أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال















المزيد.....

كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يزعم بعض رجال الأعمال وبعض الملوك كما الخلفاء بأن الله اختارهم على أساس علمه بعدلهم وبتقواهم,وطبعا لا يوجد أحد يجرؤ ليقول لأولئك الرجال بأن هنالك من أهم أفضل منكم ثم أن الحكم لا يقوم أصلا على أساس العدل الشامل إن قاعدة الحكم تقوم أصلا على التفاوت في توزيع الثروات وعلى عدم العدل بتوزيع المناصب السياسية والبركة بالفساد الكبير وبقوى الشر التي تنتصر دائما على قوى الخير في حين أن قوى الخير لا تنتصر على قوى الشر إلا في قصص الأطفال والروايات الخيالية.

إذا كنت أمينا وصادقا فهنالك من هو أكثر منك صدقا وأمانة وإن كنت شجاعا فإن هنالك من هو أكثر منك شجاعة أو يساويك في الحجم وفي القوة،وإذا كنت تعتقد أنك أفضل إنسان موجود على وجه الكرة الأرضية استنادا إلى لغتك وفصاحتك في علم الكمال فهنالك من هو أفصح منك قولا وعملاً وإذا كنت تعتقد بأن الله يرزقك على أساس أنك تصل رحمك وتعين لفقراء فتأكد بأنك مخطئ جدا فهنالك من يبتزك بمثل هذه الصفات ورغم ذلك هو فقير الحال,وإذا كنت تعتقد أن الله قد اختار موسى ليكون نبيا لليهود على أساس أن موسى هو الأقوى عضليا أو علميا فإنك مخطئ لأن مثل تلك الصفات توجد في أي إنسان على وجه البسيطة؟ وقد تشاهد رجلا هام في حب امرأة ليست ذات جمال وإذا سألته هو عن السبب فقد يكون هو نفسه لا يعلم سبب هذه الظاهرة,إذا على أي اساسٍ يختارُ الله رسله وأنبيائه والملوك والرؤساء الذين يحكمونا بإرادته هو كما تؤكد على ذلك الفلسفة الشرعية الدينية...وإذا كان الله قد اختار رسوله على أساس صدقه وأمانته وفصاحة لسانه فإن هنالك من يتساوى معه فيها أو حتى أن هذه المعادلة لا تكفي فأن تكون فصيح اللسان فهذا لا يعني أن تكون مؤهلا لقيادة المجتمع على أساس فصاحتك فما علاقة الفصاحة في نظام الحكم؟وإذا كنت أكثر مني مالا وثراء فهذا لا يعني أن تطرح نفسك للانتخابات النيابية لكونك أكثر مني مالا فأنا أكثر منك علما وجمالا في الخَلق وفي الخُلق وإذ يوفقك الله لتكون نائبا في البرلمان فهذا لا يعني بأن الله قد اختارك على أساس أنك الغني والثري فمن المحتمل أن فيك شيئا لا نعلمه ومن المحتمل أن المقاييس عند الله تختلف عنها عند البشر وهنالك من لديه مثل مواصفاتك ورشح نفسه للانتخابات ورسب بجدارة.. وعلى هذا الأساس لماذا اختار الله مثلا ذلك النبي ليكون رسولا نبيا يحمل من الله رسالة إلى البشر فهل مثلا اختاره الله على أساس فصاحته؟ هذا غير معقول فهنالك من هو أكثر منه فصاحة وليس من الضروري أن يكون الحاكم فصيح اللسان وليس من الضروري أن يختار الله رجلا نبيا أو رسولا على أساس فصاحة لسان النبي ,لا بد بأن الله سبحانه وتعالى لديه معايير أخرى يختار فيها عملاءه ليكونوا وسطا بينهم وبين الله أو ربما لا تكون هنالك أي معايير مطلقا،إننا كبشر لا نستطيع أن نحدد بالضبط من هو الأفضل فنجاح (أوباما) في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يعني بأن أوباما هو أفضل رجل يحمل الجنسية الأمريكية فهنالك من يستحق منصب الرئاسة مثله وهنالك من يستحقها أكثر منه,وكذلك (محمد مرسي) في مصر فليس من الضروري أن يكون مرسي أفضل رجل مسلم في جمهورية مصر أو أكثر رجل لديه حكمة أو عدلا فهنالك من يستطيع أن يبتزه فيهن جميعا من حيث الصدق والأمانة والعلم والمعرفة,إذا لماذا اختاره الله عن دون المصريين ؟.

لو قمنا بدراسة شاملة في إحدى القطاعات الاجتماعية للكشف فيها عن أفضل إنسان لمعرفة من هو أفضل إنسان موجود فيها فإننا على الأغلب لن نتمكن حقيقة لمعرفة من هو الأفضل من بين الجميع, ولو أحضرنا رجلا لنقول عنه بأنه هذا هو أفضل رجل في العالم لتبين لنا بعد قليل بأن هنالك من هو أفضل منه بكثير وبأن هنالك من يستحق أن يكون أفضل منه في كل شيء أو في بعض الأشياء..ولو أقمنا تقييمنا هذا على أساس من هو الأذكى لتبين لنا بأن الأذكى ليس من الضروري أن يكون هو الأفضل من بين الجميع,مفهوم؟إن القاعدة الأساسية التي من خلالها يحكمنا بعض الناس أنه لا توجد أي قاعدة على الإطلاق,ولو أقمنا تقييمنا على أساس القوة البدنية لتبين لنا بأن الأقوى بدنيا ليس هو الأفضل أو بأن هذه القوة البدنية لا تؤهله ليكون حاكما أو مسئولا عنا جميعاً..ولو قمنا باختيار رجل واحد ليكون علينا ملكا ورئيسا لاكتشفنا بعد نجاح عملية الاختيار بأننا لم نتمكن من اختيار الأفضل فدائما في كل الانتخابات الرئاسية والجمهورية والنيابية نصاب بصدمة الندم الشديد لأننا لم نتمكن من انتخاب الأفضل ذلك أنه يتبين لدينا بأن هنالك من هو الأفضل ولكننا لم نختره ليكون علينا ملكا أو رئيسا أو حتى نائبنا الذي ينطق باسمنا في البرلمان وإنه كما قيل:إننا لم نستطع التخلص من الأوغاد عن طريق الانتخابات النيابية لأننا أصلا لم ننتخبهم.

هذا على مستوانا نحن كبشر,ولكن ماذا يجري هنالك عندما يختار الله رجلا يكون رسوله إلينا فكيف مثلا وعلى أي أساسٍ مثلا اختار الله هذا الرجل ليكون نبيا أو ليكون رسولا؟؟؟ فهل مثلا اختاره على أساس صدقه وأمانته؟ وإن كان هذا الكلام صحيحا فهل هذا يعني أنه لا يوجد مثل صدقه وأمانته في الناس؟ هل من المعقول مثلا أن تكون أنت أو أنا أصدق وأنبل إنسان على وجه الكرة الأرضية ولا يوجد مثلي أبدا وخلقني الله ومن بعدي كسر القالب؟وليس من المعقول أن غبائي سبب تدهور أوضاعي الاقتصادية لأن هنالك من هم أغبى مني ومع ذلك ناجحون جدا في أعمالهم أكثر مني..آهٍ بدأ رأسي يؤلمني ربما أن القاعدة عدم وجود أي قاعدة وربما أساس التقييم أنه لا يوجد أساس بالمره...فكرة تشتعل في رأسي ولا أجد لها جوابا وبنفس الوقت لا أستطيع الاستسلام للأمر الواقع ...ما هي يا أصدقائي المعايير التي يجب أن يتخذها الله أو التي اتخذها الله ليقيم فيها من هو الأفضل لأداء رسالته؟وسمعت مرة حديثا في الصحيحين ....: الحديث المشار إليه رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بلفظ: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ، وهذا فيه نوع من التحريض على عدم البحث عن السبب وبأن الله يعطي الدنيا للمؤمن ولغير المؤمن ..هل كان يستعمل الله ميزان الصدق والأمانة لوحدها أم أن لديه معايير أخرى؟ يظهر من خلال الحديث المروي بأن القاعدة عدم وجود أي قاعدة ونحن نعلم بأن الله مثلا قد اختار هذا الرجل ووفقه في حياته ليكون حاكما إداريا علينا أو عسكريا علما أن معرفتنا عنه بأن الله لا يحبه ومع ذلك أعطاه فهذا الاختيار على أي أساس يقيمه الله؟إذا كان قد اختاره الله على أساس مبني على كثرة علم الرجل فإنه من الطبيعي أن يكون هنالك من هو أكثر منه علما وإذا كان الاختيار مبنيا على أساس القوة العضلية فهنالك من هو أقوى منه وإذا كان على أساس كرمه ونبل أخلاقه فإن هنالك من هو أكثر منه كرما ونبلا وأخلاقا.

إنها بجد مسألة (هيغيلية) معقدة فمثلا الجمال لا يعني أنه الأفضل وكذلك الأجمل لا يعني أنه الأحدث أو المتطور أكثر وحياتنا الاجتماعية الحديثة المتطورة لا تعني للكثيرين بأنها هي الأفضل,وإمام المسلمين أيام دولة الخلافة الذي تم اختياره على أساس أنه كثير العلم هنالك نجد من هو الأكثر منه علما وإذا كان على أساس الذكاء فهنالك من هو أذكى منه وإذا كان الاختيار على أساس أن زوجته أجمل زوجه-وهذا وارد في الشرع وليس تهكما- فهنالك معايير أخرى للجمال يتضح من خلالها أن زوجة الإمام الآخر أجمل من زوجة الإمام الحالي.

وإذا اختار لنا الله حاكما يحمينا على أساس أنه الأكثر عدلا بين الناس فإنه سرعان ما يتضح لنا بأن هنالك من هو الأكثر منه عدلا,والتاريخ خير شاهد على ذلك فكم من الحكام الذين حكمونا على أساس الدعاية التي تقول بأنهم أصحاب عدل علما أن هنالك من هم أعدل منه وهم يعدوا بالمئات بل وبالآلاف؟ إذاً كيف هي معادلة الكون التي خلقها الله وكيف مثلا قام باختيار رسله في الوقت الذي يقول فيه الناس أنه اختارهم على أساس نقاء سلالتهم وعلى أساس صدقهم وأمانتهم علما أنه كان هنالك من هو أكثر منهم نقاء وعدلا وصدقا وأمانة,هذه ظاهرة يجب الكلام فيها لمعرفة أننا لا يمكن لنا اكتشاف الحقيقة وتبقى أغلبية الأسباب مجهولة بالنسبة لدينا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور من ديانة إلى ديانةٍ أخرى
- سنه حلوه يا ثقافه
- الخلوة أحيانا ضرورية
- الدين بين فشل المنطق ونجاح الإغراء
- أنا مراقب جدا
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - كيف يختار الله الرسل والحكام وكبار رجال الأعمال