أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟














المزيد.....

هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البصرة كانت تسمى ثغر العراق الباسم ، هكذا درسنا ،أول درس في جغرافيا العراق، عندما كنا طلابا ، أيام زمان ، عندما كان المواطن ، جاهلا أم عالما،يحترم المدرسة والمعلم ، وعند ارتقاء مداركنا ، ودرسنا وتعلمنا ، عرفنا المزيد عن جغرافية العراق وعن تاريخه أيضا ، فتعرفنا على الشخص الذي بنى البصرة ، وعلى الخليفة الذي أمر ببنائها،وقد أبهرتنا البصرة بمدراسها الفكرية المتعددة ، كما تأسست المدرسة البصرية اللغوية، المناوئة ، للمدرسة لكوفية ،أو بالعكس، فمنذ ما يقارب الف ونيف سنة ،وكل العرب والمسلمين منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة، إذ يتناقشون أو يتحاورون أو يختلفون ، لا مصدر يردون خلافاتهم اللغوية اليه غير المدرسة البصرية أو الكوفية ،ولا يزال أبو الأسود الدؤلي البصري يعتبر أول من أسس علم النحو وألف فيه ، كما عرفنا الفراهيدي صاحب ميزان الذهب بصريا ،أيضا،و شعراء وأدباء وفلاسفة وثوارا وثورات وقادة امتلأت كتب التاريخ بهم ، منهم على سبيل المثال لا الحصر، بشار بن برد ، وشاعر المجون والحب ،أبو نؤاس ،والكاتب الرائع الجاحظ صاحب التصانيف المختلفة ، والإمام الحسن البصري ، كما عرفنا حركات فكرية وثورية انطلقت من البصرة ، ثورة الزنج ، وحمدان بن قرمط ، صاحب القرامطة وقائدهم ،والتي دوخت الدولة العباسية ، فبصرة اليوم هي تاريخ الأمس الذي عرف التسامح الى جانب العلم والمعرفة ، وهي ملتقى الحضارات وملاقحتها مع الحضارات الواردة اليها ، ويندر أن يكون عالم أو أديب أو مفكر أوشاعر، من يجهل البصرة ،إن لم يكن قد درس في مدرسة بصرية ، أو تتلمذ على يد شيخ أو أستاذ بصري ،في علم من علوم المعرفة ،هذه البصرة في غابر عهدها ، ولا أريد أن أزيد عما يعرفه العراقيون عنها وعن طيبة مثقفيها وأهلها ،وعما كانت عليه حتى قبل أن يغزوها جراد البعث ،حيث كانت عامرة بنشاط حضاري ومعرفي تحسده عليها باقي المدن العراقية ،لما حوته هذه المدينة من شعراء وكتاب ومسرحيين وفنانين تشكيليين وغيرهم ، يتصدرون ما كان يجري في العراق من نشاطات ،حيث انتقم من المدينة ومثقفيها ورواد حركتها النهضوية ،لعدم موالاتهم لنظامه ، وخصوصا بعد انتفاضة آذار1991 ، فشرد أهلها وروادها ومثقفيها في كل بقاع الأرض ، والآن وبعد سقوط البعث وتباشير العهد الجديد وعودة البعض ، تطل علينا فاشية جديدة، سوداء كالحة السواد ، فاشية طائفية أقسى وأمر من سابقتها القومية والعنصرية ، فإن كانت فاشية صدام تختفي تحت عباءة القومية والوطنية لمحاربة كل ما هو وتقدمي إنساني ،فالفاشية الجديدة سافرة وغير مقنعة ، تستمد من ألإسلام ، كذبا وزورا، ما يدعم محاربتها ، بل والاعتداء السافر على حرية الناس ، وعلى أمنهم ومعتقداتهم ، فالبارحة تم الإعتداء بالضرب، وحتى الموت ،من فئة تدعي الانتماء للطائفة الشيعية،تحديدا، وب"اسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "،علىطلبة كلية الهندسة، طليعة فكر وكوادر بناء العراق الجديد ، حيث تمثل هذا الاعتداء المتعمد بالضرب وبمختلف الأدوات ، علىطلاب سفرة ترفيهة داخل حدود المدينة ،أقرت من قبل إدارة الكلية وتحت إشرافها ، وبمصاحبة أساتذة في الكلية ، ولم يكن هناك ما يخل لا بالتقاليد الإجتماعية ولا بالعادات الدينية ومبادئها ولا تسئ لأحد ، حسبما اعترف به المشرفون من ادارة الكلية ، اسفر هذا الإعتداء الهمجي عن جرح العشرات وجراح بعضهم خطيرة مما تسبب في وفاة احدى الطالبات ، كما سلبت منهم حوائجهم الشخصية ، وسرقت حلي الطالبات ، وتم تمزيق ملابسهن ...ـ قد سبقت هذه الجريمة في مدينة البصرة ،قتل وتهديد لمواطنين مسيحيين ، من قبل نفس العناصر التي اعتدت على الطلبة ،ممااضطر العشرات من هذه العوائل المسيحية ، الى ترك مدينتهم التي كانوا يعيشون فيها بإخاء وتآخي مع اخوانهم أبناء البصرة منذ عشرات بل مئات السنين ـ
...إن هذه الاعمال الإجرامية يتوجب شجبها وإدانتها ، ليس من قبل منظمات الطلبة وجمعياتهم فقط، بل من كل القوى والأحزاب السياسية الوطنية ، وخصوصا الأحزاب الشيعية ، فهذه بادرة خطيرة تتحمل مسؤليها هذه القوى ، باعتبار المعتدين هم من ينتمون اليهم ، كما على المرجعية المذهبية إدانة هذا العمل الجبان ، إدانة علنية صريحة وشخصية ، وخصوصا من آية الله السيد السيستاني ، حيث هو المرجعية التي يمتثل لها هؤلاء ، وإصدار فتوى صريحة وواضحة بعدم التدخل في شؤون الناس عامة ،وجميع المدارس والمعاهد والكليات خاصة ، كما على الحكومة أن تقدم هؤلاء المجرمين الى المحاكم لينالوا جزاء جريمتهم ، وتعويض المجني عليهم ، ورد ما سلب وسرق منهم ، وحل مثل هذه الجمعيات ذات الطابع السلفي الممقوت (جمعيات الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف!) الذي يتدخل بحرية الفرد وحياته الشخصية والعامة .. فالدولة ومؤسساتها وجدت ، ثم الحكومة لحماية المواطن وأمنه واستقرار حياته ، وممارسة نشاطاته المختلفة ..
وجراء هذا الإعتداء الوحشي يتطلب ،الأمر من كل منظمات المجتمع المدني ،و من كل الأشخاص والقوى والأحزاب السياسية المتمثلة في المجلس الوطني حاليا ، والجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان ، أن تتشدد عند صياغة الدستور في مطالبتها من أن يتضمن الدستور الجديد مواد صريحة وواضحة على احترام الحريات الشخصية والعامة ، وأن ينص الدستور كذلك على محاربة وتحريم المنظمات المناهضة لحقوق الأنسان ، والمنظمات التي تتبرقع ببرقع الدين للاعتداء على المواطن وحريته تحت أية واجهة كانت ..وهنا نجد من ضرورة القول :أن تسارع القوى السياسية التي لازالت تتناقش وتتحاور على حقائبها ومناصبها الوزارية ، أن تنهي مداولاتها فالوضع العراقي ،أمنيا واجتماعيا في تدهور ، وفراغ السلطة لم يعد يحتمله المواطن ،بل ويؤثر عليه سلبا ، وأصبح من حق المواطن أن يتساءل في غياب سلطة الحكومة وسيطرة المليشيات الطائفية : هل البصرة مدينة عراقية ؟



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!
- لم التشفي يا عرب !!
- !!!شهداء الشعب العراقي
- لو كنت كرديا لتشددت
- مقاومة مأفونة..ومقاومين مأبونيين
- صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان
- المراة الراقية ..وغد أفضل
- هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟
- الكورد والفدرالية..والخطاب السياسي
- هل حدت الإنتخابات من الإرهاب المنفلت
- لماذا الكيل بمكيالين
- عهر.. وعاهر
- هل يتعض التيار الديموقراطي في العراق بما حصل ؟
- الديمقراطية الى أين؟
- هل من نموذج لحكم إسلامي
- ...8 شباط الأسود والذاكرة العراقية
- بعد ان كسر الشعب حاجز الخوف
- ماذا بعد أن كسر الشعب حاجز الخوف
- العرس


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟