أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد علي عوض - الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانون














المزيد.....

الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانون


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 20:18
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في إحدى المرّات كنتُ أتابع فلماً على شاشة التلفزيون، يبيّن ذلك الفلم كيف أنّ الإنسان في مجاهيل أفريقيا يحاول التغلّب على قساوة الطبيعة الجغرافية من أجل بقائه على قيد الحياة، حيث يُظهِر رجلاً يقطن منطقةً تخلو من المياه لكن تكثر فيها القرود. فكّرَ ذلك الإنسان البدائي بقطف ثمار طبيعية من الأشجار المحيطة به، تشابه تلك الثمار فاكهة المانگو بحجمها، ثمَّ قام بشطر كل واحدة منها الى نصفين، واضعاً في وسطها كميات كثيرة من الملح و وضعها في المكان الذي تتردّد عليه القرود حسب تقديره. عندما عثرَ أحد القرود على تلك الثمار، أخذَ يأكلها بشراهة ثمّ بعد فترة وجيزة شعرَ بالعطش!. هروَلَ القرد بحثاً عن الماء وكان الرجل يركض وراءه الى حين وصوله ودخوله الى كهف، عندما دخل الرجل الكهف وجَدَ بركة ماء والقرد ينهل منها !! نعم إنَّ الحاجة أم الإختراع. لايخفى على أحد أنّ المياه هي أحد عناصر ديمومة كل ما هو حي على الأرض لكونها تمثّل العامل الرئيس في توفير الأمن الغذائي، لكن عندما يصبح توافرها أكثرمن الحاجة وتتعدى كمياتها المعيار الطبيعي، حينذاك تتحول الى نقمة لأحد سببَين _ عدم تناسب القدرات المتوفرة لدى الإنسان والتي هي أقل بكثير من تأثير حجم الكوارث الطبيعية المدمّرة – كالأعاصير والزلازل والفيضانات ، أو اللامبالاة والجهل والإستخفاف بالطبيعة والإنسان من قِبَل الجهات المسؤولة. والسبب الثاني – ما شاء الله – هو المستفحل والمعشعِش في عراق الفساد المُباح، بسبب تبوّء أميّين وفاسدين لإدارة مفاصل الدولة، الذين جاء بهم قانون إنتخابات ممسوخ غير عادل، فَهَلْ سيعودون مرةً أخرى الى مواقعهم في الإنتخابات القادمة!؟.
بالأمس غرَقت شوارع بغداد وبابل و واسط ومدن أخرى بالمياه بسبب غزارة الأمطار، وهذا مردّه عدم قيام البلديات بإعداد وتهيئة المجاري لفصل الشتاء. إنّ حال سكان المدن هي أهوَن وأفضل بكثير من أولئك الفقراء القاطنين في القرى النائية التي فيها يسير تلاميذ المدارس عدة كيلومترات بطُرق موحِلة بالطين والمستنقعات لغرض الوصول الى مدارسهم الطينية... أية ضمائر حية تلك تبني البلد وتراعي حقوق الإنسان فيه!!.
الشيء بالشيء يُذكَر – تحديداً قبل عام وفي مثل هذه الأيام ،أعياد الميلاد، أظهرَتْ الفضائية الروسية بعض القرى في ريف موسكو كانت تعاني من إنقطاع التيار الكهربائي بسبب الأمطار الثلجية التي أدَّت الى قطع الأسلاك الكهربائية وبالتالي إنقطاع التيار الكهربائي في ظل درجات حرارة 20 تحت الصفر، فما كان من رئيس الوزراء حينذاك – فلاديمير پوتين – إلاّ أن إجتمعَ مع محافظ ريف موسكو والطاقم الذي معه وأمرَهم بالخروج من مكتبه فوراً الى العراء وتحت الصقيع وأنْ يقضوا ليلة رأس السنة 31/12 مع العمّال لحين إعادة التيار الكهربائي، وكان يجري نقل تلفزيوني حي لذلك اللقاء. إنّ مجالس محافظات المدن الروسية منتخَبَة من الشعب، لكن الدستور الروسي يمنح رئيس السلطة التنفيذية صلاحية محاسبة رؤساء الأقاليم ومجالس المحافظات وطردهم وإحالتهم الى القضاء إنْ شابَت سلوكياتهم شبهات الفساد وإستبدالهم بآخرين. الدستور العراقي – المهَلهل – يفتقد الى هذه النقطة، ولذلك يبقى أعضاء مجالس محافظاتنا والإقليم متربّعون على عروشهم آمنين مطمئنّين لأنّ السلطة التنفيذية الإتحادية لاتستطيع محاسبتهم أو تغييرهم. عندما يُمنَح رئيس السلطة التنفيذية صلاحيات المحاسبة والرقابة والمتابعة وإتخاذ القرارات المناسبة لمعالجة كل ماهو سلبي، فهذا لايعني أنْ نصنع منه دكتاتوراً، بَلْ الهدف من وراء ذلك هو ترسيخ دكتاتورية القانون التي يجب أنْ يخضع لها الجميع.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها
- قانون الإنتخابات والملحق الجزائي !
- حذّرنا من الوصفات الجاهزة ...!
- فوضى الإدارة اللاعلمية للتنمية المستدامة
- بكتيريا الفساد لا تفرز أنزيمات البناء !
- الأوليغارشية .. وصوَرها في العراق
- السياسة الإقتصادية والنهج الوطني
- التيار الديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- التيارالديمقراطي ... قبل فوات الأوان !
- مؤتمرمعهد الإصلاح الإقتصادي العراقي وما تمّخضَ عنه
- الشطري جزء من شارع المتنبي
- أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد علي عوض - الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانون