أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى السعيد سالم - الجنيه ابو شفايف















المزيد.....

الجنيه ابو شفايف


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


اسمحوا لى ان اكتب باللغة العامية المصرية لان الموضوع يتعلق بالجنية او عملتنا الوطنية ...أعتقد أن الجنيه المصري هو العملة الوحيدة التي تغري حاملها بالكتابة عليها دون ندم .. فالجنية المصري بقى ملطشة لكل أنواع الكلام .. كلام حب ما بين اتنين .. إهداء من أستاذ لطالب مجتهد .. ذكرى تافهه لشباب سيس .. وهكذا .. ولا يحدث هذا في أي مكان بالعالم سوى مصر ..فمهما حدث ومهما بلغ حب الشاب الياباني لفتاته اليابانيه فهو لن يُخرج الــ (ين) الياباني ويكتب عليه بحبك يا هوسوكاوا يا أحلى عيون مسحوبين في بر اليابان كله ..وده مش لان بنات اليابان كل عيونهم مسحوبين وفي حالة نعاس دائم .. بل لأن المواطن الياباني بيقدس عملة بلده و بيحطها فوق اي اعتبار ولو فوق ارتباطه بهوسوكاوا ذات نفسها .. وكذلك لن يقوم الشاب الامريكي بإهداء فتاته الأمريكية الشقراء الناعمة ورقة من فئة المائة دولار مكتوب عليها كلام بالانجليزى الحلمنتيشى مثل:
(My love .. I die in your mother .. I love you the love of years)
أو "حبيبتي .. بموت في أمك .. بحبك حب السنين"


لا اعتقد .. فحب السنين والتنين وكل هذا الكلام العجيب لن تجده مكتوباً إلا على الجنيه المصري .. لا (ين) ولا (يورو) ولا أي عملة في العالم .. فقط في مصر .. ولا أعلم لماذا الجنيه عن دون عملات العالم .. ما الذي يريد ان يثبته الحبيب لحبيبته بكتبابته على الفلوس .. انه مستعد يضحى مثلاً ؟َ! .. انه مش فارق معاه خالص؟ .. مش عارف .. ما لاحظته هو ان قيمة العملة كلما كانت كبيره كلما كان الكلام راقي وكلاس .. يعني ورقة الـ 200 جنيه ممكن تلاقي تامر اللي ساكن في الزمالك بيحب سارة من المعادي ومديها 200 جنيه هدية الفالانتاين وعليها اهداء بالانجليش ولا بالفرينش ولا بالايطاليش ولا بالتشيكوسولوفاكيش و ده طبعا غير الدبدوب الغتت اللي معدي تمنه شيء وشويات .. والملحوظ أنه كلما قلت قيمة العمله كلما انحدر مستوى الكلام .. لأن مستوى الشخص اللي بيضحى بورقة بمتين جنيه غير اللي بيضحي بمية غير اللي بيضحى بعشرة .. وبالتالي لما توصل للجنيه الورق هتلاقي عليه ازبل كلام ممكن تسمعه او تشوفه .. ولذلك ففئة الجنيه هي فئة المسحوقين في المجتمع .. هتلاقي واد حِرَفي بيحب بت في ثانوي أو واد ضايع بيحب بت شمامة .. وفي الاخر برضه البنت ضحت بالجنيه - بدليل انه وصلني وشوفت الكلام المكتوب عليه - عشان تشتري لبان مستكة او كيسين بوزو من اللي بيطلع فيهم كوبونات ..

تذكرت هذا الكلام لأني تعرضت لموقف محرج للغايه منذ سنة في شارع جامعة الدول ..في هذا اليوم كنت اجلس مع احد اصدقائى كأي شاب في احد الكافيهات الفاخره .. معايا لاب توبي و فلاشتي المقدسة وقدامي الكابوتشينو من اللي عليه لغاويظ ورغاوي كتير .. وكأي شاب وجنتل في نفس الوقت (ودي نادرة الحدوث ..الوسامه والجنتله مع بعض في نفس الشخص) حبيت اني ادفع الحساب .. عداني العيب طبعاً ... طلبت الحساب .. جه الحساب .. حطيت الفلوس ومعاها واحد جنيه مصري لا غير بقشيش .. اخدها الواد الذوق اللي كل شويه يطمن ان كله تمام والكابوتشينو حلو ونتمنى نشوف حضرتك والكلام اللي مبيأكلش عيش ده !!

دقايق ولقيت واحد بزي مختلف باين عليه الماناجر (او مازانجار مش عارف) بيناديني وبيقولي : ممكن كلمة لو سمحت ..
وكأي شاب قمت .. ابتسم المدير ابتسامه لطيفة جدا وقالي :
- " آسفين لتعطيل حضرتك "...
- "لا .. ميهمكش "...
-قام طلع الجنيه وقال :
-" ممكن تقولي ده ايه ؟"...
-بصيت للجنيه وقلت :
-" ده جنيه .. تيبز .. بقشيش .. ايه المشكله؟"...
-قال المدير :
" متشكرين لذوقك .. بس مقصدش .. بص فيه كده"..
اخدت الجنيه وبصيت .. وساعتها اخدت بالي .. الجنيه مكتوب عليه كلام واضح انه من شاب صايع – الصراحه صايع قوي – لبنت واضح انها بتشم حاجات مش كويسه ... الجنيه مكتوب عليه بأقذر خط في الكون ..
" بحبك يا عفّت يا أحلى شفايف"
وبجوار هذه العبارة توجد رسمة شفايف بالقلم الجاف واضح انها شفايف وحيد القرن او حمار وليس لها صلة بالشفايف الآدمية..

وبمجرد ما قرأت العبارة مقدرتش امسك نفسي من الضحك .. ابتسم المدير .. بينما كان الشاب اللي بيقدم المشروبات بينظر ليا نظرة وحشه قوي وكأني شتمته شتيمه قذره ..اعتذرت للمدير و اخرجت له جنيه نضيف شيك اخر حلاوة من غير شفايف .. اخد المدير الجنيه بكل ذوق ولو أني مفهمتش ايه اللي زعله قوي كده .. ولقيته بينظر للشاب بابتسامه مرضيه وهو يقول :
-"خلاص يا ابني الموضوع واضح انه طلع صدفة والراجل ميقصدش .."
هنا خطر في بالي خاطر رهيب .. بصيت على البادج اللي على قميص الشاب اللي بيقدم المشروبات لقيت مكتوب:

Effat Mahmoud
Hall Waiter

او بالعربي :

عفّت محمود ..
مقدم مشروبات..

وهنا ارتعبت رعب الدنيا كله وفهمت نظرة الكراهية في عيون الاخ (عفت) اللي بيقدم المشروبات .. الموضوع مش مجرد كلام مكتوب على الجنيه .. ده بيتهمني بالتحرش .. والموضوع كله صدفه لا تتكرر واحد في المليون وممكن أي حد يصدقها لأن اطراف القصة كلها مترابطة :

" شاب وسيم معاه لاب توبه وبيشرب كابوتشينو بالرغاوي اللي هو انا" ..
"جنيه بقشيش مكتوب عليه (بحبك يا عفت يا احلى شفايف)" ..
"واحد بيقدم الطلبات اسمه (عفت) (بغض النظر عن شفايفه)" ..
يعني تهمة التحرش بـ (عفّت) لابساني لابساني...
وكاي شاب وسيم وجنتل اعتذرت للجميع ..اخدت الجنيه ابو شفايف ومشيت بسرعة البرق ومرحتش الكافيه تاني خالص ولو اني هفتقد الكابوتشينو ابو لغاويظ ورغاوي كتير ..
لعنت كل اللي بيكتبوا على الجنيه والخمسه جنيه والمية جنيه .. بصيت للجنيه وانا خارج من باب الكافيه .. صدفه عجيبه فعلا .. (بحبك يا عفت يا أحلى شفايف)؟؟؟!! .. وتحت مكتوب بخط رفيع قوي .. (حبيبك تامر) ..الطبيعي والمفهوم ان (عفّت) يبقى بنت .. خطر لي خاطر مفاجئ ان اللي فيه الجنيه برضه يطلع ولد مش بنت و اسمه (عفت) .. بس ازاي ؟ .. هل ممكن ولد اسمه تامر يكتب لولد اسمه عفّت اهداء كده؟؟! ..مش عارف .. عن نفسي انا ياما زمان كتبت اهداءات لزمايلي على الكراريس وكتب الدراسه مع تمنيات بالتوفيق والنجاح انما عمري ما جبت سيرة شفايفهم بصراحه ..
طلعت الموضوع من دماغي تماماً .. وكأي شاب وسيم خرجت انا وصديقى نركب سيارتنا لكى نغادر المكان .. وكأي شاب وسيم اول ما جينا نتحرك لقيت شخصية بتجري من بعيد و بيصفر صفاره مزعجة كأني خطفت عيل من عياله ..
- مساء الفل يا باشا ..
طلعت جنيه معدن واديتهوله ..
بص في الجنيه وبصلي بصه رهيبة وهو بيقول:
- ايه ده يا بيه ؟؟
خطفت الجنيه منه وقعدت ابص فيه ليكون محفور عليه اهداء كده ولا كده ...ملقتش.. قلت له :
- خير ؟؟؟
- عايزين اتنين جنيه يا بيه .. هو الجنيه يعمل حاجه في الزمن ده ؟؟
- يعني الاتنين همه اللي هيعملوا ؟!!

ناولته الجنيه المعدن .. ومعاه الجنيه بتاع عفت .. لقيت السايس بيحمد ربنا وبيبوس الجنيه ابو شفايف وقعد يبص له فترة طويله .. وكأي شاب وسيم - وتفادياً لسوء الحظ مرة أخرى - انطلقنا بالسيارة وانا مطمن المرة دي لأني كنت متأكد أنه حتى لو السايس ده طلع اسمه عفت .. فبالتأكيد شفايفه مش هتكون أحلى شفايف ..

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة زويل وكيف تفكر ادارة اوباما
- السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى
- محارق الهولوكوست الاخوانية القادمة
- نشرة الفراخ الدستورية
- حتى لو ماتت ديانا فسوف يبقى الحب
- امرأة دخلت بالحب حياتى
- اقرؤوا تصحوا
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...
- المكارثية الاخوانية خربت مصر
- التهريج السياسى الاخوانى واستنساخ الثورة الايرانية
- من دساتير حسنى لدساتير مرسى يا شعب مصر لاتقبل
- الهجمات المرتدة التركية على سوريا فرصة لاتعوض
- اروع حبيبة
- الانتهازيون الجدد : الاخوان والامريكان وأردوجان


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى السعيد سالم - الجنيه ابو شفايف