أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)















المزيد.....

الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 14:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد ثبّت الدستور الجديد عام 2005 (1) الدولة على اساس كونها دولة فدرالية اتحادية بأتفاق كل الاطراف العراقية، و الكوردستانية التي اعلن قادتها بأن الفدرالية هي التعبير الواقعي عن حق تقرير المصير في المرحلة الاقليمية و الدولية الحالية . .
و فيما يذكّر سياسيون و باحثون مطّلعون بما قامت به دكتاتورية صدام المقبورة من حملات لالغاء مدن و قرى كوردية و لتعريبها (2)، بتهجير سكانها الى مناطق عربية في الجنوب، و نقل عرب الى اماكنهم سواء بالاجبار او بترغيبهم بتمليكهم ايّاها و بمكافئات مجزية، و تسجيل اراضي واسعة من تلك المناطق باسماء وجوه عشائرية عربية . . اضافة الى تغيير وثائق النفوس و تسجيل كورد و تركمان و فيليين و كلدانيين و آشوريين و ايزيديين و صابئة بكونهم عرباً و مسلمين . .
و قد وقع الضرر الاكبر من حيث اعداد المتضررين في تلك الحملات السيئة الصيت التي استمرت اكثر من ثلاثين عاماً على الكورد و مدنهم، و رُمي الكورد الفيليون بعوائلهم و بملابسهم فقط على الحدود الايرانية بعد اختطاف و تضييع الالاف من شبابهم . . تلك الحملات التي لاتعرفها و لم تعشها اجيال شباب اليوم، الذين قد لايعرفون هل مايقال صحيح ام انه دعاية انتخابية ؟؟
و ان اكثر المحافظات التي تضررت منها، هي محافظة كركوك التي سُلخت منها اقضية و مدن كوردية و اخرى يشكّل فيها الكورد غالبية سكانها و عدد اقل منها يشكّل التركمان غالبية سكانها، و الحقت بمحافظات ؛ صلاح الدين، ديالى، الموصل . . في تطبيق همجي شوفيني حمل في طيّاته انواع المصالح، و صار ينظر قسم اليها بعد اكثر من ثلاثين عاماً و كأنها حقائق ثبتت . .
و شكّل ذلك و غيره الاساس للمواد المثبتة في الدستور و في مقدمتها المادة 140 و سميّت فيه بـ (المناطق المتنازع عليها) بين الحكومة الاتحادية و حكومة اقليم كوردستان . . تمهيداً لتنفيذ الاجراءات اللازمة لتحديد هويتها و عائديتها، الا ان الحكومة الاتحادية لم تهتم بها و تركتها طيلة مايقارب العشر سنوات، لتولد نزاعات اكبر لوقوع عدد منها تحت سيطرة وحدات البيشمركة التي بادرت اليها اثر غياب الدولة عنها، و استطاعت توفير الامن فيها، الذي شجّع عدد من الشركات النفطية لإستثمار اموالها في عدد من مناطقها، فتطوّر الاختلاف مع المركز الى خلاف على العائدات النفطية و المالية، و ادىّ الى تشكيل حكومة المالكي (عمليات دجلة) لحلّه، بدل الاحتكام الى الدستور .
من جهة اخرى، و فيما راوحت الحكومة الاتحادية في بغداد رغم جهود، و تدهورت الاوضاع اكثر في مناطقها العربية، استطاعت الحكومة الكوردستانية تحقيق الكثير في الاقليم رغم نواقص تشير اليها الاحزاب و الشخصيات الكوردستانية ذاتها في صحافتها و اعلامها الذي يحقق نجاحات افضل مما يجري في عموم البلاد، رغم ضغوط . . حيث استطاعت ان تحل مشكلة الارهاب المستعصية، مشاكل الوقود و الكهرباء و الماء و غيرها من الخدمات و استطاعت ان تطوّر الاوضاع الحياتية فيه، التي تعجز الى الآن الحكومة المركزية عن حلّها، واستطاعت ان تكون ملجأً للمضطهدين بسبب الدين و المذهب في انحاء البلاد، لتكون القسم الافضل منها .
و يرى العديد ان تشكيل المالكي (عمليات دجلة)، و تفرده بالقرار و تجميد حكومته للمؤسسات الدستورية او تقييدها الذي يثير اوساط اخذت تتسع من كل الاطياف العراقية بشيعتها و سنّتها و تكويناتها، واعتماده مجدداً على التهديد و العنف المسلّح في حل المشاكل دون تنسيق مع الاطراف المشاركة، الذي ان ادىّ الى استنفار حكومة الاقليم و تحشيد قوات البيشمركة بالمقابل . . فإنه صعّد من وتيرة الخوف و توقّع ان هناك توجّه لتقسيم العراق، و من مطالبات متشددة من الجانبين تدعو الى اعلان دولتين . . فيما تقلق اوسع الاوساط العراقية من عربية و كوردستانية من ذلك التدهور الذي يعود الى الاذهان و كأنه عودة لنظام دكتاتوري شوفيني طائفي . .
و رغم تطمينات متنوعة . . ينتشر الخوف من احتمالات الصدام العسكري و من كونه ان حصل فإنه سيستمر و لن يحلّ المشكلة ، حتى و ان أُعلِنَت دولتان و لم تحل القضايا العالقة او قفز عليها . . و سيعود بالبلاد بـ (دولتيها) الى حالات الخراب و الدمار و بشكل افظع مما سبق ـ و كما يجري الآن بين السودان و جنوب السودان التي اعلنت كدولة ـ و ستعود (الدولتان) الى تبذير اموالهما الطائلة على التسلّح و التدمير و ليس على بناء دولة اتحادية دستورية و تقدّم و خير البلاد، كعودة مريعة الى زمن دكتاتورية صدام التي بذّرت عوائد النفط الفلكية على السلاح، و صرفتها لإشعال الحروب وسط دماء و جوع الملايين و تكبيل البلاد بالديون، و تهليل احتكارات عالمية للنفط و السلاح . .
و على ذلك و بالرغبة الجماهيرية العربية الكوردية العارمة بالسلم، يرى خبراء ان تواصل وجود كوردستان العراق في قسم من بيت واحد واسع الثراء باقسامه ان احسن استثمار ثرواته و طاقاته . . بيت يجمعها مع شقيق و رفيق حياة و نضال في قسم آخر منه لايتعيّش و انما يسند احدهما الآخر، و يوفّر الطاقات العراقية باطيافها، في مواجهة دورة حكومة لدولة من دول المنطقة . . دول استقرت حدودها طوال قرن، وقّعت فيه آلاف الاتفاقات و المعاهدات العلنية و السرية، في ظروف دولية تدعو الى ثبات تلك الحدود، وفق مصادر و بيانات اقطاب القوى العالمية و منظماتها . . رغم تطور احداث و مواقف يصعب التكهن بها، ان لم تتغيّر حكومة المالكي .
و يرون بأن ثبات كوردستان الفدرالية الآن في العراق قد يكون افضل للاطراف الكوردستانية ذاتها من تحمّل مسؤولية الحكم لوحدها في دولتها، كدولة صغيرة منفردة، ان انفصلت . . لامنفذ حرّ لها في بحر او محيط و لاصديق ثابت لها بين دول منطقة تحذر من الاعتراف بها و التعامل معها خوفاً من اثارة الكورد القاطنين في دولها من جهة، فيما تضغط عليها لجعلها سوقا لبضائعها و للممنوعات باي ثمن، دولة صغيرة بلا دعم دولي، بإرث معقّد و حدود حرجه في مواجهة اخطبوط صناعي نفطي عسكري باحتكاراته المتعددة الجنسيات، التي لاتعرف تشابكاتها، و لايمكن الثقة بوعودها . .
و سيخسر العراق كوردستان الرفيقة الثابتة للنضال العنيد من اجل حياة افضل للجميع، بمواقفها و تراثها، بجبالها و ثرواتها و ثقافاتها و مراجعها الدينية الاسلامية و اديانها التي تمتد عميقاً في المنطقة و العالم، بل سيخسر روحها الثورية و عنادها، و سيضعف العراق و مكانته العربية و الاقليمية، و امام الاحتكارات المتعددة الجنسيات و اقطاب القوة في المنطقة و في العالم .
في وقت تحقق فيه كوردستان كفدرالية الكثير على طريق تطوير و تقدم كوردستان و عموم العراق و تساعد على تطوير التجربة الديمقراطية فيه . . كتقبّلها تشكيل معارضة كوردستانية دستورية، رغم وجود مخاطر لبروز نزعات فردية فيها على حد وصف برلمانيين كوردستانيين و صحافة كوردستانية اكثر حرية، و اشارتها الى وجود اخطاء في تعامل دوائر كوردستانية مع مكونات كوردستانية اصغر، فيما يضرب اقليم كوردستان العراق مثالا يقتدى به في احتضان الاقليات الهاربة من جحيم الاسلام السياسي في الجنوب و الوسط . . في قسم العراق الذي لم تقدّم له الدكتاتوريات العسكرية منذ اكثر من نصف قرن، غير الحروب و شراء الذمم و محاولات الابادة، التي يرى بصددها متابعون بان تطوّر الحياة في الاقليم بامكاناته و بسبب التحديات التي يواجهها و وجود معارضة دستورية و حركات شعبية و شبابية فيها سيحد من مخاطر النزعات الفردية .
و يرى خبيرون بان وجودها في اطار الدولة العراقية قد ساعد على تطوير الحياة الحزبية في كوردستان العراق في خضم نضال من اجل تحقيق نتائج افضل لشعب كوردستان، فمن ثورة ايلول الكوردية التحررية عام 1961 التي قادها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة البارزاني الاب . . الى تكوّن برلمان و حركة كوردستانية تضمّ احزاباً كوردستانية و كفاءات متعددة تحمل صيغاً و برامج و فكراً متنوعاً من اجل الوصول الى افضل السبل لخدمة القضية الكوردية و كوردستان و قضية الديمقراطية في عموم العراق بعد ان تطورت الاحزاب الكوردستانية ذاتها.
و ان اصرار كوردستان على تطبيق حقوقها الفدرالية الديمقراطية في اطار دولة كفل لها دستورها حقوقها و واجباتها في المرحلة التاريخية القائمة و أعتُرف بذلك دولياً، هو الذي يوّحد الشعب الكوردي و كوردستان العراق بفئاتها الاجتماعية و الوان اطيافها كما تدلل التجربة السياسية العراقية التي لايمكن نسيان ماصنعته و خلّفته، و هو الذي يوحّد العشائر الكوردية التي انهكت صراعاتها الشيخ الحفيد و البارزاني الاب . .
حيث لايمكن نسيان الخلافات و الصراعات الكوردية ـ الكوردية سواء في داخل بلادنا او كامتدادات لما حدث و يحدث في البلدان المجاورة، لأسباب ذاتية و اخرى غذّتها دوائر خارجية على اسس الاعراق و الزعامة و المصالح الدولية ، في منطقة حساسة من مناطق آسيا و ليس اوروبا ـ كالدوائر التي تحاول اثارة و تغذية الصراع العربي الكوردي ـ
و يشير متخصصون الى ان الصراع الكوردي ـ الكوردي في كوردستان العراق قد كلّف الاطراف المتحاربة الكوردية عشرات الآلاف من الضحايا سواء من اطراف البيشمركة او من المدنيين العزّل و كيف انه لم ينته رغم نداءات و جهود و وساطات اطراف تقدمية عراقية و دولية دؤوبة، الاّ انه توقّف بالتهديد الاميركي . . و ان الاطراف الكوردية المتصارعة فيما بينها، وصلت حداً ادخلت فيه مساعدات لوجستية او جيوش حكومات لتحقيق انتصار على الطرف المقابل بمعارك ضارية، كضراوة الصراع الطائفي الذي أُشعل في المنطقة العربية من البلاد بفعل فاعل . .
في وقت لعبت و تلعب فيه كوردستان العراق و هي جزء من العراق، دوراً هاماً في توحيد القوى الكوردستانية و التقدمية العراقية في اطار تثبيت الحقوق القومية و الانسانية و في منافسة سلمية دستورية لاثبات الافضلية و لتلبية حقوق المواطن و من اجل الديمقراطية لعموم البلاد . . و تلعب ادواراً هامة في دعم الحركات التحررية القومية الكوردية في البلدان المجاورة في ظروف عالم اليوم، بعيداً عن الحماسيات و العواطف لوحدها، التي لم تجلب الاّ النكبات كما عاشها العراق و كوردستانها طيلة عقود طويلة . . (يتبع)

23/ 12 / 2012 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بقيت فيه مواد اقرّ بان تكون موضع نقاش و لم يبت بها بعد .
(2) جعلها عربية بالاكراه و العنف .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (1)
- من اجل عدم الانزلاق الى الدكتاتورية مجدداً !!
- الاستبداد و الانترنت (2)
- الاستبداد و الانترنت (1)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (2)
- الاخوة العربية الكوردية و (دجلة القائد العام) (1)
- لماذا تنعدم الثقة ؟
- من اجل السلم و عدم عودة القوات الاجنبية !
- هل انتهى الاساس المذهبي للمحاصصة ؟
- مصادرة حرية المرأة، مصادرة للحريات العامة
- قضيّتنا الوطنية و المصالحة التحاصصية
- عندما يصرفْ الشعب على الحكومة !!
- جديد في صراعات المنطقة ! 2
- جديد في صراعات المنطقة 1
- الحكومة و الدولة المدنية، الى اين ؟
- لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟
- حين يُصادَرْ القانون بإسم (القانون)
- فيتو الفقيه و مخاطر (القاعدة)
- - قوة ايّ مكوّن، من قوة و تعاون كلّ المكوّنات -
- ماذا سينتظر الحكومة ؟


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الاخوة العربية الكوردية اساس التحرر و التقدم (2)