أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد الكحل - مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .














المزيد.....

مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 00:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لست عضوا بحزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان عتيدا بمناضليه وقيمه ومعاركه من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية ، لكني أحمل تلك المبادئ وأناضل من أجل إرساء أسس المجتمع الحداثي الذي ضحى من أجله الجيل المؤسس . فمجالات النضال متعددة وشاسعة تستدعي كل ذي نية سليمة ومن في قلبه حب للشعب وللوطن . لهذا أجدني أتفاعل مع التوترات الداخلية التي يعرفها الحزب ويتداعى وجداني وفكري لكل شرخ أو نزيف يصيب الحزب في كيانه التنظيمي وخطه النضالي . ومن لم يكن من جيلي اتحاديا مبطّقا فهو اتحادي تشرب ثقافة الاتحاد وقيمه . اعتبارا لهذه القناعة والحيثية ، أسمح لنفسي مناقشة الوضعية التنظيمية التي انتهى إليها الاتحاد ، والتي ليست وليدة المؤتمر الذي افرز لشكر كاتبا أول للحزب ، بقدر ما هي نتيجة لتراكمات سلبية وهزات سياسية وتنظيمية عاشها الحزب منذ انخراط الحزب في تدبير الشأن الحكومي ضمن ما سمي بحكومة التناوب التوافقي على عهد الأستاذ اليوسفي إلى خروجه إلى خندق المعارضة . على امتداد هذه المحطات السياسية لم تكن قيادة الحزب بالحكمة التي تجعلها تحافظ على قوة الحزب وحيويته دون أن تذوب في الدولة وتتيه في دواليبها بعشق الكراسي والجاه السياسي الخادع . لم تدرك القيادة أن قوة الحزب هي التي جعلتها مخاطَبا عزيز المَقام مهاب الجانب ، يخطب ودها الراحل الحسن الثاني الذي أذاق مناضلي الحزب كل صنوف التصفية والتعذيب . أكيد لازال الاتحاديون الغيورون على تاريخ الحزب وأمجاده يتجرعون مرارة العبارة التي شقت الحزب وكسرت لحمته النضالية (أرض الله واسعة) . ما كان لأي زعيم سياسي أن يضيق ذرعا بمناضلي الحزب وينصب مقصلة الشنق مهما كان الخلاف في التقدير السياسي لقرار المشاركة في الحكومة . لم يكن خلافا إيديولوجيا بين المناضلين حتى تكون الصرامة التنظيمية أو الالتفاف على مقررات الهيئات المركزية للحزب . لا شك أن استحضار الأخطاء والإقرار بها هما السبيلان لتحسس مخارج الأزمة التنظيمية ورسم أفق للحزب الذي يلم شتات كل الاتحاديين كمقدمة لتشكيل قطب يساري أو حداثي موسع يحضن كل الأطياف والفصائل والأحزاب التي تنشد المجتمع الديمقراطي الحداثي . وهذا ليس ترفا سياسيا ولا فكريا ، بقدر ما هو ضرورة مجتمعية أفرزتها الحركية السياسية التي فجرتها أحداث ما بات يعرف بالربيع العربي ، خاصة على مستوى الدول التي شهدت ثورة ضد الأنظمة الحاكمة . لم تنضج بعد أي تجربة سياسية مشرقة في هذه الدول رغم مرور حولين على الثورة . بل إن ما أفرزته هذه التحولات ينذر بالكارثة السياسية والمجتمعية التي تتهدد المجتمع في وحدته ونسيجه الاجتماعي ؛ وما يجري في مصر ، هو تجسيد لهذا التوجه الكارثي الذي تقوده القوى الدينية لتأسيس نظام سياسي اشد استبدادا من الذي اسقطته ثورة الفل . فعلى امتداد تاريخ مصر الحديث ، لم تواجه مصر أزمة الانقسام والتقاطب مثلما هي حاصلة الآن مع مجيء الرئيس مرسي وخلفه التيار الديني بكل أطيافه . فالرئيس مرسي صم آذانه عن كل النداءات الوطنية لتدارك الفرصة قبل فوات الأوان ، وأصر على إحراق مصر من أجل الجماعة . وكذلك يفعل الاتحاديون بتنظيمهم ، بعد أن ضيعوا كل فرص الإنقاذ وإعادة الترميم . عادة الحراك الداخلي في التنظيم أو في المجتمع ، يفرز قيادة غيورة على مستقبلهما ( = التنظيم أو المجتمع ) . فمرسي لم يأبه بالمليونيات المناهضة لقراراته ولا بالاستقالات ضمن مستشاريه أو في صفوف القضاء ، وهاهو يقود مصر نحو الانفجار والفتنة . نفس المنحى يسير عليه السيد لشكر الذي لم يأبه باستقالات المناضلين وانسحابهم من المشهد الحزبي وقد يكون حتى السياسي . فما أهمية جماعة بدون أمة موحدة وقيادة بدون حزب منسجم ؟ إن المرحلة السياسية والمجتمعية التي يمر منها المغرب تقتضي وجود قطب ديمقراطي يقاوم تمدد التيار الديني ويحصن المجتمع ومؤسسات الدولة من اية ردة سياسية وحقوقية محتملة . إن المغرب بحاجة إلى قوة سياسية فاعلة لبناء مؤسسات دستورية راسخة البنيان لا يؤثر فيها وعليها تناوب القوى السياسية متباينة المشارب الفكرية والمشاريع المجتمعية . لا يجدر بالقوى الديمقراطية التي خبرت النضال والمحن أن تستكين لخلافاتها الداخلية في الوقت الذي تدعوها مسئوليتها الوطنية والتاريخية أن تلملم خلافاتها تلك وتنهض لمواجهة خونجة الدولة والمجتمع . لحسن حظنا في المغرب أن خطر الخونجة مازال محدودا ومتحكما فيه قياسا لما تشهده مصر ، لكن لهذا الحظ لا يمكنه المقاومة والصمود إلى ما لانهاية . وحتى النظام الملكي الذي أبان في كثر من المنعطفات قدرته على إحداث التغيير في بنيات المجتمع والدولة ، لن يكون قاطرة التغيير تنوب عن القوى الحداثية . فللنظام مصالحه وإكراهاته تمنعه من المخاطرة في غياب القوى السياسية التي تسند مشروعه المجتمعي الحداثي . على هذا الأساس ، لا يُسمح للأحزاب الديمقراطية أن تظل متشرذمة ومترهلة تنظيميا وسياسيا في سياق التحولات العميقة التي تجري داخل المغرب وفي محيطه الإقليمي . وأولى مداخل التغيير فرز قيادات حزبية يشهد لها ماضيها ومواقفها بالنضالية والمصداقية . لكن السؤال الذي يؤرق كل غيور على الوطن وعلى حزب الاتحاد هو كيف يقبل المناضلون على أنفسهم أن يزكو أمثال لشكر الذي قال عنه الحبابي : "لشكر انتهازي راكم ثروة من المال العام " ، وأنه متخصص في "لعبة التوافقات اللامبدئية والانتهازية مع أية جهة تضمن مصالحه الأنانية"؟



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .
- المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد الكحل - مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .