أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - نعاج الشيعة!















المزيد.....

نعاج الشيعة!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 20:58
المحور: كتابات ساخرة
    



من مِنّا -نحن العراقيين- لا يعرف "أبو دعاء فيللا" الذي كان يسكن في غرفة واحدة مع أسرته الكبيرة في "فيللا" عاش فيها لسنوات كبار زعماء حزب الدعوة الاسلامية، منهم طبعاً الراحل والمفكر "أبو ياسين" عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم في العراق، "كل في غرفة"، وتقع في شارع فيللا أو "حنيف نجاد" في طهران، والذي كان ولا يزال "حفظه الله" يتميز بالطيبة المفرطة، وبالولاء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، فهو صديقي ورفيقي في طريق ذات الشوكة، وله عليي فضل كثير وعلى معظم العراقيين وحتى اللبنانيين في حزب الله، حيث عمل مع مكتب الحزب طويلاً رغم فقره المستمر حتى الآن؟!.

أبو دعاء، هذا الرجل البسيط، لديه فلسفة فطرية في حب أهل البيت، ولطالما تفوق في إيجاد "تخريجات" لها على أخيه العارف الزاهد "أبو أحمد" جعفر، وحتى على "خير الله أبو إبراهيم"، ذلك المنظر الفكري المعروف وصاحب برنامج "كيف ينمي المسلم الحس الحركي لديه"، وعشرات البرامج الدعوية التي كنا نبثها من إذاعة طهران قبل أن يعتزل السياسة مع أبي أحمد، ليستقرا في مشهد، ويواصلان السير إلى الله في مدرسة عشق فريدة.

حدثني أبو دعاء وهو ثقة، عن وجود قرية قرب مشهد، يسمي سكانها أبناءهم بأسماء "كلب علي" و"كلب العباس"، فهم يحرصون على أن يكونوا "كلاباً" لأهل البيت، أو لأسماء محددة منهم خصوصاً علي والحسين والعباس.

كان أبو دعاء يؤكد لي وهو غير معترض طبعاً، لأنه يجد نفسه من المندكين في ولاية الأئمة، والذائبين بحبهم، أن سكان هذه القرية يمارسون طقوس "العواء" عند زيارتهم أهل البيت، في مشهد أو في كربلاء والنجف، والكاظمين وسامراء.

لم أستغرب كثيراً لوجود هذه الأسماء، ففي بعض مدننا في العراق أيضاً، أعرف أن هناك أشخاصاً سماهم آباؤهم بأسماء مشابهة، أتذكر منها "چليب علي" وهو باللهجة العراقية مصغر كلب، ما دام الولاء يتناسب طردياً مع جلد الذات وإذلال النفس، و"على أهل قدر العزم تأتي العزائم".

كلاب الأئمة!
وعلى ذكر "أبو دعاء" البصري حالياً، لأنه ترك "فيللا" الهجرة إلى إيران، وعاد إلى الديار وكان ضحى بالغالي والنفيس في أثناء معارضته لنظام صدام، فهو يسكن حالياً في "خربة" في ضواحي البصرة عاطلاً عن العمل، وكل الذين كان يوماً صاحب فضل عليهم، هم في مناصب قيادية في النظام الجديد، ونسوه أو تجاهلوا ذكره، وبقي هو مع إيمانه الفطري، وعقيدته بأهل البيت عليهم السلام، غير أنه لم ينجر للطائفية القبلية، وأنجاه الله منها بإيمان "العجائز" كما كان يعرفه لي الشيخ حسين الكوراني "القيادي الكبير في حزب الله لبنان"، والذي كان من أوائل من سكنت نفسه لأبي دعاء وطريقته في التولي.

"كلاب" علي والحسين والعباس، لا يشعرون بأي غضاضة عندما تناديهم بأسمائهم، فهم يفخرون بها، وكذلك "النعاج" الذين كم تمنى الشيخ أحمد الوائلي، وأعلن ذلك يوماً على منبره، أن يضعهم في "بالوعة"، لأنهم كانوا يخططون للخروج بمظاهرة "تطبير" بالسيوف على رؤوسهم. أين؟ في لندن عاصمة الضباب، إذ لا يكفي الشيعة هذا الضباب الذي أحاط الكثيرون به مذهبهم، وهم لا يشاهدون في حياة الإمام الحسين عليه السلام الطويلة إلا مشهداً "دموياً"واحداً فيه الكثير من الدس والتحريف والإهانة له ولأهل بيته، خصوصاً أخته وبناته، وهذا المشهد الدموي عرض بعجالة خلال ساعة استشهاده في كربلاء.

نعاج الشيعة اليوم في تزايد، رغم التطور الكبير في وسائل الاتصال التي تجعل من يريد الوعي الحصول عليه دون الحاجة حتى إلى سؤال "أهل الذكر"، الذين نصبوا أنفسهم أبواباً إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وعلى أهل بيته، وهم غير العلويين في الولاء، فهم تمسكوا بخرافات لا يتجاوز عمرها العهد الصفوي، والكثير من هذه الطقوس غير الشرعية لها أصول غير إسلامية.

استحمار جديد!
والغريب أن "الاستنعاج" يستشري بسرعة في بيئة يحكم فيها الشيعة أكثر من غيرها، وكأن في الأمر مخططاً، وأن جهات ما هي التي تريد للشيعة أن يتحولوا إلى "نعاج" وكلاب على طول الخط، ليسهل ضربهم، أو ضرب وحدة المسلمين بهم.

وقد أشار المفكر الإيراني الراحل علي شريعتي إلى استشراء هذه الظاهرة في كتابه "النباهة، الاستحمار"، وهي مجموعة من المحاضرات ألقاها في حسينية الإرشاد، عندما حذر مما سمّاها قوى استحمارية مضادة للإنسانية تتسمى بأسماء كالطبقة الروحانية والطبقة المعنوية والطبقة الصوفية وطبقة الكهنوت الذين إتخذوا من الدين وسيلة لاستحمار الناس، استحماراً فردياً واستحماراً اجتماعياً.

والسؤال الذي يظل يتردد صداه دون إجابة صريحة وواضحة من المؤسسة المرجعية الشيعية: لماذا لا تتصدى المرجعية نفسها موحدة، ويجتمع المراجع المعروفون، ويوحدوا أساسيات الخطاب المتعلق بمنبر الحسين، وما يجب أن يقال وما لا يقال، في شأن ما حصل في واقعة الطف، وكيفية إحياء طقوس عاشوراء، ويعلنوا براءتهم من أي فتاوى تتناقض مع روح مدرسة الحسين النهضوية الحافظة لكرامة الإنسان وفي أحسن تقويم؟!

فتاوى في الاستنعاج!
أليس من الاستنعاج والاستحمار ما يردده "ياسر الحبيب" وأمثاله ممن يفسر "لأبكينك بدل الدموع دماً" بالتطبير والإدماء، وهو (مع آخرين ممن هم على شاكلته أو هو على شاكلتهم) يزيد ذاكراً روايات "أن النبيين آدم وإبراهيم عليهما السلام" كانا أول المطبرين على الحسين في كربلاء قبل أن يولد؟.

وأفتى أحدهم: "لما كان التطبير من مصاديق الشعائر الحسينية التي قال الله تعالى في تعظيمها: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" سورة الحجّ: الآية32، فهي مستحبّة شرعاً وعدم تطبيق البعض لها لا يدلّ على عدم استحبابها.

وأضاف مروجاً بقوة، ربما لا يعلم، لظاهرة الاستنعاج التي حذر منها الوائلي رحمه الله فهوجم بعنف من هؤلاء: "..التطبير مواساة للإمام الحسين سلام الله عليه وتعزية لجدّه وأبيه وأمه وأخيه المعصومين سلام الله عليهم وإظهار المودّة لهم، شيء من الأشياء. والأصل فيه هو: الجواز، مضافاً إلى مؤيّدات للجواز كالتالي:

1ـ حسن المواساة، فإنّ المواساة من الأخلاق الحسنة والخصال الممدوحة.
2ـ استحباب تعزية أهل المصيبة والعزاء، وخاصة تعزية الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم.
3ـ إرادة الله تعالى لآدم أبو البشر ثم لإبراهيم سلام الله عليه مواساة الإمام الحسين سلام الله عليه عند مرورهما بكربلاء وعثورهما في مشيهما وجرحهما وجريان الدم من رأس إبراهيم الخليل، كما في الأحاديث الشريفة، ونحن أولى بالمواساة له سلام الله عليهم منهما لمجيئنا بعده".

ويوغل في فتوى الاستنعاج وبقصد التقرب إلى الله طبعاً، قائلاً: "إنّ المتطلّع إلى الطقوس الدينية عند غير المسلمين والباحث عنها يرى أن عندهم بالنسبة إلى مظلومية شخصياتهم أكثر من التطبير، مثلاً: عند بعض طوائف المسيحيين من يضحّي بأولاده ذبحاً فداءً للمسيح، ومنهم من يُدمى جميع جسمه من رأسه إلى قدمه له، ومنهم مَن يقتل نفسه لأجله.... مع أنّ التطبير يقوم مقام الحجامة على الرأس، حيث أن النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم كانوا يحتجمون على الرأس في المكان الذي يكون عليه التطبير ويقولون: إنّ الحجامة على الرأس هي المنجية من الموت لما فيها من فوائد صحيّة"..
أليس هذا إلا تزييفاً لذهن الإنسان وحرف مساره عن النباهة الإنسانية الفردية والاجتماعية؟.

وما الهدف من وراء الانشغال بالحروب الوهمية والأمور الأقل أهمية عن الأمور المصيرية.
ولماذا الإصرار على هذا التخدير الديني والتجهيل والإلهاء عن قضايا الأمة المصيرية؟!.

يا معلم الشهادة الكبير!! ألا فليكن لنا في غلسنا وميض من ذلك النور, وليكن لنا من ذلك الدم قطرات تجري في عروقنا الهامدة.. لتنقذنا من الاستنعاج والاستحمار القديم والجديد.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرقانة .. فيلم للكبار فقط !
- آلام السيد المسيح !
- شيش كباب كردي !
- ناعور السلطان !
- غيبوبة مام جلال !
- يالصوص العراق إتحدوا !
- سلطان البغدادية !
- لصوص وحرامية !
- مسامير : ليلة القبض على مقتدى !
- اختفاء-سيفي القيسي-رئيس تحرير صحيفة - السفير - العراقية في ظ ...
- ليلة القبض على مقتدى !
- أفواه وكواتم !
- محاكمة المالكي !
- صلّوا على الحبييييييب ! 
- وطن مام جلال !
- أبو الويو !
- رياح تنقض الوضوء!
- وأين صاحبي حسن؟
- فلَّشْ وإكلْ خِسْتاوي !
- الراعي الأمريكي!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - نعاج الشيعة!