أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد صموئيل فارس - الاقطاعي وأنا ؟














المزيد.....

الاقطاعي وأنا ؟


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 21:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كنت اسير في شوارع قريتي الصغيره جنوب مصر حيث الشمس الساطعه والهدوء والخضره والهواء النقي وتقابلة مع الرجل الاشهر داخل تلك القريه فهو واحد من الاثرياء وبقايا عصر الاقطاع مازال اهل القريه ينادونه بنفس الالقاب الملكيه التي كانت حاشية الملك تنعم بها علي من ترضي عنهم السرايا

وهو لقب ( الباشا ) كان يود ان يسأل عن امر ما ولم يجد احد امامه سواي وتعرف عليه واثناء حديثي معه بادرته بسؤال ظل ينظر اليه وهو صامت وبعدها تركته واكملت طريقي ومر اكثر من يوم علي هذه المقابله ويبدو ان امر ما لفت انتباهه تجاهي

وجدته يرسل الي منزلي احد رجاله يطلبني للقائه داخل مسكنه او السرايا كما يطلق عليها اهل قريتي وكان سؤال كل من حولي ماذا يريد منك الباشا ؟ ذهبت اليه وجلسنا نتحدث لفترات طويله هو انسان درس في جامعة القاهره وتخرج من كلية الهندسه وتزوج بعد ان انهي دراسته الجامعيه لكنه

ظل في القاهره الي ان سقطت عليه تلك الثروه الطائله التي تقدر بمليارات الجنيهات بعد ان رحلت والدته فهي التي كانت تدير كل الثروه ووجد نفسه في دوامه كبيره اراضي وعقارات واملاك لاحصر لها والاكثر من ذلك اطماع الناس التي كانت تطارده

هو طيب القلب له ابن مر بتجربه عاطفيه كان هدفها المال وفشلت لكن مرارة التجربه سيطرة علي الابن وفقد معها الثقه في خوض التجربه مره اخري وهو ما كان يسبب للرجل مراره داخليه فهو يريد ان يطمئن علي ابنه وان يري له نسل

زوجته سيدة مجتمع تجيد العديد من اللغات تكرس كل وقتها للاعمال الخيريه في افريقيا في اول زياره لها الي القريه ارسل اليه الباشا رجاله يطلبني للقائه ذهبت وجدته يقول لي اريد ان اعرفك علي زوجتي وجلسنا لساعات طويله نتحدث في مختلف المجالات

كان انقطاعها عن زيارة القريه قد اخفي عليها الرقي في التعليم والمستوي الفكري الذي اصبح عليه ابناء القريه السيده تتمتع بذكاء حاد قالت لي هل تحب القراءه قلة لها انا مدمن قراءه فقالت لي تعالي معي دخلت الي حجرة مكتب الباشا

وجدت الجنه التي كانت في خيالي فردوس المعرفه والاطلاع الاف من المجلدات والكتب بكل اللغات الشئ الوحيد الذي لا أستأذن فيه احد تجولت داخل متحف كبير من كتب اثريه لها اكثر من 200 سنه في مختلف المجالات والعلوم

كانت تنظر نحوي بأستغراب علي ذهولي ولهفتي وكأنني وجدت كنزا واخذت ما استطعت ان احمله من كتب وابحاث وبعدها انصرفت الي البيت كنت اظل ساعات الليل كلها اقراء دون توقف فهي بالفعل كنز ثمين

ظلت علاقتي بالرجل ولكن كانت هناك مشكله داخليه بيني وبينه كان له عشرات الافدنه داخل الكردون المعماري وكان الكثيرين من ابناء القريه الذين يريدون الحصول علي قطعة ارض للبناء يقصدوني لآتحدث اليه حتي ان بعضهم عرض صفقات للتربح من اجل الوساطه

كنت اقول للاصدقائي علاقتي بالرجل انسانيه ولن تتخطي هذه الحدود مهما حدث وكان هناك نزاع كبير بين اهل القريه وبينه كونه كان يبيع الاراضي لوسطاء وهو ما كان يعاني منه الفقراء نتيجة الاحتكار فتحدث معي وهو وبرر موقفه ان الكثيرين لم يسددوا باقي الاقساط

وهناك كثيرين يطمعون ولا يسددوا باقي الاموال وسألني عن رائيي في الامر قلة له من يتحدثون معي هم بالفعل من الفقراء ولا تخسر احد منهم انت تعلم قيمة ان تكون سببا في ان تفرج عن كرب انسان ومحبة الناس هي الباقيه والاموال الي زوال

بالفعل احضر كشفا وكتب فيه كل اسماء الناس التي تحتاج الي مسكن وقام بتوزيع الارض بسعر في متناول الجميع وبعد ذلك حدثت ضغوط عليه من الوسطاء ووجد فروق الاسعار بالملايين فتراجع عن الامر مره اخري

قصدتني احدي المؤسسات الخيريه التي كانت تبني مشروعا كبيرا لابناء القريه ان اتحدث الي الرجل حتي يقوم بمساعدتهم وقالوا لي هذه مسؤليتك ونحن واثقين ان هناك من جهتك خيرا وجلست افكر في الامر وبالفعل جمعتني الصدفه في اليوم التالي معه

وذكرته بوالده وكيف انه كان انسانا خيرا ولاينسي اهل القريه ما فعله من خير وحكيت له امر فعله الاب في حياته فقال لي من قال لك ذلك قلة له شيوخ القريه الكبار في السن لآن عمل الخير لايسقط ابدا مهما مر عليه زمن وقال لي وما المطلوب

فبادرته ان يظل اسم الوالد محفورا في الذاكره والوجدان فضحك بصوت عالي وقال لي بمعني قلة له انت تعلم ان هناك مشروعا كبيرا لآهل القريه سوف يتم فلابد ان تكون هناك بصمه قويه لك في مساهمتك الماليه فقال بالتأكيد وبالفعل تبرع بمبلغ تعدي 800 الف جنيه

المشكله التي كانت بيني وبينه في حقيقتها تكمن في ان الرجل كل من حوله يتعاملون معه بأنه ولي النعم وينادونه بلقبه انا الوحيد الذي كنت اقول له يا باش مهندس وكان هناك هااجس يحاصره انه ليس احد يتعامل معه من باب الانسانيه الكل له اغراض ماديه

وكنت بالنسبه له حاله اثتثنائيه انا شاب صغير وفي مقتبل العمر وفي داخله انا من رعاياه في اخر حوار بيننا لمح انني اريد شيئا ولا اريد الافصاح عنه استغربت الامر واعلمته انني صريح جدا مع كل من حولي وذكرته ان قدومي اليه يأتي بناء علي طلبه

وان لغته بالنسبه لي غير مقبوله وقلة له يجب ان تعلم جيدا ان علاقتي بك انسانيه غير ذلك لااريد معرفتك وانفعلت بصوره كبيره وانتهت مقابلتي له بعد ان حصل مني علي درس في التعاملات الانسانيه وانه يجب ان يفرق بين البشر في تعاملاتهم معه كان مذهولا

ان احد رعاياه يحدثه بهذا الاسلوب اتذكر جيدا عينيه وفمه المفتوح ينظر نحوي في اندهاش تركته بلا عوده ولم اراه منذ سنوات ولا اعلم ما فعلته كان صائبا ام خاطئا كل ما اذكره انني لم اسمح له بفرض سلطته الطبقيه عليه



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي الشاطر وحجازي والبلتاجي ؟!
- لماذا الدماء علي جدران القصر ؟
- موقف الاجهزه الامنيه من الشعب المصري الان ؟!
- علي المصريين أن يتمسكوا بالامل ويتذكروا تاريخ النضال السلمي
- الجماعه تتهاوي أمام غطرست السلطه وشهوتها !
- فليحذر المصريين خبث الآخوان لتمرير الدستور !
- سر الشاي بالياسمين عند الاخوان المسلمين ؟!
- إعلان دستوري غير دستوري يوحد مصر !
- ثرثره خلف الابواب المغلقه ؟
- دماء علي القضبان ؟!
- دماء علي القطبان ؟!
- عشرة أسباب لضرب قطاع غزه في هذا التوقيت ؟
- عدم حضور مرسي حفل التجليس أكبر تهنئه للاقباط !
- سيناء الي أين ؟
- البابا والجهات السياديه في زمن الفوضي ؟
- بطريرك المرحله الانتقاليه ؟!
- أي المدرستين ستختارها العنايه الالهيه لتقود الكنيسه القبطيه ...
- عملية الهجوم علي مصنع اليرموك موقف ودلالات
- التحرش الجنسي أحد ثمار التدين المزيف ؟!
- مدنية مصر بين مطرقة الدوله العسكريه وسندان الدوله الدينيه ؟!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد صموئيل فارس - الاقطاعي وأنا ؟