أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - إياد صادق.. الارتحال الأخير















المزيد.....

إياد صادق.. الارتحال الأخير


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


أصدر القاص البصري " ودود حميد"، ألبوماً احتوى على رسوم تخطيطية للفنان الراحل (إياد صادق) ، وتألف من (96 ) صفحة من القطع الكبير. يذكر القاص " ودود حميد" في المقدمة عن الراحل( إياد صادق):".. في هجرته إلى الأردن (عمان) اكتشف نافذة يطل منها على عالم أوسع.. ومن هناك أيضاً قذف بنفسه بعيداً إلى أقاصي الكرة الأرضية (فنلندا) ، ليتنفس الهواء الثلجي، لكنه نقيٌ لا تلوثه المنغصات والتابوات ، فوجد نفسه يرسم وينحت مندفعاً دون التفات إلى من يتعقبه.. فنمت قدراته الفنية المكبوتة، وتعززت شخصيته لدرجة اختياره معلماً فنياً لأولاد الفنلنديين. البيت الثقافي في البصرة ضيّفَ الفنان (إياد صادق)، خلال زيارته البصرة عام 2009 لإقامة معرض لرسومه وتخطيطاته ، وكان كرنفالاً جميلاً التقى فيه الفنانون والأدباء و المثقفون في البصرة بالصديق إياد صادق بعد ان كان اللقاء مستعصياً .. وأودع جميع أعماله المعروضة في المعرض لديَّ قائلاً: هذه هديتي إليكم وزعوها على الأصدقاء وكأنه يدري بأننا لن نلتقِ ثانيةً .. حتى وافاني نبأ رحيله في (فنلندا) فتناقلت الهواتف بحزن وأسى النبأ في البصرة وبغداد.. فقررت أن أقدم لكل متابعي الفن التشكيلي هذه الإبداعات وبعنوان(إياد صادق..الارتحال الأخير)* وان أتكفل بطبعها ملونة على شكل البوم فني وملون، لعلي أوفي الأمانة حقها.. ومن اجل أن يبقى الصديق والفنان (إياد صادق) دائماً في الذاكرة". ولد الفنان إياد صادق عام 1943 وحصل على دبلوم أشغال يدوية ومعادن- بغداد، وعمل في التعليم في البصرة لغاية نهاية عام 1978 حيث اضطر لتركها مرغماً وهرباً من المتابعات الأمنية التي ميزت تلك المرحلة، واستقر مختفياً في بغداد، ثم عمل للحصول على هوية منتحلة وأسس ورشة لتصليح السيارات بصحبة احد أصدقائه.باتت تلك الورشة بمثابة (مأوى) للأصدقاء الهاربين من البصرة ومنهم القاص مجيد جاسم العلي الذي يكتب في الألبوم" في أيامي الأولى لخروجي من ((الجب)) بعد ان أمضيت خمساً عجافاً كأنهن الدهر، التقيت في صباح يوم ما الصديق (جاسم العايف) عبر سوق (المغايز) و قال ليَ عبارته المفعمة بذلك الواقع المُر" عزيزي.. نلتقي اليوم و لربما لا نلتقي إلا بعد عشر سنوات.. فيما إذا بقينا أحياء". ويواصل ( مجيد جاسم العلي): " في بغداد تكفل إياد بأن اعمل في الورشة وان اتخذ منها سكناً ، لحين تهريبي خارج العراق عن طريق كردستان، كما كان إياد وصديقه الكردي يخططان". الفنان أياد صادق عضو مؤسس جاليري 75 في البصرة مع الفنان الراحل ناصر الزبيدي، الذي أسسه على نفقته الخاصة، واستقبل معارض تشكيلة شتى للفنانين( إبراهيم الجزائري، وهاشم تايه، وأبا ذر سعودي والراحل احمد الجاسم في معرض مشترك مع إياد صادق، ومعارض تشكيلية كثيرة لفنانين بصريين ، ومن جنوب العراق كذلك ، و لم يبقَ في البصرة من(جاليري75) الآن غير الأطلال. والراحل إياد عضو جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين وعضو الرابطة الدولية للفنون ومارس النحت بخامات مختلفة منها الخشب،و الحجر ، و الغرانيت ، و الرخام، والجبس ، والبرونز ، والحديد ، وأقام معرضه الشخصي الأول عام 1965 ، وشارك في معارض تشكيلية عدة منها ، مهرجان المربد الأول/ 1970 ، معرض خاص في البصرة/ 1970 ومعرض الواسطي/ بغداد 1973 ،ومعرض في عمان على قاعة (كاليري الفينيق) وافتتحه الشاعر عبد الوهاب البياتي، وشارك في معرض الملتقى الثاني للنحاتين العرب في الأردن، وتزين منحوتة عملها أحدى الساحات العامة في (الأردن) بطلب من أمانة العاصمة (عمان) ، ومعرض متحف الفن الحديث في فنلندا عام 2000 ومعرض بوسترات(درب الآلام) فنلندا ،ومعرض عن ذكرى مأساة مدينة (حلبجة) في هلسنكي ،ومعارض شخصية ومشتركة عالمية كثيرة، وعد بصفته (فناناً محترفاً متفرغاً للفن فيها) حتى توفى صباح يوم 18 آب 2009 في محترفه بفنلندا. كما صمم كثير من أغلفة كتب أدباء البصرة في مرحلة السبعينيات منها مجموعة(12 قصة) بحلقتيها و(فتيات الملح)المجموعة القصصية الأولى للقاص مجيد جاسم العلي وعمل التخطيطات الداخلية لديوان( حلم وتراب) للشاعر "ذياب كزار"/أبو سرحان/، وبعد سقوط النظام اعتمدت بعض تخطيطاته. وقد نشر في (الألبوم التذكاري)الفنان التشكيلي شاكر حمد مقالاً عنوانه( إياد صادق.. والمعرض الأخير)،و كتب فيه: لا استطيع أن أتأمل تخطيطات إياد ، وهي مجموعة كبيرة ، ما لم اشعر بأن هذه التفاصيل الدقيقة إنما هي التعبير الحقيقي عن رحلة المعانات والسيرة- البوهيمية. يوم جاء يعرضها في البصرة والمزحة – النبؤة التي تحققت: أريد أقدم آخر معرض لي في البصرة قبل أن أموت!!. و (التابوت الزجاجي) للقاص محمد خضير وجاء فيه : من بلاد الجليد رحل إياد صادق ، إلى عالم الظلال ، مخلفاً وراءه كائناته الورقية المخططة بقلم الحبر، تبحث عن ظلالها المفقودة في موطنها الأصلي. عادت الأشكال الرقشاء والبقعاء لترتسم تحت قرص الشمس، ترفرف الحمائم حول هاماتها المرفوعة ، دلالة على انتصار الفنان على موته . بينما انطرحت أخر على الأرض، فريسة لعقبان كاسرة، تنقضّ عليها لتنهشها، دلالة على خمود الصراع الذي خاضه الفنان عبر المسافة بين الوطن والمنفى. و (الموعد) للقاص مجيد جاسم العلي وقصيدة نثر له أيضاً، وساهم القاص عبد الحسين العامر بمقاله المعنون (ذاكرة مكان.. وتخطيطات) وكتب القاص(عبد الحسين العامر) بلوعة وحرقة وحزن عميق عن يوم التواجد الأخير لإياد صادق في البصرة،قبل سفره، وزيارته برفقة ودود حميد ومجيد جاسم العلي إلى مسكنه، وبقائهم يوما كاملاً في( بيت الورد) بقضاء أبي الخصيب. تبقى أعمال الفنان (إياد صادق) في ( الارتحال الأخير) والتي ضمت بعض أعماله التشكيلية و تخطيطاته الفنية، بقلم الحبر الأسود الذي أعتاده كثيراً خلال حياته في سنواته الكثيرة بالبصرة حتى بات من علامته الفنية المتميزة والفارقة. ما عمد لتقديمه القاص(ودود حميد) من مخلفات ما بقي في معرض (أياد صادق ) الأخير في البصرة يرتبط بوشائج عدة في التعبير عن عذابات وحيرة الإنسان الأعزل و المستلب، في زمن(عراقي) يفتقد للقيم والرؤى والتوجهات الأنسانية الأصيلة، معتمداً فيها الفنان (إياد صادق) الخط المتقن بحرفية وعبر الدربة والتمكن الفني، وهو ما يجعل (الارتحال الأخير) وثيقة وفاء لعلاقة عميقة كانت بينهما وعبرهما مع كل أصدقاء( إياد صادق) و مدينة البصرة بالذات، وهو إحدى وسائل الكشف العلني عن علامات التعبير الفني التي ميزت منتجاته الفنية المتميزة و المتقدمة والمستقلة بذاتها وانفراد موضوعاتها وأشكالها التخطيطية الفريدة لفنان عراقي- بصري رحلَ مغترباً ، في غير أوانه.
* شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة/البصرة-2012 / التصميم: حسين عجيمي



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة المطر.. قراءة جديدة
- التشكيلي هاشم تايه: حياة هشة.. هي إلى حدّ ما حياتي وهي أوهن ...
- أنور الغساني يكتب إلى مهدي محمد علي عن بائعة التمر وخبز البي ...
- (مقهى الدَكَّة) في البصرة:..فضاء ثقافي ..وزمن سبعيني/8
- أسئلة التجديد والإصلاح الديني، التنوير، والتحديث..حوار د. سر ...
- مقهى (الدَّكة) في البصرة :كزار حنتوش..والقصيدة الضائعة/7
- جدل الشعر والرسم و- قيم تشكيلية في الشعر العراقي-
- مقهى (الدَكَّة) في البصرة فضاء ثقافي.. وزمن سبعيني ق/6
- القاص محمد السباهي في(كوكب المسرات): شهادة جارحة..تعدد التجن ...
- في مقهى أدباء البصرة:المعايير الشيئية للنقد التشكيلي
- روايات -غائب طعمة فرمان- :..برلمان الحياة العراقية
- مقهى (الدكّة) في البصرة .. فضاء ثقافي.. وزمن سبعيني/5
- شاعر قتيل في:(أغنيةُ حُب..وقصائد أخرى)
- استحقاقات..لا مكرمات أو هبات!؟
- مقهى ( الدَكَّة) في البصرة:..فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/ ح/4
- قصائد النثر العربية.. مشاهد ورؤى متعددة
- مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/3
- عن الصحفيين العراقيين ويومهم
- مانحُ الكُتبِ..
- مقهى (الدَّكة) في البصرة: فضاء ثقافي..وزمن سبعيني/2


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - إياد صادق.. الارتحال الأخير