أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس جرح مفتوح ونزيف مستمرين..!!















المزيد.....

القدس جرح مفتوح ونزيف مستمرين..!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القدس مسلسل لا ينتهي من الممارسات والإجراءات القمعية والإذلالية الصهيونية بحق سكانها العرب الفلسطينيين،والاحتلال لا يركز فقط على القضايا الكبرى مثل الاستيطان وهدم المنازل،من اجل تنفيذ "الترانسفير" والتطهير العرقي بحق السكان المقدسيين،وهو أيضاً لا يكتفي فقط برسم الاستراتيجيات لهذا الغرض،بل يمارس كل التكتيكات الخادمة لهذه الإستراتيجية،فهو يتدخل في أدق تفاصيل حياة المقدسيين على كل الأصعدة الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،والهدف واضح هنا يريد ان يريهم "النجوم" في عز الظهر الحمراء كما يقول المأثور الشعبي،حتى يرحلوا طواعية،فما معنى أن من يريد الحصول على رخصة للبناء،لا يكتفي الاحتلال بفرض رسوم ترخيص عليه تصل الى 40000 دولار للشقة الواحدة ولا تزيد مساحتها عن 120 متراً مربعاً؟،والحصول على الرخصة للبناء بعد طول عناء وإجراءات بيروقراطية قد تمتد لسنوات،لا تعني بأنه بإمكان المقدسي أن يباشر عملية البناء،فالاحتلال يبتدع كل يوم قوانين وإجراءات قراقوشية تجعل البناء ضرب من الخيال،حيث ابتدع الاحتلال ما يسميه بضريبة تحسين ملامح المدينة والتي قد تصل الى مئات ألآلاف الشواقل،وكذلك على صاحب العقار،ان يوقع على تعهد رسمي يمنح فيه البلدية قسم من البناء من اجل إقامة مرافق عامة كروضة او مكتب للشؤون الاجتماعية ... وأن يكون هناك مواقف للسيارات وضريبة للشارع ورسوم لحاوية النفايات ...الخ وهذا غيض من فيض فيما يخص البناء،وبالتعريج على القدس وتجارها،فالحالة التجارية في القدس محزنة ومقلقة جداً،فالتضييق على التاجر لا يجري فقط من قبل الاحتلال الذي يستهدف هؤلاء التجار من خلال الضرائب متعددة الأشكال والأسماء،والتي تكون في الكثير من الأحيان أعلى من معدل مداخيلهم،بل أن بعض الجهات الفلسطينية التي منحتهم قروض بسيطة،وبفوائد مرتفعة،كانت عوناً للاحتلال عليهم،حيث جرى رفع قضايا أمام المحاكم الإسرائيلية عليهم،من اجل تحصيل قيمة هذه القروض مع فوائدها المرتفعة،وكثير من التجار وبالتحديد السنتوارية اضطروا إلى إغلاق محلاتهم،حيث أضحت عبء عليهم،فمعدل المصاريف أعلى من الدخل المتحقق من فتحها،ولكنهم عادوا إلى فتحها من جديد،بعد ان طالتهم الإشاعات بان إغلاق محلاتهم سببه تسريبها الى الجمعيات الإستيطانية،وهم هنا يقولون بالفم المليان الغرفة التجارية لا تقدم لنا أي شيء او دعم ملموس يعزز من صمودنا ووجودنا،وكذلك حال السلطة الفلسطينية والعرب والمسلمين،وشعارات الدعم والصمود،وما يجري الحديث عنه من اموال لدعم صمود المقدسيين،تتبخر بالطرق ولا تصل الى المقدسيين لا تجاراً ولا أفراداً،وهم أثقلوا بالديون والفوائد والضرائب،والتي قد يؤدي تراكمها على العديد منهم،الى ان تقوم بلدية الاحتلال بوضع اليد عليها،وخاصة ما يعرف بضريبة المسقفات "الأرنونا" فهناك العديد من التجار من عليهم عشرات ألآلاف من الشواقل،وبلدية الاحتلال تغض الطرف عن عدم دفعها وتراكمها لأهداف واجندات خبيثة،ألا وهي بيع تلك المحلات بالمزاد العلني أو وضع اليد عليها وتسريبها للجمعيات الإستيطانية،فهي تقوم بعمل ممنهج ومنظم من اجل تخريب الحركة التجارية في القدس،فالسياح يتم ربطهم بمكاتب سياحية إسرائيلية او سنتوارية يهود،ويمارسوا عليهم كل أشكال التحريض والتزييف والتزوير والكذب من أجل عدم الشراء من المحلات التجارية العربية،ناهيك عن فتح محلات تجارية كبيرة على خط التماس او في القدس الغربية مدعومة من كبار الرأسماليين اليهود،تقوم ببيع السلع بأسعار تقل عما هي عليه في القدس العربية،وهذا يندرج في إطار سياسة تهجير التجار المقدسيين ونقل مركز حياتهم من القدس الى الريف او خارج ما يسمى بحدود بلدية القدس،ناهيك عن ما لعبه تمدين القرى من تراجع في الحركة التجارية داخل القدس وبالتحديد في البلدة القديمة.
أنت ترقب حركة الشارع المقدسي وترى المقدسي هائم على وجهه وغارق في مشاكله وهمومه،فهناك المئات،بل ألآلاف منهم،يقولون راتبنا لم يعد يكفي لسد الحاجات الأساسية،المدارس والجامعات المحلية أقساط مرتفعة،وتوقف عن سياسة الإعفاءات والدعم،ومن لا يدفع من الطلبة يخسر السنة الدراسية،او يلتحق بسوق العمل الأسود او يتجه نحو الانحراف والأمراض الاجتماعية،أو يواصل عمليات "التسكع" في الشوارع بلا هدف،وإدارات المدارس والجامعات تبرر إجراءاتها بشحة الدعم والتمويل،وهذا ليس فحسب فمراكز حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني،ترى عشرات المراجعين يزورون مكاتبها بشكل يومي،طلباً لدعم او مساعدة او استشارة قانونية او تعين محامين،فهناك من جرى سحب هويته أو أوقف ضمان دخله او تأمينه الصحي أو الوطني،او أخطر بهدم بيته تحت حجج وذرائع البناء غير المرخص،او فرضت عليه غرامات مالية خيالية نتيجة ذلك،او تراكمت عليه ضريبة "الأرنونا" أو أغارت عليه ليلاً او نهاراً دوريات التأمين الوطني لتحصيل ديون أو التأكد من مكان إقامته او عصابات سلطة البث لتحصيل ضريبة التلفاز،أو اقتحم منزله فجراً وبعشرات الجنود ورجال المخابرات المدججين بالسلاح ووحدات المستعربين المقنعين والباعثين للرعب والخوف بين أبناء الأسرة وأطفالها من اجل اعتقال طفل او شاب،تحت حجج وذريعة مقاومة الاحتلال....الخ
وليس هذا فحسب فأنت ترى كل يوم سيارات البلدية وشرطتها يجوبون شوارع القدس باستمرار ويفرضون المخالفات على السيارات المتوقفة على جنبات الشوارع والأرصفة،ويطاردون الباعة المتجولين ويصادرون بضائعهم وينكلون بهم ويفرضون عليهم الغرامات الباهظة،وفي العديد من الأحيان يجري إعتقالهم.
ورغم كل هذا العذاب والضيق والمطاردة والملاحقة للمقدسيين من قبل الاحتلال وشرطته وبلديته وأجهزة مخابراته،فإن المقدسيين يعلنون انهم صامدون ومستمرين بالمقاومة والتصدي لمشروع طردهم وترحيلهم عن مدينتهم،ولكن يزداد شعورهم بالظلم والأسى،عندما يجدون ان ظلم ابناء جلدتهم وسلطتهم عليهم أحيانا أقسى من الإحتلال،حيث تجد العديد من الممارسات الخاطئة تمارس بحق المقدسيين،من قبل السلطة الفلسطينية واجهزتها المختلفة،والتي تطال كرامتهم وانتماءهم الوطني،وان الحديث والندوات والمقابلات واللقاءات والمؤتمرات عن دعم المقدسيين وصمودهم،هي فقط خدمة لمصالح ذاتية لهذا المسؤول او ذاك،او نوع من الدعاية السياسية والانتخابية،سرعان ما تتبخر وتنتهي بانتهاء الهدف او الغاية التي جرى الحديث بشأنها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرة أبو رأفت العيساوي والعيساوية/ نموذج نضالي مقدسي متميز
- مؤتمر ملتقى القدس للأعمال/ العبرة في التنفيذ
- زمن -العهر-....والمعايير المقلوبة ..؟؟
- الإتحاد الأوروبي ....والموقف من الإستيطان ..؟؟؟
- مصر الى أين..؟؟
- ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للإنتصار
- لا تثقوا بحمد ولا بكل -المنبطحين - العرب...؟؟
- رغم شلال الدم شعبنا سينتصر
- مطر يستشهد ....ومطر يولد ....؟؟
- من يستحق الرجم ابليس أم حكام العرب...؟؟؟
- عيد وراء عيد ولا أحد بخير..؟؟
- لعشيرة العبيدات ألف تحية
- القدس....ووهم الاستثمار..؟؟
- لتدمير سوريا خزائن بيت مال -المشركين- مفتوحة على مصرعيها ..؟ ...
- ما هكذا تساق الإبل يا مشعل ..؟؟
- للأوسلو الرحمة ولكم من بعده من طول البقاء ..؟؟
- التحرش الجنسي لا يعرف الأعمار ..؟؟
- اليسار الفلسطيني ..... آفاق تطوره ومستقبله
- فيلم -براءة المسلمين- مشروع للفتنة الطائفية
- انفلات -تطبيعي- في القدس ...؟؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس جرح مفتوح ونزيف مستمرين..!!