أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزقزوق - في جَلسة تَحضير الأرواح














المزيد.....

في جَلسة تَحضير الأرواح


محمد الزقزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


قَرأت فيما يَقرأ المُتفَلسِفون والمَجانين , أن ثَمةَ جَسدان يَتكون مِنها الإنسان أما الأول فهو الجسد المادي الذي نراه ونلمسه في حياتنا اليومية , والثاني الجسد الروحي أو الأثيري وهذا الجسد كالهواء لا يمكن لمسه ولا رؤيتهُ ولا يُمكن له أن يَتصل بِالعالم المادي الذي نعيش فيه , إلا عن طريق الوسطاء الروحين والوسيط الروحي هو إنسان مُزود بِموهبة خاصة حيثُ يُفرِز جَسدهُ مادة خاصة تُسمي ( الأوكتوبلازم) هذه المادة يُمكن لِلروح من خِلالها أن تَتَجسد وتَتَكلم ويَحدث نَتيجةً لِذلك مجموعة من الظَواهر الروحية .

يَبدو الأمر غَريباً وغير مَنطقي , على الرغم من وجودهُ فِعلاً في مناطق مُتعددة من العالم , لكنَ بِغض النظر عن حدوث ذلك الشيء من عدمه , فمنذ قراءتي لهذا الشئ ظلَ سُؤالٌ واحدٌ يدور في رأسي دون أن يَتوقف .
ماذا لو تَمكَنتُ فِعلاً من الجلوس في جلسة تحضير الأرواح ؟ تُرى أي من الأرواح يُمكن استِدعائها وما هي الأسئلة التي سأوجِهها لها ؟ وكَيفَ سَيكون الحوار بيننا ؟.

يبدو الأمر مختلفاً ومُمتعاً جلسة واحدة فقط تُمَكِنك منَ الحديث مع شخصيات ماتت حديثا قَبلَ أن تَتًمكن من الحديث معها ربما لانشغالها أو بُعدها الجُغرافي أو مَكانتها الخاصة أو ربما شخصيات ماتت قبلَ مئات أو آلاف السَنوات , شَخصيات تاريخية فأنت تَستَطيع مثلا الحديث إلى صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر بيبرس أو أبو العباس السفاح , أو عنترة بن شداد , تَستطيع أن تُجريَ حواراً مع مشاهير الفن والأدب والرياضية بَعدَ مًوتهم لِأنكَ لن تَستطيع طَبعا سؤال هذه الشَخصيات في حياتها مهما كانت الظروف , إذن أنت الان ومن خلال جلسة تحضير ارواح واحدة لا تُكَلفك شئ تَستطيع الحديث مع اى الشخصيات التى تريد الحديث معها مهما علا شأنها أو قل , فعالم الأرواح لا يَعترف بِألقاب ولا مَناصب فلا شئ من مادة العالم المادي تَعنيه هنا الجَميع سواسية لا فرق بينهم على الإطلاق .

حسناً لِأفترض الآن أني في خِضم جلسة تحضير أرواح أي الأرواح من الممكن استدعائها وأجراء الحوار معها , لا أخفيكم سراً أن عدداً كبيراً منَ الشَخصيات التي أطوقُ الى الحديث معها تَواردت الى رأسي , حاولت استِجماع هدوئي والتَفكير بِشكل جيد لأتمكن من الاختيار السليم والدقيق , شطبتُ من دائرةِ الاحتمال عدداً كبيراً من الشَخصيات التي لم أريد إرهاقها بِطرح أسئلة أخري عليها بعد موتها فَصلاً عن الأسئلة التى كانت تَنهال عليها في حياتها , ثم بعد اختيار دقيق أستقرَ اختياري على ثلاثة شخصيات فقط .

أما الأولى فهي شخصية عائلية فَقدتها مُنذ كُنت صغيراً ولم أتمكن من الحديث معها حديثاً كافياً , سَمعتُ عنها الكثير وتَوارد لي عنها كماً لا بأس به من المعلومات إلى أني أردت أن اتحدثَ أليها وجاً لوجه أو بِالاحري جسداً لِروح , هي شخصية جدي رحمهُ الله رحمة واسعة وأسكَنه مُتسع جِنانهُ وأقر عينهُ برؤيتهُ وسقاه من كوثره إذن الحديث الأول سيكون مع جدي وسيكون حديثاً من طرفاً واحداً من طرف الجسد لن تَتَكلم الروح في هذا السرد الطائش .

السلامُ عليكَ يا جدي الجميل . كم تَمرُ الأعوام بَعدك مُنتَكِسات وكأنكَ نَزعتَ من حياتنا ملحها بَعد رحيلك , أحبكَ جداً ومشتاقُ لرؤيتك تُشغل سيجارتك وتشرب قهوتك وألهو تحت قدميك طِفلاَ لا يُزعجُهُ ضَجيج المدينة وصراخ ساكِنيها و تجرني بِعكازكَ لِتطير الفراشات فوق رأسي فرحاً بهذا الإجلال الكبير , أود أعلامك أن الجميعَ بِخير كبروا جميعاَ يا جدي تَغيرت ملامِحهم وألهتهم المدينة وأزعجهم ضجيجها لكنهم ما زالوا يُتِموا طُقوسَ الشتاء كما كُنت تُتِمها أما جدتي فلا زالت جميلة تَستحق تَضحياتك البطولية لأجلها على الرغم من بعض الشيبات التى غزت شعرها على حين غفلة أحبكَ جداً وسلامي لروحك الطاهرة .

أما الشخصية الثانية التي قررت أن تَكون ضيفتي في جلسة تحضير الأرواح فهي شخصية أدبية تَأثرتُ بها إلى حد جَعلني أكتب بِقلمها أحيانا دون أن ادري ولعل بعض القراء ممن يَعرفونني قد عرفوها هي شخصية درويش

محمود درويش أولا أسف للإزعاج ربما يكون مزاجك الان غير مستعد لسماع ثرثرتي ولكن يا شاعري الجميل هذه فرصة لن أضيعها أبداً , سلامٌ عليك أو عليكَ السلام تحية الشعر والكلمة وبعد .

سيدي أودُ أعلامك ان فلسطين لا زالت بخير فهي تصرخُ وتناوئ وتثير الشغب وهذا يعني أنها لا زالت بخير سيدي ثمة من يَكتبون الشعرَ ولا يجدون ثمن القلم لكن لا عيك فالجميعُ هنا يَتنفس الصباح بملأ رئتيه وما زلنا نُشعلُ جِراحنا ليلاً ونُشارك الذئاب تأوهها أما في غزة التي اكتظت بِالعاطلين عن العمل ما زالت كما قُلت تُربي الأمل سلامٌ عليك , أو عليكَ السلام


شخصية أخيرة ثالثة كُنت أريد أن تَكون ضيفتي في جلسة تحضير الأرواح لكن فَكرتُ كثيراً كيف منَ الممكن أن أحدثها بِالعربية وهي لا تعرفها ثم تَداركت الأمر وضحكت من سذاجتي ففي عالم الأرواح لا حواجز لا لغات لا ألوان لا ألقاب لا شئ قل ما تشاء وسَيفهم .

هي شخصية ثورية أحبها جدا ومُتأثر بها إلى حد كبير نعم جيفارا

صديقي جيفارا تحية الحرية والثورة .سلامٌ لروحكَ الطاهرة تُقاتل حتى الرمق الأخير , سلامٌ لجسدك المرصع بالبنفسج ينزف حتى آخر قطرة دم , سلامٌ لذاك الطِفل الذي يَستقر أضلعك يَبحث على فراشتهُ الضائع في فوضى الحقول , سلامٌ على الحرية تعرف طريقها أليك وتعرف طريقك أيها . سلامٌ على الثوار الذي أشعلوا الدنيا ضجيجاَ , صديقي جيفارا أو إعلامك أن الظُلم لا يَزال يَسوح في البلاد ويأكل من جباه البشر , وأصحاب الكروش إلى الان ما زالوا يأكلون من طعام الفقراء وما شبعوا . وما زالت أمريكيا تعربد وتبطش وتأمر وتنهي , لكن لا عليك فمازال الثوار أيضاً يمتشقون السلاح ويدافعون بما آتوه من قوه وبأس , سلام عليك , أو عليك السلام




#محمد_الزقزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للجَميلة غزة / يوميات الحرب
- الحُب حاكِمٌ وجلاد
- غزة واللَعنَةُ الغائبة


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزقزوق - في جَلسة تَحضير الأرواح