزائف ولتحجيم الاصوات المعترضة حد التصاغر والتمجهر القريب الى اللاشئ,ولكن في هذا الزمن الذي طوت فيه قيم الحداثة والتطور الارض وكورتها ووضعتها في يمين المواطن الحائر بين هذا البون الشاسع من المتناقضات, تكون مثل هذه الممارسات وهذا التقاذف المربك للارقام ،اقرب الى العاب الخفة الاعلامية منه الى المهنية والمصداقية والالتزام المطلوب بالانضباط في خضم ما نعيشه من احداث مفصلية تنتظر بعض الشرار المهمل فقط لتنقلب نارا وسعيرا على دماء ومقدرات وكرامة ومستقبل شعبنا الجريح..
ان هذا التلاعب بالارقام والاعداد رغم انه جزء من أي حملة من حملات العلاقات العامة ,ولكن الحس السليم يقول ان ما يصح على حقل الاعلانات التجارية لا يستوي مع حسابات البيدر السياسي خصوصا في هذه الازمات التي تستهدف اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي وفي اكثر المناطق رخاوة منه, والادهى هو تلك الحملة المرافقة والبينية والمسعورة لنسبة هذه الارقام بقضها وقضيضها –وتناقضها- الى هذا الطرف او ذاك, بل الى تلك الجهة السياسية وذاك مما يشي باستقطاب حاد ومقنن بين المكونات العراقية نستطيع ان نؤكد ان لا وجود حقيقي له على الارض..
ان اختزال التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما بين افراد المجتمع في حيز المتبنيات العقائدية , وخصوصا في مجتمع متعدد ومتنوع كالمجتمع العراقي يحمل في طياته الكثير من الشبهات التي تشير بوضوح الى وجود اصابع خارجية تحاول تصنيع واقع يستثمر المطالبات الشعبية لتمرير مخططات قد لا تتطابق مع اهداف وتطلعات الجماهير في تصحيح مسار الديمقراطية العراقية الناشئة, كما ان تغييب التيارات الديمقراطية والعلمانية ونفيها من خارطة التدافع الاجتماعي وتلخيص الحراك السياسي بالانتماءات المعتقدية والمذهبية قد يكون فيه جانب كبير من الخبث الاعلامي الذي يخدم توجهات القوى التي تتشبث بالشعارات الدينية والطائفية كوسيلة للوصول والتأبد على سدة الحكم واستثمار كلام الخالق لتركيع المخلوق وسلب ارادته وخياراته السياسية الحرة..
ان على الشعب العراقي النبيل وقواه الحية الوعي بخطورة استهداف الديمقراطية باستخدام آلياتها الدستورية واشتراك الاطراف المتصارعة في هدف تغيير مسارات الحراك المجتمعي تجاه ايجاد معادلة لتقاسم الغنائم السياسية على قاعدة الفرز المذهبي والطائفي, والاهم, هو اليقين بان قيمة الجماهير التي تساق في ساحات التجمع والشوارع لا تعادل لدى سياسيينا شيئا مقابل الهدف التي تجدع له الانوف ,بل هم لا يرونهم الا مجرد ارقام تتضاءل وتتضخم حسب المواقف السياسية لهذا الطرف او ذاك..وقد يكون التأدب-والتأدب فقط-هو ما يمنعنا من القول بانهم لا يروننا الا مجرد اصفار..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة على شفا قطرات من مطر
- القانون فوق الجميع..القانون للجميع
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)
- علاج الزعماء العرب خارج الاوطان..
- اخوان مسلمون..أم خونة بغاة؟؟
- السحت الاعلامي
- الاصلاح وفوبيا التغيير
- مبادرة الشيخ حمد..دعوة الى الوهم
- ثقافة الاستقالة
- اوطان وهويات
- شرق هائج وغرب متضجر
- السلفيون والاخوان المسلمين..في مفترق الشريط المسيء


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - حرب الاصفار