أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - معركة سوريا... مشروع افغانستان معكوسة، او الفخ الروسي للعصابات -الاسلامية!- العميلة وأسيادها















المزيد.....



معركة سوريا... مشروع افغانستان معكوسة، او الفخ الروسي للعصابات -الاسلامية!- العميلة وأسيادها


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد كثير من المحللين الستراتيجيين ـ السياسيين، ويصدقهم ويطبق نظرياتهم كثير من السياسيين ـ الستراتيجيين الذين يعود لهم التقرير في مجرى الاحداث السياسية الكبيرة، ـ يعتقدون ان معركة افغانستان قد انطوت مع القرن الماضي.
ولكن الاحداث التي يتمخض عنها بالتدريج ما سمي على طريقة سلفادور دالي "الربيع العربي" تثبت ان الحرب التي بدأت في افغانستان لم تنته بعد، بل هي تغير اشكالها ومواقعها، وهي لن تنتهي الا بعد ان تحرق بنارها كل من اشعلها بوجه روسيا، القلب الحقيقي لما كان يسمى "الاتحاد السوفياتي".
علينا اولا ان نجيب على سؤال: ماذا كان يمثل "الاتحاد السوفياتي"؟
ان البحث التاريخي المعمق يثبت ان "الاتحاد السوفياتي" كان يمثل اي شيء: رأسمالية دولة، اشتراكية مزيفة، نظام شمولي، دكتاتورية، بيروقراطية حزب ودولة، صهيونية مبطنة، اوليغارشية، الخ... الا انه لم يكن فعليا لا اشتراكيا، ولا شيوعيا، ولا "سوفياتيا".
الا انه كان دولة "اتحادية" فعلا. وبهذه الصفة فقط كان دولة عظمى.
واذا تساءلنا: مما كان يتكون هذا "الاتحاد" اللاسوفياتي؛ فإن الجواب البسيط هو: كان يتكون ـ اساسا ـ من روسيا "المسيحية" والجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة، التي كانت في الماضي مستعمرات للقيصرية الروسية التي قضت عليها الثورة الروسية سنة 1917 وقام على انقاضها "الاتحاد الحر" بين الشعب الروسي العظيم و"المستعمرات الاسلامية الروسية" السابقة.
وكانت روسيا على الدوام المطمع الاكبر عالميا للغزاة والمستعمرين الدوليين، نظرا لغناها الطبيعي غير المحدود. (وبالرجوع الى المراجع الرسمية الروسية نحصل على المعلومات الاساسية التالية: يعيش في روسيا 3% فقط من سكان الكرة الارضية. ولكنها تمتد على 13% من مساحة الكرة الارضية، وتمتلك 25% من "الذهب الشفاف" اي المياه العذبة، و41% من الموارد الطبيعية العالمية، بما في ذلك الثروة الحيوانية والمعادن والاخشاب والفحم الحجري والنفط والغاز).
وكل الستراتيجية العليا للنظام الرأسمالي ـ الامبريالي العالمي المعاصر وعلى رأسه الولايات المتحدة (كدولة) والصهيونية واليهودية العالمية (كعصابة دولية متسترة بالدين، وككتلة مالية ـ سياسية ـ بشرية) وحلف الناتو (ككتلة عسكرية) تنبني على هدف اعلى هو: غزو روسيا.
كان النظام الرأسمالي الاستعماري فى اوروبا في القرون الوسطى معرضا للانهيار بفعل ازماته الداخلية الخاصة لولا ان تم (في طريق الاندفاع نحو استعمار الشرق الاوسط) "اكتشاف اميركا" وغزوها وابادة سكانها الاصليين والاستيلاء على اراضيها الغنية.
واليوم تمثل روسيا بالنسبة للنظام الامبريالي العالمي "اميركا الجديدة"، اي "الفرصة الاخيرة" و"المتنفس الاخير". فاذا فشلت الامبريالية العالمية في غزو روسيا وتشتيت سكانها الروس العظام والاستيلاء على خيراتها غير المحدودة، فإنها معرضة للانهيار الحتمي بفعل ازماتها الداخلية الخاصة.
وقد نجحت الستراتيجية الغربية في "استدراج" روسيا الى "الفخ الافغاني" بهدف اساسي هو: تفكيك "الاتحاد" السوفياتي، اي تفكيك الاتحاد بين الشعب الروسي المسيحي الشرقي والشعوب "السوفياتية!" الاسلامية، تمهيدا لمهاجمة وغزو روسيا ذاتها.
وكانت الاداة الستراتيجية التي استخدمت هي "الاسلام السياسي" التكفيري "الاصولي المزيف"، الذي يمثل خلطة عجيبة بين: المخابرات الاميركية والصهيونية والغربية، واموال النفط العربي، و"الاسلام المزيف والمشوه".
وفي افغانستان، وبسبب الطابع "الجهادي" لحرب افغانستان، بدأ الجيش الاحمر السوفياتي (الذي سحق الافعى الهتلرية في عقر دارها، والذي كان يرعب الغرب الامبريالي كله، كما يرعبه اليوم الجيش الروسي الجديد) ـ بدأ يتفكك الى "مسلم" و"غير مسلم"، وفي ذلك بالتحديد كانت نهاية "الاتحاد السوفياتي". وكان اعلان غورباتشوف عن الغاء الاتحاد السوفياتي ليس اكثر من اصدار "شهادة وفاة" للاتحاد السوفياتي الذي انهارت "تركيبته" او "لحمته البشرية" الاساسية في افغانستان قبل ان ينهار سياسيا في موسكو.
وفي اعقاب هزيمة افغانستان واعلان وفاة الاتحاد "السوفياتي!" بدأت عملية الغزو المباشر لروسيا بواسطة كماشة امبريالية ـ صهيونية عالمية رهيبة تتألف من فكين يلتقي مفصلهما في الدوائر اليهودية ـ الماسونية في واشنطن:
الفك الاول ـ يتمثل في المجموعات المالية والمافياوية اليهودية التي شنت حربا ضروس لاكتساح روسيا بكل الاشكال، مستفيدة من الفوضى التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، فسيطرت على البنوك وشركات النفط والغاز والاعلام والصحافة والشبكات الاجرامية وبدأ انتاج الفودكا المغشوشة وتوزيعها باسعار رخيصة بكميات هائلة في عملية تخدير وتسميم واسعة النطاق للشعب الروسي.
والفك الثاني ـ يتمثل في المجموعات الارهابية والاجرامية "الاسلامية المزيفة" المرتبطة بالمخابرات الغربية والاموال اليهودية و"النفطوعربية" وشبكات المخدرات الواردة بصورة رئيسية من افغانستان (في احصاءات الامم المتحدة والاحصاءات الروسية الرسمية ان زراعة الخشخاش في "العهد الاميركي" في افغانستان زادت 44 مرة، وان اكثر من ثلث المخدرات المنتجة في افغانستان باشراف الاميركيين كان يتم تصديره بالتهريب طبعا الى روسيا، عبر الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة، وطبعا عبر المجموعات "الجهادية!" الاسلامية المزيفة).
واذا عدنا الى التاريخ القريب لروسيا (عهد يلتسين تحديدا) نكتشف ببساطة ان روسيا كانت فعلا على وشك الوقوع في براثن واشنطن (و"بلا زغرة": وتل ابيب) والتحول الى مستعمرة عالمثالثية (لاميركا واسرائيل) مثل الكونغو وموزامبيق والصومال.
ولكن النزعة القومية الروسية انتفضت من جديد، وازيح يلتسين بانقلاب ابيض، وتم تحطيم الكماشة اليهودية ـ "الاسلامية المزيفة" تحطيما شبه تام في مرحلة ولاية بوتين الاولى بعد سنة 2000. ودخل "امبراطور النفط والمال" اليهودي الروسي ميخائيل خودوركوفسكي الى السجن ولا يزال. وتساقطت رؤوس مدراء البنوك واجهزة الاعلام اليهود بالرصاص واحدا تلو الاخر (على يد "مجهولين" طبعا)، وفر بريزوفسكي ومايكل تشورني وليف ليفايف وعشرات غيرهم من المافياويين اليهود الى لندن وتل ابيب. وتم سحق التمرد الشيشاني و"مجاهديه!" السعوديين بلا رحمة، وتحولت "المسألة الشيشانية" من مسألة "عسكرية" يضطلع بها الجيش الروسي، الى مسألة "انسانية" يهتم بها الصليب الاحمر الروسي والهلال الاحمر الشيشاني.
ولكن الجبهة الامبريالية الاميركية ـ الغربية بدأت هجوما جديدا، انطلاقا من مسرحية احداث ايلول 2001 في اميركا، وطرحت اميركا شعار "الشرق الاوسط الكبير الجديد" وشعار "الفوضى البناءة".
وكانت الاهداف الستراتيجية متوسطة المدى لهذا المخطط كما يلي:
ـ1ـ تمزيق البلاد العربية تمزيقا كاملا، وتقسيمها من جديد الى، من جهة، جمهوريات واقاليم اقلوية (كجمهورية جنوب السودان واقليم كردستان العراق) مرتبطة تماما باسرائيل. والى، من جهة اخرى: امارات "اسلامية" مرتبطة بالمخابرات الاميركية وتركيا.
ـ2ـ وضع عمامة "اسلامية" فوق "القلبق" الطوراني و"القبعة" الاتاتوركية لتركيا، والعمل لتحويل تركيا الى لاعب رئيسي في منطقة "الشرق الاوسط الكبير" بواسطة "الاسلام المزيف"، ولاعب رئيسي في آسيا الوسطى بواسطة "النزعة الطورانية". ومن ثم تحويل تركيا الى امبراطورية او "جمهورية كبرى" عثمانية جديدة، تدوس على العرب، وتسحق ايران، وتبتز الاتحاد الاوروبي، وتقف بوجه روسيا وتبدأ بمحاربتها بالشعوب الاسلامية "السوفياتية!" السابقة.
وكان الهدف الستراتيجي الابعد من هذا المخطط هو: محاصرة روسيا وضربها بعالم "اسلامي!!!" تتزعمه تركيا العثمانية الجديدة المدعومة من الحلف الاطلسي. والتوصل اخيرا الى تحطيم روسيا وغزوها من قبل الامبريالية والصهيونية العالمية باسم "السلام العالمي".
وطبعا اذا سقطت روسيا، فستسقط الصين والهند والبرازيل والكرة الارضية بأسرها تحت اقدام جيش "روما الجديدة" اميركا والصهيونية والماسونية. وفي الاخير لن يكون مصير تركيا وكل العالم "الاسلامي!!!" الذي يمكن ان يسير معها بأفضل من مصير البربر (الامازيغ) الذين حاربوا في ذلك الزمان الى جانب روما القديمة ضد قرطاجة، فكانت مكافأتهم بأن حولتهم روما الى "عبيد متوحشين" واصبحت كلمة بربري منذ ذلك الزمن تعني، في كل القواميس الغربية: همجي ومتوحش.
ولا شك ان هذا المخطط الجهنمي حقق نجاحات لا تنكر في تونس ومصر وخاصة ليبيا. ولكن في الاخير، وبلغة النجارين، اصطدم المنشار بالعقدة السورية. حيث وقف "الفيتو" السوفياتي بحزم بوجه الهجوم العالمي الكاسح (الاميركي ـ الاسرائيلي ـ التركي ـ "الاسلامي!") على سوريا.
كان احد اهم اهداف الهجمة على سوريا: طرد الاسطول الروسي من الشواطئ السورية، تمهيدا لطرده ايضا من سيباستوبول في البحر الاسود في 1917 تاريخ نهاية الاتفاقية الروسية ـ الاوكرانية.
ولكن يبدو ان السحر بدأ ينقلب على الساحر: وفي المعركة السورية الحالية نرى ببساطة صورة معكوسة عن افغانستان: ففي حين كانت افغانستان "فخا" للاتحاد السوفياتي، فإن سوريا (بصرف النظر عن طبيعة النظام وبقائه، او امكانية ظهور "ازدواجية حكم" في سوريا) تصبح "فخا ناريا" لسحق الحلف الاميركي ـ الاسرائيلي ـ التركي ـ "الاسلامي العربي!!!"، بأيد غير روسية، ولكن بالدعم الروسي.
واذا تجردنا عن التحاليل السطحية التي تتاجر بها الابواق الاميركية حول الدمقراطية وحقوق الانسان وما اشبه، فإن "الكتلة البشرية" (الجيش والمواطنين العاديين واكثريات بعض الطوائف في سوريا) سيقاتلون قتال المستميت ضد الجماعات الارهابية والتكفيرية المرتبطة بتركيا واسرائيل والاتحاد الاوروبي والناتو واميركا. وتقول معلومات عرضها العميد اللبناني المتقاعد د.امين حطيط على الهواء على التلفزيون ان التجنيدات الجديدة للجيش السوري تبلغ اضعاف ما يخسره الجيش السوري خلال المعركة الحالية. وبالتأكيد ان المجندين الجدد هم معبأون سياسيا بشكل مسبق ضد الخونة اعداء الشعب السوري عملاء اميركا والاطلسي واسرائيل وتركيا ومشيخات نفط الخليج. وهذا يعني ببساطة ان قطاعات واسعة من الشعب السوري تنضم طوعا الى الجيش الوطني السوري للقتال ضد الغزاة والخونة والمتآمرين. والذين يتطوعون الان مع الجيش الوطني السوري لا يتطوعون من اجل مكاسب، ولا بدواع "فسادية"، بل يتطوعون من اجل القتال المستميت دفاعا عن البيئات الشعبية التي جاؤوا منها، اي دفاعا عن انفسهم وبيوتهم ومعتقداتهم واعراضهم وآبائهم وامهاتهم ونسائهم واطفالهم وجوامعهم ومعابدهم وكنائسهم. ولن تستطيع الجماعات الارهابية الغازية والمحلية ان تقضي على اكثر من نصف الشعب السوري، على الاقل، حتى لو سقط نظام الاسد. لان الذين يقاتلون اليوم ضد العصابات التي تغزو سوريا لن يستسلموا في اي ظرف، بل سيتابعون القتال بشراسة اكبر اذا سقط الاسد.
لقد مضى حوالى السنتين والمعركة لا تزال دائرة في سوريا وهي تزداد عنفا يوما عن يوم. وهي فترة كافية لالقاء نظرة تحليلية معمقة على الصراع الدائر. وفي رأينا المتواضع يمكن ملاحظة العلائم التالية:
ـ1ـ ان طابع الحراك الجماهيري السلمي للمعارضة السورية قد انفضح بسرعة في الايام والاسابيع الاولى بوصفه كان لا اكثر من "مدخل مسرحي" وقناع ومطية غبية للمؤامرة الخارجية التي تعتمد اولا واساسا وكليا على تحرك العصابات "الاسلامية!" العميلة المسلحة المهيأة سلفا في الخارج والمعدة لاقتحام الحدود السورية من حيثما امكن. وقد استخدمت بعض الاوساط الشعبية المضللة، الصادقة مع ذاتها في معارضة الدكتاتورية ولكنها غبية تماما سياسيا، ـ استخدمت كستار سياسي للمؤامرة وكـ"درع بشري" للعصابات "الاسلامية!" العميلة المسلحة.
ـ2ـ وخلال المعركة احترقت ايضا بشكل عملي ونهائيا ورقة ما يسمى اليسار السوري، الذي تحول منذ زمن بعيد الى يسار صوري ولاوطني، تخلى عمليا ونهائيا عن لواء الاسكندرون وعن مرتفعات الجولان، وتعايش مع الاحتلال، وصار يسابق النظام على "الصداقة" مع تركيا، كما صار ينتظر قيام النظام بتوقيع معاهدة "السلام" مع اسرائيل، حتى يقوم هذا اليسار المفلس بتبييض صفحته "الوطنية!" بالتلطي خلف النظام بأنه هو الذي وقع معاهدة "السلام" مع اسرائيل. ولما رفع النظام "سقفه" في المفاوضات مع اسرائيل وامتنع عن توقيع معاهدة "السلام" وتعطلت المفاوضات واتجه النظام نحو دعم المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية، من اجل تدعيم اوراقه التفاوضية، اسقط في يد اليسار السوري المفلس الذي لم يعد بامكانه لعب ورقة احتلال الجولان وتوقيع معاهدة "السلام" مع اسرائيل، فإتجه بسرعة نحو وضع نفسه بأمرة المخابرات الاميركية والاطلسية والتركية والاموال الخليجية، للتعجيل في فتح المعركة مع النظام للضغط عليه لصالح اسرائيل، من جهة، ولطرح شعار اسقاطه من جهة ثانية والوصول الى السلطة تحت شعار الدمقراطية المزيف. وكان اليسار المفلس يأمل في ان تعطيه الدوائر الامبريالية والصهيونية دورا رئيسيا في المعركة مع النظام وفتح الطريق امامه للحلول محل النظام في ركوب احصنة السلطة في سوريا، على حساب الشعب السوري المضلل والمظلوم الذي اصبح ضائعا بين نظام دكتاتوري كان يتاجر بالوطنية ومعارضة خائنة وطنيا وعميلة تتاجر بـ"الدمقراطية". ولكن الدوائر المخابراتية الامبريالية والصهيونية كانت تتردد في الاعتماد اعتمادا كبيرا على اليسار السوري المفلس تاريخيا، وتفضل الاعتماد على الحركات "الاسلامية!" العميلة لاسباب ايديولوجية ومالية و"جماهيرية"، محليا، ولسبب جوهري خارجي، وهو ان ارباب المؤامرة كانوا يدركون تماما العجز التام للمعارضة "الداخلية" عن ضرب النظام، القادر على سحقها بفركة كعب، وكانت المؤامرة تعتمد اساسا على التدخل العسكري الاجنبي، وكبديل ستراتيجي: على القوى "الاسلامية!" العميلة المهيأة في الخارج للانقضاض على سوريا، اكثر من الاعتماد على قوى "المعارضة" في الداخل السوري، ايا كانت. والان يبدو بوضوح تام ان "شخصيات" يسارية وتقدمية مثل المناضل السابق و"الشيوعي الساقط" جورج صبرا وعميل المخابرات الفرنسية والاسرائيلية برهان غليون وامثالهما لم يعودوا اكثر من صور مزوزقة يلوح بها العملاء "الاسلاميون!" الظلاميون، الذين يتنقلون بين الاوتيلات خمس نجوم ويمارسون "جهادهم!" في احضان الفتيات الجميلات من كل الجنسيات اللواتي تشحن اسرتهم بهن المخابرات الاميركية والاسرائيلية.
ـ3ـ منذ اليوم الاول للمعركة وحتى الان، وقفت الفيديرالية الروسية بحزم ضد التدخل العسكري الخارجي المباشر ضد سوريا، لا على الطريقة الاميركية في العراق سنة 2003، ولا على الطريقة الاطلسية في ليبيا، ولا على الطريقة التركية في قبرص سنة 1974، ولا على الطريقة الاطلسية في يوغوسلافيا سنة 1999. وكان الحلف الاطلسي بقيادة اميركا يطلب من "المعارضة!" السورية العميلة الصمود بضعة اسابيع او اشهر معدودة كي يتم تهيئة الاجواء الدولية للتدخل العسكري الخارجي. وكان هناك عدة سيناريوهات للتدخل: بواسطة قرار مكشوف او مبهم من مجلس الامن الدولي الذي هو في العادة واجهة لوزارة الخارجية ووزارة الحرب الاميركيتين. او بواسطة تدخل مباشر من قوات الاطلسي، خارج اطار الامم المتحدة، تحت اسم "اصدقاء سوريا" او ما اشبه. او بواسطة تدخل تركي يتم تغطيته بقرار من جامعة العمالة والخيانة المسماة جامعة الدول العربية ومن منظمة مؤتمر الدول الاسلامية التي لا علاقة لها بالاسلام الا المشاركة في نهب النفط وتنظيم المؤامرات ضد الشعوب الاسلامية المظلومة. فوقفت روسيا ضد كل هذه السيناريوهات: تم استخدام الفيتو الروسي والصيني مرتين في مجلس الامن الدولي لاحباط اي قرار دولي معاد لسوريا. فاضطرت اميركا للتخلي عن ورقة مجلس الامن وللتفتيش عن بدائل اخرى. واضطر بان كي مون لاخذ حجمه الطبيعي كصبي ـ ساعي بريد دبلوماسي لدى الخارجية الاميركية. وكانت سوزان رايس، المندوبة الاميركية في الامم المتحدة، مرشحة (مكافأة لها) لتحل في وزارة الخارجية الاميركية محل هيلاري كلينتون التي لا تزال كوابيس الاتحاد السوفياتي تقض مضجعها الخالي، فسقط ترشيح سوزان رايس لتمثيل اميركا في الامم المتحدة، بعد فشل انتزاع قرار معاد لسوريا من مجلس الامن. ولدى اسقاط الطائرة الحربية التركية قبالة الشواطئ السورية استنجدت تركيا بالحلف الاطلسي، فوصلت الى راسموسن الامين العام للحلف الاطلسي الرسالة الروسية السرية التي جعلته يسارع الى التصريح بأن الحلف الاطلسي لا يفكر وليس لديه نية للتفكير في التدخل العسكري في سوريا، ولم تتم دعوة قيادة الحلف الاطلسي لمجرد البحث في الطلب التركي. وفي المقابل تركت تركيا لتغطس حتى اذنيها في المستنقع السوري من ضمن المخطط الروسي لدفع "الاسلاميين!" العملاء من كل المناطق العربية والاسلامية للتورط في سوريا، وهو ما سنتحدث عنه لاحقا. ولكن تركيا ذاتها أفهمت بلغة روسية واضحة انه في حال تدخلها العسكري المباشر فإنه سيكون عليها مواجهة خطر محوها من الخارطة، وتسليم شرق تركيا الى اصحاب الارض الاصليين الارمن والاكراد، وتسليم كيليكيا ولواء اسكندرون الى الارمن والاشوريين والسوريين، وربما اعادة تسليم القسطنطينية وتراقيا (ما يسمى تركيا الاوروبية) الى اليونانيين والبلغار، وتحويل بقايا الشعب التركي الى مجموعات لاجئين تهتم بهم منظمة مؤتمر الدول الاسلامية والصليب الاحمر الدولي وهيئة شؤون اللاجئين في الامم المتحدة. وبعد شطب امكانية التدخل العسكري التركي المباشر ضد سوريا، جاء بوتين الى تركيا وقدم للإردوغان "كريديت كارد" ضخم بمئات مليارات الدولارات، من المساعدات، والعلاقات التجارية المفتوحة في التجارة المتبادلة، والمحطات النووية الكهربائية، والغاز والنفط، والسياحة، والتوظيفات المباشرة.
ـ4ـ وكان المعارضون "الدمقراطيون!" و"الاسلاميون!"، العملاء كليهما، داخل وخارج سوريا، يراهنون ايضا على ان اسرائيل ممكن ان تتدخل وتسيطر على دمشق وجنوب سوريا، مستفيدة من التفكك الحاصل في سوريا، لفتح الباب على مصراعيه امام المشروع الاميركي لتفتيت سوريا الى دويلات طائفية متناحرة. ولكن العوامل الاقليمية والدولية، وبالاخص "الدبلوماسية السرية" الروسية، دفعت اسرائيل كي تختار السلامة وتلتزم "الحياد"، وتترك للمعارضة السورية العميلة حرية التنكيت والضحك على عقول السذج باتهام النظام السوري بدعم اسرائيل له.
ـ5ـ وفي مجرى المعركة الدائرة فتحت مختلف العواصم الاوروبية والتركية والعربية لاستقبال مؤتمرات "المعارضة!" السورية العميلة و"اصدقاء سوريا!" مما يكشف كل اطراف المؤامرة ويؤكد تماما طابعها الخارجي الحاسم، وان ما يسمى "المعارضة!" ليست اكثر من عصابات عملاء ومأجورين يتسابقون للحصول على ملايين الدولارات ثمنا لتدمير سوريا واهراق دماء وتشريد الشعب السوري المسكين.
ـ6ـ وتكالبت الاطراف المعادية من كل صوب لاستباحة الحدود السورية من لبنان الى الاردن والعراق ناهيك عن الجبهة الرئيسية التركية. ويتضح الان اكثر فأكثر انه يتم بالتدريج، وبالوسائل الدبلوماسية الدولية والاقليمية والوسائل السياسية والامنية والعسكرية، من خارج سوريا ومن داخلها، اغلاق الحدود اللبنانية والاردنية والعراقية امام المتسللين، وابقاء الحدود التركية ـ السورية فقط مفتوحة لاستقبال وتسريب العصابات المسلحة. بحيث تتخذ تلك الحدود طابع جبهة حربية خارجية اطلسية ـ سورية لا لبس فيها امام عميان السياسة انفسهم. وهو ما سيجعل اقفال تلك الجبهة مرتهنا تماما للمساومة الدولية بين المعسكر الاطلسي بزعامة اميركا والمعسكر الدولي المعادي لاميركا بزعامة روسيا.
ـ7ـ ويلاحظ المراقبون انه يتم الان تطبيق تكتيك عسكري استدراجي ضد العصابات المسلحة يقوم على نصب الافخاخ المتنقلة عن طريق فسح المجال للعصابات للتسلل الى هذه المنطقة او تلك والهيمنة والتسلط والتجمع في بعض الاحياء او القرى، حيث يجري تطويقها وتصفيتها تماما، ومن ثم نقل الفخ الى موقع آخر. والداعي الى تطبيق هذا التكتيك هو: ان سيل العصابات القادمة من الخارج لا ينقطع، من جهة، وفسح المجال لها للانتشار في كل المناطق السورية لكشف كل المتعاونين معها وتصفيتهم معها، من جهة ثانية، وضرورة ايقاع البلبلة في صفوف العصابات وابقاء المبادرة الميدانية في قبضة الجيش السوري، من جهة ثالثة.
ـ8ـ ويقول الخبير العميد المتقاعد د. امين حطيط ان عدد افراد العصابات التي تسللت حتى الان الى سوريا يفوق الـ 65 الف مقاتل، وانهم جاؤوا من29 بلدا من خارج سوريا. ويتم تسليح وتمويل العصابات من قبل الدول الغربية والدول النفطية العربية، مباشرة او بواسطة بعض العملاء كرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ومعاونه الصغير النائب اللبناني عقاب صقر. ويقول العميد حطيط ايضا ان الجيش السوري جند في الفترة السابقة 11 ضعف اعداد النقصان في صفوفه (الفارين، الشهداء والجرحى، والمسرحين). اي مقابل نقصان كل عشرة الاف في عديد الجيش السوري، تم تجنيد 110 آلاف مجند جديد يجري تدريبهم في ظروف المعركة.
وفي الوقت ذاته صرحت روسيا على رؤوس الاشهاد ان كل الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية المعقودة مع سوريا تتم مواصلة تنفيذها. والترجمة العملية لكل ذلك تعني:
اولا، انه توجد "حرب عالمية" "اسلاموية! ـ اطلسية ـ نفطوخليجية" ضد سوريا.
ثانيا: ان سوريا تجند كل قواها البشرية لدحر العدوان الواقع عليها والهادف الى تمزيقها اربا اربا وتحويلها الى "امارة طالبانية" ثانية.
ثالثا: ان روسيا تقف بالمرصاد، واليد على الزناد، ضد اي تدخل عسكري اجنبي مباشر ضد سوريا، وفي الوقت ذاته تقوم بتزويد سوريا بكل ما تحتاجه لصد الحرب العالمية "الاسلاموية! ـ الاطلسية" عليها.
ورابعا ـ وهذا هو بيت القصيد في المرحلة الراهنة: ان روسيا تعمل على تحويل سوريا الى "فخ كبير" لاستدراج العصابات "الاسلامية!" العميلة وتصفيتها على الارض السورية، بالاسلحة الروسية، وبأيدي ابناء الشعب السوري الذين اخذوا يتجندون بمئات الالاف في صفوف الجيش الوطني السوري دفاعا عن ارضهم وشعبهم واستقلال ووحدة بلادهم.
ويبدو على السطح انه هناك شبه توافق دولي واقليمي على منع نقل الحريق، على الاقل مؤقتا، الى خارج الاراضي السورية والحدود التركية ـ السورية. ولكنه يتضح اكثر فأكثر ان كل مصير الشرق الاوسط الكبير اصبح يتوقف الان على نتائج معركة سوريا. ويكفي ان نعطي بعض الامثلة:
ـ1ـ قررت الحكومة اللبنانية طرح المناقصة الدولية للتنقيب عن النفط في المياه الدولية التابعة للبنان بموجب قوانين البحار. فهل يوجد سياسي "ذكي" واحد في لبنان يعتقد ان اسرائيل ستسمح للبنان باستخراج النفط والغاز من البحر اذا خرج الروس من القاعدة البحرية في سوريا؟
ـ2ـ هل يوجد سياسي او عسكري "غبي" واحد في اسرائيل يعتقد ان اسرائيل سيمكنها تحقيق مطامعها في نهب النفط والغاز المكتشف في شرقي البحر الابيض المتوسط، بدون حسيب او رقيب، اذا بقي الاسطول النووي الروسي يجوب الشواطئ قبالة سوريا وما بعد سوريا.
ـ3ـ ان المعركة الدائرة للتصدي للمؤامرة الدولية على سوريا وأدواتها العصابات "الاسلاموية!" الظلامية العميلة، ستسفر لا محالة عن ظهور جيش سوري وطني، خارج لتوه من معمودية النار، تعداده لا اقل من مليون جندي وضابط متحفزين لرد الصاع صاعين واكثر لكل من تآمر على سوريا والشعب السوري وحاول ذبحهما. وستنشأ موضوعيا جبهة مقاومة حديدية تمتد من فلسطين المقاومة، والمقاومة الوطنية الاسلامية في لبنان، والجيش الوطني السوري، واوساط المقاومة في العراق، والنظام الاسلامي الثوري في ايران، وهي جبهة متحالفة حلفا وثيقا مع روسيا.
وفي هذه الحالة، ألن يطرح على "بساط البحث" الاستمرار غير الطبيعي لوجود الجيوب العميلة في لبنان وفي العراق وخصوصا الجيب العميل الاسرائيلي ـ الكردي في شمال العراق؟
وفي هذه الحالة، من سيحمي الانظمة العربية النفطية في الخليج؟
وفي هذه الحالة اي "رقصة حرب" جديدة ستتعلم عليها اسرائيل، التي لن ينقذها من السحق التام الا التدخل الروسي لحماية المدنيين الاسرائيليين الذين سيتحولون بالضرورة الى لاجئين بدلا عن اللاجئين الفلسطينيين؟
واخيرا يمكن القول انه كما سقط الاتحاد السوفياتي بسبب معركة افغانستان، فإن معركة سوريا اذا استمرت لن تنتهي الا بسقوط كل التركيبة الحالية في الشرق الاوسط الكبير.
ولا يمكن لمعركة سوريا الحالية ان تتوقف لاجراء "تسوية سلمية" الا باتفاق عالمي اميركي ـ روسي، يحول سوريا الى "مستنقع سياسي وامني" جديد على الطريقة اللبنانية، ويفتح الطريق لميادين واشكال تصادم جديدة.
ولكن مثل هذا المخرج سيكون اشبه شيء بـ"أكره الحلال". ومن المنطقي تماما ان مع كل يوم يمر فإن النظام السوري سيرفع سقفه اكثر فأكثر ولن يقبل بأي تسوية سياسية مع ما يسمى "المعارضة" الا بعد قطع كل يد ارتفعت ضد الشعب السوري المظلوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التعددية الحضارية الى الآحادية القطبية الرومانية
- الاهمية التاريخية للحروب البونيقية
- بدايات الصراع القومي مع الامبريالية الغربية (تدمير قرطاجة، س ...
- الجذور التاريخية للصراع القومي في العالم القديم
- مأساة غزة وظاهرة الحرب الاستعمارية والابادة الجماعية
- الصراع الوجودي المستمر مع الصهيونية
- من رسالة الى الاتحاد البلغاري للمناضلين ضد الفاشية
- مجزرة اطفال بيت لحم
- جلادو المسيح والمسيحية الشرقية
- التبعية لاميركا تأخذ اوروبا الى القاع
- اميركا تبيع الاوهام القاتلة لحلفائها وروسيا تستنفر قدراتها ا ...
- الدور -العثماني الجديد- للطورانية الاسلامية الكاذبة!!!
- ازمة المديونية تهدد العالم الرأسمالي الغربي
- تقرير بيلاطس البنطي عن قضية صلب السيد المسيح
- التعاون التكنولوجي العسكري بين ايران وروسيا يرعب اميركا
- الحرب السرية الاسرائيلية ضد ايران وحزب الله
- فلاديمير بوتين الفائز الاول في الانتخابات الروسية
- الصين ترفض الوجود الاميركي في آسيا
- اوروبا تترنح امام الازمة الاقتصادية
- السياسة الاميركية في مواجهة الاحتجاجات في الداخل والخارج


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - معركة سوريا... مشروع افغانستان معكوسة، او الفخ الروسي للعصابات -الاسلامية!- العميلة وأسيادها