أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنا مراقب جدا















المزيد.....

أنا مراقب جدا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 22:34
المحور: حقوق الانسان
    


هنالك من الناس الذين يريدون أن يعيشوا على حساب أخطائي وعثراتي وزلات لساني وهذا بالنسبة للأغلبية مصدر دخل إضافي يعوضهم عن دعم المحروقات أو كابونات حليب الأطفال وهنالك من الناس الذين اعتادوا فعلا على توجيه الإساءة لي من أجل أن يزداد نفوذهم ليجدوا مقعدا لهم ضمن مقاعد الدولة وهنالك من يريد أن يدخل الجنة على حساب دمي وليس من بينهم من يريد أن يدخل الجنة بسبب الإحسان لي فكلهم من الغريب جدا أنهم يريدون دخول الجنة على حساب الإساءة لشخصي الطيب المسكين الدرويش علما أنه لم يوجه أي إنسان في يومٍ من الأيام أي إساءة لي إلا والله يقف لهم بالمرصاد ولم يؤذنٍ أحدٌ إلا وتسبب الله له بالأذى فأنا أشعرُ بأنني قريب من الله والله قريب مني لأنني شخصية طيبة ومهذبة وخجولة وحظيت بأصدقاء طيبون مثلكم ,فأنا رجل بسيط جدا وأعيش على بركة المحسنين لي من أمثالكم وأنا رجل لا أستطيع أن أغضب أو أزعل من أي إنسان وأحب كل الناس وقلبي ممتلئ بالحب وبالمحبة لدرجة أنني لا أجد في قلبي ذرة حقدٍ على أحد لدرجة أنني أحب الأشرار الذين يسيئون إليّ ولا أستطيع أن أكره منهم أحدا وأحب القريب والبعيد ومما يزعجني أنني مراقب جدا من قبل مخلوقات مفترسة تنتظر مني غلطة واحدة ليزجوا بي في السجن وهذا مما دفعني في الآونة الأخيرة من تقليل حدة التوتر بيني وبين القارئ وبين من أتوجه إليه بالنقد.

كل خطوة من خطواتي التي أخطوها محسوبة عليّ ومراقبة من قِبل كل الناس... أصبحت الحياة بالنسبة لي أحيانا مملة جدا وفي أغلب الأحيان محفوفة بالمخاطر فكل الناس في البيت وفي الشارع وفي المناسبات العائلية يراقبون تصرفاتي وينتظرون من لساني أن يزل بأي زلةٍ وكل كلمة وكل حرف أنطقه محسوب هو أيضا عليّ وهذا ما يدفعني في هذه الأيام إلى مراجعة أي كلمة أريد أن أتفوه فيها قبل أن تخرج من فوهة فمي ويتحتمُ ذلك عليّ أيضا بأن أدرس بشكلٍ جيد أي خطوةٍ أريد أن أخطوها قبل أن أقف على ساقيّ,وهذا يتطلب مني أن أحمل ميزانا إلكترونيا أزن فيه كلماتي وحروفي قبل أن تخرج خارج الدكان لأنني أصبحت أشعر بنفسي وكأنني أبيع الكلمات وأشتريها على الميزان, حتى حركات أطرافي العليا هي أيضا مراقبة فكيفما أحركُ يداي أشعرُ بأن هنالك من يراقبها,إن الرقابة عليّ أصبحت هواية بعض الناس الذين وضعوني في هذه الأيام تحت المجهر وكل ذلك بسبب جريمة التفكير فأنا أفكر إذاً أنا مراقب,وأنا أعتقد إذاً أنا مراقب وأنا أكتب إذا أنا مراقب وأنا أمشي إذا هنالك أرجل أخرى تمشي خلفي ومما يريحني جدا بعض الذين يقولون عني بأنني مجنون رسميا فأعترف أمامهم بالجنون دون أن أتظاهر به مظاهرة فأنا لا أحتاج إلى شهود لكي يشهدوا على جنوني لأن مئات المقالات التي كتبتها تشهد بأني مجنون رسمي ومشطوب وخالع ومهبول وليس عليه أي عتب أو مرفوع عني القلم مثلي مثل أي معتوه يمشي في الشارع بثياب مقطعة ومتهرئة ولكن هنالك من لا يصدق بأنني مجنون حين يستمع إلى ما أقوله ولكنه فورا يعود ويعدل عن هذا القرار حين يقرأ لي,وهنالك من يقول بأنني شيعي وهنالك من يقول بأنني شيوعي وهنالك من يقول بأنني ماسوني أو ماسوشي أو نرجسي, لقد كاد عقلي أن يطير من رأسي فلماذا أنا الوحيد المراقب بسبب جرأتي أو فصاحتي؟ولماذا أنا الوحيد المغسول دماغه كما يقولون أوليس من الأفضل أن يراقبوا غسيل الأموال؟ آهٍ منك يا بلدي.. وكنت قبل ذلك أتفوه بكثيرٍ من الكلام دون أن يحاسبني الناس على كلامي ولكن شهرتي في عالم الكتابة عملت على ازدياد المعارضين لي وجلهم من الحساد والمغتاظين من كتاباتي مهما كان شكلها أو لونها،وليتهم من المثقفين الذين يفقهون في العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والفلسفة والآداب، وأحيانا أسكتُ في المناسبات العائلية عن الكلام وعن الخوض في النقاشات ولكن بعض الناس تصرُ جدا على تحريك لساني ويستفزونني بكلامهم لكي أتكلم رغم أنني أفضل في أغلب الأحيان أن أكون أخرسا وأطرشا أبكما وأكتماً.

و لو ذكر أي شخص أمامي أسم (محمد) ولم أقل وراءه(صلى الله عليه وسلم) فإنه فورا يتهمني بالردة وأحيانا بالشيوعية فسمعتي بالنسبة للمجتمع الذي أعيش به أصبحت للأغلبية سيئة جدا وكل هذا بفضل الإنترنت الذي غزى كل البيوت في مجتمعنا فكل الناس اليوم تقرأ كتاباتي وكل الناس عندهم مشكلة كبيرة وهي تفسيرهم لكتاباتي فأنا مثلا لا أعتبر كتاباتي من النوع الخطير ولكن الذي يجعل منها كتاباتٍ خطيرةٍ هي كثرة الشروحات والتفسيرات والاجتهادات التي يجتهدها المجتهدون,وحتى إن ذكر أحدهم أمامي أسم محمدٍ ورددت عليه بقولي(اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد) فإنه فورا إما أن يرمقني بنظرةٍ غريبةٍ عني وإما أن يقول لي: هل أنت مقتنعٌ بما تقول......قل لي؟ فالناس في هذه الأيام يراقبون كل تصرفاتي وحركاتي وحتى إذا وقفت مع جموع المصلين وصليت معهم فإنهم يرتابون من منظري وأنا واقفٌ معهم, واليوم في ساعة الظهيرة انقطع التلفزيون عن البث لنقل آذان الظهر مباشرة وكان الصوت طبعا عاليا جدا فأردتُ خفض الصوت قليلا فقال لي أحد الجلوس (شو متضايق من صوت الآذان؟)...لو كانت أغنية لعبد الحليم لَما رأيناك تخفض الصوت, فقلت له: لا ولكن الصوت عالٍ جدا ونحن نتكلم مع بعضنا ولم أعد أسمع ما تقوله أنت حتى صوتي نفسه لم أعد أنا شخصيا قادرا على سماعه,وحتى لا تزعل مني يا صديقي وعلى شان خاطرك..أها..أها.. سأرفع للصوت على الآخر,وفعلا رفعته جدا, فقال: يعني إنت أبتوخذ فينا على قد عقولنا؟,فقلت له: لا حول ولا قوة إلا بالله يا رجل,بعدين معاكوا والله حيرتوني فيكوا يا ناس, يعني إذا حاولت تخفيض الصوت تتهمونني بأنني لا أريد سماع صوت الآذان وإذا ما رفعت للصوت تعتبرونني مستهزئا, وإذا ذكرتم اسم محمد وقلت خلفكم(صلى الله عليه وسلم) تعتبرونني غير مقتنع أو منافق أو دجال, والله حيرتوني ما أنا عارف شو بدي أقول.

حياتي أصبحت مصدر قلق وقلمي من الظاهر أنه أصبح بندقية موجهة ضدي,أريد الخروج من هذا المأزق وأريد أن أعود إلى سابق عهدي أيام كنت أتكلم ولا أحد يراقب كلماتي وأيام كنت أرسل بعيوني أنى شئت دون أن أجد عينا أخرى تراقبني, مللت جدا والخوف يملئ قلبي وصدري وأنا قلقٌ جدا على بيتي وأولادي,بيتي الذي بنيته بالجوع وبالتعب وبالعرق وبالكفاح وبالنضال من أجل توفير لقمة الخبز, الناس في هذه الأيام لا يتركوني بحالي ولا يرحموني ولا يدعون رحمة الله تنزلُ عليّ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة معايدة
- إنهاء الصراع بين الدولة والدين
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أنا مراقب جدا