أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - إنهاء الصراع بين الدولة والدين














المزيد.....

إنهاء الصراع بين الدولة والدين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من منطلق مفهوم الفيلسوف(إسبيونزا) عن العلمانية بأن الدولة دائما بحاجةٍ ماسةٍ إلى التطوير والدين دائما في حالة جمود.

يقال: إن العقل لم يكسب يوما معركة ضد الدين وبأن الدين لم يخسر يوما معركة قادها ضد العقل/وبرغم ذلك بقي الصراع مستمرا بين الدين والدولة إلى أن جاءت العلمانية ففصلت بين أطراف النزاع ورضي كل طرفٍ بنصيبه من الدنيا فانفصلت الدولة عن الدين وانفصل الدين عن الدولة ولم يمت الدين لتعيش الدولة ولم تمت الدولة ليعيش الدين والكل ما زال على قيد الحياة وبصحة جيدة جدا, وقصة فصل الدين عن الدولة ليس فيها أي تشاؤم بل فيها حل لكل أطراف النزاع فالدولة مثلا تريد تطوير نفسها وتطوير قدراتها وكفاءتها وهذا ما تحتاجه الدولة في كل يوم وكل شهر وكل عام أما الدين فإنه من النادر جدا أن يحتاج إلى تطوير نفسه في كل شهر وفي كل عام وحتى الآن لا توجد ديانة على وجه الأرض طورت نفسها في كل عام مرة واحدة ولا حتى كل 100 عام إلا ما ندر جدا وبصورة ضئيلة وهذا إن حدث فإنه يحدث كل 100عام أوكل 500 عام مرة واحدة وتنزف كثيرٌ من الدماء من أجل تطوير الدين شيئا قليلا ويدفع السياسيون والمثقفون حياتهم وعمرهم وأعمار أولادهم وترمل النساء وتتيتم الأطفال وتثكل الحزانى وتعم المآسي والجراح في كل مرة يتطور فيها الدين ولو شيئا نسبيا, طبعا والويلات والمصائب تحدث جراء كل ذلك,وبهذا لا تستطيع الدولة ولا المواطن الذي يشعر بالحاجة إلى التطوير بأن يبقى منتظرا مدة 100عام لكي يستفيد من أي حركة تطورية ويرفض الإنسان العاقل إراقة الدماء على أرض الواقع من أجل تطوير دينه أو مذهبه الديني ويعيش الإنسان إذا بقي على هذه الحال ويموت وهو ما زال يحلم بالتغيير ولا تستطيع الدولة أن تنتظر مدة 500 عام ليتطور الدين حتى تنفذ سياسة معينة تعود بالنفع وبالفائدة عليها وعلى الفرد والمجتمع ككل,وفي الحقيقة هذا ما تعاني منه الدول العربية هي والمواطن فالمواطن في الدول العربية متضرر جدا نتيجة تبني الدولة للدين ولا تستطيع الدولة أن تنزل عند رغبات الفرد لترضيه على حساب الدين الذي من الصعوبة بمكان أن يطور نفسه والدين عندنا ليس سهلا بل هو أقوى من الدولة ومن الملوك والرؤساء لذلك الحل الأسلم هو فصل السلطتين(الزمنية والروحية) وكفا الله المؤمنين شر القتال وحتى لا يموت الدين نهائيا يجب عليه أن يبتعد عن السلطة وحتى تعيش السلطة يجب عليها أن تبتعد عن الدين بدل قتل الدين وللأفراد في الحكومة حرية الاعتقاد بالدين وبأن يصلوا ويتعبدوا شريطة أن لا يكون الدين جزء من الدولة وعلى رأي المثل(لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم) و(دقه على الحافر ودقه على المسمار) يعني يجب أن تكون الأمور بين بين.

حتى يطور الدين نفسه يجب أن ننتظر مدة 100 عام أو 500 عام ولكن الدولة تستطيع تطوير نفسها بين ليلة وضحاها والدين من الصعب جدا أن يقبل بالتطوير لذلك ليبقى الدين على الضفة الأخرى المقابلة للدولة وكما يقال(صباح الخير يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي) فإن طور نفسه كان به وأهلا وسهلا به وإن لم يقبل بأن يطور نفسه فهذا شأنه وبرضه نقول له(أهلا وسهلا) ولن نتدخل به كدولة علمانية تحترم حرية الأديان وحرية الاعتقادات وعلى هذا الأساس تكون العلمانية أو يكون هذا الأنموذج هو الأنموذج الأمثل للدولة العلمانية ومبروك على الدين من يعتنقه ويخلص إليه ولكن شريطة أن لا تتبنى الدولة دينا معينا لها أو أن تنحاز إدارتها إلى دين آخر على حساب دين آخر أو الوقوف مع الأغلبية الدينية ضد الأقليات الدينية وكل الأقليات الدينية لها دينها الذي تريد أن تلبس جبته وليس لأحدٍ سلطة على أفراد المجتمع من الدولة فالدين كله لله والوطن للجميع وكل الناس تعيش تحت سقف وحماية الدولة ضمن أسس وقوانين وقواعد وتشريعات مدنية حديثة تكفل للجميع حرية التنقل من ديانة إلى أخرى ومن مذهبٍ إلى مذهب آخر وعدم إطلاق شعارات مسيئة للأديان أو مناهضة للأديان الأخرى أو للأفراد الذين يعتنقونها.

والدين دائما مهما تطور يعتبر عائقا في طريق نمو الدولة التي تريد تطوير نفسها وإذا بقي الدين مصرا على الالتصاق بالدولة أو إذا أصرت دولة ما على اتخاذ أحد الأديان دينا رسميا لها فهذا يعني أنها لن تستطيع تطوير نفسها وتحويل المجتمع من مجتمع صيادين أو مزارعين أو رعويين إلى مجتمع مدني قائم على تلقي الخدمات من المؤسسات الحديثة التي تكفل للإنسان حريته وكرامته الشخصية وممارسة حقوقه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ليس وحده الذي يعرف الحلال والحرام والخير والشر
- الثورة لا تحدث إلا في الدول المتخلفة
- الفرق بين المسلم والملحد
- خمسة مبادئ أمريكية ثورية
- الحمير تعرف أصحابها
- أمي
- الثورة الحقيقية
- الانتحار
- كيف يشاركني الشيطان طعامي!
- ماذا يوجد وراء الحراك الأردني؟
- يا سيد الدمار
- مشكلة تغيير النظام الاجتماعي
- كل الناس موعوده
- مدمن على البكاء
- العامل الحرامي والعامل الأمين
- النوم هو الحل
- الثورة البيضاء
- نقابة المعلمين الأردنية والخسارة الكبرى
- المظاهرات في الأردن
- موعود بحياة سعيدة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - إنهاء الصراع بين الدولة والدين