أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .















المزيد.....

شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 16:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يستحق الشيخ الفيزازي الابن تحية صادقة على صراحته وإقراره المراجعة والتراجع عن تكفير المجتمع والدولة والديمقراطية والأحزاب . كما يستحق التنويه لأنه أثبت تخليه عن الفيزازي الذي كان في السجن وصار آخر (الفزاري باللوك الجديد، الفزازي المعدل) . ليس هينا على المرء أن يواجه نفسه وأقرب الناس إليه مواجهة فكرية مع السعي إلى الحفاظ على الود الذي كان ؛ يُطَلّق القناعات التكفيرية ولا يقطع العلاقات الأخوية/الأبوية . فعلها الشيخ الفيزازي ويستحق عليها التقدير وشد الأزر يعوضانه عن الدفء العائلي بدفء الوطن الذي يحضن كل أبنائه ، لأن "الوطن غفور رحيم" قالها الحسن الثاني رحمه الله ونقولها اليوم وغدا ملكا وحكومة وشعاب ، لكل الذين أجرموا في حق الوطن وتابوا . فالوطن يقبل التوبة من أبنائه جميعا . تحية إذن ، للفيزازي الابن على شجاعته الأدبية وصفاء مزاجه ويقظة ضميره وخوفه من الله وسلامة إيمانه الذي جعله يعترف أنه بأفكاره المضللة التي أشاعها وروّج لها وأقنع الشباب بها تسبب في القتل والتفجير . شخصيا أصفق للشيخ الفيزازي الابن لصراحته وإقراره التالي ( لقد كنت مخطئا وكنت أحرض الناس وأدفعهم إلى الموت بدون سبب يذكر، والآن عاد إلي رشدي، وصرت أخاف من الله، وأخشى أن يكون أبرياء قُتلوا بسبب تحريضي ومزاجي الذي كان عكرا، والذي كان يرى أن كل ما حولي هم كفار وأني أنا وأسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب ومن يتبعنا ويتفرقع في كل مناطق العالم هم من سيدخلون الجنة، والآخرون، كل الآخرين في الجحيم ) . شخصيا كنتُ أنتقد أفكار الشيخ الفيزازي الابن وأحمّله مسئولية تضليل الشباب ودفعهم إلى قتل الأبرياء باسم الدين . وبسبب رأيي وانتقادي للشيخ ، كفّرني أنا بدوري وأنكر أن يكون كفّر المجتمع يوما والدولة . كما كفّرني الإسلاميون والسلفيون الجهاديون لأني أنتقدهم جميعا على أفكارهم ومشاريعهم المجتمعة التي لا مكان فيها لمن يخالفهم إلا لمدفنهم أما معيشهم فلا أمن ولا سلام . ها هو إذن الشيخ الفيزازي الابن يعترف بما كنت أنتقده عليه . هي شجاعة من الشيخ الفيزازي الابن أن يعلن مراجعته ويقر بخطأ أفكاره . وتكفيني هذه الخطوة ، ليس لأدافع بها عن نفسي أو أحاجج بها غيري من التكفيريين ، ولكن ليقتنع الشباب التائه أن ما يقوله شيوخ التطرف ليس هو الدين ، وأن ما يقوله مُنتقدوهم ليس بكفر . فأنا لست بشيخ ولا عالم دين ، لكني أعرف ديني معرفة سليمة وأجهر برأيي فيما يقوله شيوخ التطرف عن الدين وباسم الدين بأنه ضلال . فتحية للشيخ الفيزازي الابن الذي قال لي يوم لقائنا في مقر إذاعة كاب راديو "أهلا بالخصم العنيد" .
إن الرسالة /المقالة التي رد بها الشيخ الابن على تصريحات الشيخ الأب لها دلالتها وسيكون لها أثرها وتأثيرها على كثير من أتباع السلفية الجهادية في هذا الوقت بالذات الذي تفكك فيه الأجهزة الأمنية الخلايا الإرهابية التي تخطط لضرب استقرار المغرب ، من جهة ، ولاستقطاب الضحايا من الشباب لإرسالهم إلى القتال في منطقة الساحل وشمال مالي دفاعا عن التنظيمات المتطرفة والإرهابية . بعد هذه المراجعة والتراجع عن ضلاله وأفكاره التخريبية ، لا يمكن للشيخ الفيزازي الابن أن يعود إلى تطرفه وضلاله من جديد . وقد تساهم هذه الرسالة التي نشرها الشيخ الفيزازي في دعم مطالب باقي شيوخ السلفية الجهادية من أجل فتح حوار مع الدولة ودعوتهم إياها إلى الاستفادة من تجربة برنامج السكينة الذي أنقذ آلاف الشباب من شباك التطرف والإرهاب وأدمجهم في الحياة العامة .
يقينا أن الاعتراف بالخطأ فضيلة والرجوع عنه شجاعة ؛ والشيخ الفيزازي أعلن خطأ أفكاره وأقر تراجعه عنها والتحذير منها بكل صراحة (للفيزازي الإبن كُتبٌ ومقالات كان يكفر فيها الجرائد والأحزاب والديمقراطية وحتى بعض الإسلاميين، ويظهر أن الأب كان يقرؤها، ويفتخر بولده وبعلمه، وبعد أن راجع أفكاره، لم تعد تلك الكتابات تعني صاحبها، الذي عليه الآن أن يتبرأ منها، ويكتب كتبا أخرى، تدل على الفزاري باللوك الجديد، الفزازي المعدل، الذي يريد أن يصبح له حزب، ليتدافع هو الآخر مع المتدافعين، والذي من المتوقع أنه سيقضي كل مستقبله في الرد على نفسه، وإعلان التوبة من مواقفه السابقة، وبعد أن كان هو من يكفر الناس ويتهمهم بالردة، سيقول عنه أصحابه نفس الشيء، فيما يشبه لعبة البومبرونغ التي تعود إلى صاحبها). ومن المروءة مؤازرة الشيخ الفيزازي وشدّ أزره حتى لا يشعر بالغبن وقد تشمت به وفيه أطراف كان لها يوما محرضا على القتل فصار لها اليوم محذرا منه . أطراف قال عنها الشيخ نفسه (لأن السلفيين عادة .. هم غاضبون دائما وبدون سبب يذكر، وحينما لا يعجبهم شيء يفجرونه) . فالشيخ ينتظر منا موقفا وضاحا (أيها القراء، عليكم أن تتخذوا موقفا واضحا، هل أنتم مع الفزازي بالفتحة أم مع الفزازي بالكسرة، مع الإبن أم مع الأب ؟) . ومن يحب الخير والأمن للوطن لن يتردد في مساندة الفيزازي الابن وتقدير شجاعته . وكذلك فعلتُ وأفعل .
هذا نص رسالة الشيخ الفيزازي المنشورة يوم 27 ديسمبر 2012 :
أيها القراء، عليكم أن تتخذوا موقفا واضحا، هل أنتم مع الفزازي بالفتحة أم مع الفزازي بالكسرة، مع الإبن أم مع الأب، لكن قبل ذلك، هل علينا أن نتدخل ونقحم أنوفنا في مشكلة عائلية تعني ولدا "عاقا" وووالدا يشتكي من ابنه، أم نبتعد عن هذا الموضوع ونضرب عنه صفحا، لأنه لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

طبعا، كثيرون منكم هم في صف الأب ويغريهم هذا المشكل الأسري، الأب الذي فاجأه ابنه بتحوله الغريب، الذي لم يحصل فيه تدريج، والذي خرج عليه فجأة وفي غفلة من أمره بمراجعاته وحبه للسينما ولصوره الملتقطة مع لطيفة أحرار، بعد أن كان في الأمس القريب يكفر كل شيء يتحرك أمامه.

وكثيرون أيضا في صف الإبن، الذي كان إلى وقت قريب يمدح الإرهاب وتنظيم القاعدة، والذي كان يزمجر ويصرخ من على قناة الجزيرة مكفرا المجتمع والدولة، قبل أن يتراجع ويتحول إلى نجم، توضع صوره وأخباره إلى جنب أخبار المغنين والممثلات، ويرون أن هذا أفضل له، وأن يكون لنا في المغرب سلفيون من هذا النوع أحسن من وجود سلفيين يتزنرون بالأحزمة الناسفة.

مشكلة الأب أنه لم يتعرف على ابنه بعد أن خرج من السجن، لم يكن يتوقع منه أن يصبح لطيفا ويضحك ويتحدث إلى النساء السافرات، لأن السلفيين عادة لا يفعلون ذلك، وهم غاضبون دائما وبدون سبب يذكر، وحينما لايعجبهم شيء يفجرونه، كان عليه من باب الطاعة أن يخبره، أن يكتب له رسالة، أن يشرح له ويقول له يا أبي العزيز، لقد كنت مخطئا وكنت أحرض الناس وأدفعهم إلى الموت بدون سبب يذكر، والآن عاد إلي رشدي، وصرت أخاف من الله، وأخشى أن يكون أبرياء قتلوا بسبب تحريضي ومزاجي الذي كان عكرا، والذي كان يرى أن كل ما حولي هم كفار وأني أنا وأسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب ومن يتبعنا ويتفرقع في كل مناطق العالم هم من سيدخلون الجنة، والآخرون، كل الآخرين في الجحيم، كان عليه أن يشرح له ذلك، ولا أظن أن الأب كان سيتبرأ حينها من ولده، لكن يبدو أن الفزاري الإبن لم يفعل ذلك، وبدل أن يقنع والده صدمه.

للفيزازي الإبن كتب ومقالات كان يكفر فيها الجرائد والأحزاب والديمقراطية وحتى بعض الإسلاميين، ويظهر أن الأب كان يقرؤها، ويفتخر بولده وبعلمه، وبعد أن راجع أفكاره، لم تعد تلك الكتابات تعني صاحبها، الذي عليه الآن أن يتبرأ منها، ويكتب كتبا أخرى، تدل على الفزاري باللوك الجديد، الفزازي المعدل، الذي يريد أن يصبح له حزب، ليتدافع هو الآخر مع المتدافعين، والذي من المتوقع أنه سيقضي كل مستقبله في الرد على نفسه، وإعلان التوبة من مواقفه السابقة، وبعد أن كان هو من يكفر الناس ويتهمهم بالردة، سيقول عنه أصحابه نفس الشيء، فيما يشبه لعبة البومبرونغ التي تعود إلى صاحبها.

عندنا الآن الفيزازي ضد الفيزازي نفسه، وسفلي ضد سلفي، وأب يتبرأ من ابنه، وابن يتبرأ من ماضيه، وولد أصبح يتحدث عن الاختلاف في الرأي وأن الأمر لا علاقة له بالعقوق كما يدعي المغرضون، وهذا جيد ويعني أن السلفيين أنفسهم غير متفقين على فكرة واحدة، وأنهم فرق كثيرة، ويمكن أن نتوقع يوما وجود سلفيين يكفرون بعضهم البعض، ونسمع عن سلفيين كفارا وسفليين مؤمنين، وسيكون أفيد لنا جميعا أن ينشغلوا بأنفسهم وبخلافاتهم ويتركوا المغاربة يعيشون حياتهم الواقعية وعصرهم ودينهم المتسامح دون تدخل منهم.

تتذكرون طبعا أغنية الجنريك في مسلسل الرسوم المتحركة التنين الصغير، كان الولد يقول لوالده: أبي أبي أريد أن أصبح رجل إطفاء، وكان الأب يرد عليه: لا لا يا ولد هذا عمل فيه عناء، ولما أصر الفزاري الصغير على مهنته، وظل يصرخ أبي أبي أريد أن أصبح رجلا سلفيا، رضخ الوالد لطلبه، وأتاه بابن تيمية وابن القيم وعلمه الدروس، فأصبح الفزازي الابن سلفيا، وبعد أن كان مثل والد التنين ينفث النار ويحرق بدل أن يطفىء، فكر ذات يوم وقال مع نفسه إنه عمل غير جيد ومؤذ للناس، فغضب الوالد الذي لم يستوعب كيف أن ابنه تنكر لمهنته ولم يعد يخرج اللهب من فمه، وقال له وهو يحصل على الإجازة لقد أصبحت يا ولد في الدرك الأسفل ونكصت على عقبيك ورجعت على ما علمته لك، وقد قلت لك في البداية إنه عمل فيه عناء

وكما في كل حلقة من مسلسل الكارتون كان البعض يتضامن مع التنين الصغير، وكان البعض في صف الوالد، والأهم أن الجميع كانوا يضحكون ويتسلون، فالتنانين كائنات أسطورية ويؤمن البعض أنها كانت موجودة فعلا، تماما مثل السلفيين، الذين يعتقدون أن العالم كان أجمل في الماضي، وأن الماضي يمكن أن يعود يوما بتفجير هنا، وسيارة مفخخة هناك، وبانتخابات أصبحت تغريهم هذه الأيام وتجعلهم يراجعون أنفسهم ويشكلون الأحزاب.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .
- المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .