أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - التربية و التعليم في المغرب














المزيد.....

التربية و التعليم في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تاريخ التعليم المغربي,الكثير من اللحظات التاريخية,المشرقة من حيث العطاءات والمساهمات الفكرية وحتى العلمية,سرعان ما يتم نسيانها في حمأة الصراعات وكثرة الإجراءات التي اعتمدت لتحديد المشاكل قبل مباشرة الإصلاحات المقترحة من طرف وزارة التعليم والتربية,والحقيقة أن تلك الإشراقات التي تبدو مدوية مقارنة مع ما يعيشه نظام التربية والتعليم,لم تكن بسبب فعالية التعليم وحده,ولا جدية رجالاته وإداراته التربوية بشكل عام,بل هناك عوامل أخرى,تجاهلها,حتما يؤثر على عملية تحديد المعيقات وكذا حتى الإجراءات المقترحة للنهوض بالعملية التربوية التعليمية,فما هي هذه العوامل المتجاهلة,وما مدى تأثيرها على فعالية النظام التعليمي؟؟؟
1فعالية الأسرة
كانت الأسر المغربية,بفعل تعطشها للمعرفة وحاجتها إليها,محركا أساسيا لتعليم الصغار,فحتى الأسر الفقيرة كانت تضحي بدخلها من أجل تلبية حاجيات المتعلمين,ويتساوى في ذلك الأب و الأم,ويشترك الأعمام والخالات,فيشعر التلميذ أنه المعبر عن رغبات أسرة بامتداداتها الكبيرة,وهنا تشتد التنافسية بين أبناء الأسرة الواحدة وحتى باقي الأسر الأخرى,وقد كانت للأسرة هيبتها ورقابتها العامة على السلكات الفردية,ومعاقبة الماسين من أبنائها بقيم الجماعة,المدنية وحتى القروية التي حضرت داخل المدينة وتكيفت معها,بل صارت حاثا على التنافس بين مختلف الإنتماءات بما فيها القبلية نفسها,وبذلك,فقد كان الحافز مزدوجا,الأخلاقي,فالمتعلم يستشار وينصت لاقتراحاته,وهو محاسب الأسرة والمدقق في ماليتها وكل خطوات التغيير التي تريد الإقدام عليها,أما الحافز الثاني,فقد كان ماديا,و يتمثل في كون الشهادات,كانت مدخلا لتحسين الموقع الإجتماعي,و تحصيل دخل لفرد من أفراد الأسرة,يساعد به الباقين على تحصيل الشهادات أو الإستثمار في المجالات التجارية,التي كانت مفتوحة نسبيا في القرن الماضي,وأخذت تضيق مع السياسات الحكومية التي عرفت بسياسة التقويم الهيكلي,الذي من تبعاته الحد من التوظيفات.
2هيبة مؤسسات التعليم
كانت المؤسسة التعليمية,بناية محترمة جدا,ومحمية في الوقت نفسه من سكان الحي والقرية التي توجد بها,وكل تطاول عليها,يعتبر مسا خطيرا بسياسة الدولة,وهنا كانت مؤسسات التعليم بمثابة حرم معرفي وعلمي,أخلاقيا الإقتراب منه يثير نقمة الحي والدوار والقبيلة,فتلك خدمة اجتماعية ينبغي تأمينها والدفاع عنها إن اقتضى الأمر ذلك,و التلاميذ كانوا يدركون ه الحقائق ويتعاملون معها,
وتشكل الأسرة سلطة داعمة للتربية,إيمانا أو حتى في حالات أخرى خوفا,من المؤسسات الأخرى,الممثلة لسيادة الدولة,وبذلك كانت مؤسسات التربية والتعليم مدعومة أخلاقيا وماديا,مما أهلها لاكتساب هيبة رمزية و مادية,سهلت عليهاتخليق التلميذ بما يلزم للتعلم,من انضباط واحترام لمواعيد الدراسة و توقير لرجالات التعليم والإدارة التربوية,مع احترام المؤسسات لمنطق التنافس بين التلاميذ,بدون إجحاف,إلا في حالات نادرة.
3ندرة التعليم الخصوصي
كان ينظر للتعليم الخصوصي,كمؤسسات لإعادة تعليم الفاشلين,أو خطوة استدراكية لمن فاتهم الركب,و عجزوا عن مسايرة العملية التعليمية السؤيعة للتعليم العمومي,بحيث كان التلميذ يدرك,حتى قبل ظهور التكوين المهني,أن مآله سوف يظل معلقا إن خسر فرصة النجاح في التعليم العمومي,فالأسرة كانت لها وسائلها العقابية للفاشلين,الذين تحرمهم من كل الإمتيازات التي كانت لهم عندما كانوا تلاميذ,مما يضطر التلاميذ لبذل مجهودات مضاعفة,للإستمرار في أسلاك التعلم العمومي والتفكير في الحصول على أعلى الشهادات,بعيدا عن اختيارات أخرى ,سوف يفتحها التعليم الخصوصي وتدافع عنها الدولة نفسها,التي تعاملت فيما بعد مع التعليم تعاملا أمنيا,كما فعلت في الكثير من القضايا الأخرى.
خلاصات
إن تجاهل هذه الحوافز,حول الكثير من مشاكل التعليم بالمغرب,إلى عوائق تقنية,إن صح بعضها,فلا يجوز لأن يحجب قضايا أخرى,يتم تجاهلها,لأنها في نظر وزراء التعليم بعيدة عن مجال تدخلاتهم,وهنا تصير الأجوبة تقنية محدودة في تصورها للأجوبة,والحقيقة أن علاج التعليم ينبغي أن يكون اختيارا حضاريا للمجتمع برمته وكل مؤسسات الدولة,وأن تعطاهالأولوية في جل الإختيارات التي تقدم عليها الدولة,لتحوله إلى موضوح جوهري في كل السياسات الحكومية,كيفما كانت تركيباتها السياسية,وبعيدا عن المزايدات الحزبية وصراعات السياسيين لتسجيل نقاط على حساب غيرهم في المعارض أو الحكومة.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - التربية و التعليم في المغرب