أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - عروض النوادي والإبداع الافتراضي















المزيد.....

عروض النوادي والإبداع الافتراضي


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


عروض النوادي والإبداع الافتراضي
د. أبو الحسن سلام
منذ ظهورفكرة نادي المسرح منبثقة للمرة الأولى من مسرح الحكيم اذي كان يصدر مجلة المسرح مع بداية الستينيات بريادة د. رشاد رشدي ونخبة من أساتذة الأدب والدراما بالجامعة المصرية والمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الباليه ومعهد الموسيقى العربية ومعهد النقد الفني وبعض المخرجين المسرحيين العائدين حديثا من بعثاتهم العلمية والفنية. وعندما توقف ظهور مجلة المسرح وتقلص نشاط مسرح الحكيم بعد هزيمة 67 بادرت الفنانة القديرة سميحة أيوب – سيدة المسرح العربي - وكانت مديرة المسرح القومي – بعد تولى الفنان فاروق حسني وزارة الثقافة– سيدة المسرح العربي – بادرت ببعث فكرة نادي المسرح إلى الحياة المسرحية من جديد بمشاركة الكاتب المسرحي صفوت شعلان والمخرج عبد الغفار عودة وعدد من المسرحيين والنقاد في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين مع مشاركات مسرحية تنحو نحو تجديد شكل العرض المسرحي في ثوب مسرحي فقير التكلفة ثري من الناحية الفنية بعروض منها ( نادي النفوس العارية ) بطولة عبد الرحمن أبو زهرة وإخراج عبد الغفار عودة وعروض قصيرة حاملة لخطاب سياسي معارض على نحو ما قدم الفنان القدير نور الدمرداش من نصوص قصيرة لعلي سالم منها ( الكلاب وصلت المطار- الكاتب والشحات ) وغيرها ؛ فضلا على تجارب مسرحية أسبق من جهود نادي المسرح بالمسرح القومي؛ كتلك التي اتخذت من مقهى ( متاتيا) وغيرها بميدان التحرير بالقاهرة أو من أحد السرادقات المشيدة في شارع هنا أو هناك وهي عروض محمولة وحاملة للخطاب السياسي المعارض لتوجهات سياسات النظام الحاكم في فترة ما عرف آنذاك بحالة اللاحرب واللاسلم .. منذ ظهور تلك التجارب المفعمة بروح المبادرة الشبابية الميدانية ونحن نعرف في مصر شكلا جديدا أكثر شبابية وأكثر تحررا وأكثر نزوعا نحو انفلات العرض المسرحي من ربضة المؤسسة الرسمية إنتاجيا والإنعتاق – ربما – من عبء حمل شنظة أرسطو كتلاميذ المارس الإبتدائية في مصر –
لم يخضع ذلك النشاط الريادي لبعض المسرحيين بالطبع لقيود أسلوب مسرحي محدد لترسيخ عادة الفرجة النائمة؛ وإنما عمد إلى إشراك جمهور المقهى أو المنتدى من رواد المكان نفسه ؛ لم يتوجه بالطبع نحو قبلة جمهور الفرجة البحتة بل تقصد جمهور المشاركة الإدراكية المغلفة بغلاف الفرجة غير الإيهامية؛ بوصفه مسرح مواجهة ميدانية يقدم عروضا مسرحية سياسية تحت شعار ( إني اعترض ) من خلال نصوص مسرحية كتبت خصيصا لذلك الغرض. لم يكن الاعتراض مقصورا على المحتوى الفكري أو السياسي في مواجهة سياسات النظام الحاكم فحسب ؛ وإنما شمل شكل العرض نفسه : بداية من أماكن تقديم العرض وأساليب تقديمه إلى جانب تقنيات الأداء الذي يتشارك فيه أفراد عاديين من بين جمهور الحاضرين ؛ ربما من خلال أسئلة يطرحها الممثل أو من خلال مبادرة تعليق نقدي ساخر من أحد الجالسين . هكذا بدت لى فكرة ظهور نوادي المسرح الميداني لأول مرة كفكرة مبتكرة ورائدة أراها أسبق من فكرة مسرح أجستو بوال في أمريكا اللاتينية - في العصر الحديث - . وأراها أقرب إلى استراتيجية ابن دانيال - في العصور الوسطى - في عرض باباته الظلية التي هي أقرب إلى نظرية المحاكاة الظلية عند أفلاطون – وكانت عروضا محمولةعلى خطاب اجتماعي نقدي تتخلله نبضات سياسية تهكمية في عصر الظاهر بيبرس في الفرن الثامن الهجري الموافق القرن الرابع عشر الميلادي والتي كانت تعرض بميادين القاهرة وأحيائها الشعبية . لم تستمر تلك العروض على أيام ابن دانيال كما لم تستمر على أيام السادات قبل حرب 73 لمطاردات العسس ورجال أمن الدولة . كما لم تستمر عروض نادي المسرح في تجربة سميحة أيوب وصفوت شعلان مع مجلته غير الدورية ؛ حيث نشأت في ظل ظروف توقف صدور مجلة المسرح عن الصدور في بداية الثمانينيات وكانت تصدرعن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالاشتراك مع هيئة المسرح فكان نشاط نادي المسرح عروضا وندوات نقدية ومنشورات في مجلته تعويضا عن حجب مجلة المسرح من ناحية وكانت من زاوية أخرى نافذة جديدة تطل منها كتابات مسرحية جديدة بخطاب نقد سياسي لا يتوافق مع سياسات الإنتاج بمسارح الدولة. مع نشأة فرقة المسرح المتجول بالبيت الفني للمسرح ؛ انفرد مسرح الغرفة الذي أنشأه المخرج عبد الغفار عودة فرعا من فرقة المسرح المتجول الذي وافق المخرج أحمد زكي – رئيس البيت الفني للمسرح آنذاك على إنشائها ؛ لتتجول بعروضها المسرحية الشعبية في عهد وزير الثقافة د. أحمد هيكل في 1984 – وهي الفرقة نفسها التي أغلقها أحمد زكي أيضا في عهد أحمد هيكل أيضا بضغوط من مباحث أمن الدولة بسبب فتح مسرح الغرفة لعروض مسرحية شبابية تعقبها ندوات نقدية كثيرا ما تتظرق كلمات المشاركين فيها إلى مسائل سياسية تنتقد سياسة الحكم - .
ذلك كان عهدنا الأول بفكرة نوادي المسرح عبر تاريخ نشأتها ختى تشييعا إلى هوامش النسيان ؛ على إثر قرار د. أحمد هيكل وزير الثقافة باغتيال الفرقة على أيدي رجال أمن الدولة بالإسكندرية وتشييع مسرح الغرفة إلى مثواه الأخير : بعد حياة إبداعية شبابية ونقدية كان لها دورها الفعال في حياة المسرح المصري؛ حيث خرج من تحت عباءة مسرح الغرفة مخرجون وممثلون ومؤلفون ونقاد نذكر منهم ( مراد منير- أبوبكر خالد – عبلة كامل – عصام السيد - محمود أبو دومة – مدحت أبو بكر – سامي عبد الحميد – زين نصار – حمدي أبو العلا – بسام رجب – صبحي يوسف – فتوح الطويل – سيد الدمرداش – إيمان الصيرفي وغيرهم ) مع ملاحظة جديرة بالذكر تتمثل في مواكبة ظهور نوادي السينما متزامنة مع نوادي المسرح .
على أن من الحق والإنصاف التأكيد على أن تبلور فكرة نوادي المسرج بشكل تنظيري كمشروخ فني مسرحي قد عقدت للدكتور عادل العليمي الباحث بإدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة : ذلك المشروع الذي تفاعل معه شباب المسرحيين تحت رعاية المخرج المسرحي ( سامي طه) الأب الروحي لشباب نوادي المسرح بدعمه وتشجيعه لابتكارات شباب نوادي المسرح على امتداد جغرافية قصور الثقافة في أرجاء محافظات مصر وفروعها الثقافية.
كانت فكرة نوادي المسرح فكرة بسيطة واضحة تعتمد على تفجير طاقات شباب المسرحيين لتنفتح ينابيع إبداع مسرحي مبتكر مشع يعتمد على خيال مسرحي بكر في التأليف وفي الإخراج وفي السنوجرافيا وفي المصاحبات التااأثيرية والموسيقية ؛ خيال مدعم بمعرفة للأصول ومفارق لها في الوقت ذاته . جهد تمرس بأسس المسرح التقليدي الرصين وتوج بمعارف ونظريات مسرحية ثابتة لكنه يغادرها مختارا ليخلق أشكالا مسرحية وأساليب جديدة فقيرة التكلفة غنية بتخييلات الإخراج اعتمادا على الممثل ، بمعونة موتيفات مسرحية قليلة التكلفة ؛ لا تخلو من رؤية حاملة لهوية فنان متفرد في موهبته يقدم عرضا يحمل بصمته الذاتية . وكانت فلسفة التكلفة الرمزية حضا للمبدع الشاب على أن يعتمد على خياله ، وتخريجاته الفنية الخاصة ، سواء في النص كاتبا أو في العرض مخرجا أوفي الأداء ممثلا أوفي التصورات والحلول المبتكرة السهلة الممتنعة في آن واحد سينوجرافيا . وما كان ذلك كله إلا من أجل ضخ دماء وأخيلة مسرحية جديدة على امتداد خارطة المسرح المصري في كل أرجاء محافظاتها لتخليق حساسية جديدة بتصورات وصور حديدة . همذا بدأت عروض شباب المسرحيين في نوادي المسرح باهرة ، مبشرة ، بحركة مسرحية نامية لا تتقيد بحوائط دور العرض ، ولا تتمسح بها على قلتها وضيق إمكاناتها الفنية وتخلف آلياتها ؛ وعجزها عن الوصول إلى جمهور جديد مختلف لم يعتد الذهاب إلى المسارح ربما ، وربما لا يعرف شيئا اسمه مسرح . فما الذي حدث ؟ هل هناك نضوب خيال عند شباب المسرحيين ؟ أم هو خلل في أساليب إدارية أم هو تداخل مسرحيين مخضرمين مع شباب المسرح بقصد التعاون أو تزاوج الخبرات مما ترتب عنه تشوش الفلسفة التي قامت عليها نوادي المسرح ؟! لماذا اختلط الحابل بالنابل في عروض نوادي المسرح ؟ لماذا نرى عروضا بائسة لنصوص لا علاقة لها بفكرة المسرح الفقير ولا علاقة لها بفكرة مسرح بدون إنتاج ؟ لماذا نرى نصوصا لكبار كتابنا ولكتاب عالميين ؟ لماذا نرى ( جسر أرثا) أو ( القرد الكثيف الشعر) أو ( الغجري ) أو ( الزير سالم ) أو ( أيوب ونعسه.. بعنوان آخر) لماذا نرى ( دائرة الطباشير القوقازية) درة المسرح الملحمي عرضا في نوادي المسرح هل نضب معين الكتابة المسرحية الجديدة ؟ لماذا لا نرى نصوصا محلية لشباب كتاب المسرح المصري ولدي إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة بمنف 22 مجلدا تحوى نصوصا جديدة لكتاب مسرحيين مصريين أجازتها لجان قراءة متخصصة من كبار النقاد وأساتذة فنون المسرح وعلومه وتكبدت الهيئة تكاليف طباعتها ونشرها وهي موجودة بالهيئة ؟ لماذا لا نرى نصوصا مسرحية من سلسلة نصوص مسرحية التي تصدر شهريا من إدارة النشر بالهيئة ؟! هذه أسئلة يجب أن يكوزن هناك من يرد عليها في إدارة المسرح ، ولا أعتقد أن مسؤولياتها التي لا أنكرها في تحمل عبء ما يقرب من 150 فرقة مسرحية ما بين فرق النوادي وفرق القصور والفرق الأقليمية بكل المحافظات : لكن مسألة اختلاط الحابل بالنابل فيما نشاهد من عروض تحت شعار نوادي المسرح لا يجب السكوت عليها بعد أن شاهدنا ولسنوات متعاقبة عروضا لا تنتمي لفكرة نوادي المسرح ن بل هي ربما تتجاوز فلسفة الإنتاج في فرق القصور ؛ وغالبا تتجاوز قدرة من يضع اسمه مخرجا عليها ؛ ربما لعدم معرفته أساسا للمدرسة أو للنزعة التي صدر عنها أسلوب الكاتب المسرحي ، وغالبا لم يشاهد لها عروضا برؤى مخرجين عالميين أو محليين من الرواد ؛ فيصبح من الطبيعي أن نرى نصوصا مسرحية ليوجين أونيل ولثيوكا وليوسف إدريس ولألفريد فرج ولشكسبير قد أهيل عليها تراب الجهالة وغبار انعدام المعرفة والخبرة والخيال. إن عروض النوادي تقوم على إبداع إفتراضي إنفرادي متفرد في تخييلاته وانفلاتاته التى تجمل بصمة المبدع وترسخ هويته المسرحية المتفردة .. هكذا يكون العرض المسرحي في نوادي المسرح وإلا فلا !!

[email protected]
[email protected]



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية
- الدين والدولة - حوار عن بعد بين متأسلم و مسلم علماني
- الفاعل الفلسفي في الإبداع المسرحي
- فكرة المخلص ( المستبد العادل ) في المسرح الشعري
- المسرح بين أدب السيرة والتراجم الأدبية
- هل يمكن تعلم الإخراج
- الناقد يتأبط نظرية
- استلهام الكاتب المسرحي للتراث بين الارتباك الاتصالي والوعي ا ...
- تشريح نصوص مسرحية
- الإبداع بين الحرية والالتزام
- هوامش مهرجاناتية
- الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
- مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
- درامية التعبير الصوتي في فن الأداء المسرحي
- فنون التمثيل داخل التمثيل بين بيرانديللو ومحمود دياب
- ثقافة التناكح في حياة المسلم
- ذكريات .. لزمن آت
- ضوء أسود وحوائط عازلة
- حرية العقيدة في القرآن
- الفاعل الفلسفي في المسرح الوجودي - المومس الفاضلة نموذجا -


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - عروض النوادي والإبداع الافتراضي