أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ابتسام هادي - آذار العطاء وذكريات من أجل تفعيل دور المرأة ومكانتها














المزيد.....

آذار العطاء وذكريات من أجل تفعيل دور المرأة ومكانتها


ابتسام هادي

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اليوم هو الثامن من آذار مارس، إنَّه عيد المرأة ويومها التضامني العالمي. منذ الصباح الباكر حين نهضت لتفاصيل يومي العادي، أحسست إحساسا غريبا خاصا، وهو أنني ينبغي أن أقوم بعمل شئ اليوم... كنت أفكر لحظتها بألا أذهب إلى محاضرات اللغة والمدرسة؟ ولكنني بتوقف للحظة وجدت أنّ القعود في البيت يعني أنني سأجد نفسي في دوامة اللاشئ واللافعل؛ لهذا قررت أن أتجه إلى المدرسة ليس للمحاضرات في يوم العيد بل لألتقي الزميلات وأتبادل معهن التهاني والتحفيز...
توارد إلى ذهني يوم كنت في الثامنة عشرة من عمري، يومها كانت عيناي تتفتح على أشياء جميلة وجدتها حولي، أولها ما كنت أراه في أخي وحركته الدائبة ومواقفه الرائعة إلى جانب قضايا المرأة وسعادتها وتقدمها، فكان دائما يقول لي أنت الرائعة التي يمكنها أن تنهض بأفضل المهام الإنسانية تشجيعا وحثا وتطويرا...
يومها كان يشركني في كثير من المناسبات الثقافية والعلمية والفنية، فأرى وأسمع أمورا عديدة بغاية الأهمية والجمال. لهذا بدأت أفكر بأنْ أكون وجودا مهما، فخطر في بالي أن تكون الكتابة وسيلتي وأداتي للحركة والمشاركة في الحياة الاجتماعية يوم كنت لا أستطيع كغيري من فتيات بلادنا أن نتحرك وننشط خارج الجدران أو الحدود الضيقة للتنقل والحركة...
الكتابة كانت عالمي الذي أدخله بكل حرية لأسجل مذكراتي وتجاربي في الحياة وما أريد قوله وفعله وما أتمناه لزميلاتي وأخواتي في عالمنا الجديد. فكتبت الشعر والخاطرة وهو ما وجد التشجيع من أكثر من طرف أخي المتنور الجاد الناشط ومدرّستي التقدمية المتفاعلة مع تطلعاتنا نحن طالباتها في المدرسة وآخرين ممن تابعوا قراءة نصوصي ...
لقد توضحت لي معالم طريق العمل الاجتماعي العام من خلال تفاعلي مع الحياة السياسية والمهنية والحركة الوطنية ومن كان وراءها من مناضلي الزمن العاتي، ورحت أناقش مع زميلاتي أمورا مهمة في حياتنا ونمارس أنشطة حيوية كثيرة؛ وكنت أقول لهنّ أننا لا نتغذى بالأكل أو الطعام لوحده بل بالقراءة والتفكير الجدي المسؤول كذلك! وبهذا يمكننا أن نبني المستقبل ونكون سندا لأنفسنا ولغيرنا..
أتذكر حينها كنت أجد نفسي مهمة ومفيدة لمن حولي على الرغم من تواضع حركتي ونشاطي تجاه أخريات كنّ يتقدمننا في الحيوية والفعل والتأثير.. ولقد جاءت مشاركتي في كثير من الأنشطة ومنها الرحلات الترفيهية الملأى بالأنشطة الثقافية التوعوية وأشياء أخرى أكثر جدية لتشكل تحولات قوية في حياتي..
فلقد صار تفكيري أكثر حيوية وأكثر تفتحا وانشددت إلأى موضوعات جميلة ومفيدة كنت وما زلت أسعى لتحقيقها كونها أهدافا للمرأة والمجتمع الإنساني المحيط.. ولكن الزمن لا يسير دوما بخط مستقيم ومريح كما يقولون بل فيه كثير من العقبات والسدود وأخطرها ما جرى لنا في العراق عندما جاء الطاغية ونظامه إلى الحكم وأوقف مسيرة التقدم والتطور بل حارب كل شئ له علاقة بالخير والحياة...
وانقلب كل شئ رأسا على عقب. فأصبحنا لا نستطيع التحرك بسهولة وكل أنشطتنا تجري بأشد سرية وتكتم وحتى الكتابة صرنا نخشى أن يراها مدسوس أو كاتب تقارير ووكيل أمن النظام! وكادت تتلاشى منّا خطوات تطورنا في الإبداع والعمل والنشاط العام...
يومها كانت الحياة تمضي بتثاقل وهي بذاك كانت عائقا خطيرا أمامي وأمام غيري من نسوة العراق لاعتلاء مجد الكتابة المبدعة والتقدم بمسؤولياتنا تامة كاملة فلقد كانت كثيرات من النشاط ما فاق وسبق الرجال ولكن التراجع السياسي بالتأكيد أوقعنا في تراجعات اجتماعية شديدة الوطأة وهو ما عاق وعرقل مساهمة النساء وفرض عليهن حجاب المنع العام!
اليوم لديّ من ذكرياتي دروس ألا نمنع بناتنا من التقدم لتحمل المسؤولية والدفاع عن حقوقهن وألا نحجبهن خلف حجابات التخلف والظلام وألا نقع فريسة جهلة جدد وطغاة جدد وإن تستروا بالدين أو بغيره.. اليوم علينا أن نمضي بقوة لنكون مثلا في العمل الإيجابي الكبير الذي يقول إن المرأة إنسان بلا منقصة في قيمتها ووجودها الإنساني وحقوقها التي ينبغي أن تأخذها تامة كاملة...
وليكن كل يوم إضافة جدية لشخصيتها وهي تؤكد حقها في العمل الاجتماعي العام من دون تمييز يعيدنا باستمرار إلى المربعات السلبية من حياتنا.. فإلى الخروج من أسر التقاليد البالية وقيود الظلاميين لنتقدم بعملنا سويا....



#ابتسام_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ابتسام هادي - آذار العطاء وذكريات من أجل تفعيل دور المرأة ومكانتها