أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أبو الحسن سلام - حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية















المزيد.....

حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 23:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



المبحث الأول : المقاربات الثقافية في منهج العشماوي النقدي :

أمضى د. العشماوي جل عمره الأكاديمي في البحث عن تحقق الوحدة العضوية في القصيدة العربية مُزْوَرّاً عن أراء اللغويين القدامى والمحدثين من أنصار تغليب اللفظ على المعنى ، أولئك الذين جروا مجرى الجاحظ كابن قتيبه وابن المعتز وقدامه بن جعفر والمنطلقين من العلوم الفلسفية والمنطقية وصولاً إلى القول بأن ( المعاني على قارعة الطريق ) أو المحدثين من شعراء المعاصرة الذين يئسوا من وجود معنى بقى لهم من القدماء الشعراء ، وغير راض الرضا كله عن النقاد الوصفيين كالآمدي والقاضي الجرجاني ولا هو مطمئن إلى ما وصل إليه الجهد النقدي لابن رشيق وابن سنان الخفاجي حول قولهما بارتباط اللفظ بالمعنى ، حتى رست مركبة قناعاته البحثية عند المرفأ النقدي التحليلي الذي أرشده إليه وسط ضبابية المحيط النقدي للقرنين الثالث والرابع الهجريين ، ضوء منارة نظرية النظم التي أشعل ضوءها عبد القاهر الجرجاني وبفطنة الباحث وحاسته التحليلية قارب بين ما توصل إليه عبد القاهر وما توصل إليه بعده بألف السنة نقّاد غربيون مثل ريتشاردز وكولريدج وإليوت .
وقد اجتهد في تلمس آرائهم المتوحدة حول دور السياق في نظم عناصر التعبير الإبداعي في العمل الأدبي الشعري كما هو في اللوحة التشكيلية وكما هو في العمل الموسيقي ، فالمفردة من الكلم أو من النغم أو من اللون لا مزية لها ، وإنما يتحقق الاكتمال الفني أو الأدبي ويستوي إبداعاً من خلال تآخي العنصر الفني المفرد مع ما سبقه وما لحقه في سياق العمل الإبداعي الواحد .
ولكن الغريب اللافت للنظر التحليلي النقدي أن يكون للدكتور العشماوي رأي نقدي مختلف كل الاختلاف مع ما بذله من جهد عبر رحلته البحثية الطويلة في سبيل إعلاء راية الوحدة العضوية في القصيدة ورفض النظرة التي تفصل بين الشكل والمضمون أو بين عناصر العمل الأدبي أو الفني الواحد وذلك في إطار تأملاته النقدية في مجال المسرح .
وربما كان الأغرب من ذلك هو أن تجده يلزم الناقد المسرحي بنقد النص والعرض المسرحي مؤكداً على أن المسرحية تكتب لتمثل لأن الأصل في المسرح هو التمثيل ويرى أنه محتم على الناقد المسرحي أن يدرس كل عناصر الإخراج من موسيقى وإضاءة ومناظر وملابس وحيل ومؤثرات دراسة دقيقة ، ثم يختتم مبحثه في النقد المسرحي بالقول بجواز اقتصار الناقد المسرحي على نقد التأليف فحسب أو نقد جزء واحد أو عنصر واحد من عناصر العرض المسرحي . وكأن العرض المسرحي لا ينطبق عليه ما ينطبق على القصيدة أو اللوحة التشكيلية أو اللحن أو المقطوعة الموسيقية وكأن الناقد يمكنه أن يوقف نقده عندما شاهد مسرحية ( عطيل ) مثلاً على أداء ممثل دور عطيل دون النظر أو التعرض بالنقد للممثلين الآخرين أو أن يوقف نقده عند مشهد انهيار المنظر على الممثلين في عرض مسرحية الزلزال لمصطفى محمود بإخراج جلال الشرقاوي أو مشهد قتل الأشراف لكاليجولا في نهاية المسرحية دون غيره من مشاهد المسرحية .
صحيح أن هناك اتجاهات مسرحية معاصرة ( حداثية أو ما بعد حداثية ) لا تسعى إلى الوحدة العضوية أو التسلسل المنطقي للأحداث وإنما تقوم على تداخل الأمكنة والأزمنة وعلى الإشراقات وعلى التشظي وألوان السرد الانعكاسي أو السرد التمثيلي كالعبثية والملحمية والدادية والسيريالية وهي بذلك لا ترهق الناقد ولا الباحث بالتحري حول تحقق الوحدة العضوية أو ( الحبكة ) حسب الكتابة الإبداعية التقليدية . غير أن التنظير النقدي لمثل هذه الاتجاهات وأساليبها المتباينة يكون مقبولاً عند الحديث عنها . أما والحديث منهجياً عن مسرح تقليدي على النحو الذي أشارت إليه نظرة أستاذنا العشماوي ، في إلزامه لناقد المسرحي أولاً بحتمية نقده للمسرحية نصاً وعرضاً ثم جوازه له في نهاية المبحث النقدي أن يقتصر على جزء من العرض أو عنصر منه فهو أمر يوقع الباحث والناقد الحديث العهد بالعملية المسرحية النقدية ف حيرة .
فالناقد يكون مجيداً في نظر أستاذنا العشماوي إذا وضع نصب عينه الثالثة اشتمال العمل الشعري على الوحدة العضوية وهو مجيد أيضاً إذا قصر نظرته النقدية فحسب على جزء أو عنصر من العرض المسرحي موضوع النقد . أليست تلك إشكالية ؟.



المبحث الثاني : العشماوي بين أولويات الفن وأولويات المنهج :
إذا كان من أخص خصائص المنهج الأكاديمي في البحث هو ترتيب أولويات العرض حسب أهمية كل عنصر أو جزئية من جزئيات الموضوع محل البحث العلمي ، وصولاً إلى التأصيل والاستخلاص .
ولأن المسرح مطهّراً كان أم مغيّراً ، يتوسل إلى تحقيق أي من هذين الهدفين ( التطهير - التغيير ) بطريق الإمتاع والإقناع وصولاً إلى التأثير الدرامي التطهيري أو التغيير ؛ فإن العشماوي الأستاذ الأكاديمي ، الشاعر والفنان ، حينما يخلص إلى الرأي في قضية تتعلق بدور الجوقة في المأساة اليونانية فهو يرصد كل الوظائف التي تقوم بها الجوقة ؛ إلاّ أنه يرتب عرضه لتلك الوظائف ترتيباً يعطي فيه الأولوية للدور الغنائي الراقص، ويقدم ذلك الدور على وظائفها الأخرى ؛ فيجعل دور الجوقة الأول هو أن (ترفع الحديث الشعري من وقت لآخر إلى مستوى الموسيقى فيقوي بذلك العنصر العاطفي للمأساة)
ويجعل وظيفتها الثانية أن ( تحمل المعاني الفلسفية والدرامية ، التي قد تكون خافية على
الممثلين) - يقصد الشخصيات - ثم يجعل وظيفتها الثالثة هي الأخيرة . أن ( تلعب دور المشاهد المثالي وتهتم بإبراز الموقف الذي عليه المدنية )
والدكتور العشماوي يقدم بذلك حيل الإمتاع على حيل الإقناع ، إدراكاً منه أن كل ما هو فن يجب أولاً أن يكون ممتعاً ، لكي يكون مقنعاً ، وبذلك يحقق الأثر الجمالي مدخلاً هنا منا لتحقق الأثر الدرامي.

المبحث الثالث : منهج العشماوي بين الاستنتاج السلبي والاستنتاج الإيجابي :

قد تدخل الروح الديمقراطي في خطوات التحليل عند التصدي لبحث علمي لكنها لا تطلب عند الاستنتاج العلمي النهائي ، لأن ازدواج الاستنتاج بعد جهد الافتراض ومصاعب التقصي والتحليل أو التفكيك وصولاً إلى نتيجة علمية أو عدد من النتائج العلمية الفرعية التي تصب جميعها في استنتاج جامع يتخذ شكل القانون أو سمة الحقيقة؛ يصل بالبحث إما إلى استنتاج مزدوج ، أحدهما ينفي الآخر، أحدهما سلبي والآخر إيجابي وإما إلى عدد من الاستنتاجات التي ينقض بعضها بعضاً
ولأن الدكتور العشماوي روح ديمقراطي ، يرعى للصوت الآخر حقه ومكانته بحكم تزاوج صفاته مع ذاته ، فإن الفنان في ذاته ، يتداخل مع العالم في صفاته وخبراته ؛ الأمر الذي يتضح خلال منهجه العلمي عند تعرضه لقضايا الشعر ولقضايا المسرح ، حيث ينتهي بحثه لهذه القضية أو تلك محمولاً على التقدير الاستنباطي العلمي والتقصي والمقاربات التحليلية إلى استنتاجين أحدهما ينسبه إلى البعض الذين يفترض لهم رأياً. أما الآخر فهو منسوب إلى العشماوي نفسه ، فهو يفترض رأياً معارضاً لرأيه هو ، الذي لم يدل به بعد، ثم يصدر رأيه هو الذي ينفي به الرأي الأول الذي استنبطه من تلق قارئ أو ناقد مُتَمَثَّل. وذلك أسلوب علمي في باطنه يتوشح بوشاح الفنان الذي يزاحم العالم في داخل العشماوي نفسه ، ولنعط أمثلة على صحة ذلك : من كتابه (دراسات في النقد المسرحي ) إذ يعلق تعليقات نقدية تتدثر بدثار النقد الثقافي *، في وقفات تحليلية وتعقيبية على فقرات من نص مسرحية ( أوديب ) لسوفوكليس فيقول :
" الأحداث الهامة جميعها تقع عند اليونان في مكان عام ، فما كانت تنشأ علاقات الناس الاجتماعية في البيوت وإنما في الأسواق والطرقات "
ونلاحظ في الفقرة الأولى من هذا الاستخلاص الثقافي لفظة ( تقع ) ونلاحظ في الفقرة الثانية (التفسيرية)، لفظة ( تنشأ ) إن وقوع الشيء نتيجة ، أما نشوؤه فهو بداية تكوين . فالأحداث المهمة في حياة اليونان - فيما يرى الأستاذ تقع في مكان عام - وذلك تعميم - أما نشوء العلاقات التي يترتب عليها وقوع الأحداث فتحدث في الأسواق والطرقات - وذلك تخصيص - .
ومن منطلق الروح العشماوية الرحبة التي علمتنا قبول الرأي الآخر نقف لنناقش هذا الرأي ، لأنه فيما رأينا - نقد ثقافي - ولأننا نحب العشماوي ونحب الحق ، لكننا نؤثر ما آثره أرسطو في قالته عن أستاذه ؛ نقول:
أولاً : المسرحيات اليونانية تدور أحداثها الحاضرة بالتجسيد خارج البيوت وفي الساحة العامة .
ثانياً : الأحداث المهمة لا تقع في الساحات أو الأماكن العامة ولكنها تناقش وتتداول نتائجها في الأماكن العامة ( أوديب - أنتيجوني - الكترا - الطرواديات - اندروماخي – أجاممنون – حاملات القرابين – برلمان النساء – ميديا - هيبوليتوس) أحداثها وقعت أو سوف تقع بعيداً عن الأماكن العامة لعدد من الأسباب :

أولاً : إن الأحداث مقررة سلفاً في الغيب – وهذا ما جعل أرسطو يقدم الفعل على كل عناصر التراجيديا - أما يعرض في الساحة أو أمام القصر أو المعبد فهو نتائجها وما يترتب على وقوعها السابق الحدوث خارج المنظر المسرحي ( أوديب : كمثال ) فقتله لأبيه وزواجه بأمه وفقأ عينيه - وكلها أحداث مهمة - لا تتم في الساحة بل يحكي عنها .

ثانياً : النص المسرحي يبدأ بعد أن تنتهي القصة والإلمام بأطراف القصة غير المجسدة يتم عرضه سرداً على ألسنة الجوقة أو شخصية مضادة أو ثانوية ( الراعي والخادم والكاهن والجوقة في أوديب )

ثالثاً : مناقشة القضايا المصيرية العامة على مستوى الجماهير سمة من سمات الحكم الديمقراطي وقد كانت اليونان تتمتع بالمظاهر الديمقراطية وهذا اقتضى منها مناقشة أمورها المصيرية في الساحة ، فقد كانت بمثابة دار البرلمان أو المجلس النيابي إذ تتحول إلى دار ندوة ومساجلات عامة تناقش فيها الأحداث ما وقع منها وما لم يقع أو يحتمل وقوعه ، لكنها لم تكن مكاناً تقع فيه الأحداث .

رابعاً : لم تكن مناقشة القضايا المصيرية العامة في الساحات مقصورة على اليونان بل تتداول أخبارها والتعقيبات عليها عند الأمم كلها ، فالأحداث تنعكس مظاهرها على الأسواق وفي الساحات فالأحداث المصيرية كالصراعات الحادة والحروب عند الأمم قديمها وحديثها ومعاصرها تقع بسبب الصراع على الأسواق بهدف السيطرة عليها .

واخلص مما تقدم إلى أن د. عشماوي في استخلاصه النقدي الثقافي السابق . استنتج وقوع الأحداث المهمة في حياة اليونان في مكان عام ثم ثنى باستنتاج أكثر دقة حيث نشوء الأحداث الاجتماعية بعلائقها في الأسواق والساحات . فالاستنتاج الأول سلبي والاستنتاج الثاني إيجابي ، إذ يصوب الاستنتاج الثاني الاستنتاج الأول وذلك الأسلوب إنما هو أثر من آثار اشتباك الفنان فيه مع العالم ، فحيث يكون العلم يكون الحسم وحيث يكون الفن يكون التأرجح وفي اجتماعهما معاً يكون الترجيح .
ونعطي مثالاً آخر على منهج الدكتور العشماوي المتسم بالروح الديمقراطي .
يعرض العشماوي لفقرة من حوار ( كريون ) الذي يخبر فيه ( أوديب ) بأمر الإله ( أبولون ) في مسألة الطاعون الذي أصاب ( كادموس ) إذ يقول كريون :
" .. إن الملك أبولون يأمرنا أن ننقذ هذا الوطن من رجس ألم به ، وألاّ نسمح لهذا الرجس بأن يبقى حتى ينمو ويصبح شفاؤه عسيراً . "
ويعلق الدكتور العشماوي على تلك الفقرة الإخبارية التي يحملها كريون من معبد دلفي فيقول فيها أربعة آراء أو تعليقات نقدية :

التعليق النقدي الأول :
يقول : " مثل هذا الأمر الذي يبعثه الإله قد يساء تفسيره فيظن البعض أن الإنسان في المأساة اليونانية القديمة كان فريسة عزلاء لمجموعة من الآلهة القوية غير المسئولة "
والدكتور العشماوي في تعليقه الأول هذا يفترض إساءة بعض المتلقين لقول كريون فيفهمونه فهماً على غير حقيقته وبذلك يكون الاستنتاج استنتاجاً سلبياً يفترض العشماوي وقوعه من آخرين مشاهدين أو قراء أو نقاد . فيعقب تعقيباً ينفي فيه الاستنتاج الأول الذي وضعه فرضاً على ألسنة الآخر .

التعليق النقدي الثقافي الثاني :
يقول العشماوي على لسان الأنا رداً لاستنتاج الآخر المفترض في التعقيب الأول :
" في الحقيقة إن الأمر أبعد ما يكون عن هذا المعنى ، فليس لهذا المفهوم أثر يمكن اقتفاؤه في المأساة
اليونانية "
واستنتاج العشماوي الباحث هنا هو استنتاج تقصي ، فقد صدر بعد التقصي عن عدم صحة الرأي أو الاستنتاج المفترض عند بعض متلقي هذا الموقف . فالاستنتاج الثاني استنتاج إيجابي ينفي به الاستنتاج الأول السلبي .
غير أن العشماوي البحاثة الموسوعي الثقافة لا يكتفي بذلك ، فإذا به يخرج باستنتاج ثالث يؤكد به الاستنتاج الثاني .


التعليق النقدي الثالث :
يقول فيه : " والفهم الصحيح هو أن أبولون هنا ليس إلاّ رمزاً وتجسيماً لواحد من هذه القوانين العامة التي يخضع لها نظام الحياة الإنسانية . تلك القوانين التي ينبغي على الإنسان أن يحترمها إذا هو أراد أن يتجنب الكارثة . "
وأرى أن هذا الاستنتاج الثالث كان صالحاً للرد على الاستنتاج الأول بل كان كافياً للتعليق على ما نقله كريون.
التعليق النقدي الثقافي الرابع :
يقوم على مبدأ السببية : يعلق د. عشماوي على الاستنتاجات الثلاثة السابقات تعليقاً نقدياً ثقافياً . فيقول:" فالإنسان إذا خالف أو اعتدى على القانون الطبيعي أو الأخلاقي لأي سبب من الأسباب ، فإن نتيجة معينة لابد أن تلحق هذا الاعتداء ، وهذه النتيجة تقع باعتبارها شيئاً تقود إليه الأحداث نفسها . "
إن هذا التعليق النقدي العام ينطلق من نظرية التقدير، فالعشماوي يقرأ النص فقرة فقرة ، ويستنبط فهماً مغايراً لفهمه ( تقديراً لفهم الآخر لا فهم الأنا )
ثم يتقصى من داخل نص الفقرة دليلاً على صحة الفهم الذي استنبطه العشماوي نفسه للآخر فلا يجد ما يساند ذلك الفهم المستنبط . ليخلص أولاً إلى استخلاص عام يقطع الطريق على فهم آخر مغاير لفهمه الذي لم يكشف عنه بعد .
ثم يعاود العشماوي الناقد والأستاذ البحاثة في صبر وتؤدة واستمتاع بعمله التحليلي ، يعاود التقصي المصدري للنص ( للفقرة موضع التحليل ) ليخلص إلى رأيه هو من معطيات المتن نفسه ومن معطياته الثقافية الذاتية .
وتدفعه دقة الباحث ممتزجة بروح الفنان إلى تعليق نقدي ثقافي يرتكز على مبدأ السببية ، توكيداً لاستخلاصه العام الذي يثقفنا بثقافة المسرح اليوناني وخاصيته العامة من ناحية وتثبيتاً لرأيه الذي هو استخلاص منهجي مدعوم بثقافته الموسوعية ، وروحه الديمقراطي الذي يقدر الرأي والرأي الآخر . فالعشماوي إذن يقرن نقده غالباً بثقافته العريضة ويخلص في استنتاجاته إلى أكثر من استنتاج حول القضية الواحدة أحدهما سلبي مفترض والثاني إيجابي محقق وما بعد الثاني ثقافي توكيدي للاستنتاج الإيجابي .
إن قراءة العشماوي ناقداً وباحثاً لهي قراءة محيرة وممتعة في الآن نفسه ، والحيرة معها تتأتى من استنتاجاته المركبة عند مناقشته للقضية الواحدة أما الإمتاع الذي يصاحب قراءته فهو الدافع الرئيسي في فض حيرة القارئ الباحث ، لأن الاستمتاع يؤدي به إلى إعادة القراءة وفي الإعادة إفادة تفضي إلى فض تلك الحيرة .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدولة - حوار عن بعد بين متأسلم و مسلم علماني
- الفاعل الفلسفي في الإبداع المسرحي
- فكرة المخلص ( المستبد العادل ) في المسرح الشعري
- المسرح بين أدب السيرة والتراجم الأدبية
- هل يمكن تعلم الإخراج
- الناقد يتأبط نظرية
- استلهام الكاتب المسرحي للتراث بين الارتباك الاتصالي والوعي ا ...
- تشريح نصوص مسرحية
- الإبداع بين الحرية والالتزام
- هوامش مهرجاناتية
- الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
- مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
- درامية التعبير الصوتي في فن الأداء المسرحي
- فنون التمثيل داخل التمثيل بين بيرانديللو ومحمود دياب
- ثقافة التناكح في حياة المسلم
- ذكريات .. لزمن آت
- ضوء أسود وحوائط عازلة
- حرية العقيدة في القرآن
- الفاعل الفلسفي في المسرح الوجودي - المومس الفاضلة نموذجا -
- كتابة الصورة المسرحية بين أفلاطونية التقديس والتدنيس


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أبو الحسن سلام - حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية