الوعي المجتمعي هو وعي الذات ثم المجتمع الانساني باسره

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 16:25
المحور: المجتمع المدني
    

درجات الوعي الانساني وانواعه

1- وعي الذات ( الوعي الذاتي ) :-
وعي الذات يعني فهم الذات فهما تفصيليا علميا واقعيا استنادا لعلوم الطبيعية وحقيقة الوجود المادي
والوعي ايضا يرتقي الى مستوى المعرفة والمعرفة تعني العلم والممارسة العملية لواقع الحال وادراك الاشياء الكائنة في الحيز الوجودي في نطاق الادراك الحسي والتمييز الذهني للانسان
ووعي الذات يشمل كافة عناصر الشخصية ومركباتها والهيئة الوجودية للانسان اي العناصر المادية والمعنوية وتتلخص هذه كلها بالجسد والعقل والنفسية
فالجسد مركب من عدة عناصر تكوينية مادية يشكل الوحدة الشاملة والحاوية لبقية العناصر التركيبية للشخصية وهو وعاء الشخصية
والعقل مركب ايضا من عدة عناصر مادية تكوينية تنتج بتفاعلها وحركتها البيولوجية قدرات الادراك والتمييز والفهم والاستيعاب والحفظ والقياس والاستنتاج والقرار والبرمجة والادراة لتقود هذه القدرات بمجملها وتكاملها في طريق الرقي والتقدم للانسان ومواصلة وجوده وعيشه بافضل حال ولاكمال مسيرة حياته نحو المثالية والكمال
اما النفسية فتعتبر الحاوية التركيبية للتفاعلات الجزيئية التفصيلية المشتركة ما بين الجسد والعقل اذ تتجلى نتاج هذه التفاعلات بانعكاسات حسية لتملأ المشاعر والعواطف فتحدد النمط السلوكي وتظهر الجوهر الاخلاقي
وعندما نصف مركب الشخصية للانسان بشكل تجريدي فانه يتكون من ثلاث ادوات آلية هي الجسد والعقل والنفسية
تعمل هذه الادوات بشكل تفاعلي تلاؤمي توافقي متوازن بنفس الاتجاه وعلى ايقاع واحد ضمن برمجة واحدة ونحو هدف واحد
عملية فهم آلية عمل هذه الادوات بكل تفاعلاتها وتراكيبها وعناصرها ومدخلاتها ونتائجها وبرنامج عملها ومسارها ومعادلتها الرئيسية ومعادلاتها الفرعية واساسها ومصدرها ومآلها وسببها وفحواها ومضمونها وغاياتها كل هذا اسمه الوعي الذاتي وبمضمون هذا الوعي فان الانسان ما زال في حدود ذاته ولم يخرج بوعيه عن تلك الحدود
*******
2- وعي المجتمع ( الوعي الاجتماعي )
الوعي الاجتماعي درجات ابسطها وعي الاسرة ثم المجتمع البسيط المحيط بالفرد مثل القبيلة ثم العشيرة ثم الفئة ثم الاقليم ثم المنطقة وهكذا للوصول الى كافة المجتمع الانساني
والوعي الاجتماعي يتوسع ويكبر بتقادم التاريخ وتوالي الزمن بموازاة تقدم الانسان ورقية حيث تطور وسائل الاتصال واتساع رقعة التفاعل الاجتماعي والتعارف وتبادل المصالح والادوار الحياتية
ومنذ القدم حيث كان الانسان البدائي لا يعي غير اسرته او قبيلته فانه تطور وعيه الاجتماعي مع تطوره المدني فاصبح يعي مجتمع الامارة ثم السلطنة ثم الدولة وهكذا الى ان وصل في العصر الحالي لابعد مستوى وهو وعي المجتمع الانساني باكمله وذلك بفعل تقنية التواصل الاجتماعي والاعلام
وبالعودة الى مفهوم الوعي الاجتماعي نقول :-
الوعي الاجتماعي يلزمه اسس وقدرات ومؤهلات وبيئة ومفاهيم وثقافة اممية انسانية حرة
اما الاسس فهي اسس علمية مادية طبيعية والقدرات هي قدرات علمية وتقنية والمؤهلات هي مؤهلات اكاديمية وتدريبية وتكنولوجية وعلمية ومعرفية وثقافية والقدرات هي قدرات مادية وطاقوية ومصادر طبيعية وانتاجية خلاقة
اما البيئة فهي بيئة السلام والديمقراطية والعدالة والتسامح والاستقرار والامن المجتمعي
والمفاهيم هي مفاهيم الحياة الانسانية المشتركة العمومية الخالية من العنصرية والفئوية والاستئثار والاستحواذ والطمع والتعالي والتسلط والعدائية
والثقافة هي ثقافة الانتاج والتعاون والتطور والرقي الجماعي والمحبة والتسامح والانفتاح وتبادل الادوار في ادارة الحياة بالشكل الافضل لكل اعضاء الانسانية
هذا وبعد كل التجهيزات اللازمة بالشخصية للوصول الى موقع الوعي الاجتماعي يبدأ العمل في هذا المضمار بمسؤولية اخلاقية عليا اتجاه الذات والمجتمع الانساني على مبدأ ان الفرد له دور في ادارة عجلة الحضارة الانسانية نحو الامام بالسرعة المطلوبة والحركة التوافقية المطلوبة بالنسق العمومي وبشرط ان يعي ذاته اولا وعيا كاملا
وعلى مبدا ان لكل فرد حيزه الوجودي وعليه ان يملأ هذا الحيز بكل كفاءة واقتدار وايجابية بحيث يضيف من جهته رصيدا انتاجيا حضاريا الى الرصيد الانساني العمومي يؤدي لرفع القيم المعيارية للحياة الانسانية
اذا في هذا السياق والوضعية على الفرد ان يفكر تفكيرا جمعيا واستراتيجيا ومنفتحا وعلميا وطبيعيا حرا وان يتجرد من كافة المبادئ والايدولوجيات الفردية او الفئوية او العنصرية الضيقة التي تمنعه من الانطلاق في مهمته الانسانية
ويكون لقاء الانسان مع الانسان في رحاب الطبيعة وبفكر الطبيعة وعلى اساس الروابط الطبيعية بين افراد الانسانية
فالجسد هو الجسد والعقل هو العقل والنفسية هي النفسية لكل البشر ولا فرق بين انسان وآخر اللا بامور نظرية وهمية
لنتحد معا لصنع واقع معيشي ومستقبل افضل للبشرية

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات