أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - ليته يبگي علي حالنا














المزيد.....

ليته يبگي علي حالنا


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 01:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



بكي الرئيس” محمد مرسي ” بحرقة تأثرا بما كان يسمعه في خطبة الجمعة الماضية من خطيب المسجد وهو يتلو آيات من الذكر الحكيم اسثارت مشاعره. شعور نبيل ينتاب معظم الخيرين من البشر في مواقف مماثلة . تأثرت كثيرا بمشهد بكاء الرئيس، لكن مع تأثري انتابتني مشاعر خوف عاتية، فقد كنت في طفولتي ادرك حين يبكي أبي، ان أزمة مالية طاحنة قد حلت بالأسرة، غلت يده واذلت كبرياءه حتي البكاء، فما بالي اذا كان من يبكي الآن هو رئيس الجمهورية، وتساءلت كم هو يا تري حجم الازمات التي تمر بها البلاد، وشكلت ضغطا عصبيا علي الرئيس، فضلا عن افتتانه العاطفي بالبيان العبقري للقرآن الكريم فدفعه الي البكاء؟

الاجابة عثرت عليها في خطاب الرئيس مرسي أمام مجلس الشوري، فالرئيس لا شيء يقلقه في أحوالنا ويضغط عليه كما كنت اظن، والدليل ما انطوي عليه الخطاب من صور وردية زائفة عن واقع سياسي واقتصادي تصفه المؤسسات الدولية، والمحلية، ومراكز الابحاث والخبراء المعنيون بأنه بالغ السوء، وطبقا للخطاب فإن مواجهة هذا الواقع السيء هي بإنكاره، بل حتي بتجميله بعبارات انشائية او أرقام مغايرة للواقع، فالدستور الذي مر بنحو عشرين في المائة فقط من نحو أكثر من واحد وخمسين مليونا ممن لهم حق التصويت يحتفي به خطاب الرئيس، ويعتبره منطلقا لدولة المؤسسات ولبسط سيادة القانون، رغم أن مروره يؤسس لانقسام جديد في المجتمع المصري، بعد ان رفض الرئيس الاستجابة لمطالب معارضيه بإرجاء الاستفتاء عليه حتي يتم التوافق علي المواد المختلف بشأنها، ليس هذا فحسب بل تطوعت مليشيات جماعة الإخوان المسلمين المنتشرة في كل مكان، في الفضاء المرئي والمسموع والمكتوب والإليكتروني، وفي الشوارع والطرقات، بتقديم بلاغات للنائب العام يتهم أبرز قادتها بالتخطيط لقلب نظام الحكم، بعد أن اتهمهم هو نفسه بذلك في واحدة من خطبه أمام أنصاره في قصر الاتحادية، وروجت صحف الإخوان وكتابهم وأعوانهم لمؤامرة هزلية بالغة الركاكة عن خطف قادة المعارضة للرئيس وارساله إلي قطر واحتلال القصر الرئاسي، فيما دولة المؤسسات والقانون قد تم دهسها بأحذية مليشيات الجماعة التي حاصرت المحكمة الدستورية العليا، ومدينة الانتاج الإعلامي، وعصفت باستقلال القضاء بتعيين نائب عام خصوصي علي مقاس الجماعة، وبعد ان سلقت الدستور غير التوافقي، وفصله لها ترزية القوانين تفصيلا حسب الطلب، لتعيد به الجماعة بناء مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية، والتنفيذية من اعضائها وانصارها ومؤيديها والطامعين في عطاياها.

الرئيس غير قلق بالمرة، كما كنت اظن، فاحوالنا طبقا لخطابه، عال العال، حيث معدلات النمو ترتفع، والاستثمارات تتزايد، والسياحة تنتعش وتتدفق، ومعدلات البطالة تتراجع، ونسب التضخم تنخفض، والاحتياطي النقدي الاجنبي يرتفع والمساحة الزراعية تتزايد، والمصانع تتضاعف اعدادها، والبنوك أوضاعها مستقرة، ومصر تفي بالتزاماتها المالية في مواعيدها المحددة، ومن يصفونها بأنها علي شفا الإفلاس هم وحدهم المفلسون ولايهم بعد ذلك، ان ينخفض تصنيف مصر الائتماني بما يعكس تدهور الوضع الاقتصادي، ولا ما تؤكده بيانات كل من وزارة الاستثمار والبنك المركزي ومجلس الوزراء، من تراجع معدلات النمو في الفترة الأخيرة بسبب تراجع الاستثمارات الخارجية والداخلية، والعجز الشديد في الموازنة العامة للدولة.

تبدو دعوة الرئيس معارضيه الذين وصفهم الخطاب بالإفلاس وتطولهم بلاغات انتقامية، وثأرية أمام النيابة العامة بالتآمر لقلب نظام الحكم للحوار الوطني، بالغة الدهشة، وتسير في مجري إنكار ما هو معلوم بالضرورة، وهو أن الرئاسة تدير ظهرها لكل المطالب الديمقراطية للمعارضة، وتمحو باستيكة علي مدار ستة أشهر من حكمها كل ما تبقي من مظاهر ديمقراطية في إدارة الدولة، وتجري عبر نائب الرئيس المستشار «محمود مكي» خمس جلسات من الحوار الوطني مع المريدين والمقربين والمؤيدين لا يعلم الرأي العام أي شيء عن تفاصيلها، وهو ما يبرهن علي عدم جدية الدعوة، وتستوي لدي الرئاسة ان تقبل المعارضة الدعوة أوان ترفضها.


بكي الرئيس من شدة التأثر بما كان يسمعه من خطيب المنبر، وياليتك يا سيادة الرئيس تبكي ايضا علي حالنا!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم
- أزمة سياسية لا قانونية
- الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
- انسحب يا فضيلة الإمام
- مليشيات الإخوان الفضائية
- خيمة علي النويجي
- فضيحة من القاهرة
- أخونة نصر أگتوبر!
- ليس بإسمي
- الخائفون من المنافسة
- الفاجومى
- أليس للشيعة حقوق يا مولانا؟
- السؤال المحوري الغائب
- ورثة الجماعة
- نداء لإنقاذ معهد الكبد فى مصر
- محمود أمين العالم: المجتمع المصري في حاجة إلي حزب شيوعي والث ...
- عندما تحكي شهر زاد
- -( وثيقة تنظم البث الفضائي ) إعلان مباديء أم إعلان حرب؟
- المفكر سمير أمين ل «الأهالي»: الطبقة الحاگمة في مصر تابعة بإ ...


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - ليته يبگي علي حالنا