أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي














المزيد.....

نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم أن ليس هناك في العالم شعب ، نسيجه طائفة واحدة أو يدين مجموع سكانه بديانة واحدة ،وهي ظاهرة صحية ،دلت عليها استمرارية الوجود وخلق الحافز التنافسي بشرط ان يبقى في إطار التنافس بأتجاه المصلحة العامة وأن لايستغل بأتجاه يخدم اعداء البلاد وعموم الشعب ،وصحيح ان العراق مكون من عدد من القوميات والأديان ،ولكن حاله حال شعوب العالم المختلفة وقد عاش ابناءه على هذه الأرض وبنو حضارات عظيمة وقدموا للعالم نتاج متميز من التشريع والقانون والبناء،غيرأن صناع الأزمات وفنانوها في عالم اليوم ممن يروجون لعالم الفوضى الخلاقة ،يستغلون هذا الواقع الطبيعي في نسيج الشعب العراقي لبلوغ اهدافهم في تمزيق وحدته ،ولو تناولنا الزمن القريب ،
أوائل الخمسينات عندما كادت الكاظمية(ذات الغالبية الشيعية ) تغرق بفيضان نهر دجلة ، تنادى أهل الأعظمية (ذات الغالبية السنية )لنجدت أهل الكاظمية وبنو سدتها ،وكانوا يرددون سوية الأهزوجة المعروفة :
( إجه الروج عالسدة وموسى بن جعفر رده )
وفي حادثة الجسر القريبة التي وقعت في عشرة عاشوراء ، كان أول من هب لمعونة الزوار ونجدت الجرحى هم أهل الأعظمية ،فحملوا الجرحى الى مستشفى النعمان بسياراتهم وعلقوا لافتات على بيوتهم تدين العمل الأرهابي .وطيلة فترات الزيارة كانوا يوفرون الطعام والماء للزوار الوافدين عبر الأعظمية بأتجاه الكاظمية ،ولايمكن ان ننسى وبنفس الحدث وبفعل بطولي قل نظيره ، قيام عراقي من ابناء الطائفة السنية يدعى عثمان العبيدي بعملية انقاذ للزوار الشيعة من الغرق في نهر دجلة وقد قام بأنتشال ومساعدة سبعة منهم ثم شعر بالأعياء مع الثامن فتهاوى جسده الشريف في مياه دجلة ليكون شاهدا" ابديا" يحكي للاجيال العراقية قصة الوطن الذي لم تتمكن خطط ودسائس الأعداء من شق وحدته وانهاء تلاحم أبناءه .
تشارك بيوتات العراقيون ،على أختلاف أديانهم ومذاهبهم ، في مراسم عزاء آل بيت الرسول وكل بطريقته الخاصة ، وقد شاهدنا في مدينة الناصرية أن طائفة الصابئة تشترك في مواكب أستقبال زوار الحسين(ع )وكذلك ، في بغداد والمدن الأخرى ، تشارك طوائف مسيحية العوائل العراقية التي تجاورها في مراسيم العزاء .
وأذا عدنا للعقل والمنطق ،فأن آل بيت رسول اللة لايعودون لطائفة معينة ،بل هم لكل المسلمون ، وقد شاهدنا في أقصى بلاد العرب ،في بلاد المغرب ، أضرحة مقدسة يزورها المغاربة هي لبعض آل بيت الرسول البعيدين في شجرة النسب ممن هاجروا الى المغرب ودفنوا هناك ،وهكذا الحال في كل البلاد الأسلامية حتى من تواجد فيها حكام كبت وجور ،ففي موسم الحج فوجئت باحد الأخوة السعوديين بعد أن إطمئن الى اني عراقي ، يطلب مني وبشديد التوسل ( تربة الصلاة ) ، وحسب زعمه أنه يريد أن يشم رائحة الحسين فيها .
أما حادثة تفجير البطحاء على مشارف مدينة الناصرية ،فقد سجلت أبهى واروع صور ،مثلت وحدة المصير لدى العراقيين خاصة والمسلمون عامة ،حيث أتقى الملازم نزهان الجبوري وهو من الطائفة السنية الأرهابي المعبئ بالمتفجرات والديناميت ،أتقاه بصدره محاولا" حماية الزوار الشيعة الذين كانوا في طريقهم الى الحسين( ع )، وهي بحق ملحمة خالدة لن ينساها اهل الناصرية خاصة ولا العراقييون عامة ، حيث اطلقوا اسمه على شوارعهم وساحاتهم العامة وسموا مواليدهم الجدد على أسمه .
أن هذا النسيج العظيم من الوحدة الذي حيك منذ آلاف السنين وعمقته الرسالة المحمدية على طول التاريخ الأسلامي ،لايمكن ان ينهار ببساطة تحت وطاة طرق دعاة الفوضى الخلاقة والتدمير الحديث ،والذين حاولوا بصفحات متعددة وعلى مدى عشرات السنين النيل من وحدة هذا البلد وتفكيكه الى دويلات بمختلف السبل ،ولكنهم كانوا يفاجئون دائما" بتمسك العراقيون بوحدتهم واخوتهم وتار يخهم المشترك ، وان العراقيين دائما يمزقون ما كان يخطط على الورق لتجزئتهم والقضاء على وحدتهم ،فهذا أحد أركان العالم الجديد يصرح أن :
( العراق طائر بثلاث اجنحة لايمكنه ان يطير ) ، ويشيرون الى وجود تركيبة الشيعة والسنة والأكراد ، أملين وحالمين في تجزئت العراق وتفكيكه والتخلص من الكابوس الذي يمثله للصهاينة حتى بعد ان حل ما حل به ،ولكنهم تناسوا ان شعب العراق قد عاش تاريخ طويل على هذه الأرض موحدا" وقاتل المحتلين وقاتل الدكتاتورية صفا" واحدا" ،وكانت العوائل في بغداد تتجاور وتتصاهر وتعيش تحت خيمة العراق بسلام حتى قبل ان تولد اميركا أو يظهر كيان الصهاينة في فلسطين ،ولكنهم لم يفلحوا في ذلك على الرغم من كل ما تعرض له العراق أرضا" وشعبا" .
واليوم يحتفي ملايين العراقيين في ذكرى اربعينية الأمام الحسين (ع ) ويخلدون هذه الذكرى بمختلف الوسائل ومنها زيارة المرقد الشريف وهذا مايغيض أعداء العراق وأعداء وحدته ،فنجدهم يبذلون كل ما يستطيعون من اجل النيل من وحدة العراق وأذكاء الفتنة بين ابناءه ،ويرسلون بالأرهابين لقتل ابناءه ،ولكن على الرغم من سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى ،فأن الدم الطاهر الذي سال على تراب العراق يكتب قصة الشعب الذي تمسك ،برغم المحن ، بوحدة المصير .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية
- نار الحب ... بين الأمس واليوم
- ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
- الخرافة ...لا تزال تؤدي الى مقتل الملايين وتدمير أمم
- كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين
- الأنسان .. بين الحداثة والتوحش
- هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
- هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
- مصر .. تحديات كبرى
- عجائب ثورة الحسين
- ساحة الجهاد المشرف
- العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
- واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي