أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع















المزيد.....

طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيعية كانت أو سُنية، عَربية كانت أو إيرانية أو تركية، تبقى طيور حَركات الإسلام السياسي الظلامية هيَ نفسَها مَهما حاوَلت تجميل صورتها القبيحة. فالمالكي ومُرسي وهنيّة وأردوغان والغنوشي ونَجّاد هُم كلهُم أوجه مُتعدِّدة في الظاهِر لعُملة صَدأة واحِدة، وهُم على إختلاف مَنابتِهم القومية وطوائفهم الدينية يُمَثلون نَموذجاً لكاريزما الزَعيم في الحَركات الدينية والإسلامية بالعَصر الحَديث. أشخاص بوجوه مَلامِحُها قاسِية قلِقة تتكلف الظُهور بمَظهر الوَداعة، تُخفي خلفها نفوساً مُعقدة مُرَكبة مَليئة بأمراض أجتماعية وطائفية، يُدينون بالوَلاء لأحزاب إنتشَلتهُم مِن ماضي مَجهول ودَفعَت بهِم لواجِهة الأحداث، وباتوا مُستعدين لفِعل أي شيء في سَبيل تحقيق أهدافها وأهدافِهم الخاصّة، ومالكي العِراق خَير مِثال على ذلك.
أنّهُا طيور ظلام تُخيّم أشباحُها اليَوم على رُؤوس شُعوب الشرق الأوسط، وتَحجُب ظِلالها أي بَصيص مِن النور لشَمس حُرّية أو كرامة أو سَلام. وبما أن الطيور على أشكالِها تقع، نَراها حَريصة على إبقاء عِلاقات ودّية سِتراتيجية فيما بَينها، وهيَ سِريّة أحياناً، لتضمَن إستِمرارهِا بالسُلطة التي جائتها على طَبَق مِن ذهَب في غفلة مِن زمَن إمتزجت فيه إرادة أجهزة المُخابرات الغربية بسَذاجَة الشُعوب العَربية لتُفرز لنا هذه الانظِمة البائِسة. فالمالكي ومُرسي وهَنيّة وأردوغان والغنّوشي ونَجّاد وإن إختلفوا ظاهِراً، فهُم مِن طينة واحِدة ونِتاج بيئات إجتماعية مُتشابهة وخِرّيجي مَدارس إسلام سياسي مَوبوءة بأفكار دينية طائفية رادكالية مُتطرفة، وإن حاوَلت الإدِعاء بالأنفتاح والتمَدّن، كما في تركيا وتونِس ومَصر.
لو رَكزنا على هؤلاء الظلاميين وأمعّنا النظر قليلا، لوَجدنا أوجُه شبَه كثيرة وكبيرة فيما بَينهم، سَواء في سَحنات وجوهِهم وهِندامِهم أو في تصَرّفاتهم ومُمارَساتهم. فقد تَخلّوا جَميعا عَن لِحاهُم الطويلة الكثة الغَير مُشَذبة، وزَي المَشايخ الذي تقنعّوا به في سَنوات التبشير وتوظيف الأموال السابقة، والتي كوّنَت لهُم قاعِدة شَعبية ومادية تُعينهم على تنفيذ مُخطّطاتِهم. فأغلبُهم اليوم بلِحى خفيفة وبَدلات حَديثة وأربطة عُنق، كانوا حَتى الأمس القريب يَتجَنبون إرتدائها لأنها تشبه الصَليب! وجَميعُهم تمَسكنوا ليَتمَكنوا مِن سَرقة السُلطة، مُستغلين فقرَ الشعوب وانحِدار وَعيها الجَمعي، بالترويج لأفكار الخَلاص الغيبيّة الدينيّة مِن جهة، وضَخ أموال السُحت الحَرام الدنيَويّة مِن جهة أخرى، ما مَكنهم في العَقدَين الاخيرَين مِن غَسل عُقولها وتوجيهَها لإنتخابهم في زمَن الديمقراطية الذي تنبأوا بقدومِه وأعَدّوا له العُدّة بتَحالفات سِرّية مَشبوهة مَع دول الغرب وأجهزة مُخابَراتها التي كانَت عِلاقتهم مَعَها حَتى الأمس القريب كعِلاقة القِط والفأر، فهُم كانوا يُناصِبونَها العَداء وصَفتها أدَبيّاتهم بالكافِرة، وهي بدَورها كانَت تلاحِقهُم مِن جُحر لآخَر وتصفهم بالإرهابيين، فإذا بها قبل أشهُر قليلة تدعَم تحَرّكاتهم المَشبوهة التي سُمِّيَت بالرَبيع العَربي، وتصِف قواعِدَهُم المُغيّبة والمُسَيّرة مُغناطيسياً بالثوار،وتُسَمّي مُرتزقة مِليشياتِهم مِن ألإنتِحاريين وقاطعي الرؤوس في ليبيا وسوريا بالمُقاتلين الأحرار! وبَين يَوم وليلة باتَ أردوغان والمالكي ومُرسي والغَنّوشي إسلامِيّون مُعتدِلون، والكلام لهيلاري كلنتون! ويَصلحون أن يَكونوا حُلفائاً للغرب، وهؤلاء بدَورهم يُحاولون أن يَتصَرّفوا بطريقة تُظهِر للغرب حِرصَهم على الديمُقراطيّة وحُقوق الأنسان، بدَليل تحَرّكات أردوغان في المَلف السوري، وجهود التَهدِئة التي قام بها مُرسي بأحداث غزة، إضافة لمُحاوَلات الظهور كرَجُل دَولة والمَساعي التي يَقوم بها المالكي بَين الحين والآخَر للتَخفيف مِن حِدّة التوَتّر المُفتعل بَين أمريكا وإيران.
إن أبرز ما يُمَيّز هذه الطيور الظلامية السَوداءهو ميكافيليتها البَشِعة، فهي تُمارس مَبدأ الغاية تبَرّرالوَسيلة كما لم يُمارسه ميكافيلي نفسه، فما أن تستولي عَلى السُلطة حَتى تبدأ بتنفيذ مُخطّطاتها مَرة بالترغيب ومَرة بالترهيب،مَرة بالخَديعة والنِفاق ومَرة بالتهديد والقوة. مِثالنا الصارخ عَلى ذلك مالكي العراق ورَقصِه عَلى الحِبال بَين وَليّة نِعمَته السابقة ايران ووَليّة نِعمَته الحالية أمريكا، وإنقلابه على العَمَلية السياسية بَعد خَسارة الأنتخابات السابقة، وأساليبه المُلتوية للإحتفاظ بالسُلطة وخِداعه للقائمة العراقية، وتهديده لأقليم كردِستان، ومُحاولاتِه للسَيطرة على مُؤسّسات الدولة المُهمّة والحَسّاسة، وأمثِلة أخرى كثيرة. مِنها الخُميني وإنقلابه على حُلفائِه، وتصفيَتهم بأبشَع الأساليب بَعد إسقاط الشاه. ونَجّاد وقلبه ظَهر المَجَن لحُلفائِه الإسلاميين الذين تمتليء بهم سجون إيران حالياً. كذلك الغنوشي الذي تمَسكن أثناء كتابة الدستور والأنتخابات، ليُكشِّر اليوم عَن أنيابه. أخيراً مُرسي الذي كان وَجهَه يَنضَح بعُقدِه مُنذ ترَشّحَه للإنتِخابات، ورَغم ذلك تمَكن مِن خِداع أغلب اليَساريين والليبراليين الذين أعطوه أصواتهُم بأسم الثورة وشِعاراتِها، فإذا به يُفاجأ سَذاجَتهُم بفرَمانه الذي نصّبَه حاكِماً بأمر الله بصَلاحِيات واسِعة على حِساب مُؤسّسات الدولة القضائِية والتشريعية، والذي نجَح بتمريره مَعَ الدستور مَدعوماً بالأخوان وقواعِدِهم رَغم التظاهُرات التي تعُم مَصر مُطالبة بإلغاءِه، والتي تقودُها حَرَكات يَسارية وليبرالية ونقابات مِهنية تحضى بتأييد ودَعِم السُلطة القضائِيّة.
هكذا هيَ طيور الإسلام السِياسي الظَلامِيّة، وهذا هو غَيض مِن فَيضِ حَقيقتُها البَشِعة التي يُحاول البَعض إنكارَها وعَدَم رُؤيَتها لأسباب مُختلفة، وهاهيَ تحكم اليوم العالم العَربي والإسلامي في سابقة تأريخيّة غَيرُ مَنطقيّة وغَيرُ عَقلانيّة، لأنّها تمَثل عَودة الى الخَلف والى عُصور مُظلِمة غادَرَتها البَشَرية مُنذ قرون، فيما إختارَت الشُعوب العَربية والإسلاميّة العَودة اليها والعَيشَ فيها، لتثبتَ للعالم وبما لا يَقبَل الشَك أنّها شُعوب تَعيش خارج التأريخ وتتحَرّك بالعَكس مِنه.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي ال ...
- نوري سَعيد أفندي البغدادي.. سيرة عَطِرة
- هل إن الحل هو في تغيير الأنظمة العربية أم في إصلاح الشعوب ال ...
- جيل فريد ولكن.. بلا مَلامِح
- التيار الديمقراطي العراقي والإحتفال بإنقلاب 14 تموز .. ألمان ...
- ما هي قصة عِبارة (الشعب يُريد إسقاط النظام) ؟
- أزمة الأحزاب العراقية بين إرث تحالفاتها السابقة و واقع بناء ...
- المُتّهَم الأول محمد حسني السَيّد مبارك... أفندم أنا موجود
- القائمة العراقية رمز للمَشروع الوطني الليبرالي المَدني في ال ...
- السيناريو المُتوَقّع لإنتخابات العراق عام 2014
- ثورات الربيع العربي أم غزوات الظلام العربي ؟
- الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية ...
- عُقدة البعث وفزّاعة عودته للسُلطة
- ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع
- أنها الثورات الرَعناء لا فخر وما غير هذا مِنها يُنتظر.. ليبي ...
- ثقافة الرقيب ودورها في تسطيح ثقافة و وَعي الشارع العراقي
- ساحة التحرير بين التظاهرات الشعبية والمَسيرات الحكومية
- 14 تموز، نراه إنقلاباً وجريمة ويرونه إنجازاً وثورة، وبيننا و ...
- إنهيار أنظمة الشرعية الثورية الجمهورية وصمود أنظمة الشرعية ا ...
- الفنانة سُهير أياد.. بين إنطلاقتها وإعتزالها فيض من الإبداع


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع