أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد السعيد أبوسالم - الثورة على طاولة النقد ...















المزيد.....

الثورة على طاولة النقد ...


محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)


الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 19:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تفقد الثورات توازنها كطفل صغير يتعلم المشي, لكنها سريعاً ما تستعيد توازنها حين يمتزج وعي موجاتها مع أيديولوجيا تعقلن خطواتها في تغير الواقع, وتفرز الثورة المجتمع وتشكل وعي طبقي يكون هو أداة النزوح لأعلى في منحنى الصراع الطبقي وتطور شكل النضال, تحتاج الثورة ليسار قوى, ولكن يكون اليسار مشتت في الأنظمة الرأسمالية, لأسباب داخليه تكمن في غرق بعض رموزه في جمود المثالية وبعض شبابه في الخيالية, وأسباب خارجية تكمن في قمع النظام له وتفريغه من محتواه الثوري فيصاب باليأس فيجر إلى الإنعداميه رافضاً الواقع فلا يرى حلول واقعيه لتغير مساره ..
إن عملية الثورة هي نتاج ترسبات نضالية تترسب على طول التاريخ في اللاوعي للشعوب الكادحة, لأنها تخاف أن يخرج رفضها إلى وعيها فتقمع أو تعتقل أو تغتال, ولكن في مرحله يحطم هذا الصمت جدار اللاوعي والوعي وينطلق إلى الواقع مع صيحة عاليه تنتقد النظام القائم وتناضل ضده بكل قوه, ويبدأ الوعي يرفع من سقف المطالب إلى أن يصل إلى إسقاط النظام, وحين يمتزج الوعي بالأيديولوجيا الإشتراكيه يكون الشعار إسقاط النظام الرأسمالي, قد يستغرق هذا أياما وقد يستغرق سنوات, اليسار هو صيرورة تنظيم صفوف الطبقة العاملة وتسارع عجلة الصراع الطبقي وبناء الحزب الثوري الذي تستكمل من خلاله الثورة, لذلك لا عجب أننا في مصر نجد طبقه عامله واعية لكنها غير منظمه إلا في نقابات مستقلة, ودور اليسار هو تثقيف القيادات العمالية أيديولوجياً حتى يبدأوا فى تكوين الحزب الثوري الذى يجمع كل القوى العماليه لتناضل سياسياً لتحقق مطالبها الإجتماعيه, لكن اليسار يحتاج إلى تثقيف هو الآخر وإعادة تنظيم ..

إن تحليل الواقع مادياً باستخدام الأيديولوجيا الماركسية اللينينية يجعلنا أكثر إلماماً بما يحدث فى الواقع ويجعلنا هذا التحليل أن نضع عدد من السيناريوهات المطروحه, التى نحدد ايضاً منها الأكثر قرباً من حركة الأنظمة الرأسمالية في القضاء على الثورات, وربما إستخدمت هذا فى تحليل كل موجات الثوره ووضعت رسماً تفصيليا لما سيأتي بعد هذه الأحداث معتمد على تحليل حركة الواقع المادي, لكن تتكرر أخطاء النخب وينجر اليسار في تحالفات مع اليمين الليبرالي ويجعلها تؤمن ظهره ولكن هي أول من يطعنه لان خلافها مع النظام لا يكون إقتصادياً بالمفهوم الشامل, هو إجتماعياً يسترسل في شعارات البرجوازية الفرنسية ولشعارات الحرية والديمقراطية, فيجد اليسار نفسة وحيداً فى ساحات النضال وبدلا من قيام تحالف حقيقي بين كل أطرافه نجده تفرق بين رأي يقتضى الإشراك في لعبة البرجوازية وخوض الإنتخابات أو الإستفتاءات, والبعض للمقاطعه وأيضاً لا يطرح بديل عقلاني, بالنسبة لي الفريقين على خطأ وهذا ما سيدور حوله هذا المقال ...

الانتخابات الرئاسية:
تحدثت من قبل عن سيناريوهات النتيجة قبل أن تبدأ المرحلة الثانية, وتحدثت عن كون النتيجه ستظهر لنا مدى ذكاء النظام من عدمه, وكان النظام ذكياً لأنه إختار أن يضع قناع جديد تنشغل الثورة في معارضته والنزاع معه في حال يكون هو بعيداً عن متناول الثورة وغضبها, وهذا حدث بإعلان النتيجة بأن مرسي هو الرئيس, ومع مسلسلات الإخوان في تحويل مرسي إلى زعيم -والتي فشلت- بدأ الزخم الثوري يترقب فترة المائة يوم لإدراكه أن مرسي لن يستطيع حتى حك أنفه إلا بأمر من المرشد, والمرشد وكل التيار الإسلامي هم لعبه بيد أمريكا, ووصولهم إلى الحكم فى مصر وتونس وفى الوزارة بعد الاكتساح في البرلمان بالمغرب بعد احتجاجات حركة 20 فبراير, يظهر لنا أن الحل هو الإسلاميين لأن السياسة الإقتصاديه هي نفسها التي تنشدها الإمبريالية لتبقى مهيمنة على الصعيدين السياسي والاجتماعي, فنجد حل أمريكا لإخراج الرئيس في شكل الثوري في أغسطس بإقالة كل من طنطاوي وعنان وتعينهم مستشارين له ونقل بعض قيادات المجلس العسكري لقيادة شركات وسفراء ليظهر للشعب انه يحررهم من حكم العسكر, وانخدع البعض وظن ان مرسي يسير على الطريق الصحيح, ثم أتت لحظه كشف حساب المائة يوم وخرج علينا بإحصائيات تفيد أنه تقدم فى حل المشكلات التى لم يكن لها أي علاقة بالاقتصاد أو الثورة نهائياً, فعادت الهتافات فى الشوارع والمظاهرات, وبدأ المرشد فى التكشير عن أنيابه من خلال مرسي, وظهر هذا الشرهة الشديد للسلطة وهذا ظهر في إعلانه الدستوري الذي يحصن فيه نفسه ويقيل به النائب العام ليتجاوز كل السلطات, ويغلق الباب على القضاء في إبطال الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع مشروع الدستور, ومجلس الشورى المنعقد بعدد أقل من ثلث الأعضاء, وكان هذا الإعلان لديه نظره أبعد سأتحدث عنها منفردة في النقطة التالية ..

الإعلان الدستوري (الأول والثاني):
في يوم 22 نوفمبر 2012 أصد مرسي إعلان الدستوري المكمل لإعلان 11 أغسطس 2012 الذى رحل من خلاله العسكر إعلامياً, ليحصن نفسه من الملاحقة القضائية لقراراته ويحصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الحل وأحكام القضاء, من هنا امتلأت الشوارع بالثوار وبدأت الأيام تستعيد زخم يناير والمليونيات والإعتصامات ملأت الميادين, وبدأت أيضاً بوادر حرب أهلية تظهر في الأفق, حرق لمقرات الإخوان فى محافظات عده, وإعتصام بمليونيه أمام قصر الإتحاديه, وفى صباح اليوم الأول للاعتصام بدأ الإخوان بالتحرك وفض الإعتصام, وحدثت المواجهات الأولى التى سقط فيها 6 شهداء, وإستخدمت مليشيات الإخوان كل الأسلحه من رصاص حى وخرطوش وأسلحه بيضاء للإعتداء على الثوار بل وصل الأمر لخطفهم أيضاً, هنا ظهر جلياً أن رحيل الإخوان لن يكون بمظاهرات سلميه بل بكفاح مسلح منظم لأن القيادات أعلنت أنها مستعدة لتقديم مليون شهيد من أتباعها, وحين ما يقدموهم بالتأكيد سيهرب القيادات فهى تحب الحياة وإلا لما قاتلت من أجل السلطة, وكان أهم إنجاز لمرسي هو تنظيم صف البرجوازية فى مصر ومصالحه كل رجال الأعمال وتسهيل كل السبل لرجال الأعمال من الإخوان للعمل بحريه في السوق ...
فى يوم 9 سبتمبر 2012 وبعد الحوار الوهمي بين القوى الإسلامية لحل الأزمة, خرجوا علينا بإعلان جديد يلغي الأول ولكن لا يلغي أثاره وكأنهم اعتقدوا أن الشعب حمار لن يفهم وحددوا فيه شكل اللجنة التي ستكتب الدستور في حاله كانت نتيجة الاستفتاء بلا, فزادت المظاهرات ..
الجدير بالذكر أن الإعلان الأول جاء يمد في عمل اللجنة التأسيسية لمده شهرين, لكن اللجنة أنهت الدستور في يومين فقط .؟! فهذا يظهر رغبة الإسلاميين تمرير الدستور سريعاً واستباق الشارع وتشتيت الجموع ...

الدستور:
كان هو الموضوع الأكثر غرابه في مصر في الشهور الماضية, من حاله اللجنة التأسيسية التي تثير الاشمئزاز من أغلبيتها الإسلامية وقلتها التي تعبر عن باقي شرائح المجتمع, جاء الدستور حاملاً بين طياته مصالح طبقه اجتماعيه واحده ويكفل لها البقاء مهيمنة للأبد, فهو خالي من النصوص اللازمة لتحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور, يمنع الدوله من تأميم أي منشأه, ويلغي نسبة 50% عمال وفلاحين, وتقليص من دور القضاء والمحكمة الدستورية العليا, ولا يذكر التعليم, ويطلب من الفقراء شهادة تثبت ذلك حتى يتم علاجهم بالتأمين الصحي, ووضع النقابات كلها بيد الإخوان لأن النقابات المستقلة ستصبح في حكم العدم وقد يلاحقها القانون, تضيق على حرية ألصحافه والإعلام ومحاكمه المدنين عسكرياً والحبس لمده 12 ساعه دون سبب وإعطاء الرئيس صلاحيات تجعله ديكتاتور وإعطاء للشورى صلاحيات تشريعيه ليتمكن التيار المتواجد فيه حالياً بعد تعين الـ 90 عضو من وضع كل القوانين التى تؤكد إستيلاؤهم على الدوله...و... إلخ.
المؤسسه الوحيده التى حصلت على كل ما أرادت وأكثر حتى مما أرادت في وثيقة السلمي كانت المؤسسة العسكرية أكثر من ستة مواد تحصنها تماماً ...
فالدستور جاء معبر عن طموح طبقه يعبر عنها حالياً الإخوان تريد أن تبقى موجودة بيدها كل السلطات بعيده عن متناول القضاء, فالدولة إن لم تكن تأخونت قبل الدستور فالدستور أخونها ...
جاء الإستفتاء بمشاركة 17 مليون من أصل 51 مليون لهم حق التصويت منهم حوالي 300 ألف صوت باطل و10 مليون قالوا نعم و6 مليون قالوا لأ, فهل يمكن أن يكون هذا هو الدستور المعبر عن ثوره .؟! بل سيكون هذا الدستور هو الشرارة التي تشعل ثوره جديدة ضد الإخوان إن لم تكن مشتعلة منذ الإعلان الدستوري الأول ....

العسكر والثورة:
يعتقد البعض أن العسكر عادوا إلى سكناتهم وأنتهت دوله العسكر من سجلات الدولة المصرية, لكن مازال العسكر يحكمون وهذا يظهر في تمرير مواد كثيرة تجعلهم سلطه لا تمس ولا تحاسب فوق القانون, والعسكر يجدون أن في سقوط دولة الإخوان هو أمر لن يكون دون تدخلهم, فهو يعتمد على النخب التي تسعى الآن جاهده إلى كسب العسكر إلى صفها حتى تصبح أقوى في مواجهه الإخوان, ولكن لن يحررنا العسكر من الأخوان دون ثمن مناسب, وهو تعبئة الشعب التي بدأها من يوم استلم السلطة 11 فبراير إلى يوم تركها في 14 أغسطس أن يجعل الشعب يرغب في عودة دولة مبارك مره أخرى, وتدخله سيكون لإعادة مبارك جديد قد يكون شفيق أو طنطاوي مثلاً أو شخص أخر تابع لهم .
قوى ليبراليه كثيرة لا ترفض عوده هذا الشكل مرة أخرى للسلطة, وقطاعات عريضة من الشارع ترغب أيضاً في هذا وقطاع من اليسار لا يرفض هذا ...


الليبراليين والثورة:
لليمين باختلاف أشكاله نظره اقتصاديه واحده مع تعدد في الرؤى الإجتماعيه بين الدولة الدينية والعلمانية والفاشية, لكن يجتمع اليمين كله تحت مظله الرأسمالية وهذا هو حل الإمبريالية حتى لا تتفاقم الأمور في مصر, فإما أن تتفق مع الإخوان على إشراك الليبراليين في السلطة مثلاً في الوزارة, أو يكون النموذج القادم بعد سقوط الإخوان هو الليبراليين وهذا كأننا لم نفعل شئ, لأن السياسيات الإقتصاديه لن تتغير. كلاهما رجعيتان تنظر لمصالح الأقلية على حساب الأغلبية الكادحة العاملة, ولذلك علينا تنظيم الصفوف بعيداً عن اليمين وخيانته, حتى لا نصل به إلى الحكم كما فعلنا مع الإخوان والعسكر من قبلهم ....
إن اليمين يواجهه تقلبات عديدة فى الأفكار حيث تناقض فكره الإصلاحي مع الثورة, يظهر لنا شرائح عديدة من شبابه إما تركه أو على وش أن يتركه لكن مازال اليمين يشكل عبء على الثورة, ولا ننسى أن كل الإعلام والبيانات تمحور فى كون الصراع بين الليبراليين والإخوان, برغم أن خلافنا مع الإخوان هو خلاف بين نقيضين, لكن بين الليبراليين والإخوان هو خلاف يمكن أن يحل ببعض الصفقات ...

الإسلاميين والثورة:
لا يختلف تحليل الإسلاميين عن تحليل أي فصيل لليمين إلا فقط فى نظريته فى تقيد المجتمع وغلق كل نافذ تفكيره والقضاء على حريته ليصبح مسير بأمرها ولرغباتها, لكن الشق الاقتصادي هو أمر يتفق عليه اليمين كله إلا خلافات لا تمس الجوهر الرأسمالي بل بشكل التطبيق, فالإسلاميين يريدون أن يطلقوا على كل شئ "إسلامي" كالبنوك والمصالح الحكومية ... إلخ .
إن تيار الإسلام السياسي يعلم تماماً أن سقوطه لن يكون إلا على جثث كل أتباعه ومن ثم سيهرب الرموز, ويعلم أن السلمية التي تلتزم بها الثورة هو حماقة لن تقضى عليها إلا حين تلجأ الثورة للعسكر ..
فالكفاح الشعبي هو الحل لإسقاط دوله الإخوان, ولن يسقطوا بالصناديق والدليل هو ما حدث في الاستفتاء على الدستور, هم يريدون تكرار نموذج إيران في 1979 لكن الشرهة والتسرع كشفهم للشارع بأسرع مما توقعنا ...
الإصلاحات الإقتصاديه التي فرضها بنك النقد الدولي التي أعلنتها الرئاسة وقامت بإلغائها ثم أوضحها رئيس الوزراء بأنها لن تمس المستهلك, برغم أنها ستمص دم المستهلك الفقير فقط ...
الدستور الجديد يمكن ان يفهم بأي طريقه, لان نصه غير لازم ويفهم بأكثر من طريقه, يخلق لنا ديكتاتور وجماعه محصنه تحكم وحدها, وحرس ثوري يحمى النظام ......
يريد الإسلاميين إخراس كل الأصوات المعارضة من خلال حصار مدينه الإنتاج الإعلامي والاعتداء على عدد من الإعلاميين وتهديدهم بالقتل, يريدون إعلام ينشر مبادئ أفكارهم يدافع عنهم ويضلل عنهم عيون الشارع حتى يتمكنوا من سرقه الدولة واحتلالها ...
يريد الإسلاميين صحافه مقيده خائفة لا تستطيع البوح بالحقيقة, لا تقول إلا عاش الإمام ويسقط كل من خان, يريدون صحافه لا ضمير لها إلا أوامر قصر السلطان, فهددوا الصحافيين وقتلوا المصورين ..
يريد الإسلاميين تعليم يزرع أفكارهم في عقول الأطفال ويقيد الشباب ويعتقل كل الجامعيين ويقضى على الحركة الطلابية ...
ويريدون داخليه تقمع وتسمع فتطيع ولا تفكر, لذلك لم يطهروا الداخلية حتى الآن ..
ويريدون قضاء ضعيف لا ينصر عليهم أحد, يريدون أن يحكموا بعدالتهم لا عدالة القانون, فحددوا له مساحات ضيقه حتى لا يحاسبهم ...

جبهة الإنقاذ الوطني:
لا أدري هي تنقذ من السلطة أم الثورة, لان تحركها في الواقع وآرائها تظهر أنها جبهة إنقاذ الإخوان ومصالح رجال الأعمال, ترفض إسقاط الرئيس والإخوان, وترى ان الصناديق ستحقق ما تنشد من تغيرات ..!!
إما أن النخب التي تسكن هذه الجبهة هواه, أو إنهم يخافون على مصالح شخصيه ومكاسب معينه, لن أعمم ولكن الأغلبية ...
لذلك دعونا لا نهتم برأي الجبهة لأننا غير ملزمون في الاشتراك مع المعارضة الكرتونية الإصلاحية الجديدة, فنحن في حالة ثوره, والثورات لها مسار والإصلاحيين لهم مسار مخالف تماماً ...

اليسار والثورة:
تطرقت كثيراً في مقالات سابقه في نقد اليسار وطرح وجهة نظري لحل مأزق اليسار لكن يظل اليسار يتحرك ببطء في طريق الإعتاق من الجمود العقائدي والمثالية التى غزت عقول نخبه, لكن هذه المرة سأتحدث عن الثورة الإجتماعيه التي لا تكون إلا من خلال صراع طبقي ينقل الثورة من شكلها المتراخي إلى شكل أكثر وعياً ونضال منظم يمكنه أن يتسلح فى أقرب فرصه إذا لزم الأمر في مواجهة الإخوان والنظام الرأسمالي كله حتى تنتصر الثورة, يحتاج اليسار إلى العودة إلى شبابه في أربعينيات القرن الماضي حيث كانت حركاته ترسم طريق الحرية بالكفاح المسلح ضد الاحتلال, وظلوا يناضلوا ضد دوله العسكر بعد 23 يوليو والانقلاب العسكري, وكذلك وقوفهم أمام العدوان الثلاثي في بورسعيد والإسماعيلية وتدريباتهم للمدنيين, إن صيرورة تحول الثورات من مرحله الدودة إلى الفراشة هو إخراجها من شرنقة رد الفعل, وتنظيم صفوف الطبقة العاملة وتحديد ملمح أيديولوجي يثبت أقدام الثورة على المسار الصحيح ...
إن اليسار أمامه صراع وجود, فالدولة التي يتبناها الإخوان, هي أكثر دمويه من دوله إيران, ونحن جميعاً نتذكر ما حدث لليسار في إيران بعدما كان يقود الثورة إلى السجون ثم إلى المشانق, إن السلطة الإخوانية ما هي إلا قناع, وعدم لجوئها إلى الشرطه والجيش ليحميها من المواجهات مع الثوار هو إما خوفاً من انقلاب الجيش عليها وتريد أن تشعره أن لها وزن حتى يتردد كثيراً فى الوقوف أمامها أو تريد أن تنشر فكرة الحرب الأهليه بين البرجوازية الصغيره فتقف أكثر أمام الثوار وترفض فكرة إسقاط الإخوان لأنها بطبعها تسعى للإستقرار, ولذلك تلجأ لمليشياتها التي تتجهز وتنتظر لحظه الانقضاض واعتقد أن هذه اللحظة اقتربت كثيراً ..
فعلى اليسار أن يعيد تحليل الواقع ويخرج من قوقعته حتى يرى حقيقة ما يدور حوله, وإلا بقينا نسير للهاوية ..

في كراس "حرب الأنصار" للرفيق لينين, رفع الستار عن الكيفية في تطور أشكال النضال من السلمية لحمل السلاح, وأنا أرى أن حركة الطبقة العاملة كانت نابعة من يسارها المنظم الذي كان يعمل على قدم وساق في تأطير وتثقيف العمال, وتكوين قيادات عماليه لتقود الصراع الطبقي, ولكن في مصر نتفق أن اليسار ضعيف ولا يسعى لتقوية نفسه, ونتفق أن الطبقة العاملة قويه ولكن أقصى ما وصلت له هو النقابات المستقلة, وهى قامت بدورها كامل, لكن اليسار غير متواجد ليأخذها للمستوى الأعلى في نضالها السياسي من خلال الحزب الثوري, وأن الكفاح المسلح هو طرح لا ينبع من الطبقة نفسها, لكن على الأقل اليسار عليه أن يفكر في كل الأطروحات, فالغد لن ينتظر المتخلفين عن حركة الواقع, والتاريخ لن يُكتب لثورة لا تتضمن صراع طبقي يفضي إلى تمكين الأغلبية من السلطة وامتلاك أدوات الإنتاج ...

إلى مقال آخر إذا لم يعتقلنا الإخوان ..
تحياتي ....



#محمد_السعيد_أبوسالم (هاشتاغ)       Mohamed_Elsaied_Abosalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحل حياةٌ, تأتي حياةٌ ...
- لماذا .؟
- بسمةٌ لا تغادرني ... -1-
- المرأةُ حياةٌ ...
- فُصول حياتنا الأربعة ...
- رحلةٌ جديدةٌ ...
- زيارة إيراتو ...
- خيبة أمل ...
- كلماتٌ تنسج ختام ..
- مرسي وشفيق وجهين لعملة واحدة ..
- إمرأةٌ لا تَكبر ...
- أنا لي ..
- ثورة لا تجد من يُكملها ...
- آخر إعترافات المجنون ..
- وداعاً ..
- متهمٌ بالخيانة ...
- حلَّ الغسق, إنتحر العاشق ..
- سؤال الثورة والإنتخابات ...
- نعم أنا خائن ...
- حوار مع السماء ...


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد السعيد أبوسالم - الثورة على طاولة النقد ...