أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - نار الحب ... بين الأمس واليوم














المزيد.....

نار الحب ... بين الأمس واليوم


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


نحى بعض كتاب اليوم الى قولبة الحب وكأنه بعض الردود الأنفعالية لواجبات هرمونية ،وبدأ يشرح وكأنه في مختبر تشريحي... ، ولا بأس في ذلك إذا كان هدفه برنامج علمي ،أو هدف طبي ،أما أنه يريد أن يصف لنا ما يشعر به ويعانيه الأحباب من وله وغرام بهذا الأسلوب فبأعتقادنا أنه شئ مردود .
فكيف بالله عليكم يكتب عاشق الى حبيبته ، ( لقد عانيت طول الليل من افرازات غدة { كذا } فأرتفع لدي ألام الفراق ) ! ،وقد نجد على رأي الأخ الكاتب أن الأحباب بالمستقبل سيراجعون العيادات الطبية ،لتناول بعض الأقراص والسلام ،حيث ستنتهي أوتختفي كل أعراض الحب .
ونحن لانتجنى على العلم بأي حال من الأحوال ولكننا نشفق على الأخ الكاتب الذي جمع كل هذه المعلومات العلمية ليقنعنا أننا عبارة عن بشر آلي وأن كل ما كان يحلم به العشاق من كمال وبهاء وجمال ، هو ليس حافز لأستمرار الوجود وتنظيم رائع من الكون الذي نعيش فيه ،لايشملنا بنو البشر لوحدنا بل تشترك فيه كل المخلوقات ولو بنسب مختلفة .
أذن من الخطأ أن يتدخل الأنسان في كل امور الكون ،لأنه يفسد بعضها ،وهذا ما يحصل للغرب اليوم الذي بدأ مفكروه يحذرون من قلة النسل بأنهيار صرح العائلة ،والأتجاه الى صلات وقتية لاتقيدها ضوابط .
اذن فالحب هو جنة الدنيا وفردوس الحياة ،والأمل الذي يشرق في النفوس الحزينة فيذيقها السعادة ،ويدخل الى القلوب المظلمة فينيرها ،أنه اللحن الجميل الذي تعزفه القلوب المحبه وتنبض به فيعطيها زخما" هائلا" لمواجهة صعوبات الحياة وآلامها نحو الأنتصار في رحلة الحياة .
مصادفة مررت بساحة كانت يوما ملعبا" شعبيا" للكرة ، وكانت تقع قبالة بيت من كانت يوما" الحب الأول في رحلة الحياة ، وعادت الذكريات وأجبرت على أستعراض شريط، ما كنت أريده يثار من جديد ،لقد كان حبا" عذريا"عشنا فيه كل تفاصيل الشوق والهيام التي يعيشها المراهق في طريقه لسبر أغوار الحياة ،أستمر لخمس سنوات ، ولكن كانت كل أنجازاتنا أن تلتقي العيون من بعيد ،حيث كانت تدير وجهها لتلتقي عيوننا ثم تدخل بيتها ،وكانت نظرات تحمل كل مشاعر الشوق والأهتمام لكلينا ، كانت تلك الصورة لا تزال مطبوعة في صفحة الذاكرة بمستوى عالي من الوضوح والدقة ،على الرغم من آلاف الصور التي أختزنت فوقها ،وجاء يوم تقدم فيه الخطاب الى أهلها فلم تستطع أن تعمل شيئا" ، وكنت وقتها لاأزال طالب صغير السن قليل التجربة ،لا أستطيع أن أفعل لها ولنفسي أي شئ ،وأستسلمنا للواقع القاسي ،وكانت آخر مرة التقت فيها عيوننا ،كانت مملوءة بالدموع والتساءل : ما الذي يحدث ؟ ما هذه الحياة التي نعيشها بدون أرادتنا ؟ ومن يومها لم أعد أعرفها أو تعرفني ،فقد أصبحت جزء من عائلة .
واليوم : فأن الأحباب بما وفرته لهم التكنلوجيا الحديثة وتقدم الحياة من أمكانيات تواصل ميسرة ،فهم يستطيعون أن يعبروا عن مشاعرهم بدون أن يكون هناك حرج المقابلة وجها" لوجه وارتفاع نبضات القلوب ،وأحمرار الوجنات، وعرق الجبين وأرتعاش الأطراف ... فاليوم مشاعر الحب على صفحات الهواء بالمجان ،قد يكون بعضها واقعي موجود طرفيه ، وقد تكون من طرف واحد ومجرد طعم يرمى على أمل الصيد ! ،ولكن هناك فرق كبير بين أحاسيس ومشاعر الأمس ،التي نستطيع فيها سماع خلجات القلب وهو ينبض بعنف تحت جبروت وعنفوان الحب ،على الرغم من أنها نظرات من بعيد ،وبين أحاسيس نسطرها على جهاز جامد لا حس له ،وبدون شك فأن رسالة ورقية تحمل مشاعر واقعية معروفة المصدر ،تختلف كثيرا" عن عشرات الأسطر التي نسطرها اليوم في الهواء قد لانعي الى من نكتبها ،أو أننا لم نرى وجه من يتلقفها ،حيث تنتشر أحلام الوهم وحب الخداع .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
- الخرافة ...لا تزال تؤدي الى مقتل الملايين وتدمير أمم
- كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين
- الأنسان .. بين الحداثة والتوحش
- هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
- هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
- مصر .. تحديات كبرى
- عجائب ثورة الحسين
- ساحة الجهاد المشرف
- العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
- واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
- أوباما ... ولاية جديدة
- حرب الخليج على الأبواب
- أمريكا ... اللهم لاشماته


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - نار الحب ... بين الأمس واليوم