|
بين الحب و الجنس
مها الجويني
الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 23:54
المحور:
كتابات ساخرة
سمعت مرة أن شاب عربي سأل رجل أوروبي عن الفرق بين الجنس و الحب فأجابه الأوروبي بأن الجنس هو علاقة بين إثنين من أجل المال أما الحب فهو وسيلة يستعملها الرجال العرب ليحصلوا بها على ما يريدون " ... الأوروبي يقول مارست الحب، العربي يقول مارست الجنس. الأوربية تَختار و هي فاعل،العربية تٌختار و هي مفعول به . الأولى تسعد بتلك الليلة و تقول أنا أحلى امرأة، الثانية تندب حظها بعد تلك الليلة و تخشى أن يقول عنها عاهرة ...الأولى لا تخاف فقدان عذريتها لأن الأمر يعنيها هي وحدها و غشاء البكارة هو جزء من جسدها و ليس لأي أحد دخل فيه . الثانية تفكر في عملية رتق البكارة و ترهق نفسها بالتفكير لأن غشاء بكارتها ليس لها ، بل هو من أملاك العائلة و المجتمع و حتى الجيران وجب إعلامهم بفضه لأنه برتبة شرف عند العرب ... أما عند الأخرين لا يتعدى كونه غشاء . الأوروبية تمارس الحب مع حبيبها لتتواصل معه أكثر لتتوج تلك العلاقة بعقد زواج يجمعها به طوال حياتها و في أغلب الأحيان تقعد قرانها به عندما تحمل ليبدأ مشوار تأسيس أسرة ، تكون هي فيه الصديقة و الخليلة و الأم التي تشارك زوجها حياته بعد أن أنهت دراستها و هاجت و ماجت تختار إنسانا لتستقر معه و لتبدؤ فصلا أخرا في مشوارها . أما الثانية -ياعيني عليها - يتركها حبيبها لأنه مارس الحب معها و لأنها حملت منه في الحرام ، فالعربي على حد عبارة الكاتبه أحلام مستغانمي لا يتعدى كونه عابر سرير مع حبيبته يأتيها ليأخذ أجمل الأشياء و يرحل دون عودة ليتزوج عذراء حتى يربيها على يديه ، و لتمارس هي بدور أم العيال التي لا تأتمر سوى لأمر سي السيد . سألت سعاد الصباح ذات يوم: لما الشرقي يقطف التفاح من أشجارها ثم ينام ؟و قالت أخريات :" العربي لا يفهم المرأة إلا داخل السرير " ، لكن نظيراتنا في الغرب لم نسمع منهن مثل هذا القول ... ربما لأن الأوروبي لا يسعى إلى الفتح المبين و لا تٌاقس فحولته بآلام النساء أو ربما لأن الأروبيات لا يحلمن برجل يحمل إليهن إكسير الحياة و يقدم لهن مفاتيح الحرية ،فالغربيات المستقلات لا يعقدن أمالا كبيرة على الجنس الأخر من أجل ذلك لا نرى أثار الإحباط من العقلية الذكورية بل نراهم متفهمات لعقلية الرجال و ناجحات في التواصل مع الجنس الأخر. أما نحن من ننتمي لأمة تقوم على مبدأ الرجال قوامون على النساء و حديثنا يدور دائما حول وحشية الرجل و ووداعة المرأة ، فالعربي هو الفاتك المتحاذق الذكي و المتوحش الذي يستوجب معاملة خاصة و لا يجب إستأمانه تقول بعض العجائز في وطني :" الراجل لازم يشبع في فرشو و في كرشو" و الحكمة مفادها أن الزوجة السعيدة و الفالحة هي من ترضي زوجها في الفراش و في الطعام . وهنا نفهم أن رغبات رجالنا تكمن في حدود النصف السفلي :"المعدة و الجهاز التناسلي" .فعلى المرأة أن تغذيه ثم تفتح شاهيته على النساء . يوحي هذا المثل الشعبي بأن الرجل العربي هو مجرد حيوان يبحث عن إشباع غرائزه .ووجب إرضائه و لتفادي شروره،و من جهته يخشى ذلك المفترس كيد النساء و يرى أن المرأة مثل الأفعى وجب الحذر منها وفق قول الشاعر : إن النساء شياطين خلقن لنا ... نعوذ بالله من شر الشياطين . في العالم العربي يولد الحب عند النزوات العابرة فالمغامرات عند العرب تخاض فقط مع الحبيبات و البكاء بين أحضان العشيقات و العفوية مع الصديقات أما المجون فأكيد مع الغانيات ، فإمرؤ القيس في فخره قال: قبلتها تسعا و تسعين قبلة و واحدة أخرى و كنت على عجل" فحسب مورثنا العربي وابل القبل مرتبط باليالي الأنس و الحب و الفرح . بالأحرى باللحظات العابرة . فالشرق لا يعرف الحب لبناء علاقة مستمرة. الحب هنا للمتعة أو كما قال ذلك الأوروبي وسيلة يستعملها الرجال العرب ليحصلوا بها على ما يريدون .
#مها_الجويني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب تيزرزرت
-
لا ترضي دور البديل
-
دور البديل
-
حروف الوجود
-
أنا إمرأة
-
بدون برستيج
-
في اليوم العالمي للتسامح
-
لا أعرف الصمت
-
رسالة إلى القبطية
-
أهل النفط و النزوات
-
لقاء مع ثمغارت
-
لا تنتظرني
-
ملامحي تونسية
-
المستبد ليس بالعادل
-
قتل العَامرٌية
-
بلا مرافق إنت أحلى
-
ربيع العنقاء
-
قبل عقد العمل
-
أهل السلف و الإبداع
-
التعري لا يعني التحرر
المزيد.....
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|