ازمة المسلمين

احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فيما يؤمن كثير من المسلمين بصحة كلما يصدر من كتابهم المقدس حتي لو كان خاطئا وضد الاخلاق العامة فانهم يرفضون في ذات الوقت التسليم بصحة كل حقيقة تاتي من مصدر اخر حتي لو اثبت العلم والعقل صحتها .وعلي الرغم من انهم يعترفون بوجود كثير من التناقض في النصوص القرانية مثل التناقض الواضح بين ايات الاسماح التي تدعو للاعتراف بالاخر المختلف وايات الجهاد التي تحرض المسلمين لقتال الاخرين وفرض الجزية عليهم وممارسة الجنس مع نسائهم عنوة وبدون عقد زواج تحت ستار " ماملكت ايمانكم" الا انهم رغم ذلك يعلنون بان هذا التناقض ليس دليل علي ان القران بشري .
وبينما يشيرون الي هنالك بعض التعاليم اللا اخلاقية مثل حد السرقة الذي يحث الي قطع يد السارق ويؤكد " والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما .." وكذلك الايات التي تعتبر المراة مجرد وعاء للجنس وتعلن بان " نساؤكم حرث لكم فاتو نسائكم اني ما شئتم" بل وتفضل الرجل عليها وتؤكد بان " الرجال قوامون علي النساء " وترفض مواساتها بهذا الاخير في كثير من الجوانب . بجانب وجود نصوص اخري تتعارض مع الابحاث العلمية الحديثة الا ان ذات الاشخاص يذهبون للقول بان كلما ورد في كتابهم صحيحا ولا يحتمل الخطأ باي حال من الاحوال .
وتكمن الازمة هنا بانهم يعترفون بان كتابهم يتعارض مع العلم والعقل ويحتوي علي كثير من التعاليم الغير الاخلاقية والمتناقضة ولكنهم يرفضون محاكمته عقليا اوالخروج عليه او حتي انتقاده .بل يشددون علي ضرورة اراقة دماء كل من يتجرا و يفعل ذلك .
ولكن هولاء افضل حالا مقارنة باولئك الذين يعلنون بان كلما يصدر من الاسلام صحيحا وانه منزل من اله الكون .بيد انه اذا ما طلبت منهم اثبات ذلك بصورة عقلية فانهم يعجزون عن ذلك. ويكتفون بايراد ادلة بعيدة عن العقل والمنطق .وحينما تثبت بصورة علمية بان مايذهبون اليه خاطئ فانهم يناهضونك ويتعرضون لك بكافة الاشكال دون ان يثبتوا صحة ما يذهبون اليه او دحض ما تذهب اليه بصورة علمية .فهم لا يقبلون بحقيقتك او اثبات صحة وجهة نظرهم .
وتعتبر الحقيقة التي تتبناها تعتبر عندهم كاذبة وخاطئة ولكن كيف "كاذبة وكفي" كما انها تهدف الي التقليل من شان ديانتهم او الطعن فيها .
ويشير هذا الي مدي استفحال ازمة العقل الاسلامي الذي يتسم بالجمود والتخلف .بل ويعتمد علي العاطفة في معالجة القضايا التي تواجهه بيد ان الازمة الكبري انه يومن بشي لايستطيع ان يحاكمه عقليا او يثبت صحته .

#احمد_داؤود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات