أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - فى نتظار أحمس جديد لطرد هكسوس العصر















المزيد.....

فى نتظار أحمس جديد لطرد هكسوس العصر


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 05:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول هيرودوت أن مصر هى هبة النيل وهى مقولة وإن كانت تدل على الحقيقة لكنها تبدو حقيقة ناقصة, فالنيل يمر من منابعه بالكثير من الدول الإفريقية التى لم تحقق ما حققته مصر من حضارة وتاريخ. وكى تكتمل الحقيقة يجب أن نقول أن مصر هى هبة المصريين بطموحهم وجبروتهم وعظمتهم أمام الشدائد وحبهم لنيلهم الملهم المعطاء.
بزعت حضارة مصر فى الشمال الشرقى لأفريقيا, وتركزت على طول ضفاف نهر النيل في موقع دولة مصر الحالي. نشأت الحضارة المصرية القديمة بكل مقوماتها منذ حوالي عام 3150 ق.م. ولكنها لم تكن البداية, فمنذ 250 ألف سنة ق.م في عصور ما قبل التاريخ فيما يسمى بالعصر الحجرى القديم قامت الحياة الإنسانية في مصر على الجبال والهضاب فى ظروف طبيعية قاسية, ومحدودية وبدائية الحياة تتحكم فيه وتجعله يعيش حياة غير مستقرة, متنقلا من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء والماء, سكن الكهوف واحترف صيد الحيوانات والطيور, وأعتمد على جمع البذور والثمار من النباتات والأشجار. وفى العصر الحجرى الحديث (النيوليتى) ترجع إلي 6000 أو5500 قبل الميلاد حيث قلت الأمطار وساد الجفاف واختفت النباتات, إضطر الإنسان إلى ترك الهضاب والجبال واللجوء إلى وادى النيل (الدلتا والفيوم ومصر الوسطى) بحثاً عن الماء. في هذه البيئة الجديدة اهتدى الإنسان إلى الزراعة وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير واستأنس الحيوان واعتنى بتربية الماشية والماعز والأغنام, وعاش حياة الاستقرار والنظام والإنشاء بدلاً من حياة التنقل, وأقام المساكن من الطين والخشب, فظهرت التجمعات السكانية على شكل قرى صغيرة, وصنع الآلات والأدوات والأوانى الفخارية. ثم فى العصر الحجرى النحاسى استخدام المعادن مثل النحاس والبرونز والذهب، ومنها صنعوا أدواتهم وآلاتهم وحليّهم, وكان النحاس أوسع المعادن انتشاراً وأهم مناجمه في شبه جزيرة سيناء. أيضاً في هذا العصر تطورت صناعة نسيج الأقمشة والأخشاب والأوانى الفخارية, وبنيت المساكن من اللّبن بدلاً من الطين والبوص وفرشت بالحصير المصنوع من نبات البردى وصنعت الوسائد. وأهم ما يميز هذا العصر ظهور بعض العبادات مثل تقديس الإنسان لبعض الحيوانات. ثم بدأت تتكون الحضارات فى شتى بقاع مصر من شمالها لجنوبها, وكان لكل إقليم حاكم, وما لبث أن توحد الحكم فى الدلتا تحت حكم ملك الشمال ذو التاج الأحمر, كما توحدث مناطق الجنوب تحت حكم ملك الجنوب ذو التاج الأبيض. في حوالي سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة, ووحد الملك مينا "ملك الجنوب" القطرين منذ 3200 سنة ق.م وجعل العاصمة منف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا تحت ظل حاكم مصرى يُضفي عليه الألوهية. 2772 ق. م عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم وربع. 2050 ق.م أصبحت طيبة الأقصر حالياً أثناء الدولة الوسطى عاصمة مصر. وفى 1786 ق.م. أتى الهكسوس إلى مصر كتجار وأُجراء.
في حوالي 1650 ق.م، ومع ضعف سلطة فراعنة الدولة الوسطى, سيطر المهاجرون والمستوطنون الآسيويون"الهكسوس" الذين يعيشون في منطقة شرق الدلتا في بلدة زوان على المنطقة وأجبروا الحكومة المركزية على التراجع إلى طيبة, حيث كان يعامل الفرعون كتابع ويدفع لهم الجزية, وعينوا حُكاما تابعين لهم على أقاليم الشمال ليحكموا تحت سيطرتهم. قلد الهكسوس نماذج الحكم والحكومة المصرية ونصبوا أنفسهم فراعنة. وكان "مُبار- كخ – حا" حاكمهم فى منفيس, الذى امتد حكمه أكثر من ثلاثين عاما عامل الشعب فيها باحنقار شديد وحاول التحايل لتنصيب إبنه حاكما بعده.
وجد ملوك طيبة أنفسهم بعد انسحابهم محاصرين بين الهكسوس من الشمال وحلفاء الهكسوس "مملكة كوش" من الجنوب. وبعد مرور ما يقارب 100 عام على سيطرة الهكسوس على الحكم الذي كان يتصف بالتراخي والخمول الثقافي, استطاعت قوات طيبة من جمع ما يكفي من القوة لتحدي الهكسوس فى صراع استمر لمدة 30 عاما, وذلك قبل حلول العام 1555 ق.م وقد تمكن الفرعونان سقنن رع الثاني وكاموس من هزيمة النوبيين في كوش, لكن يرجع فضل القضاء على الهكسوس نهائياً من مصر لخليفة كاموس الفرعون أحمس الأول.
خلال فترة حكم الهكسوس ظهرت فى مصر جماعة تعبد إله الهكسوس الصحراوى الملقب بالبعل, أطلقت على نفسها إسم جماعة الأخوان البعلاويين. حاولت هذه الجماعة الانتشار فى مصر بشتى الطرق ونشر عقيدتها البعلاوية الصحراوية التى لا تقبل الآخر وتعتبر المخالف لعقيدتها كافرا ويستحق القتل. كانت بداية نشأتها من الشمال الشرقى للدلتا ثم انتشرت فى جميع مدن الدلتا. لكن حكام مصر الشرعيين فى طيبة اعتبروها جماعة محظورة وقاوموا انتشارها. لم يكن حظرها لأسباب دينية لأن مصر قطر متعدد الأديان ويحترم حقوق كل فئة دينية به, لكنها كانت محظورة لأسباب سياسية لسعيها الدءوب للإستيلاء على السلطة متحالفة مع الإستعمار الأجنبى لتحقيق أهدافها كما أنها متهمة باغتيال العديد من رجال الدولة المصرية الوطنيين لحساب الهكسوس. وفى فترة حكم كاموس ملك طيبة وإبان حربه مع الهكسوس قبض رجال كاموس على رسول منتمى لجماعة الأخوان البعلاوية (مُر- ست) بعث به أبوبى ملك الهكسوس إِلى أمير النوبة في كوش ليحثّه على مهاجمة أراضي طيبة من الجنوب, وتم سجنه بأحد سجون الواحات البحرية هو ومجموعة من أعوانه.
ضاق الشعب فى منفيس من تسلط وطغيان الحاكم "مُبار- كخ – حا" وعمالته للمستعمر وقاموا بثورة عارمة ضده مطالبين بالحرية والديموقراطية والعيش الكريم. وامتنع أخوان البعل فى البداية من تأييد الثورة خشية من غضب الهكسوس, ولكن عندما أصر الثوار على مطالبهم بل زادوا عليها المطالبة بخلع الحاكم المستبد. وحين أحس أخوان البعل بانهيار سلطة الحاكم وموافقة الهكسوس على خلعه سرعان ما امتطوا الثورة وادعوا أنهم مُفجّريها, وتحالفوا مع المستعمر الذى أرسل فريق من جيشه الذى انضم لميليشيات أخوان البعل وحطموا السجون لتخليص أتباعهم من سجون الواحات البحرية كما هاجموا رجال الأمن وحرقوا مكاتبهم وعرباتهم بخيولها وقتلوا العديد من الثوار فى موقعة أطلق الثوار عليها موقعة الحمار, حيث كان القَتَلة مهاجمى الثوار يركبون الحمير والبغال فى هجماتهم. ولأن أخوان البعل لهم باع طويل فى السياسة والعمل الإجرامى المنظم, ولأن الثوار غير منظمين وغير متحدين وبدون رياسة واحدة, إستطاع الأخوان بتأييد وتعضيد من الهكسوس أن يستولوا على الحكم وتنصيب "مُر- ست" الهارب من السجن حاكما على منفيس. أظهر"مُر- ست" ولاءه الكامل لمرشد الجماعة وعموم أفراد جماعته وعشيرته وأهمل الشعب وتحدى القانون وأصبح أكثر ديكتاتورية من المخلوع. وإستمر شباب الثورة فى اعتصامهم حتى وصلت جيوش الملك أحمس التى اكتسحت جيوش الهكسوس وطاردتها خارج الوطن حتى حدود سوريا وتركيا شمالا, كما تم القبض على "مُر- ست" وجماعته وأُعيدوا إلى السجون مرة أخرى.
هكذا هو شعب مصر العظيم وهكذا عظمة مصر وشموخها, مرت عليها طوال تاريخها الحافل الكثير من فترات القوة والعظمة, تخللتها فترات ضعف واضطراب, ولكنها دوما قد تمرض ثم تشفى ولكنها أبدا لن تضمحل أوتموت. يقولون أن التاريخ يعيد نفسه وقد حدث مرات ومرات, تخطت مصر كبواتها وعادت شامخة, والآن مصر فى محنة واقعة بين مطرقة نير الإستعمار الصهيوأمريكى العالمى الذى يريد ابتلاعها وتقسيمها لدويلات هزيلة, ومطرقة جماعة مجرمة فاشبة منظمة تريد العودة بها لعصور الخلافة وعهود الظلمة والتخلف, فمتى نستيقظ ونفيق وننفض عنا تراب الذل والهوان وننتفض للخلاص ؟ متى يأتى أحمس العصر الحديث ليطرد جماعة البعل الوهابى الخونة عملاء هكسوس العصر الحديث..؟!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهكسوس بين الماضى والحاضر
- طرقات على جدار الذاكرة
- باطل ألأباطيل الكل باطل وقبض الريح
- أنفاق الفوضى المظلمة
- نفاق الفوضى المظلمة
- المد الإسلامة والخريف العربى
- العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية
- حكايتى مع النظام 4- ( أنور السادات ):
- الخلط بين الديانة والقومية
- النصب بين الأمس واليوم
- آنست يا دك...تووور
- أنا مسيحى سافل ولى الشرف
- جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.
- العرشزوق والرئيس الملزوق
- الحرية الجامحة بين الشباب
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - فى نتظار أحمس جديد لطرد هكسوس العصر