أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رسالة من السماء














المزيد.....

رسالة من السماء


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


ما يحدث تعبير عن روح الإنسان التي لم تر النور طوال الزمان، روح ظلت حبيسة بين جدران الصمت طوال تلك السنوات، فلم تستطع حتى أن تطل برأسها خوفا من عقاب أليم يترصدها أو حجارة طائرة تقصم ظهر من حاول صدها ولو على سبيل المداعبة.
إن ما يحدث لا يعدو إلا أن يكون صيحة في بئر لا قاع لها، أو زوبعة في فنجان منكسر أو جعجعة تصدر من آلة طحن دقيقة، لا يمكن للعالم أن يستمر على هذه الوتيرة من الفجع والآلام، لا بد من السكون والهدوء والاطمئنان، الجميع يصرخ في وجه الفوضى، الشيخ الكبير يئن وأناته عبر البحار والمحيطات والمرأة صرخت وصرخاتها هدت الجبال واخترقت جدار الصوت، والمجاهد لا يرى إلا السلاح سبيلا والطفل في عيونه الألم مما يجري على الساحة، تصوير له معنى في الحياة الكئيبة المليئة بالفواجع والقواصم التي تقصم كل يوم ظهر الإعلام بمختلف وسائله النظيفة والقذرة.
لا يمكن أن تستمر هذه الحال التي طافت على الملأ المشحون بالحرية والكرامة، والداعي إلى الأمن والريادة، لا يمكن للسير أن يقف، الكل في موقعه ينادي أنا الحرية أنا الأمل أنا الإقدام نحو باحة من الحرية والسلام المنشود، إن ما يجري في سوريا اليوم وفي غيرها من البلدان لا يمثل الحرية بأي حال من الأحوال، الحرية أسمى من أن يتفوه بها أشباه الرجال على شاشات التلفاز ويدعون أنهم يحافظون على الوطن ومكتسباته، فو الله ألف مرة إنهم لا يريدون إلا كراسي بالية عفا عليها الزمن ولم تعد تستقبلهم بالأحضان كما كانوا يظنون، إنهم يحلمون، إنهم آكلو لحوم البشر يتاجرون بلحم الإنسان الذي أصبح رخيصا مثل جلد حيوان يرمى في قمامات هنا وهناك ولا يبالي به إلا إذا خرجت منه رائحة نتنة عبرت الأجواء وتحسستها الأنوف في جو السماء.
غليان وثورة في النفس أقرب للواقع من أي ثورة تصورها وسائل الإعلام هنا وهناك، هذه الوسائل القذرة التي لم تعد تحترم الإنسان وتصور أشلاء الإنسان ولا تحترم إنسانيته ولا بشريته ولا من خلقه في هذه الأرض الطيبة، أرض السلام، أرض أبينا آدم عليه السلام ومن بعده من الرسل الكرام، جاؤوا لينشروا رسالة الإسلام فوجدوا وحوشا كاسرة ترفض أن تعيش بسلام وتريد أن تعيش في حروب ودمار وخراب فاحتلت الأرض ردحا من الزمان باعوها واستغلوها في فحش ورذائل وفساد وما زال أتباعهم ينهبون ما خبأته الأرض لسنوات، ما زالوا ينثرون ورودهم القبيحة على الضفاف وفي كل مكان لاهثون وراء سراب ليس له حدود غير السماوات والأرض، إنهم لا أيمان لهم يتيهون بلا هدف ولا مجال يذكرون فيه ما تعب من أجله الأجداد.
العالم مظلم كليل بهيم في ظلمة سوداء تجوبه غمامة سوداء لا أثر لها بعد حين، غمامة أبت إلا أن تقول للعالم احذروا أن الفناء قادم لا محالة من السماء وأن العيش في الدنيا مؤقت بلا رئاسات وما يحدث في الدنيا الكئيبة من صور مفزعة وأخرى مرعبة وأخرى مركّبة وأخرى ظنت أن الدنيا لها ليس لها أساس من الحياة، تلك الروح التي بثها الله عز وجل في الإنسان وجعل لها تركيبة خاصة لم يفقهها إلا العلماء الذين تقربوا لله واقتربوا من الله وعلموا أن الحياة نواميس تضيء ليلا وتختفي نهارا لا يراها إلا من أوتي في قلبه علما وحكمة وتواضعا في خُلق لم تشهده عباب الإنس والجان، علماء أقرب إلى النجوم في السماء، هم أصحاب رسول الله في الدنيا والآخرة، تشرفوا بلقائه في عنان السماء ملوحين للبشر أن يتبعوهم ولكن الناس في غفلة من أمرهم فظلوا واتبعوا أهواءهم فعمّ اليأس والإحباط والقنوط والإكراه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.
اعلموا أن الحياة كره وحق، وأن الموت ليس ناموسا من خلق الإنسان بل هو قهر من الله على العباد، جعلهم ضعفاء وفي توق شديد للقاء عبر صلوات وعبادات وذكر يختلج القلوب فيحدث هزة ترتفع بشوقها إلى السموات العلا فتكتب في صحائف نلقاها منشورة يوم القيام.
اهدأ أيها العالم، لا تفر فور الماء الساخن شديد الغليان، اهدأ واجنح للسلام فإنه المخرج الوحيد نحو الأمل والضوء الخافت نحو بر الأمان، نراه من بعيد ونسرع الخطى نحوه ونترك وراءنا المآسي والمذابح والفوضى الخلاقة كما قالت كوندليزا رايس عليها لعنة الله.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟
- رفقا بالزوجات
- جامعة الدول العربية في موت سريري
- لماذا تطالب المرأة بالمساواة؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - رسالة من السماء