أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة














المزيد.....

لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 11:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


مر معظمنا بفترات شعرنا بأننا يائسون للغاية - ليس بالضرورة من الناحية المادية بل النفسية فقد كنا يائسين بل مكتئبين بشدة. ولكن حتى فى اوقات كهذه كان فى متناول يدنا شئ ثمين يمكن ان يعود علينا بخير جزيل. وهذه الجوهرة هى التشجيع.
فى الكتاب المقدس تستعمل الكلمة اليونانية عينها لتشير الى " تشجيع " و " تعزية " والكلمتان كلاهما تنقلان فكرة منح الشجاعة, القوة, او الرجاء. فمن الواضح اننا عندما نشعر بالضعف او الاكتئاب, تكون التعزية والتشجيع ما نحتاج اليه تماما. فأين يمكن ان نجدهما ؟
يؤكد لنا الكتاب المقدس ان الله هو " اله كل تعزية " ويخبرنا ايضا بأنه " عن كل واحد منا ليس بعيدا ". فالتعزية والتشجيع فى متناولنا يمكننا ان نتأمل فى بعض المجالات التى يزودنا الله بواسطتها التشجيع.
ان اعظم مصدر للتعزية هو العلاقة الشخصية بالله. ومن المشجع ان تكون علاقة كهذه ممكنة. فأى حاكم عالمى يقبل مكالماتنا الهاتفية او يعبر عن اهتمام شخصى بمشاكلنا ؟ ان الله اقوى بكثير من بشر كهؤلاء. ومع ذلك فهو متواضع - ويرغب كثيرا فى التعامل مع البشر الناقصين والوضعاء. حتى انه اخذ المبادرة واظهر المحبة لنا, تقول يوحنا الاولى 4 عدد 10 : " هذه هى المحبة ليس اننا احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة عن خطايانا. " وعلاوة على ذلك, يجتذبنا الله بمحبة الى ابنه.
فهل تجاوبتم وطلبتم التعزية فى الصداقة مع الله ؟ مثلا, اذا كان لديكم صديق حميم تحبونه, افليس من المبهج ان تقضوا بعض الوقت معه وحدكم, متكلمين بصراحة عن قلقكم وهمومكمو عن امالكم وافراحكم ؟ يدعوكم الله الى فعل الامر عينه معه. فهو لا يضع حدودا لمقدار الوقت الذى يمكنكم فيه ان تتكلموا معه فى الصلاة, كما انه لا يضع شروطا - وهو يصغى حقا. كان يسوع يصلى قانونيا وبحرارة. وفى الواقع, قبل ان يختار رسله ال12, قضى الليل كله فى الصلاة.
من وقت الى اخر يمكن ان يتدبر كل فرد منا ان يكون وحده مع الله. ومجرد جلوسنا بهدوء عند نافذة او قيامنا بنزهة هادئة يمكن ان يزودنا فرصة جيدة لفتح قلبنا للصلاة الى الله. ويمكن ان يكون ذلك مصدر راحة وتعزية كبيرين. واذا كنا ننظر الى احد اوجه خليقة الله - مجرد ناحية من السماء, بعض الاشجار والعصافير - يمكن ان نجد فيه بعض المذكرات المعزية بمحبة الله واهتمامه بنا.
لكن صفات الله تنكشف لنا حقا بواسطة الدرس الشخصى للكتاب المقدس. فالكتاب المفدس يظهر تكرارا ان الله هو " اله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الاحسان. " والرغبة فى تعزية خدامه الارضيين هى جزء جوهرى من شخصية الله.
لنتأمل مثلا فى كلمات الله فى اشعياء 66 عدد 13 : " كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا. " صمم الله ان تتسم محبة الام لاولادها بالتضحية بالذات والولاء. واذا سبق لكم انكم رأيتم اما محبة تعزى ولدها المتضرر, فستفهمون ما يعنيه الله عندما يقول انه سيعزى شعبه.
تظهر روايات كثيرة فى الكتاب المقدس تعزية كهذه وهى تطبق عمليا. فعندما كان النبى ايبليا مهددا بالموت من قبل الملكة الشريرة ايزابل, خاف وهرب لحياته. وكان بائسا جدا بحيث مشى فى البرية مسيرة يوم كامل دون ان يأخذ معه على ما يبدو اى ماء او مؤونة. وقال ايليا بكرب لله انه يريد ان يموت (ملوك الاول 19 عدد 1 - 4) فماذا فعل الله ليعزى نبيه ويشجعه ؟
لم يوبخ الله ايليا على شعوره بأنه وحيد, مطارد, عديم القيمة, وخائف. وعلى العكس سمع النبى صوتا منخقضا خفيفا, واذا قرأتم ملوك الاول الاصحاح 19, فستلاحظون كيف عزى الله ايليا, هدأه, وبنى ايمانه. ولم تكن هذه التعزية سطحية. فقد بلغت قلب ايليا المنزعج. وشجعت النبى على الاستمرار, وسرعان ما عاد ايليا الى تعيينه.
وبشكل مماثل, يعزى يسوع المسيح اتباعه الاولياء ويشجعهم. وفى الواقع تنبأ اشعياء عن المسيا : " روح السيد الرب . . . ارسلنى لأعصب منكسرى القلب . . . لأعزى كل النائحين. " وخلال حياته لم يترك يسوع اى شك فى ان هذه الكلمات انطبقت عليه. فاذا شعرتم بالحاجة الى التعزية, فتأملوا فى تعاملات يسوع اللطيفة والحبية مع المتألمين والمحتاجين. حقا, ان الدرس الدقيق للكتاب المقدس هو مصدر غنى للتعزية والتشجيع.
هناك مصادر كثيرة هى فى متناولنا لكى نجد فيها التعزية والتشجيع فلا تدعنا كبرياءنا وشدة تعاستنا ان تمنعنا من الاستفادة منها كاملا.
ويمكن ان يكون بعض الاشخاص الناضجين مصدر تعزية وتشجيع لا يقدر بثمن لمن يحتاجونها. ولهؤلاء نقول : اذا وجدتم جواهر نفيسة, فهل تخبأونها, ام تشتركون بسخاء فى بعض هذه الثروة مع الاخرين ؟ اجعلوه هدفا ان تكونوا مصدر تعزية وتشجيع للذين يعرفونكم. واذا بنيتم بدل ان تهدموا, مدحتم بدل ان تنقدوا, تكلمتم بلسان المتعلمين بدلا ان تهذروا مثل طعن السيف, فقد تغيرون حياة الاخرين. حقا, سينظر اليكم على الارجح كجوهرة - مصدر تعزية وتشجيع حقيقيين.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السلام ممكن ؟
- الرجل والمرأة - خلقا احدهما للاخر
- مولد يسوع - كيف يحقق السلام (2-2)
- الروح الميلادية - هل تبقى على مدار السنة (1-2)
- سد حاجة بشرية اساسية - بالتقدير
- لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟
- رفقة - امرأة تقية تحلت بروح المبادرة
- لماذا نحن هنا ؟
- سيدة الصحراء السورية ذات الشعر الفاحم
- انكار الله فى القرن العشرين
- جذور الالحاد
- على اى اساس نبنى حياتنا ؟
- قوة اللسان
- يعقوب وعيسو - قصة للتأمل
- اى طابع يتخذه عيد الميلاد ؟
- هل يحق ان يتعاطى رجال الدين السياسة ؟
- كلمات وطرائف ونكات
- من الملوم ؟
- المرأة مكرمة فى عينى الله (3)
- شجرة النخيل


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجدى زكريا - لالتعزية والتشجيع - جوهرتان بأوجه عديدة