رشاد الشلاه
الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 23:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يكن غريبا، قيام مجاميع أصولية متطرفة ،بالاعتداء على عدد من الطالبات والطلاب من منتسببي كلية الهندسة - جامعة البصرة، يوم الثلاثاء الماضي، بل وتصويرهم أثناء رحلة طلابية ، وهذه" ممارسة مخابراتية"، نقول لم يكن غريبا، لان مسلسل الاعتداءات على الحريات العامة من قبل أنصار الإسلام في كردستان، والسلفيين التقليديين في الفلوجة، والسلفيين الشباب في البصرة والسماوة والحلة، قد بوشر بتنفيذه قبل ما يزيد على العام، استنادا على ذات الحجج التي استندت عليها حركة طالبان في اضطهادها للمرأة الأفغانية بوجه خاص والمجتمع الأفغاني كله على وجه عام .
هكذا يجني الشعب العراقي بعضا من شذرات حملة صدام الإيمانية ، حيث تحول صبية تربوا في عزه الكريم ،ونالوا من تعاليمه القيمة ذات الخلق العظيم، صبية يجهلون حروف الهجاء العربية، تحولوا إلى قضاة وجلادين لتطبيق الشريعة الإسلامية كل حسب مذهبه . وحشية السلفيين التقليديين تتجلى في الجلد العلني وقطع الرؤؤس والسيارات الملغمة وسط المسلمين وغير المسلمين ،ووحشية السلفيين الشبان تتجلى بتغليف المرأة بالسواد من مفرق شعرها حتى أناملها. و اغتيالها ونسف كل ما هو حرام حسب ثقافة شيوخهم الذين يتحسسون سيوفهم كلما لاح في الأفق قبس من نور معرفة .
إن الخطر الماثل اليوم أمام شعبنا والذي يوازي خطورة دوام الاحتلال هو خطر إقامة دولة ولاية طالبان الفقيه في العراق ، وهاهي سيوفهم مشرعة وعصيهم جاهزة تنهال على رؤوس من لم يمتثل لهم، وهم محقون في ذلك لأنهم الحاكمون اليوم في البصرة وعدد من محافظات الجنوب والوسط !!.
إن طالبات وطلاب جامعة البصرة وهم مضربون عن الدوام بحاجة إلى :
- موقف واضح من الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية يدين تلك الممارسات ويحرم شريعة الغاب مع الدعوة إلى تأكيد سطوة القانون لا سطوة الجهلة.
- تقديم من حرض على هذه الأعمال وقام بها إلى المحاكمة بصفتهم الإرهابية السافرة .
- قيام حملة تضامنية واسعة مع طالبات وطلاب البصرة ضد ممارسة الطالبانيين الجدد.
#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟