أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثائر وشحة - عالم لا نعرفة جيداَ














المزيد.....

عالم لا نعرفة جيداَ


ثائر وشحة

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 15:55
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


عالم دون قمر ولا يوجد لديهم نجوم ، ولا تصلهم الشمس الا قليلاً ولا يرون السماء دون أسلاك وقضبان حتى أنهم أصبحوا يتخيلونها ويرسمونها بذاكرتهم انها هكذا، مليئة بالأسلاك والقضبان يتمنون ان يروها صافية وان يروها مساءً بلحظات المغيب ، ان يحلموا بها صافية ، هم من في هذا العالم يعشقون الحياة ويقدسونها ، لأنهم يدركون جمالها ، ولكن حياتهم تختلف عن حياة من هم أحرار.
فهم يمارس ضدهم كل إشكال القمع والاستفزاز والعنصرية للنيل من إرادتهم وكرامتهم وشموخهم ، فهم من يتم حرمانهم من أبسط إشكال الحياة وبحقوقهم الغير قابلة للنقاش يتم التفاوض معهم على ابسط مقومات الحياة .
اعتقد ان هناك الكثير من العالم لا يعرف معنى ان يكون الانسان أسيرا لدى الاحتلال الصهيوني الذي يمارس ويبتكر كل إشكال العنصرية بحقهم ، هل تشعرون كم مؤلمة هذه الحياة وكم صعبة ان تمنع من ممارسة كل شيء انساني .
لن تشعروا بقيمة ان تستيقظ من النوم دون عدد، ودون فوضاء وصراخ بلغة لا تفهمها وغريبة على مسامعك، لا اذ كنت قد عشت تجربة الاعتقال.
ولا اجمل من ان تستيقظ من نومك بشكل طبيعي دون إعلان حالة الطوارئ واقتحام القسم بحجة التفتيش الروتيني ، ولا أروع من ان تستيقظ من نومك وتمارس حياتك بشكل طبيعي دون استفزاز او حرمان من ابسط حقوقك فلا اقبح من ان تجد نفسك بحاجة الى اذن لمغادرة غرفتك ضمن أوقات محددة وان لا يسمح لك بالاستحمام الا في أوقات الخروج الى الساحة وانك ممنوع من ممارسة الرياضة الا ضمن شروط وبوقت معين ، لتجد نفسك ممنوع من كل شيء ومن ابسط الاشياء.
وفي حالات المرض لا يوجد امامك سوى خيارين اما التحمل والمكابرة واما اخذ حبة أسبرين لكل الإمراض التي عرفتها البشرية فلا ادوية أخرى
حياة مليئة بالقصص والحكايات التي لم تكن تستطيع ان تتخيلها حتى بأفلام الرعب مليئة بالإحداث المؤلمة تفوق كل القصص التي كنت قد سمعتها ممن عاش هذه التجربة لان كل الكلمات لا تستطيع وصف ما يحصل في سجون الاحتلال الصهيوني ولانه هذا المحتل يعمل ليل نهار بكل الوسائل والتكنولوجيا التي عرفها الانسان على ابتكار وسائل جديدة أكثر عنصرية عما سبق للنيل من أرادة أسرنا واسيراتنا وذويهم وعقابهم على انتمائهم ودفاعهم عن وطنهم المسلوب ،فهم لا يدركون بأن هؤلاء الاسرى والاسيرات يرفضون اي احتلال بتفكيرهم وأحلامهم وضميرهم لذلك ليس بمقدور اعتى قوة بالتاريخ ان تحتل إنسانيتهم.
ولذالك لن يانهزموا ومصيرهم النصر الحتمي على هؤلاء من لا جنسية لهم على من هم لمامة أوروبا، ولأنهم يدركون بأن النضال والتضحية في قاموس الفلسطيني وكل من هو مناضل واجب ثابت ولا يمكن التراجع عنه فهم الاقوى من كل جبروت هذا المحتل .
ولان قناعتهم راسخة بان الاحتلال والحياة لا يمكن ان تستمر لانهم نقيضين وان حرية الوطن رديف للحياة ولا يمكن فصل اي مفردة عن الآخرة ، وان عصر العبودية اندثر ولا رجعة له وخصوصاً لدى كل من يؤامن بعدلة قضيتنا .
ولذالك سيبقى الأسير الفلسطيني مهما زادت الضغوط علية ومهما ازداد ظلام الليل سيبقى ينتظر شروق الشمس ولن ييأس وسيقى يضحي ويقاتل من اجل استرجاع ارضه ووطنه الذي سرق منه كي يحيا حياة جميلة كوطنه .
ولانه يتمتع بكل هذا الإيمان بعدالة قضيته سيبقى يتمتع بحريته اينما كان وبأي ظروف وجد وسيبقى اقوى واسعد واجمل من سجانه وحر أكثر منه لأنهم لا يدركون ولا يعرفون معنى الحرية بشكل حقيقي واعتادوا ان يعرفوها بشكلها المزيف والمستورد فالحرية لا تهدى ولا تباع وانما تنتزع انتزاعاً ، ولا يمكن ان تتعايش الحرية مع الاحتلال والاستبداد والعنصرية ولذالك الاحتلال والاستبداد الى زوال .
ثائر وشحة
18/12/2012
[email protected]



#ثائر_وشحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي العلي الثائر
- يجب مقاطعة احتلالك لانك انسان
- وهم الانتصارات
- فلسطين
- فأبت الردائة ان تفارق اهلها بمن تسيء لمن احسن اليها
- مفهوم الدولة الامة
- اشتم رائحة اوسلو بنكهة اخوانية
- حاضر و مستقبل اللامساواة الاجتماعية
- دراسة سسيولوجية لكاركاتير ناجي العلي
- بداية الانتصارات وليس اخرها


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثائر وشحة - عالم لا نعرفة جيداَ