أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟














المزيد.....

هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 14:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن شاهدت مؤخراً فيلم موت الأميرة Death of a Princess ، الذي يتقصي فيه صحافي انجليزي عن أسباب وفاة الأميرة في المملكة السعودية العربية في السبعينات ، و قراءتي لبعض المقالات التي تنشرها الكاتبة و جيهة الحويدر .. رجعت بي الذكرى إلى آخر الثمانينات و أوائل التسعينات .. و لدت في السعودية ، و هناك شعرت بالترف المحيط بالبيوت التي عرفناها .. و طيبة الجارات السعوديات ، اللاتي ظلت الواحدة فيهن صديقة لوالدتي حتى بعد أن جئنا للاستقرار في غزة بعد معاهدة أوسلو 1994عام .

بذكريات الطفلة التي أحبت الأشياء الجميلة ، البيوت الواسعة ، و بعدها بمفاجأتي ببعض العادات البدوية .. اختفت لحظات الطفولة ، و بدأت حينها أشعر بكمية الخوف المحيط بنا نحن النساء في الشرق الأوسط .. قرار الوالد المفاجئ بالإستقرار في غزة كان صدمة لوالدتي التي ظنت العائلة أنها ماتت من كثرة البكاء .. هل ما كنا سنراه في غزة هو أسوأ أم هناك ما تخشى والدتي على أن تتركه في بلاد الرمال ؟؟ في كلا الحاليتين هناك مفارقات و لا أود أن أقارن بين الوضعين ، و لكن هناك لمحات تطفو بخيالي الذي يشعر بالحذر كلما اقترب من الذكريات .. كلنا كنا تعساء بالمستوى الذي حاول والدي أن يجعلنا أن نتأقلم به في الأراضي المحتلة ، لم تكن العلاقات العائلية مشوقة لوقت طويل ، و لم يكن أي دافع لدى والدي للعودة حيث كنا نظن أن حياة الترف هي أهم بكثير من التواجد في مكان الناس يأتون للزيارة دون موعد أو حتى باتصال على التلفون ..

ذاكرة الطفلة الصغيرة كانت مشوشة و لكن بعض ما أخبرتني به أختي الكبرى ساعدني على وضع النقاط على الحروف . والدتي القادمة من فلسطين ، التي كانت تسجل الأفلام العربية على شرائط الفيديو ، و تتبادلها مع جاراتها ، فجأة أصبحت تستيقظ باكراً لتصلي مع والدي .. و ملأت البيت بتسجيلات دينية ، حتى أنها أصبحت تفرض رأيها في أوقات مشاهدة التلفاز ..

الأفريقيات كن يتجولن في الشوارع بملابس ملونة ، يلفون بأقمشة جميلة – لم أر السعوديات يرتدين إلا الأسود – أطفالهن على ظهورهن و يبقين أثدائهن مكشوفة و هن يرضعن الأطفال الجوعانين حتى يضربهن مطوع ، و يلاحقهن بالعصا حتى يخرجوا من الشارع .. الأفريقيات كانت الواحدة فيهن أكثرهن قوة .. تأخذ حقها بيدها بعد أن يضربها المطوع ، و يعطيها ظهره تعود مع صديقاتها – في نفس اللحظة – و تضربه قبل أن يسانده باقي المتدينين الذين كانوا يخيفون الجميع .. منعتني والدتي من الحديث إليهن ، و لكني كنت أتمنى أن أتعلم منهن هذه القوة و الشجاعة .. كيف خرحت النساء الهنديات بالعصي بعد وفاة شابة أغتصبتها جماعة مجرمة .. صورهن تلهمني .. تجعلني أتمنى أن ينقلب السحر على الساحر .. هل ستنتفض السعوديات مثلهن ؟ يتظاهرن مثل الهنديات ؟ هل ستجرؤ واحدة منهن على أن تضرب المطوع بالعصا مثل الجميلات الافريقيات ؟ الجوع كافر و لكنه جعل الافريقيات أكثر ايماناً بإنسانيتهن من الشبع الذي أتخم البروجوازيات اللاتي يرتدين الأسود ..

****

عودتنا لغزة أوضحت لي مفاهيم مثيرة كنت بعيدة عنها بسبب وجود عائلتي وحدها في بلاد الرمال . الخال المتعدد الزوجات بألفاظه الوقحة ، الصراخ في الشوارع و الأسواق ، الأطفال القذرين يخرجون بدون أحذية ، الأقارب الذين يأتون كل ساعة ليطمئنوا علينا .. الصراخ حتى في السلامات ، و التحيات .. و الكراهية أيضاً .. و أيضا زوج عمتي الذي رفض والدي أن يستضيفه في المنزل ؛ بسبب الخلافات على الميراث و قصص قديمة أخرى .. عمتي التي لم أعرفها يوماً .. التي زوجت ابنها لإبنة عمي بفساتينها الكثيرة .. و عقدهاالمعلق على رقبتها مزين بالعملة السعودية .. كان عمي ذكورياً جداً يحب المظاهر .. و هو من كسر البطيخة فوق رأس والدي و والدتي يوم زفافهما .. و كانت ابنته في الثالثة عشر من عمرها .. تزوجت دون أن يكون لها رأياً في زواج الأقارب الذي خطط له الآباء أو أبناء العمومة .

****
ليس هناك أسهل من القضاء على أمة جاهلة فيها نساء غير متعلمات ، وفيها آباء ذكوريين يؤمنون بمفهوم العائلة / القبيلة ، و يكرسونها فخراً لهم .. و كأنهم يراقبون التاج على رؤوسهم يكبر .. كلما ازداد فخرهم إما بجهلهم أو برجعيتهم .. التي تأت في مائة مظهر بحياتهم اليومية منها تعصبهم الأعمى ، و ذكوريتهم ..

****
ذكرياتي في المملكة العربية السعودية كانت هادئة أحياناً ، و مخيفة .. و لكن ما أشعر به في الأراضي المحتلة يطمئنني أنه ليس بوسع النساء الاستمرار في هذا الوضع المزري إلى الأبد ..
لم تخيفني يوماً الجدران مثلما أشعر الآن و أنا أراقب الظلم الذي تعانيه المرأة العربية .. كان هناك دائماً أسوار تمنعنا عن الخروج من صمتنا .. هذه الجدران ستجعلهم يصابون بالصم ، و العمى إن لم يزيحوها عن طريقنا .. نحن قادمات .. صدقوني نحن قادمات .. و إن طال الزمن !



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل القبلية هي عملية ممنهجة في نظام العالم الجديد ؟
- الكراهية المدعية في وجه الريح
- ما نحتاجه بعد المجزرة الانسانية في غزة!
- أن تثق فيمن لا يثق بنفسه .. وهمٌ آخر في الأراضي المحتلة
- هكذا يقول - الشعب - لحكام الفساد : كنت دائماً لوحدي !
- هل يحب الآباء الفلسطينيون أبناءهم ؟
- تحية مباركة و إغلاق مبكر
- متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
- العدوانية
- من أجل رقي حركة حماس
- الهوس الجنسي في غزة
- صورة عن الشرق المرئي في غياب الحل الأوسط
- حجة خروج
- متعة الفراق المذّل
- مشهدٌ لعمقِ امرأة كانت تعشق صوتَ النوم
- ذكور ممتنعون عن الرجولة
- نختارُ أن نحلم بوطن
- حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة
- مشاهدات في مدينة يحتقرها الإله .. غزة تحت أنقاض الحياة
- العنف الأسري


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟