أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لا للعدالة.. لا للدولة!!














المزيد.....

لا للعدالة.. لا للدولة!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 00:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


نعم "لا.. لا للعدالة" اذا تحولت من شعار فضفاض رنان نردده للتغني، الى واقع يطال رموز نتموقع خلفها ومارسنا في ظلها مخالفات وأخطأ قد تضعنا خلف القضبان.. هذا هي فحوى الرسالة التي ارسلها ولا زال يرسلونها المعتصمون الذي يقطعون الطرق ويسدون الشوارع وازقة المدن والقرى الليبية احتجاجا على مثول المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق أمام العدالة وطلبه للتحقيق في جريمة اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس..

"الطريق مغلق يمكنكم مواصلة المشوار كعابي*" ، هذا ما اخبرنا به سائق حافلة الركاب "الأفيكو" وسيلة المواصلات الوحيدة المتبقية لليبيين الفقراء من امثالي بعد تدمير شركة النقل العام وبيع حافلاتها في مزاد للخردة، نزلنا ونحن نتساءل عن سبب قفل الطريق، فمازالت أمامنا مسافة يصعب على بعضنا قطعها راجلا، ولكن ما باليد حيلة، السيارات متوقفة، ومجموعة من الشباب الملتحين يقطعون الطريق في الاتجاهين بحواجز من بقايا خشب ومواسير حديدة وقطع خرسانة ، السائقون يقبعون خلف مقاود سياراتهم وقلوبهم تفيض غيضا إزاء هذا الواقع المرير غير المبرر، ومن المؤكد أن فيهم من يتساءل بينه وبين نفسه "ماذا فعلنا بانفسنا حتى وصلنا الى هذا الواقع المر؟".

واصلت رحلتي كبقية الركاب راجلا، وكان قبالتي مقهى لصديق قصدته للاستفسار عن سبب قطع الطريق، اوضح لي وابتسامته تفيض بالمرارة "انهم يحتجون على التحقيق مع المستشار عبدالجليل" واصلنا الحوار لثوان بصمت صاخب وتبادل النظرات التي تحمل عشرات التساؤلات، ودعته ولسان حالي يقول "لاحول ولا قوة إلا بالله" وواصلت رحلتي "الكعابي" وعشرات الاسئلة تعصف بدماغي.. ويضج بها صدري.. وما إن دلفت الى البيت حتى قصدت الى جهاز الحاسوب المحمول لأفرغ ما يعتمل في قلبي من غضب وغيض وحسرة على ما آلت اليه اوضاعنا بعد كل هذه التضحيات التي بددناها في مدة لا تتجاوز أشهر الثورة السبع غير عابئين بدما وارواح شهدائنا..

وتطايرت الحروف بين اصابعي يجرفها سيل الغضب لتسطر لكم هذه السطور، والتساؤلات.. ماذا دهاكم ايها الثوار؟ ماذا تصنعون بمكسب اسمه "العدالة فوق الجميع" الذي قدمنا من أجله أرواحا ودما غاليين؟ هل المستشار عبد الجليل استاذ القانون والقاضي النزيه دعاكم لطعن العدالة في عرسها؟ هل هناك بعد 17 فبراير شخص يمكن ان يكون فوق القانون؟ هل تدركون أنكم بتصرفاتكم هذه تسددون للعدالة ضربة موجعة ؟ هل تدركون أنكم باحتجاجكم على مثول المستشار عبدالجليل أمام العدالة تغالطون أنفسكم وتبددون حقا ومكسبا غاليا لا يمكنكم الاستغناء عليه إذا كنتم حقا تصبون لإقامة دولة القانون والعدل والمساواة!!

السيد المستشار لم يعترض على طلب للعدالة، وسارع للمثول امام النيابة وأجاب على كل الأسئلة التي طرحت عليه، واكد لوسائل الاعلام التي اتصلت به انه مواطن عادي خاضع للعدالة وانه تحت القانون .. ولم يحتج او يعترض او يتقاعس في المثول امام العدالة.. لماذا وهو المستشار الذي قاد سفينة الثورة أمام أعتى العواصف ووصل بها الى شاطئ الأمان؟ لأنه يدرك قيمة تجسيد العدل في بناء الدولة.. واراد بذلك ان يُثَبِّت سابقة في مسار العدل الليبي بعد الثورة لا تترك أي مجال لأي مارق يوسوس له شيطانه بخرق العدالة تحت اي ذريعة وبأي امتياز..

المستشار صاحب الفضل على كل الليبيين الذي قارع أعتى دكتاتور في تاريخ ليبيا الحديث، وسلم السلطة بكل طواعية وعن طيب خاطر في موعدها لمن انتخبه الشعب لقيادة السفينة في حدث هو الاول في تاريخ ليبيا.. هذا الرجل بكل ما تحمله الكلمة من معاني يقف أمام العدالة!!! يا له من عرس للعدالة ، وما أجمله من مشهد في تاريخ ليبيا الجديدة التي حتى وقت قريب كان فيها ابن سائق مدير مكتب أحد أعوان القذافي يقتل ويعربد و لا تطاله يد العدالة، ويتبارى المحسوبون على القضاء في وضع الخطط لإخراجه من ورطته.. واليوم نشاهد بأم اعيننا ونسمع باذاننا صاحب ارفع منصب في ليبيا يقف أمام العدالة ويُسأل في قضية مهمة وخطيرة تعمل أطراف من بقايا خريجي مدرسة النظام السابق على طمس معالمها خدمة لأجندة يجري تنفيذها للسيطرة على مقاليد الحكم وإعادتنا الى ظلام الدكتاتورية المقيتة وإن بغلاف جديد..

مشهد نراه ربيعا للعدالة يثلج الصدور المتعطشة للعدالة والنزاهة، يبعث الامل والطمأنينة في النفوس المتشوقة للعدالة التي طعنت ولوثت طويلا على يد قضاة فاسدين باعوا ضمائرهم للشيطان، واليوم نرى الشرفاء من قضاتنا ورجال العدل وعلى راسهم السيد المستشار يقيمونها ويعضدونها .. لكن هذا المشهد يقع كالقذى في اعين هؤلاء المحتجين الذين، وكما يعتقد كثيرون ممن حاورتهم حول المشهد بأنهم يحتجون خوفا من أن تطالهم يد العدالة التي إذا ما طبقت على رمز بحجم المستشار عبدالجليل، فأنها حتما ستطالهم وتحاسبهم على كل التجاوزات التي يكونوا ارتكبوها خاصة أن نسبة مهمة منهم ذمتهم وايديهم غير نظيفة!!

ايها السادة، يا ابناء ليبيا الشرفاء ما أحوج العدالة ورمزها المستشار مصطفى عبد الجليل اليوم الى تآزركم ووقوفكم الى جانبهم ، بالخروج والتظاهر السلمي المنظم في كل المدن والشوارع والاحياء تأييدا لتطبيق العدالة بدون اي استثناء والثناء على موقف السيد المستشار الذي قدم لنا اروع مثال على تطبيق العدالة واحترام القانون بمثوله أمام النيابة العسكرية رغم عدم اختصاصها بالتحقيق مع مدنيين، و رفضا لقاطعي الطرق الذين يريدون بقطعهم للطرق والاعتصام تعطيل العدالة وخرقها وضمان مخارج لهم إذا ما طُلِبُوا للوقوف أمام العدالة في قضايا قد يكون لهم دورا فيها.. إن العدالة اليوم أمام مفترق طرق خطير، والسيد المستشار وضع بين ايدينا اقوى وأهم ورقة إذا ما احسنَّا استخدامها فستكون أكبر سند لنا في إقامة العدالة وإمضاء القوانين على الجميع بدون اي استثناء او التفاف، وهو المطلب الضروري لإقامة دولة القانون والعدالة للجميع..

* كعَّابي مصطلح شعبي للتنقل سيرا على الارجل.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - لا للعدالة.. لا للدولة!!