أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين














المزيد.....

من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 10:24
المحور: المجتمع المدني
    



كان عام 2012 عام نكد لأنه عام العسّرة وتزاحم الأزمات.بدأ باخفاقات ما بعد تشكيل الحكومة وانتهى بغرق العاصمة بغداد وانهيار بيوت الطين والصفيح على رؤوس الفقراء.وفيه أتجهت المسارت السياسية نحو التدهور والمخاطر فانذرت بأكثر من كارثة.وفيه اكتملت خيبة العراقيين وانهارت ثقتهم بحكومة الشراكة كانهيارها بين فرقاء العملية السياسية،الذين مارسوا لعبة ترحيل وضع البلد المتردي برميها على الآخر كما لو كانوا "فريق سلّة".وفيه صار العراق "مسخرة" في انظار العالم باعتراف الرجل الأول في الدولة..وفيه يئس العراقيون ونفضوا ايديهم من سياسيين هم جاءوا..فخذولهم وأذاقوهم مرّ العيش والحرمان.وفيه انتقلت أزمات سادة المنطقة الخضراء الى الشارع العراقي فخرجوا يهزجون:(وينه صرفكم عالمشاريع،فد يوم مطرت مو أسابيع) ولافتات كتب عليها:(طوفان الفشل والفساد تكشفه أمطار بغداد).ومفارقتان من نوع شرّ البلية ما يضحك،الأولى: أن الحكومة عزت السبب الى غزارة الأمطار مع انها استغرقت عشر ساعات،والثانية:ان رجل دين فسّر غرق بغداد بأنه عقوبة الهية..وكأن المذنبين هم الفقراء الذين غرقت بيوتهم،وأهل بيوت المنطقة الخضراء التي ظلت ناشفة زاهية..أبرياء اتقياء!.
على أن أهم حدث فيه هو أن اسبوعه الختامي شهد احتجاجات جماهيرية بدأت في الانبار ثم امتدت الى الموصل وسامراء ومناطق غربية أخرى.ولنا في ذلك تذكير بمقالات في "الأسبوعية والمدى ومواقع الحوار المتمدن والمثقف والنور " حذرنا فيها قبل اربع سنوات من ان أخطر ما حدث بعد التغيير هو تبادل الأدوار بين الطائفتين.فلأول مرّة في العراق تتولى السلطة الطائفة التي كانت في المعارضة عبر تاريخها الطويل،وتتحول الى المعارضة الطائفة التي كانت في السلطة عبر التاريخ ذاته.ونبهنا الى أن انتصار "الضحية"على من تعدّه "جلاّدها"يدفعها الى التعبير بانفعالية في تضخيم ما اصابها من ظلم،وشرعنة الاقتصاص ممن كان محسوبا بصفة او عنوان على "الجلاّد"،فشاعت بين "المظلومين" "ثقافة الضحية"..دفعت بسياسيين مأزومين طائفيا الى أن يمارسوا العنف والقتل على الهوية.وابتكر المتطرفون،وبحقد امريكي خبيث،قانون (الاجتثات) الذي هو اقرب الى الثأر الجاهلي منه الى العدل والقانون،ضد عشرات الألاف كانوا اجبروا على الانتماء لحزب السلطة،او أنهم اعتمدوا مبدأ "شعرة معاوية"في علاقتهم بالسلطة حفاظا على حياتهم وقوت يومهم.
كانت التظاهرات في الانبار بدأت بمزاج طائفي،وبشعارات قد يكون صحيحا انها كتبت في دوائر مخابرات دول عربية واسلامية،وبنفس فيه رائحة النظام الدكتاتوري،وأهازيج فتنه من قبيل :(ياايران ياايران جيش محمد هبّ الآن) و(بغداد النه وما ننطيها)..وباتجاه كان يوحي بأنه تحشيد بهدف اعادة الاصطفافات الطائفية للأنتخابات المقبلة،ثم هدأ ليتحول الى مطالب مشروعة من قبيل البت في قضايا اعتقال مضى عليها اشهر وسنوات،وتعذيب معتقلين،ثم اتجه الى أن يكون وطنيا يدعو الى محاسبة الفاسدين ومساءلة الحكومة عن المليارات المنهوبة،وتصحيح مسار العملية السياسية..ولأن تيارها الأقوى تحول في الاتجاه الصحيح فقد خرجت تظاهرات في عدد من مدن الوسط والجنوب..خشيت جهة سياسية حليفة للتي تقود السلطة ان تتحول الى تظاهرت مليونية..مدركة ان تراكم الشعور بالحيف والمظلومية الذي أصاب طائفة سيتوحد مع مشاعر الوضع المتردي للطائفة الأخرى في قضية تصيب الطائفية في مقتل..تنهي معها تشكيل حكومات محاصصة جلبت الخراب للمدن والنكد للناس..وهذا ممكن جدا ان تفادى الشارع الدعوة الى اسقاط الحكومة بالعصيان لأنه يعني الكارثة،وان لم تأخذ الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة طريقها،لأنها تعني في هذه الأجواء الانفعالية..اعادة الشحن الطائفي بأعوام نكد جديدة.
ان مشكلة العقل السياسي العراقي انه نتاج أزمات،تبرمج على المماحكات السياسية واجادة فن المماطلة في التفاوض،وعدّه الصراع وجوب التغلّب على الآخر.وهو لا يقرأ ما يكتبه المثقفون،ولا استعان يوما بعقلاء البلد وحكماء القوم من غير المتعاطفين مع هذا على حساب ذاك.ولو أن الحكومة استجابت لمطلب تظاهرات التحرير قبل عام بتشكيل محكمة من قضاة مستقلين،تبدأ بمحاكمة الحيتان..لما حصلت تظاهرات عام النكد.فولّد سكوتها اليقين لدى الناس بأن في كل فرقاء العملية السياسية فاسدون،وان من يفضح سيكون مفضوحا..وتلك هي العلّة الأوجع..فلو أن الأموال التي نهبت استردت لما كانت هنالك مدن خربة ولما كان ربع سكان أغنى بلد في العالم..تحت خط الفقر.
ان العقل السياسي الحاكم..حرن،وان بقت السلطة بيده فسيجعلنا في عامنا الجديد هذا نترحم على عام النكد، والرهان سيكون على العراقيين في عامنا الجديد هذا ان توحد جماهير الطائفتين تحت خيمة الانتماء للوطن،وان استثمر الوطنيون والديمقراطيون هذا الحراك الجماهيري في الاتجاه الذي ينجح فيه الوطن من لم شعثنا..ويريح الناس من الذين حولوا حياتهم نكدا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا الكذب
- الصعاليك
- رسالة الأقليم الى العرب المقيمين فيه
- يستر الله..المسألة معكوسة!
- ثقافة نفسية(74):نصائح للمعلمين والمعلمات..مع التحية
- نظرية عراقية
- ثقافة نفسية(73):رثاء الذات
- عفيفة اسكندر..الصورة الأخرى
- الانتحار..يأسا
- العرب ..ماضيون
- الجنسيون المثليون في العراق
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة(4-4)
- اشكاليات في السلطة والدين.ثانيا:السلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (2-4)
- ثقافة نفسية(2):الرومانسية والعشق..حالات مرضية
- سيكولوجيا الحب (1):رسالة من امرأة مثقفة وجدت نصف الحب!
- المجتمع العدواني..والذهان
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - من عام النكد الى عام الرهان على العراقيين