أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - التجارة بالشهداء














المزيد.....

التجارة بالشهداء


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يبقي من ثورة المصريين سوي شبابها في شوارعها وقضاتها في محاكمهم يقفون من اجل استكمال المشوار الطويل لثورتهم. لم يمس أحد بعد اركان الدولة بكل فسادها بل العكس كان صحيحا ففي قمة الهرم أتي من لا يحترم المصريين علي الاطلاق. إنهم جماعة الاخوان المسلمين بمنظومتها الدينية الحاملة لكل انواع الفساد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي علي قاعدة اسستها الجماعة تحت شعار الاسلام هو الحل. فهل يسمع أحد الان من يردد هذا الشعار من الاخوان بقدر ما تسلمه السلفيين والجماعات الاصولية كمصيدة وفخ لاصطياد وتحييد من بقي من القوي الاجتماعية وتدجينها تحسبا لاي تغيير لا يستطيع الاخوان السيطرة الكاملة عليه.


وعندما بدات معركة كتابة الدستور اتضحت الصورة وكأن كاميرا الرصد اقتربت بشدة من المشهد حيث تحالف الطرفان علي شعب مصر تكسيرا وهدما في منظومته الحضارية التي بناها علي مدي ما يقرب من 200 عام الاخيرة. معظم الشخصيات التي اوكل اليها كتابته لا تعترف اساسا بالحق السياسي للمواطن. فكل اصحاب اللحي وهم كثيرين في الجمعية التاسيسية يتلقون في تعاليم احزابهم السلفية ان الخروج علي الحاكم ليس من الشريعة ويعلموهم ايضا ان يكذبوا يداهنوا بالمشاركة في كتابة دستور رغم ان القرآن هو دستورهم وان يدعوا انهم شاركوا في الثورة خروجا علي الحاكم الذي لا تجيز الشريعة الخروج عليه. كانت آخر المشاهد المخجلة ان تحاول جماعة الاخوان المسلمين (جدا) شراء جثة أحد شهداء الاتحادية "محمد السنوسي" وهي لازالت في المشرحة برشوة اهله ودفع التكاليف مقابل القول بانه كان من مؤيدي الرئيس مرسي الاخواني وليس من المعارضين، تضليلا للراي العام والصاق تهمة القتل في المعارضة التي خرجت من اجل دستور يحق للمصريين حقوقهم ويمنعهم من الغش والتضليل والكذب ... والقتل.

هذه واقعة واحدة فقط لها الكثير من مثيلاتها في الاسلام السياسي السني بمجمله علي مدي التاريخ، جاء ذكركثير من احداثه علي قاعدم الدم في كتاب هادي العلوي "الاغتيال السياسي في الاسلام". فعلي مدي الثورة المصرية حدثت اغتيالات دموية في ميادين الثورة وتجري الان اغتيالات من نوع آخر كلها بهدف التخلص من الضمير المصري وصوت الحقيقة. وهذا هو السبب في محاولة واضعي الدستور تمييع المادة الثانية باغتيال الاسلام الذي توافق المصريين علي تبنيه طوال تاريخهم الذي جعل مبادئ الشريعة مصدر من مصادر التشريع في دستور 71 . لكن الاخوان وحلفائهم من الجماعات السلفية آثروا علي طريقتهم من القتلة وسفك الدماء بان يصوغوا بندا أتي متأخرا – من اجل التمويه والتضليل - في ترتيب مواد الدستور برقم 219 يشرح البند الثاني ويقول: مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة.

ولا نعرف لماذا لم يتفتق ذهن احد من المنسحبين، قبل انسحابه من الجمعية باقتراح ان تضيف الجمعية التاسيسية بندا آخر ليتسلم نسخته الدكتور الرئيس مرسي كاملة مكتملة حسب مذاهب اهل السنة والجماعة توصي بجعل السرقة ضمن شرائع الاسلام. اليس احتجاز مبادئ الشريعة الاسلامية (وأي شريعة أخري وهي الحق والخير والجمال) وجعلها حكرا علي مفاهيم اهل السنة والجماعة هو سرقة ونهب للثروة الدينية للمصريين البسطاء في تدينهم. فالمصريون لم ينهبوا أحدا طوال معاصرتهم للدين الاسلامي ولم يستولوا علي اوطان الاخرين ولم يحكموا احدا باغتياله ثقافيا ومعنويا.
يقول المصريون في حسهم الشعبي امام ظاهرة الموت "إكرام الميت دفنه"، لكن الاخوان واهل السنة والجماعة لهم راي آخر بان التجارة بالميت لها عشر امثالها، ربما لان 99% من الربح في التجارة.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين انت؟ يا مثبت العقول
- نظام الحكم في زمن مرسي
- متي ستاتي موجات الاساءة الجديدة
- بين -بن بلعيد- و -إريك فروم-
- منقول بتصرف عن جريدة الاهرام المصرية
- صناعة الدستور في غياب طبقات اجتماعية
- هل تصلح الشريعة للتطبيق؟
- سُبْحَانَهُ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ
- زمن الغسالات
- الولايات المتحدة الامريكية الوهابية
- من عدم الانحياز لانحيازات خارج التاريخ
- ليست دولة لكنها اسلامية
- في فلسفة التعهر والكذب والنفاق
- حماس صهيونية المنشأ والهدف
- الثورة علي الدين والفساد
- وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَنْتخِبُونِ
- الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي
- سبيلبرج .. وسينما الخليج
- معركة الدستور - مصر بين الدولة والدين
- اول انجازاتهم خسائر


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - التجارة بالشهداء