أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - اقرؤوا تصحوا















المزيد.....


اقرؤوا تصحوا


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القراءة هي وسيلة إستقبال معلومات الكاتب أوالمرسل للرسالة واستشعار المعنى وهي وسيلة للتثقيف وكل هذا يتم عن طريق استرجاع المعلومات المسجلة في المخ والمعلمة من قبل من حروف وأرقام ورموز وأشياء أخرى مثل طريقة برايل للقراءة للمكفوفين .... وهناك أنواع أخرى للقراءة غير التي في اللغة مثل قراءة النوتات الموسيقية أو الصور التوضيحة.... وفي مصطلحات علم الحاسوب، فإن القراءة هي استرجاع معلومات من أماكن تخزينها على الحاسوب كالأقراص الصلبة والمرنة وغيرها..... القراءة هى المتعة التى لا تدانيها متعة بالنسبة لى .... لذلك اقرأ كثيرا واجد متعتى الحقيقية فى القراءة ... فالرب خلق وقال كلمة سديدة رائعة هى ( اقرأ ) ... فلابد ان اقرأ وان افهم لا ان اقهر وان اجبر !!!... والكتاب هو الصديق الذى لايمل ابدا منك !!!...فمثلا الذى لا يعرفه معظم المصريين ان السيد البدوى ورفاقه كانوا فى الحقيقة زعماء لتنظيم سرى لقلب نظام الحكم فى مصر منذ سبعة قرون كما جاء فى كتاب "السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة "... وقد امتد هذا التنظيم من مكة الى العراق والمغرب واتخذ قاعدته فى مصر، واعتمد هذا التنظيم سياسة النفس الطويل فى تربية الاتباع واعداد القادة ، وبعد قرن تقريبا كان البدوى والرفاعى والدسوقى والشاذلى والمرسى هم قادة المرحلة الأخيرة من التنظيم، فلما فشلوا فى قلب نظام الحكم بقوا حتى الآن فى العقيدة المصرية كبار الأولياء الصوفية المقدسين حسبما كانوا يقدمون أنفسهم للناس....الذى لا يعرفه معظم المصريين ان كلا منهم كان له اسمه الحقيقى المختلف عن اسمه الحركى ، وكانت لهم شفرة للاتصالات ، وعندما فشلوا فى اقامة دولتهم انتقموا من الدولة المملوكية القائمة باحراق كل الكنائس المصرية ـ ما عدا الكنيسة المعلقة ـ فى وقت واحد من الاسكندرية الى القاهرة الى اسوان ، وبطريقة واحدة ...


لذلك لا تغيب الكتب عن بالى وامالى وعن عينى .... فالحمد لله لدى الوف الكتب فى شتى مجالات الفكر الانسانى التى تهمنى ... فانا اقرأ فى الفلسفة والمنطق وعلم النفس والادب والتاريخ والسياسة واللغة والفن والدين ... الخ ... ولقد انفقت عشرات الالوف من الجنيهات فى شراء الكتب وجمعها ...ولكنى فى غاية السعادة فالمثل يقول : ( ما ضاع من مالك ما علمك ) ... وهو مثل صحيح !!! فعندما تقرأ تشعر كأنك ما تعلمت ولا فهمت ولا قرأت ولا كتبت ... واندهش عندما اقف عاجزا امام حكمة الله التى تغيب كثيرا عن عقلى الصغير المحدود القدرة ... وكلما قرأت كلما عرفت مقدار جهلى قبل ان اقرأ !!... لذلك اتجه الى الذى اعرفه فاكتب ... والى الذى لا اعرفه فاقرأ !!!... ويكفى اننى مستريح نفسيا وعقليا ... ولكنى لدى قلق معرفى عجيب ... هذا القلق المعرفى ليس سخطا او تبرما ...انما هو حيرة الذى يعرف القليل - وهذا طبيعى - ويريد ان يعرف الكثير جدا - وهذا طبيعى جدا - .... فالقراءة عملية بنائية بمعنى انه لا يوجد نص يفسر نفسه تفسيرا تاما فعند تفسير النص يعتمد القارئ على مخزون المعرفة عن موضوع النص وذلك من خلال استخدام القارئ معرفته السابقة لتفسير النص.... والقراءة تحتاج إلى معرفة القارئ هجاء الكلمة ونطقها وربط الكلمة بمعناها....وتعتمد طريقة قراءة النص على مقدار تعقد النص ومدى فهم القارئ لموضوعه والهدف من القراءة سواء أكان الهدف تعليميا أو بهدف التسلية....كما تتطلب القراءة الجيدة تعلم المحافظة على الانتباه ومعرفة أن المادة المقروءة يمكن أن تكون ممتعة ومفيدة..... والقراءة الجيدة تتطلب الاستمرارية والممارسة والتحسين المستمر... نحن نقرأ لأن في القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل ....نقرأ لأن في القراءة إزالة لفوارق الزمان والمكان فنعيش في أعمار الناس جميعا ونعيش معهم أينما كانوا وأينما ذهبوا....


نقرأ لأن في القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب، تفيض بالهدى والنصح والتوجيه....نقرأ لأن القراءة سياحة العقل البشري بين رياض الحاضر واطلال الماضي.... نقرأ لأن القراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقا وأبدع غاية....القراءة لا تعترف بالفواصل الزمنية ولا بالحدود الجغرافية ولا بالفوارق الاجتماعية فيستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار.... نقرأ أوصاف الرحلات في مختلف أنحاء الأرض فيحملنا الكاتب إلى قمم الجبال ثم ينزل بنا إلى أعمق الوديان، يسير بنا بين المروج الخضراء ثم ينتقل بنا فجأة إلى الصحاري الجدباء ،وكأننا رفاقه لا يفصلنا طولا الزمان ولا يحول بيننا وبينه بعد المكان.... نحن بالقراءة نستطيع أن نخلق مع الكتاب والعلماء والمفكرين صداقة نحس فضلها ونشعر بوجودها ،وهذه الصداقة تأخذ طابعا خاصا فالقارئ أخذ من صديقه المؤلف أحسن وأجمل ما عنده، لأن المؤلف لا يكتب في كتابه او مقاله إلا كل ما فيه فائدة أو توجيه في حين أننا في صداقتنا العادية مكلفون ولا حيلة لنا في ذلك أن نسمع من أصدقائنا الذين نعيش معهم الطريف والجميل والقبيح والنافع والفاسد من أفكارهم وتخيلاتهم دون استئذان، فكأن القراءة تخلق نوعا من الصداقة أعلى قيمة من صداقتنا العادية.... أن الوطن العربي يعاني من قلة القراءة فكشفت الإحصائية بأن كل مليون عربي يقرؤون فقط 30 كتابا إذا فالمقارنة تكشف لنا أن وضع القراءة في العالم العربي مزرٍ للغاية، ونحن هنا نتحدث عن القراءة أيا كانت، (كتب الطبخ مثلا أو التنجيم) فما بالك بقراء النقد الأدبي، أو النص الإبداعي...·


ومرورا سريعا بجميع الانتكاسات التي داهمت الأمة العربية منذ الغزو المغولي ومرورا بسقوط الأندلس، وتوقفا عند تسلم العثمانيين دفة السلطة في العالم الإسلامي حتى احتضار الرجل المريض (الدولة العثمانية)، تٌعد تلك حقب معتمة في تاريخ العرب، وأثرت سلبا على جميع مناحي الحياة ومن ضمنها الحركة الثقافية.... لكن تقسيم العالم العربي إلى حصص بين دول أوروبا المستعمرة، كان ذو وقع شديد عليهم......فقد سلب الاستعمار إرادة الشعوب وهويتها، مما دفعها إلى خوض صراعات دامية مع المستعمر لسنوات طويلة...... وبعد “تحرر” المنطقة من الاستعمار الأوروبي، وظهور الدول العربية بحكوماتها الديكتاتورية، دخلت الأمة في دوامة أكثر شراسة ودموية ومازالت تكابدها إلى يومنا هذا....ومن أسباب تدني علاقة الشعوب العربية بالكتاب وعدم إقبالهم على القراءة أو ما هى أهم الأسباب التي قوضت من بناء علاقة طيبة بين المواطن العربي وخير جليس (الكتاب):

أولا: الأمية: بالرغم من أن مفهوم ألامية قد تغير في عصر العولمة هذا، حيث صار ألامي هو الذي لا يحسن مزاولة لغة أخرى، ولا يجيد التعامل مع التكنولوجيا، إلا انه في عالمنا العربي ما زلنا نكابد ألامية بمفهومها الكلاسيكي.... يوجد اليوم بيننا على الأرض العربية تقريبا 68 مليون أمي يجهلون القراءة و الكتابة ثلثاهم من الإناث....تصل نسبة الأميين حوالي ” ثلث التعداد الكلي لسكان الدول الاثنتين والعشرين أعضاء الجامعة العربية" ؛ وبسبب كثرة الإنجاب، وغياب برامج تحديد النسل، تفاقمت ألازمة، فحسب تقرير الأمم المتحدة الذي صدر في عام 2002 عن التنمية العربية "انه يوجد عشرة ملايين طفل ليس لهم مقاعد دراسية ....الجدير بالذكر ان الأمية تبلغ أعلى مستوياتها في دول عربية مثل: اليمن، موريتانيا، وجيبوتي، إضافة إلى انتشار الجهل هناك الى جانب ان نسبة واسعة من المواطنين يتركون الدراسة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية، ويلتحقون بسوق العمل....· فالناس، أو أغلب الناس، في العالم العربي لا يجدون قوت يومهم لذلك ظلوا يعتبرون لقمة الخبز أهم من الحرف، وصحن طعام أهم من جملة مفيدة، وكيسا من المواد الغذائية أهم بكثير من مقال في جريدة أو قصة قصيرة·...

ثانيا: عارض “عسر القراءة”(ديسلكسيا).عارض“عسر القراءة” أو ما يسمى بالمصطلح الإنجليزي (ديسلكسيا) تعريفه هو : عدم قدرة القارئ على فك الرموز المكتوبة بسبب “اضطراب أو خلل في العمليات الدماغية المتعلقة باللغة”.... المصاب بهذا العارض( نسبة عالية منه وراثي) هو فرد سليم ذو ذكاء طبيعي وأحيانا يفوق الذكاء العادي، ولا يعاني من أي عطب في أجهزته السمعية أو البصرية....ينتشر”عسر القراءة” بين الشريحة الطلابية( ذات التوزيع الطبيعي) بنسبة تتراوح من 4% إلى 10%..... وحسب دراسات أجريت على الأقليات في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت أن نسبة انتشاره تصل إلى 40% تقريبا.... لا توجد أي إحصائيات موثقة عن انتشار “عسر القراءة” في البلدان العربية، لكن “الترجيحات العلمية” تُدل على أن نسبة انتشاره عالية جدا، بسبب زواج الأقارب، خاصة في دول الخليج، وإنجاب النساء العربيات أطفالا في سنوات متأخرة من العمر، وأيضا بسبب الحروب في تلك المنطقة وانتشار الملوثات البيئية التي أثرت سلبا على الأجيال الصاعدة التي تندرج تحت سن الثامنة عشر وتمثل نصف الشعب العربي تقريبا....

ثالثا: سياسية الترهيب و مصادرة الفكر..... منذ مطلع القرن العشرين وما بعد ما يسمى بحركات "التحرر" العربية وحتى اليوم، ظلت سياسية مصادرة الفكر من قبل السلطة السياسية والدينية، هي العامل الكبير في صدود الناس عن القراءة وتداول الكتب.... مازالت كثير من الدول العربية إلى الآن، تشدد الرقابة على الكتب حتى بعد دخول الانترنت (موسوعة النشر العالمية) إلى الأماكن العامة والخاصة.... بالطبع حركة الترجمة تعطلت عبر السنين بشكل مروع في الوطن العربي. ففي تقرير للأمم المتحدة عن التنمية العربية أشار إلى أن ما تُرجم من كتب إلى اللغة العربية في خلال الألف سنة الماضية، عادل ما ترجمته بلد مثل أسبانيا في عام واحد! وفي قائمة أصدرتها “منظمة مراسلون بلا حدود” عن دول في الشرق الأوسط، رتبتهم على حسب مدى احترامهم لحرية النشر والصحافة ذكر انه” ولم تحظ أي دولة عربية بموقع ضمن الدول الـخمسين الأولى، فقد حل لبنان في الموقع 56، والبحرين في الموقع 67، والكويت في الموقع 78 والسلطة الفلسطينية في الموقع 82 والمغرب في الموقع 89 والجزائر في الموقع 95 والأردن في الموقع 99 ومصر في الموقع 101 واليمن 103 والسودان 105 والسعودية 125، وسوريا 126 وتونس 128 وليبيا 129والعراق 130.... ولكن القائمة لم تتطرق إلى أي من قطر أو دولة الإمارات العربية المتحدة أما إسرائيل، فقد حلت في الموقع 92…

رابعا: تردي حالة دخل المواطن العربي. إن دخل المواطن العربي متردٍ كما بين التقرير الصادر من الأمم المتحدة عن التنمية العربية والذي أكدت فيه ”أن الدول العربية تمتلك إمكانيات لحل مشكلة الفقر وعلى نحو سريع ....حيث أن لدى الدول العربية الموارد الكافية للقضاء على الفقر المدقع في أقل من جيل واحد... وأشار التقرير إلى أن نصيب الإنسان العربي لم يتحسن سوى بنحو نصف نقطة، وهو أدنى معدل نمو دخل في العالم إذا ما استثنيت منطقة جنوب الصحراء الكبرى....أيضا يصل حجم البطالة إلى 15 % وهو ما يقترب من ثلاث أضعاف المتوسط العالمي... كل تلك الإحصائيات ما هي سوى مؤشرات تدل على مدى توغل الفاقة والفقر المدقع بين الناس، وبطبيعة الحال الجائع لا يقتني كتابا ليسكت به ألم جوعه!!...الوضع الاقتصادي المتدهور لا يسمح بشراء الكتب !!..

خامسا: نظام التعليم وقلة انتشار المكتبات..... طبيعة التعليم التي تعتمد على سكب المعلومة وحفظها عنوة في أذهان المتعلمين لا استنتاجها واستنباطها، أثر سلبا على القراءة.... فمزاولة ذاك النمط الكلاسيكي في التعلم، من حيث جعل دور المعلم كمصدر المعرفة الوحيد والمحور الرئيسي في عملية التعلم، جعل الطالب يُستثنى من المثول على الساحة التعليمية، ويتنحى عن أخذ دور في التطوير الذاتي.... تلك الطريقة أنشأت أجيالا لا تقيم المعرفة، ولا تعطي أهمية للكتب، لذلك لا زلنا حتى اليوم نجد طالبتنا وطلابنا يعزفون عن اقتناء الكتب، وعن ارتياد المكتبات، وبعضهم ما زالوا يمزّقون كتبهم الدراسية نهاية العام (تلك الظاهرة المأساوية سارية لأجيال بعيدة في مدارس السعودية في كلا القطاعين الأهلي والحكومي).... هذا بالإضافة إلى نقص مصادر الكتب وتنوعها وقلة المكتبات، ساهم في تعطل رواج الكتب بين الناس....

سادسا: توجه وسائل الإعلام المادي وقلة المهرجانات الثقافية: نحن مازلنا حكومات وشعوبا لا تحتفي بكتابها ولا بمفكريها إلا بعدما يفارقوننا دون عودة، سواء إلى الغرب أو إلى العالم الآخر.... أيضا وسائل الإعلام مقصرة تجاه الثقافة ومفكري هذه الأمة.... معظم الفضائيات غارقة ليل نهار في مستنقعات السياسة، أو بين الفنون والفنانين السطحين.... وكل الدراما والأفلام العربية تفتقر لشخصية القارئ أو الإنسان المثقف....أيضا جميع المهرجانات التي تقام في المدن العربية هي من اجل التسوق فقط ولا مكان للكتاب فيها.... ومشروع “عاصمة الثقافة العربية” مر مرور الكرام على العواصم العربية دون أن يمس الأغلبية الساحقة من الناس....

سابعا: حجب الجامعات و انعزال المثقفين عن ساحة المجتمع الحقيقية.... الجامعات في المجتمعات العربية ما زال دورها هامشياً وغير فعال.... إن مهمة أساتذة الجامعة مقتصرة فقط على إعطاء المحاضرات وحضور المؤتمرات.... أيضا ما زال كثير من المثقفين العرب يعيشون في عزلة، نراهم اليوم قاطنين في صروحهم، مدمنين الحلم وممتهنين الأمنيات.... يخاطبون البشر عن بعد، و يتكلمون بلغة يصعب على المواطن العادي فهمها....

ان الذى يحدث فى عالمنا العربى بوجه عام وفى مصر بوجه خاص ليس له نظير ... فخريج الجامعة يذهب فورا الى المدرسة ليعلم التلاميذ دون ان يتدرب على التدريس او يقرأ فى اساليبه التربوية !!! وكذلك جميع المهندسين فى كل التخصصات ...حتى الطبيب لم يتدرب او يقرأ بما فيه الكفاية ... وفى استطاعتك ان تسأله عن عدد المرات التى قام بالكشف والفحص الطبى على مريض .... وان تسأله ان كان قد رأى جثة كاملة او حتى انفرد باستاذه لكى يفهم !!!... نحن جميعا نعرف ما الذى يدرسه التلميذ المصرى الذى يتوكأ على الدروس الخصوصية ... ونعرف ما الذى يتعلمه الطالب الجامعى , انه يتعلم من خلال مذكرات الاساتذة ... فلا وقت عنده للقراءة الحرة العميقة ... ولا وقت عنده للتفكير والمستقبل .... لذلك من الطبيعى ان نجد الطالب المصرى يخطف المعلومات .... من وجهة نظرى الدروس الخصوصية هى نوع من الغش ... المدرس يحاول ان يغششه ما سوف يجىء فى الامتحان ...والدولة تسكت على الدروس الخصوصية وترى انها علاوات وحوافز دورية للمدرس يقبضها من اولياء الامور ... ثم ان الامتحانات وما يدور فيها سرا وعلنا هى ألوان واشكال من الغش .... والنمتيجة : لا احد استفاد وانما جاء نجاحه دليلا على انه من غير الدروس الخصوصية والمذكرات التافهة ومن غير الغش لا نجاح فى الدراسة ولا فيما بعدها !!! لذلك ينادى الذين افزعهم مصير الخريجين ومستقبل التعليم فى مصر بضرورة تدريب الخريجين على اعمالهم الجديدة من خلال التدريب العملى والقراءة المتعمقة .... ونظرا للتطور التكنولوجي الهائل والانفجار المعرفي الذي يشهده العصر الحالي والاهتمام بحرية التعبير وإبداء الرأي اتسع مفهوم القراءة وأصبحت القراءة عقلية انفعالية تشمل تفسير الرموز والرسوم التي يتلقاها القارئ عن طريق فهم المعاني والربط بين الخبرة السابقة للقارئ وهذه المعاني والاستناج والنقد والحكم والتذوق وحل المشكلات ومن هنا جاءت أهمية ربط القراءة بالابتكار والإبداع .....

بينت دراسة أجريت في بريطانيا أن 74% من الناس الذين يقتنون الكتب أو يتلقون شكلا من التعلم، يتمتعون بصحة جيدة وذهن يقظ..... نحتاج اليوم إلى حملات تثقيفية لتسويق خير جليس (الكتاب) وهذه بعض الأطروحات التي ستساهم في احتواء بعض جوانب الأزمة الثقافية:
1- إشراك الأثرياء العرب في محاربة ألامية والفقر بكل السبل والاهتمام بفئات المعسرين قرائيا.... فالارتقاء بالمجتمع ليس هما حكوميا وليس مقتصرا على مؤسسات الدولة ورموزها، بل هو واجب على كل فرد....
2- رفع الحصار عن الكتب وإيقاف سياسة مصادرة الفكر وإبعاد السلطة الدينية عن الساحة الثقافية، من خلال سن قوانين وتشريعات تحمي الكاتب وتحفظ حقوقه بعيدا عن اتهامات التكفير وأحكام الردة...
3- تبني القطاع الخاص مشروع المكتبات المتنقلة، وهي عبارة عن حافلات تحمل شعار”اقرؤوا تصحوا” ذات ترنيمة خاصة تتجول بين الحارات وعند المدارس والمساجد لبيع كتب (ثقافية فقط) بأسعار تناسب دخل المواطن العادي...
4- إقحام الجامعات لأخذ دور في تطوير وتبني أنماط التعلم الحديثة بين أروقة المدارس والمؤسسات التعليمية وتبني “التعليم عن بعد”، وتعزيز برامج القراءة و تحسين المكتبات، وإعطاء أهمية للكتاب وتدعيم وجوده بين الناس خاصة لدى الأجيال القادمة ...
5- توظيف المساجد وجعلها كبيوت ثقافية، للرفع من مستوى المجتمع، بحيث تكون كدور كتب عامة تشرف عليها الحكومة، لنشر الوعي الثقافي بين الناس، مع التركيز على أن لا يُدس فيها أي توجه سياسي أو ديني...
6- تكثيف مقاهي الانترنت والبرامج الثقافية من قبل المراكز المعنية بالثقافة والأندية الأدبية، ومساهمة الدولة بحيث يتم تكريم مفكري الأمة وأدبائها وترويج كتبهم بين الناس.... أيضا اختيار نماذج لشخصيات محببة في المجتمع مثل نجوم الرياضة والفن، كي يسوقوا عادة القراءة خلال وسائل الإعلام...
7- إقامة مهرجانات ثقافية، وتوزيع كتب وموسوعات علمية كجوائز أو منح دراسية في مهرجانات التسوق عوضا عن الهدايا التقليدية المتعارف عليها اليوم...

تلك بعض الأطروحات التي تحتاج إلى دراسة وتنسيق من جهات مختلفة في المجتمع، بحيث تنظم بجدية كي تساهم وتسرع في نشر عادة القراءة بين الناس وإعادة الكتاب لمكانته الخاصة في حياتهم كخير جليس. جميع تلك التوصيات لحل قضية نضوب عادات القراءة في جداولنا اليومية، ممكنة وقابلة للتنفيذ بدءا بهذا اليوم، هذا إذا كان هناك حكومة عربية لديها نوايا صادقة لبذل المال والوقت والجهد لتطبيقها على ارض الواقع!.. بعد ان خرجت القراءة من مفهومها التقليدي الذي أصبح لا يفي بحاجات العصر إلى القراءة الابتكارية التي تجعل من الكتاب مصدرا للتفكير والإبداع وتجعل المتعلم يغوص في المادة المقروءة ليكتسب الحقيقة فيما يقرأ ويستدعي الأفكار المخبوءة التي يمتلكها هو والتي يمزجها بتخيله فيزداد رصيده من المادة المقروءة ويصبح قادرا على توظيفها واستخدامها أو إعادة كتابتها و التعبير عنها.....كل شيء يحتاج إلى ممارسة حتى تتقنه، كذلك إذا أردت جعل القراءة عادة يومية أجبر نفسك عليها لمدة لا تقل عن شهر على الأقل حتى تتعود عليها باستمرار وتجد نفسك مواصل فيها (أو على مدة إفتراضية تختارها أنت)... الى جانب تحدثك عما تقرأ عنه ...فالتحدث عن الأشياء التي تقرأها تساعدك كثيراً على المواصلة في القراءة... تحدث مع أحد تعرفه يهتم بنفس المواضيع التي تهتم فيها والأمثلة كثيرة، فعلى سبيل المثال إذا كنت تقرأ لوحدك جرب أن تتخيل أنك تتحدث أمام مجموعة من المستمعين حول ما تقرأه هذا يمكن أن يساعد على تجنب الملل... ويغرس حب القراءة فى نفسك !!..
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...
- المكارثية الاخوانية خربت مصر
- التهريج السياسى الاخوانى واستنساخ الثورة الايرانية
- من دساتير حسنى لدساتير مرسى يا شعب مصر لاتقبل
- الهجمات المرتدة التركية على سوريا فرصة لاتعوض
- اروع حبيبة
- الانتهازيون الجدد : الاخوان والامريكان وأردوجان
- الاحتكار السياسى الاخوانى وازدواجية المعايير
- لن نذهب الى كانوسا الاخوانية
- لا تراجع ولا استسلام حتى يسقط خفافيش الظلام
- لابد للديمقراطية ان تنتصر فالتطور سنة الحياة
- باسم الخلافة يريدون خطف الدولة
- السقوف الايدلوجية الايرانية وثورات الربيع العربى
- لاتتركوا سيناء تذهب لجماعة ضالة لا تؤمن بمعنى كلمة وطن


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - اقرؤوا تصحوا