أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - قمة التخلف















المزيد.....

قمة التخلف


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 21:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يسعى هؤلاء المتسلطون العودة بالشعب والبلاد الى القرون الوسطى ... الى عهود التخلف والانحطاط الاخلاقي ... الى قيم البداوة – القبلية العشائرية – المتخلفة والمتأصلة في عقولهم ونفوسهم المسيطرة على كل سلوكياتهم وتصرفاتهم – التي ذكرناها في مقالة سابقة – فكما كانت القبائل تعتاش على غزو بعضها لبعض للحصول على المغانم ، كذالك يتصارع اليوم هؤلاء على المغانم ، وها هي القيم البدوية العشائرية المتخلفة تزدهر في ظل نظام المحاصصة الطائفية ، ولسنا ندري أين هي الحضارة – العربية والاسلامية – التي يتشدق بها ساسة الصدفة هؤلاء الذين يقودون الشعب والبلاد الى الهاوية من اجل مصالحهم الانانية الدنيئة لا غيرها ، وإلا فان الذي حدث للعيساوي اليوم – ومن قبله الهاشمي – هو أمر طبيعي اعتيادي يمكن ان يحدث في أي من البلدان المتقدمة وكثيرا ما حدث ويحدث ذالك عندما ترى الحكومة – أية حكومة – أن أحد المسؤولين فيها قد أساء التصرف بأي شكل من الاشكال فتتخذ الاجراءات القضائية بحقه – والمتهم بريء حتى تثبت إدانته – هذا منطق القانون ، فلماذا هذه الضجة المفتعلة ... ثم ما علاقة العشيرة والطائفة بإجراءات القضاء ... ولماذا إقحام الاخوة ابناء الوطن الواحد والدين الواحد في حرب دامية – لا ناقة لهم فيها ولا جمل – انهم يتصارعون على المناصب والمغانم والشعب المسكين يدفع دمه ثمنا لصراعاتهم ومهاتراتهم ويوظفون العلاقات الطائفية والعشائرية لخدمة مصالحم ومطامعهم الشخصية .
فلقد فوجيء الشارع العراقي بظهور العيساوي في مؤتمر صحفي عقده في بيت النجيفي وبحضوره شخصيا مع عدد من قادة القائمة العراقية ومن بينهم المطلك ، وما ورد من كلام في هذا المؤتمر قد بعث الرعب والقلق في نفوس العراقيين حيث قال العيساوي في ختام المؤتمر – إذا لم يستجب المالكي لمطالبنا باطلاق سراح المخطوفين بحسب قوله ... فاننا سنمضي الى الشارع ... فماذا يعني المضي الى الشارع ... انه يعني المواجهة ، وبهذا الكلام الخطير يؤكد العيساوي أنه أكثر طيشا ورعونة من تصرف المالكي فهو يقحم الاخوة ابناء السنة الى حرب مع اخوانهم الشيعة ... فلماذا ... ولمصلحة من ؟ فهذه الحرب ان وقعت – لا سامح الله – فهي لمصلحة امريكا والمتحالفون معها ، والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي .
وفور انتهاء المؤتمر طار النجيفي الى كردستان ليلتقي هناك بالبارزاني ليشكو له امره ، وكان المفترض بالنجيفي وهو رئيس أعلى سلطة تشريعية بالبلاد أن يلتقي بالما لكي وجها لوجه ليطرح ما في جعبته لا أن يطير للقاء البارزاني ويوسع شقة الخلاف ، لكن وكما يبدو فإن العيساوي قد شعر بالقوة والفخار حين اتصل به شخصيا السيد اوباما – هاتفيا – كما زاره شخصيا السفير الامريكي في بغداد ايضا ليقول له بان قرار المالكي هذا هو من ايران ، لكن ليعلم العيساوي ومن على شاكلته من اقطاب القائمة العراقية ، أن الشارع العراقي عامة يستهجن هذا الاتصال ويرى فيه تدخلا في الشأن العراقي الداخلي ... ثم لماذا لم يتصل اوباما برئيس الحكومة للاستفسار عن الموضوع بدلا من الاتصال بالوزير شخصيا ... ما وجه العلاقة بين السيدين اوباما والعيساوي ... رحم الله الزعيم الوطني الهندي – غاندي – بقوله – إذا تشاجرت سمكتان في البحر – فإن بريطانيا هي السبب – كان هذا في عهد بريطانيا العظمى ، واليوم هو عهد أمريكا العظمى – لا فرق بينهما – فالهدف واحد وهو تمزيق وحدة الشعب وإضعافه وإشغال ساسته الميامين بالصراعات على المغانم والمناصب – لتسهيل الهيمنة على البلاد والتحكم بمقدراتها ، فقرة أعين السادة الطائفيين الاشاوس جميعا – من الطرفين – الذين ما كانوا يحلمون يوما من الايام ، بما هم فيه اليوم من مواقع ومناصب ومال وجاه ونفوذ والتحكم بمصائر البلاد والعباد وكل هذا بفضل أمريكا وديمقراطيتها المزعومة .
ان دعوة العيساوي والمطلك – ومن لف لفهما – من قيادات القائمة العراقية – بالنزول الى الشارع ، ان هي إلا دعوة رجال عصابات وليس رجال سياسة او رجال دولة اطلاقا ، وما يؤسف له ويحز في نفس كل وطني شريف هو استجابة طائفة السنة ورجالات العشائر لتلك الدعوات – المشبوهة – وقيام الاخوة ابناء الانبار بقطع الطريق الدولي وهو عمل غير عقلاني اطلاقا ، ويمكن ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه خصوصا في هذه الايام حيث يتهيأ اخوانهم الشيعة لتأدية مراسم زيارة اربعينية الحسين – ع – لما يمكن ان ينجم – عن هذه الدعوة التحريضية – من مجازر دموية – قتل وذبح وتفجيرات ومفخخات – ويكون الخاسر الوحيد في هذه الحالة هم ابناء الشعب الواحد والوطن الواحد والدين الواحد – من الطائفتين – وليس أي من هؤلاء المتصارعين على المناصب والمغانم ... فهم على عروشهم جالسين ليغتنوا ويثروا من المال الحرام ويجعلوا الشعب حطبا لنار الفتنة التي يشعلها هؤلاء المارقين ... نعم المارقين فالمروق هو الخروج عن الشيء ، وهؤلاء قد خرجوا عن كل شيء عن الدين والوطنية والاخلاق ... فهؤلاء ينطبق عليهم الحديث النبوي الشريف ، حيث يعرف الرسول الكريم المنافق بثلاث خصال – من أوتمن وخان – من تحدث وكذب – من وعد وأخلف – وهذه الخصال الثلاث السيئة ... اجتمعت في كل هؤلاء الحاكمين أو بالاحرى المتساطين جميعا – شيعة وسنة – وجميعهم قد خانوا الامانة التي أتمنهم عليها الشعب – حين أقسموا بالحفاظ على وحدة البلاد أرضا وشعبا – وتحدثوا كثيرا عن خدمة الشعب ونشر العدالة والمساواة ودولة القانون والمشروع الوطني ، وكذبوا بكل ما قالوه ، ثم وعدوا الشعب بوعود معسولة فأخلفوا كل وعودهم ... إذن فهم جميعا منافقون وكذابون ... ولا يستحون من الكذب اطلاقا .
وها هم جماعة العيساوي يزعمون بان المالكي اعتذر من العيساوي ، وجماعة المالكي يزعمون ايضا بان العيساوي هو الذي اعتذر للعيساوي ... فأين هو الصدق ... أدور على الصدك ياناس – ضاع وبعد وين الكاه – وما يدعو للسخرية أن القائمة العراقية – الوطنية للكشر – ترى بأن أقطاب قائمتها هم رموز وطنية لا يجوز المساس بهم حتى وان قتلوا وذبحوا واختلسوا ... فالهاشمي الهارب الى تركيا هو رمز من تلك الرموز والعيساوي هو الآخر من رموزها ومن قبلهما حازم الشعلان المختلس والسارق لاموال الشعب هو ايضا من رموزها وقد يكون غدا حيدر الملا رمزا جديدا آخر ، ولسنا ندري من أين جاءت هذه الرمزية لهؤلاء الذين طفوا على السطح بعد التاسع من نيسان ومن هو معروف منهم في الشارع العراقي ... وهل له من تأريخ أو موقف وطني مشهود ... ألا تبا لتلك الرموز ومن على شاكلتهم من كل المتنفذين بكل الاطراف المشاركة في الحكومة وليس العراقية وحدها ، إلا ذالك الرجل الطيب عنصر التهدئة وحمامة السلام على كل هؤلاء المتصارعين وهو السيد الطالباني الذي نرجو له مخلصين الشفاء العاجل والصحة والسلامة والعمر المديد .
فيا لمأساتك يا وطني الذبيح ... ويا شعبي المبتلى ... على هذه الرموز الخاوية .
وليس لنا في الختام إلا القول لاخواننا أبناء السنة والشيعة – على حد سواء – أن لا تنجروا بعواطفكم وراء هذه الفتنة ... واحتكموا إلى العقل والمنطق فنحن جميعا ابناء وطن واحد وكل الاديان السماوية والقوميات والاقليات هم ابناء هذا الوطن ... وشركاء في كل ما أنعم الله به عليه من خيرات وثروات ... وكونوا على يقين من ان كل هؤلاء المتصارعين المسعورين لمصالحهم الذاتية الشخصية لا غيرها ... وليس فيهم جميعا لا سنة ولا شيعة من يمثل مصالحكم إطلاقا ... احذروا الفتنة ... واحذروا إعادة انتخابهم من جديد ... فالانتخابات قادمة ... وعليكم إعادة النظر بمواقفكم السابقة واختيار ممثليكم الحقيقيين بوعي وقناعة وبعيدا عن كل الهويات الفرعية فهي التي جلبت لنا ولبلادنا كل هذه الويلات والمآسي والاقتتال بين الاخوة ... ولنؤكد تمسكنا – فعليا - بشعارنا الذي رفعناه جميعا في ساحة التحرير وفي كل المحافظات في شباط – 2011 – أن كلا ... كلا للطائفية و - أخوان سنة وشيعة – هذا الوطن ما نبيعة – وليكن اختيارنا من منطلق الهوية الوطنية العراقية الاصيلة ، من أي دين كان أو طائفة أو مذهب أو قومية أو عشيرة ... صدق الوطنية والتأريخ والاخلاص والكفاءة والنزاهة تلك هي المعايير التي ينبغي ويجب الانتخاب في ضوءها ... وليس أية معايير أخرى ... فلا تجعلوا المتخلفين المتصارعين يتحكمون بمصائركم .



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة
- السوفان ...!!
- سوق التنكجبة السياسي
- مسرحية وأدوار
- السياسة بين الامس ... واليوم
- ذكرى مأثرة نفق سجن الحلة عام 1967
- وماذا بعد
- حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي
- الموت في الحياة-4-
- سياسة ..ام ارتزاق ؟
- الموت في الحياة -5- الآخيرة
- الموت في الحياة -3-
- الموت في الحياة -2-
- الموت في الحياة 1
- مغالطات الحجي
- وضوح ما بعده من وضوح
- ناموا لا تستيقضوا 000 !!
- رب البيت
- الدين ... والسياسة – 2 –
- الدين ... والسياسة


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - قمة التخلف